مستوطنون يقتلون فلسطينيين بالضفة وحماس تدعو لتفعيل المقاومة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
استشهد فلسطينيان برصاص مستوطنين بعد ساعات من استشهاد فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس بـالضفة الغربية، في وقت دعت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "تصعيد الغضب الشعبي وتفعيل كافة أشكال المقاومة لردع المستوطنين عن جرائمهم".
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينييْن متأثرين بإصابتهما برصاص مستوطنين في خربة الطويل شرق بلدة عقربا جنوب نابلس.
وقد منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرق الإسعاف الفلسطينية من الوصول إليهما، واحتجزت جثتهما.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب وإصابة آخريْن، أحدهما إصابته حرجة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن اشتباكات اندلعت بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعدما تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى بناية سكنية في شارع "المريج" وسط مدينة نابلس.
قوات الاحتلال تقتحم مدينة البيرة قرب رام الله بالضفة الغربية #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/xiB9CK7Vfg
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 15, 2024
من جهته، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال خلال اقتحامه قرية برقة بقضاء نابلس.
ووفق إعلام حكومي فلسطيني، أصيب 9 مواطنين في هجمات للمستوطنين تركزت في محافظات قلقيلية وسلفيت (شمال) والخليل وبيت لحم (جنوب).
ففي شمالي الضفة، ذكر التلفزيون الفلسطيني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصاب شابا واعتقله في قرية باقة الحطب شرق قلقيلية.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن 5 مواطنين أصيبوا بجروح ورضوض مساء الاثنين في هجوم نفذه مستعمرون على بلدة بروقين غرب سلفيت.
وأضافت أن مجموعة مستوطنين من مستعمرة بروخين، المقامة عنوة على أراضي المواطنين، هاجموا بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي منازل المواطنين ومركباتهم ومحلات تجارية ورشقوها بالحجارة، مما تسبب في إصابة أفراد عائلة المواطن ياسر شفيق عبد الله، الذين نُقلوا إلى مستشفى سلفيت الحكومي.
وقالت وفا إن مستوطنين هاجموا قرية شِعب البُطم في مسافر يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة. وأضافت أن "مستعمرين مسلحين من مستعمرتي أفيجال ومتسبي يائير، هاجموا، بحماية جنود الاحتلال، مساكن المواطنين في القرية، وأحرقوا مركبة".
وفي مدينة بيت لحم، ذكرت الوكالة أن عددا من المستعمرين هاجموا مركبة بالحجارة قرب مجمع مستعمرة غوش عصيون (جنوبي المدينة)، مما أدى لإصابة مواطنين اثنين بجروح ورضوض، نقلا على إثرها إلى المستشفى، إضافة لتضرر المركبة.
وقبل قليل، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة دورا جنوبي الخليل بالضفة الغربية.
مصاب يروي تفاصيل هجوم مستوطنين على بلدة خربة الطويل جنوب نابلس#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/EtoSyEeQKQ
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 15, 2024
إدانة أميركيةوفي الآونة الأخيرة، صعّد المستوطنون المسلحون هجماتهم على الفلسطينيين بشكل غير مسبوق في عدد من القرى بالضفة الغربية.
ووفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 7 مواطنين برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة، واستشهد أسير في سجون الاحتلال، وأصيب أكثر من 75 مواطنا، وغالبية الإصابات برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، بينها 14 إصابة بحالة خطيرة منذ فجر الجمعة الماضي.
وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بالضفة الغربية منذ السابع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 468، في حين أصيب أكثر من 4800 مواطن، وفق بيان للوزارة مساء الاثنين.
من جانبها، دانت الخارجية الأميركية مقتل شابين فلسطينيين وفتى إسرائيلي في أحداث العنف الأخيرة في الضفة الغربية، وطالبت السلطات الإسرائيلية والفلسطينية بالقيام بما يجب والتصدي لما وصفتها بأعمال العنف.
كما عبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن قلق بلاده من عدم قيام الشرطة والجيش الإسرائيليين بما يجب لمنع عنف المستوطنين.
حماس تدعو للمقاومة
من جهتها، دعت حركة حماس إلى "تصعيد الغضب الشعبي وتفعيل كافة أشكال المقاومة لردع المستوطنين عن جرائمهم بالضفة الغربية".
