محادثات سرية بين بريطانيا والدعم السريع في السودان
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
قالت صحيفة الغارديان إن وزارة الخارجية البريطانية تجري محادثات سرية مع قوات "الدعم السريع" السودانية التي تخوض قتالا شرسا مع الجيش السوداني منذ أكثر من عام، وتواجه اتهامات بارتكاب تطهير عرقي وجرائم حرب.
وأفادت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته أمس الاثنين بأن مسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية، لم تحدد مستواهم، يقودون تلك المحادثات مع قوات الدعم السريع، في حين أدانت جماعات حقوقية تلك المحادثات مع القوات المتهمة بالتطهير العرقي وجرائم الحرب.
وأضافت الغارديان أن هذه الأنباء تثير تحذيرات من أن مثل هذه المحادثات "تخاطر بإضفاء الشرعية" على ما وصفتها بالمليشيا سيئة السمعة التي تواصل ارتكاب جرائم حرب متعددة، في حين تقوض مصداقية بريطانيا الأخلاقية في المنطقة، وفق تعبيرها.
ونقلت الصحيفة وصف إحدى جماعات حقوق الإنسان استعداد المملكة المتحدة للتفاوض مع قوات الدعم السريع بأنه "صادم".
وذكرت الغارديان أن استجابة بموجب قانون حرية المعلومات "إف أو آي" (FoI) البريطاني تكشف أن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية "إف سي دي أو" (FCDO) حثوا على عقد محادثات مع قوات الدعم السريع. وكانت أحدث هذه المحادثات بين المملكة المتحدة و"الدعم السريع" في مارس/آذار الماضي.
ووفقا للصحيفة، فقد جاء في رد "حرية المعلومات" أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي حاولت الاتصال بممثلين من قوات الدعم السريع ونجحت في ذلك. وكان آخر اتصال ناجح يوم الأربعاء في السادس من مارس/آذار الماضي عندما التقى مسؤولون من وزارة الدفاع والأمن مع ممثلين عن قوات الدعم السريع.
وأضاف مسؤولون بريطانيون أنهم، حتى الآن، لم يلتقوا بقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.
انتقادات حقوقية
وقال المدير المشارك لمركز الحوكمة وحقوق الإنسان بجامعة كامبريدج البريطانية شاراث سرينيفاسان إنه على الرغم من أنه "يتفهم إغراء التحدث إلى قوات الدعم السريع، فإن هذا النهج لم يؤد إلا إلى تأجيج العنف في السودان"، وفق ما نقلت عنه الغارديان.
وأضاف أن "التحدث مع الذين يحملون الأسلحة كان جزءا من استمرار العنف والاستبداد في السودان على مدى العقدين أو الثلاثة عقود الماضية". و"البراغماتية لم توصلنا إلى أي مكان"، حسب تعبيره.
من جهتها، قالت مادي كروثر، المديرة المشاركة لمنظمة حقوق الإنسان (رهان السلام)، "لقد صدمت. يبدو الأمر وكأنه خطوة فظيعة. بالنسبة للسودانيين، سيكون الأمر بمثابة صفعة".
وأضافت كروثر "ستكون هناك صدمة مطلقة، وشعور حقيقي بالخذلان التام من حكومة المملكة المتحدة". وأشارت إلى أن التاريخ أثبت أن الحديث مع قوات الدعم السريع "لم يسفر عن سوى القليل من الإيجابيات"، وفق تعبيرها.
وقالت كروثر "تفترض هذه المحادثات أيضا أن قوات الدعم السريع هي جهة فاعلة حسنة النية، ولكن الحديث مع تلك الجهة لم تسفر أبدا عن النتائج التي تقول المملكة المتحدة إنها تريد تحقيقها في السودان. ليس لدي أي فكرة عن سبب تغير ذلك في الوقت الحالي"، وفق تعبيرها.
ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن المحادثات كانت محاولة لزيادة إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية وإنهاء القتال ضد القوات المسلحة السودانية، المتهمة أيضا بارتكاب جرائم حرب، وفق ما نقلت الغارديان.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "تواصل المملكة المتحدة اتباع جميع السبل الدبلوماسية لإنهاء العنف في السودان لمنع وقوع مزيد من الفظائع، والضغط على الطرفين (الجيش والدعم السريع) للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، وحماية المدنيين، والالتزام بوقف إطلاق النار".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات مع قوات الدعم السریع المملکة المتحدة وزارة الخارجیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
تدمير المساعدات الغذائية.. السودان يفضح جرائم الدعم السريع
أصدرت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الجمعة بيانً فضحت فيه الانتهاكات التي ارتكبتها الدعم السريع ضد المدنيين خلال الساعات الماضية.
جرائم الدعم السريعوسلطت الخارجية السودانية الضوء على جرائم وانتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة، ضد القانون الدولي الإنساني، خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى قصفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي بمدينة الفاشر أمس، فضلا عن استهداف مستشفى الضمان بمدينة الأبيض اليوم.
وقالت البيان إن مليشيا الجنجويد الإرهابية ارتكبت خلال الساعات الماضية سلسلة جرائم انسانية شنيعة طالت أهداف مدنية خالصة وراح ضحيتها مواطنون أبرياء.
وأوضح البيان أنه في مدينة الفاشر قصفت المليشيا الإرهابية أمس مستودعات برنامج الغذاء العالمي، وأحرقتها تماما بما فيها من مواد غذائية.
وأشار البيان إلى أن الميليشيا الإرهابية استهدفت اليوم مستشفى الضمان بمدينة الأبيض حيث قتلت 16 من المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج، إضافة لإصابة من عدد آخر من بين رواد المستشفى وطاقمها الطبي.
ونوهت الخارجية السودانية إلى أن المليشيا الإجرامية هاجمت أمس الأول الأربعاء سوقا شعبيا بمدينة الخوي بواسطة المسيرات وقتلت ثمانية مدنيين، إلي جانب استهداف حي سكني في مدينة الدبيبات، جنوب كردفان وقتل إثنين من المواطنين.
وأكد البيان أن هذه الجرائم الكبري المتتالية في أقل من 72 ساعة تمثل تجسيدا لنمط الاستهداف المتعمد والممنهج من المليشيا الإرهابية للمدنيين والمؤسسات الإنسانية والمدنية والمرافق الحيوية، بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر في الأرواح ومنع تقديم الخدمات الضرورية من طعام ومياه وعلاج وكهرباء.
ولفت البيان إلى أن الميليشيا استهدفت جميع المستشفيات العاملة في الفاشر وأخرجت معظمها من الخدمة، وقضت على معسكر زمزم للنازحين بمن فيه بعد أن ظل عرضة للقصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى طوال عام كامل، لتشن بعدها هجوما بريا علي المخيم واسعا قتلت فيه مئات من النازحين، وأخذت من بقي منهم رهائن.
ونوهت إلى أن تقارير ذكرت أن المليشيا الإرهابية رحلت أكثر من 300 من النساء النازحات بمخيم زمزم رهينات إلي نيالا بينما تواصل حصارها علي المدينة وتمنع وصول الأغذية لها وتحرق مستودعات الأغذية بها، بغرض فرض الموت البطيء على سكانها، كما ظلت تفعل في معسكرات الاعتقال والتعذيب للمدنيين التي كشف عنها بعد تحرير العاصمة.
كذلك ظلت المرافق الحيوية في مدينة الأبيض عرضة لهجوم المليشيا بواسطة المسيرات، إذ شمل ذلك المستشفيات والمدارس والأحياء والأسواق وحتى سجن المدينة الذي قتلت أكثر من 40 من نزلائه في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أدت عشرات الهجمات من المليشيا على محطات الكهرباء والمياه في مختلف أنحاء البلاد إلى انتشار الأوبئة بسبب إنعدام مياه الشرب الصالحة في بعض المناطق.
تقع مسؤولية هذه الجرائم علي الراعية الإقليمية للمليشيا الإرهابية، مصدر المسيرات الاستراتيجية التي ترتكب بواسطتها تلك الجرائم وتمويل المرتزقة، الذين يشكلون قوام المليشيا بمن فيهم من يديرون المسيرات . إلا أن القوى الغربية الحليفة لراعية المليشيا تتحمل كذلك نصيبا كبيرا من المسؤولية لما توفره لها من حماية في المنابر الدولية وتساهلها مع جرائم المليشيا.