حركة المستقبل للإصلاح والتنمية مشاركة في ندوة: إشكاليات وتحديات مؤتمر باريس
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة المستقبل للإصلاح والتنمية
مشاركة في ندوة: إشكاليات وتحديات مؤتمر باريس.
بدعوة كريمة من (المركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول AcoGaps) شاركت الحركة في ندوة بعنوان: إشكاليات وتحديات مؤتمر باريس. في يوم ١٦ أبريل ٢٠٢٤م بمدينة بورتسودان.
نحن نثمن ونقدر دور المركز كمنظمة مجتمع مدني عاملة في مجالات مهمة ونشجع كل عمل مماثل داخل السودان؛ من أجل إحداث نقلة نوعية على أسس وطنية للعمل المدني.
إن الخلاصات التي يجب أن توضع في محل الاهتمام بخصوص نتائج مؤتمر باريس هي:
أولا: هناك مشكلة قانونية في شرعية المؤتمر كونه يخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بعدم اعترافه وعدم دعوته للحكومة السودانية، والحُجة المقدمة حول أن المؤتمر لحشد الدعم فقط غير موضوعية وكاذبة فهو معني بمسألة وصول المساعدات أيضا كما تحدثت وزيرة الخارجية الألمانية.
ثانيا: مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر وهي الداعمة الرئيسية للحرب في السودان والممولة الأساسية للمليشيا هو أمر معيب ويقوض العدالة الدولية ويشكك في جدية المؤتمر وأهدافه.
ثالثا: بروز أجندة سياسية كشروط للمساعدات من خلال فرض ممثلين سياسيين على الشعب السوداني، فاجتماع بعض المشاركين في المؤتمر لقضايا سياسية حول مبادئ التحول الديمقراطي لا يجب أن يكون بهذه الطريقة، إن سمنار المجتمع المدني الذي نظم من خلال المعهد العربي بفرنسا ضمن أنشطة المؤتمر كان مجرد نزهة ومثّل نقاشا غير جاد في وقت حرج، وقد كانت هذه الجلسة تحديدا من أكثر ملامح فشل المؤتمر رغم سعادتنا ببعض الأصوات التي وقفت ضد المؤامرة وكشفت خبث الجهات المنظمة.
رابعا: خرج بيان المؤتمر من خلال الرئيس الفرنسي واعدا بتعهدات مالية للمساعدات تبلغ حوالي ٢ مليار يورو، ونحن نرحب بأي مساعدات لكن من الأولى العمل على إيفاء مبلغ (المليار ونصف) 1.5 مليار دولار التي تعهد بها مؤتمر المانحين بجنيف في يوم ١٩ يونيو ٢٠٢٣م ولم تصل منها سوى ٤% فقط. إن التعهدات الجديدة مبهمة من عدة نواح ونذكر بأنها تعني السودان والدول المجاورة المتأثرة بما يوحي بعملية غير شفافة ومعقدة ووعد غير جاد خصوصا إن المؤتمر لم يضغط لتنفيذ ما وعد به المانحون في جنيف، عليه ومع الترحيب بأي مساعدة يجب أن يعكس السياق جدية ونزعة عملية شفافة يمكن التعويل عليها
أين تكمن خطورة مؤتمر باريس للمساعدات الإنسانية؟
إن أخطر ما تم في مؤتمر باريس بجانب العيوب والتحفظات السابقة، هو الحديث الواضح في الجلسة الوزارية عن إمكانية وصول للأراضي السودانية للمساعدات بدون التنسيق مع الحكومة، بمعنى أن المؤتمر يهدف من أجل ضغط دولي ينزع سيادة السودان عن أراضية بدعوى تقديم المساعدات في أي أرض سودانية بما يقود لتقسيم السودان واستعماره فعليا، هذه الدعوة الخطيرة التي جاءت في المؤتمر الصحفي الوزاري تمثل خطرا كبيرا على السودان إذا ما تطورت لتصبح جزء من أجندة هيئات دولية وإقليمية أخرى وللأسف فإن بعض القوى السياسية التي شاركت خصوصا جبهة تقدم تدعم هذا الاتجاه بما يضعها في خانة القوى وكيلة الاستعمار.