وقالت الحركة -في بيان- إن "تمادي مليشيات المستوطنين في اعتداءاتهم على القرى والبلدات في الضفة الغربية، والتي أسفرت اليوم عن استشهاد شابين وإصابة عدد آخر من المواطنين جراء هجومٍ همجي جديد على خربة الطويل شرق بلدة عقربا جنوب شرق نابلس، هو استكمال لمسلسل الإجرام الذي ترعاه حكومة الاحتلال النازية وقادتها المجرمون المحرّضون على دماء شعبنا ومقدراته".
وشددت حماس على أن "هذه الدماء لن تذهب هدرا، بل ستُنبِت ثأرا ونارا تحرق الاحتلال وقطعان مستوطنيه، فصمود وعزم شعبنا لا تثنيه المجازر ولا بطش الاحتلال، الذي فشلت كل محاولاته لإخماد المقاومة في الضفة الغربية".
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة مسيّرة تابعة له بالضفة الغربية المحتلة.
وقال الجيش -في بيان مقتضب نشره عبر حسابه على منصة إكس- "سقطت في وقت سابق اليوم (الاثنين) طائرة مسيرة عن بعد قرب مدينة نابلس شمالي الضفة".
وأوضح أن الطائرة المسيرة التي سقطت من طراز "سكاي رايدر". ولم يكشف بيان الجيش عن سبب سقوط الطائرة وما إذا كان قد استعاد حطامها أم لا، لكنه قال إنه فتح تحقيقا في الحادث ولا خوف من تسريب معلومات جراءه.
و"سكاي رايدر" هي طائرة مسيرة صغيرة الحجم يستخدمها الجيش الإسرائيلي في مهام التجسس والتمشيط وجمع المعلومات الاستخبارية.
وخلال السنوات الماضية، تكررت حوادث سقوط هذه الطائرة المسيرة حتى إن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى تجميد العمل بها عام 2017 بسبب كثرة الأخطاء الفنية في تصنيعها قبل استئناف العمل بها لاحقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی بالضفة الغربیة الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
بعد عمليتي الدعس والطعن.. هل تحفز عقوبات الاحتلال المقاومة بالضفة؟
الخليل- بفارق ساعات استشهد فتيان فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب ووسط الضفة الغربية، بعد تنفيذهما عمليتي دعس وطعن، وفق إعلان الجيش، أسفرتا عن إصابة 3 جنود.
وجاءت العمليتان، في اليوم الـ53 من بدء وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تخضع فيه الضفة الغربية لإجراءات عسكرية مشددة بما في ذلك مئات الحواجز العسكرية والبوابات التي تغلق مداخل القرى والمدن، مع انتشار مكثف للجنود واقتحامات وعمليات عسكرية لا تتوقف.
ووفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية فإن الفتى مهند طارق محمد الزغير (17عاما) استشهد برصاص جيش الاحتلال في مدينة الخليل وذلك بعد وقت قصير من إعلان الجيش قتل منفذ عملية دعس شمال المدينة أسفرت عن إصابة مجندة.
وبعد وقت قصير أعلنت الوزارة استشهد الشاب محمد رسلان محمود أسمر (18 عاما) من بلدة بيت ريما شمال غرب مدينة رام الله، وذلك بعد وقت قصير من إعلان الجيش إصابة مجندين في عملية طعن وقتل المنفذ شمال مدينة رام الله.
بعد إصابته وملاحقته.. استشهاد الفتى الفلسطيني مهند الزغير (17 عامًا) برصاص قوات الاحتلال في مدينة الخليل، والذي يتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية الدهس قرب مستوطنة "كريات أربع"#الجزيرة_ألبوم pic.twitter.com/KyaYpiiPQj
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 2, 2025
عقوبات جماعيةوعقب العمليتين فرض جيش الاحتلال حصارا شامل على مدينتي الخليل ورام الله وأغلق الحواجز والبوابات الحديدية المنتشرة في محطيهما، مما عرقل حياة السكان وشل المدينتين.
وقال الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عماد أبو هواش، للجزيرة نت إن الجيش اتخذ عقوبات جماعية فور وقوع العمليتين، لكن في الخليل كانت الإجراءات أشد "باقتحام كافة أنحاء المدينة لعدة ساعات وإغلاق مداخلها بشكل كامل ومداهمة المستشفيات بحثا عن جرحى".