البدائل المقترحة:
إن البديل المقترح يقوم على جعل تنفيذ إعلان جدة ١١ مايو هو البوصلة التي تحكم عملية المساعدات والجهد الدولي، بما يقود لالتزام كل الأطراف بالسماح لمرور المساعدات بغض النظر عمن يسيطر على الأرض فكلها أرض سودانية، بجانب توحيد جميع وحشد المساعدات من خلال الهيئات الأممية والدولية العاملة في المجال وبالتنسيق مع الحكومة السودانية. بهذه الصيغة يمكننا خلق سريان فعال للمساعدات الإنسانية مع توجيه ضغط فعال على أي طرف يقطع طريق المساعدات الإنسانية وهذا يضمنه التنفيذ التام لإعلان جدة ١١ مايو.
كما تُذكر حركة المستقبل للإصلاح والتنمية بضرورة إدانة سلوك مليشيا الدعم السريع الذي يقوم على سياسات تجفيف القرى والأسواق من المحاصيل والمواد الغذائية، في فعل يجعل من مسألة الغذاء سلاح في طرف المليشيا ومن خلاله يقوم بتحويل الغذاء إلى مسألة عسكرية لتحقيق الأهداف، وقد وردت عبارة استخدام السلاح كغذاء في الجلسة الوزارية لمؤتمر باريس بدون إشارة لمن يقوم بذلك، سلوك المليشيا هذا يجب أن يواجه بالرفض من كافة الدول و الهيئات الإقليمية و الدولية.
أخيرا:
رسالتنا للشعب السوداني الكريم هي أن هذه المرحلة الحرجة تستلزم منا وعيا جماعيا بخطورة استغلال ملف المساعدات الإنسانية لأغراض خبيثة تضر بالدولة والمواطن كما ظهر من خلال مؤتمر باريس عليه من الضروري أن نتكاتف جميعا من أجل موقف وطني موحد ضد كل مؤامرة وأن نعزز من كل أشكال التعاون والتآزر التي تخفف وطأة الأزمة الإنسانية.
الأمانة السياسية
١٦ أبريل ٢٠٢٤م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مؤتمر باریس من خلال یجب أن
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدعو بافتتاح مؤتمر المحيطات إلى معاهدة دولية
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -اليوم الاثنين- قادة دول العالم إلى التصديق على معاهدة لحماية المحيطات تسمح بإقامة محميات بحرية، في المياه الدولية، من الصيد الجائر والتلوث البلاستيكي وارتفاع درجة حرارة مياه البحار التي تهدد النظم البيئية الحساسة والأشخاص الذين يعتمدون عليها.
وقال غوتيريش -خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر الأممي الثالث للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية إن "المحيطات أكبر مورد مشترك، لكننا مقصرون تجاهها" مشيرا إلى انهيار المخزون السمكي وارتفاع منسوب مياه البحار وزيادة حموضة مياه المحيطات.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باحثون يطورون نموذجا لتتبع كربون المحيطات من الفضاءlist 2 of 4علماء يضعون خريطة للبلاستيك بالمحيطات والنتائج صادمةlist 3 of 4علماء يحددون نطاقين بالمحيطات بمعدلات حرارة قياسيةlist 4 of 4كينيا تستضيف مؤتمر "محيطنا" في 2026end of listوقد بدأت فعاليات المؤتمر في المدينة الساحلية الفرنسية بحضور ما لا يقل عن 100 وفد من مختلف دول العالم، من بينهم نحو 50 رئيس دولة أو حكومة، وآلاف المندوبين والعلماء وممثلي المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني وجميع الجهات المعنية بالحفاظ على المحيطات.
وحذر غوتيريش -في كلمته الافتتاحية- من أن الصيد غير المشروع والتلوث البلاستيكي وارتفاع درجات حرارة البحر تهدد النظم البيئية الحساسة والأشخاص الذين يعتمدون عليها.
وتمثل المحيطات حاجزا أساسيا ومهما أمام تغير المناخ، لكن حين تصبح مياهها أكثر سخونة بسبب ارتفاع درجة الحرارة تُدمر النظم البيئية البحرية وتهدد قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
إعلانوتنتج المحيطات نحو 50% من الأكسجين، وتمتص حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتلتقط أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناجمة عن تلك الانبعاثات.
ويحذر العلماء من أن فقدان النظم البيئية، وتغير المناخ، والتلوث البلاستيكي، والإفراط في استخدام الموارد البحرية، كلها عوامل تدفع محيطاتنا إلى نقطة اللا عودة.
وقال غوتيريش "هذه أعراض نظام في أزمة، وتؤدي إلى بعضها البعض، تفكيك سلاسل الغذاء وتدمير سبل العيش وزيادة انعدام الأمن".
وتسمح معاهدة أعالي البحار -التي اعتُمدت عام 2023- للدول بإنشاء محميات بحرية في المياه الدولية التي تغطي ما يقرب من ثلثي المحيطات، وهي غير منظمة إلى حد كبير.
ولن تدخل المعاهدة حيز التنفيذ إلا بعد تصديق 60 دولة عليها. وتوقع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن يتم ذلك قبل نهاية العام، ولا تتم حماية إلا نحو 1% فقط من المياه الدولية المعروفة باسم "أعالي البحار" حاليا.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المشارك في استضافة المؤتمر مع -كوستاريكا- للوفود إن 50 دولة صادقت على المعاهدة ووعدت 15 دولة أخرى بذلك.
ويأتي تحرك الدول لتحويل وعود على مدى سنوات إلى حماية حقيقية للمحيطات في الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة بتمويلها من مشروعات المناخ، كما تخفف بعض الدول الأوروبية التزاماتها المتعلقة بالسياسة الخضراء في إطار سعيها لدعم اقتصاداتها الضعيفة وصد التيارات اليمينية المتطرفة.
وتشهد قمة المحيطات في نيس مقاطعة الولايات المتحدة. وأكدت ريبيكا هوبارد، مديرة "تحالف أعالي البحار" أن واشنطن لم تصادق على المعاهدة بعد، ولن تفعل ذلك خلال المؤتمر.
وقالت هوبارد "إذا لم يُصدّقوا، فلن يكونوا مُلزمين به. سيستغرق التنفيذ سنوات، لكن من الضروري أن نبدأ الآن، ولن ندع غياب الولايات المتحدة يمنعنا من ذلك".
إعلانوكان ماكرون قد قال للصحفيين أمس تعقيبا على مقاطعة واشنطن للمؤتمر "ليس الأمر مفاجئا، فنحن نعرف موقف الإدارة الأميركية بشأن هذه القضايا". ومن جهته قال الأمير البريطاني وليام إن حماية محيطات الكوكب تشكل تحديا "لم نواجهه من قبل".
كما اعتبر خبراء المحيطات هذا المؤتمرَ فرصة لحشد الاستثمارات لصالح اقتصاد المحيطات الذي واجه منذ فترة طويلة صعوبة في جذب التزامات تمويلية كبيرة.
ففي اجتماع استمر يومين للمصرفيين والمستثمرين في موناكو خلال عطلة نهاية الأسبوع، تعهد المتبرعون والمستثمرون من القطاع الخاص والبنوك العامة بتخصيص 8.7 مليار ات يورو (نحو 10 مليارات دولار) على مدى 5 سنوات لدعم الاقتصاد الأزرق المتجدد والمستدام.
وذكرت الأمم المتحدة أن الاستثمارات في صحة المحيطات بلغت 10 مليارات دولار فقط في الفترة من عام 2015 إلى 2019، وهو أقل بكثير من 175 مليار دولار المطلوبة سنويا.
ولمعالجة هذه الفجوة، قالت الأمم المتحدة أمس إنها بدأت العمل على تصميم مرفق تمويل جديد، من المقرر إطلاقه عام 2028 بهدف تحرير مليارات الدولارات لاستعادة صحة المحيطات من خلال تعبئة مصادر جديدة ومتنوعة من رأس المال.
ويستهدف المؤتمر -الذي يختتم يوم 13 يونيو/حزيران- الحشد الدولي لحماية المحيطات وتنفيذ الهدف رقم 14 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية، واستخدامها على نحو مستدام.