إعلانوأوضح أن الرواية بشأن مصير منفذ عملية الدعس وهو في عمر الطفولة، مازالت إسرائيلية بحتة، ولم ينشر أي مقطع يثبت عملية الدعس مع أن المنطقة معززة بالكاميرات، كما أن الجيش أعلن مطاردة وتصفية المنفذ دون أن يشير لوقوع اشتباك مسلح "ما يعني إعدامه".
وأشار إلى غياب أي دليل إن كان الطفل قد قتل بالفعل أم ما زال معتقلا "لذلك يبقى مصنفا تحت باب الإخفاء القسري"، موضحا أن القانون يلزم سلطات الاحتلال بإظهار صور القتلى لذويهم والتأكد من هويتهم لكن هذا لم يحدث.
ويربط أبو هواش بين مساعي الكنيست الإسرائيلي لإقرار قانون إعدام الأسرى، ومقتل الفلسطينيين في رام الله والخليل مع إمكانية اعتقالهما.
لماذا الطعن والدعس؟
في ضوء العمليتين، يبرز السؤال لماذا يقدم شبان فلسطينيون في مقتبل العمر على تنفيذ عمليات غالبا تكون نهايتها مقتلهم؟
في إجابته على السؤال يقول المحلل السياسي معمر العويوي للجزيرة نت إن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يعيش منذ ما قبل بدء حرب الإبادة في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "حصارا خانقا على وقع اقتحامات مستمرة وانتشار مكثف لحواجز الموت في كل حيز جغرافي فلسطيني، أنهت حياة العشرات بدم بارد".
ووفق معطيات رسمية فلسطينية قتل جيش الاحتلال 1088 فلسطينيا وجرح أكثر من 11 ألفا واعتقل 21 ألفا آخرين منذ بدء الحرب على غزة.
ويضيف أن استباحة الدم الفلسطيني -بمبرر ودون مبرر- خلقت حالة خوف ورعب وقهر وشعور بالإذلال لدى المجتمع، تبرز بشكل أكبر عند الحاجة للتنقل بين المدن والقرى والبلدات المغلقة بالبوابات والحواجز.
عن استشهاد الطفل شمالي الخليل، قال إن الرواية حتى الآن من طرف واحد هو الطرف الإسرائيلي "وقد يكون ما جرى على الحاجز العسكري حادث سير عادي نتيجة حالة خوف أو رعب، خاصة وأن المنفذ في عمر الطفولة، ونتيجة تلك الحالة فرّ من المكان بعد إطلاق النار عليه ثم جرى إعدامه".
وتابع محذرا "هذه بيئة فرضها الاحتلال على الإنسان الفلسطيني ونتيجة التراكمات تولدت حالة الغضب مما قد يؤشر إلى انفجار كبير مستقبلا في الضفة".
تغطية صحفية| الشـــهيد محمد رسلان محمود أسمر (18 عاماً) من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله الذي ارتقى برصاص الاحتلال بعد تنفيذ عملية طعـــن قرب مستوطنة "عطيرت". pic.twitter.com/3GHTFhwg2Q
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 2, 2025
معطيات رقميةووفق توثيق مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" سجلت في الضفة الغربية 216 عملية إطلاق نار و304 عمليات إلقاء عبوات و14 عملية دهس و15 عملية طعن ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين منذ مطلع العام الجاري.
في حين يفيد المصدر ذاته باستشهاد 254 فلسطينيا وإصابة نحو 2600 ونحو 9900 حالة اعتقال، و14 ألفا و359 اقتحاما بمناطق متفرقة من الضفة خلال الفترة نفسها.
ووفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني -اليوم الثلاثاء- فإن الاحتلال صعد وبشكل غير مسبوق عمليات الاعتقال، مشيرا إلى تسجيل نحو 21 ألف حالة اعتقال من الضّفة بما فيها القدس، إلى جانب الآلاف من غزة، مشيرا إلى "المزيد من الجرائم الممنهجة بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، والتي تشكل امتدادا لحرب الإبادة".
إعلانوأضاف أنّ الأرقام المتعلقة بعمليات الاعتقال اليومية "لا تعكس فقط التصاعد في الأعداد، وإنما في مستوى الجرائم التي ترافقها، وأبرزها عمليات الإعدام الميداني التي ينتهجها جيش الاحتلال، والتي تترافق مع مساعٍ تشريعية في دولة الاحتلال لسنّ قانون يسمح بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين".