لجريدة عمان:
2025-05-19@20:49:18 GMT

الطريق الذي لم تسلكه الصين إلى زعامة العالم

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

صادفت الصين في فجر القرن الحادي والعشرين سلسلة منعطفات حاسمة كان يمكنها لا أن تعيد صياغة مصيرها وحدها وإنما مصير العالم كله. فقد سنحت سلسلة لافتة من الفرص المهدرة والاحتمالات التي كان من شأنها أن توجِّه أحداثًا عالمية في مسار مختلف.

ولعل الأهم هو احتمال لعب دور رئيسي في صراعات دولية، أي دور كان يمكن أن تلعبه بكين لو سمح أفقها السياسي الداخلي وقرارات قادتها الاقتصادية والاستراتيجية للصين بوضع نفسها في موضع قوى العالم البارزة، بدعم حازم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

عند بداية الألفية وجدت الولايات المتحدة نفسها متورطة في صراعين مطولين في العراق وأفغانستان. وبعد عام 2001، تعاونت الصين مع الولايات المتحدة في أفغانستان، فظفرت بحسن النية. غير أنه بعد مشكلات مبكرة في العراق في ما بين 2003 و2004، ابتعدت الصين، وبقيت على مسافة وعزلة. وذلك هو الوقت الذي كان ينبغي أن تساعد الصين فيه الولايات المتحدة بكل وسيلة ممكنة لها، متطوعة بإرسال قوات إلى هناك. فقد كان ذلك لينشئ رابطة قوية بين البلدين.

كان من شأن ذلك التحالف أن يقصِّر أمد الصراعين ويرسي الأساس للمزيد من التعاون في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فيغير من الأوضاع الجيوسياسية في العالم، وربما كان ليساعد في استقرار الشرق الأوسط، وينشئ مسارا بريا سلميا عبر أوروآسيا ويؤدي إلى استقرار أسعار النفط وتطبيع إنتاجه في العراق. وربما كان ليطلق شرارة طفرة اقتصادية وربما كان ليحول دون وقوع الأزمة المالية سنة 2008.

في السنوات نفسها، كانت الصين تواجه مشكلات تخصها. ففي ما بين عامي 2002 و2007، أبرز انتقال السلطة من جيانج زيمين إلى هو جونتا قضايا الخلافة الأساسية واقترح إمكانية إجراء إصلاح سياسي رمزي في الصين. وفي الوقت نفسه، كان يمكن أن يبدأ إدخال الانتخابات الموجهة في هونج كونج. وكان ينبغي أن تحظى الملكية الخاصة بحماية قانونية كاملة، وأن يصدر عفو عام عن الجرائم الاقتصادية السابقة فيسمح للاقتصاد الصيني ببدء صفحة جديدة.

كان لمثل هذه الخطوات أن تظهر التزاما بانفتاح سياسي تدريجي، وتعزز صورة الصين محليًا وعالميًا. وكان للحزب والقيادة أن يخرجا من ذلك أقوى وأشد.

كان يمكن أن يتم علاج قضية «الأمراء الصغار» داخل الحزب الشيوعي من خلال إقامة غرفة وراثية تدمج هيكلي الدولة والحزب، وكان لذلك أن يمثل خطوة مهمة في تطبيع دور النخب مع إمكانية ترتيب الخلافة السياسية وممارسات الحكم.

كانت علاقات الصين بجارتيها اليابانية والهندية متوترة على مدار التاريخ، وبخاصة في ما يتعلق بالنزاعات على الأرض.

فكان من شأن خطوة جريئة تتمثل في التنازل عن جزر سينكاكو لليابان وتقديم تنازلات حدودية للهند، مشفوعة ربما باستجلاب عشرة آلاف معلم للغة الإنجليزية من الهند، أن تؤدي إلى تحسن هائل في العلاقات. وكان من شأن انتشار إجادة اللغة الإنجليزية في أنحاء الصين أن تزيد من قوة القدرة الصينية في التنافسية العالمية، في ضوء أن الإنجليزية هي اللغة المشتركة في الاقتصاد الدولي.

مثلت الأزمة المالية سنة 2008 لحظة حاسمة للاقتصاد العالمي. وكان لقرار من الصين آنذاك بجعل عملتها الرنمينبي قابلة للتحويل أو ربطها علنا بالدولار الأمريكي أن يحول عملتها إلى حجر أساس في النظام المالي العالمي.

إضافة إلى ذلك، فإن تبني اقتراح الرئيس أوباما سنة 2009 بتقليل الانبعاثات في مقابل نقل تكنولوجيا مع تيسير خفض معقول لقيمة العملة الصينية أن يضمن قدرًا هائلًا من حسن النية من الدول النامية تأثرًا بطفرة الصين التصديرية. وكان من الممكن أن يؤدي الاعتدال في تدابير التحفيز المالي خلال تلك السنوات إلى زيادة استقرار النمو الاقتصادي في الصين.

كانت مبادرة الحزام والطريق الرامية إلى تعزيز التواصل والتعاون العالميين أكبر مشاريع الصين الدولية طموحًا. لكن بدلًا من استبعاد الولايات المتحدة من الخطة، كان يمكن للانتقال بمقرها إلى لوس أنجلس أو سان فرانسيسكو أن يمثِّل ضربة للحساسية الجيوسياسية. فقد كان يمكن لهذه الشمولية أن ترسخ مكانة الصين بوصفها القوة العظمى الرائدة في العالم، بدعم لا قيد له من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

باختصار، في حين أن الطريق الذي لم تسلكه الصين كان يمكن أن يعبِّد تحديات معقدة ومخاطر محتملة، فقد كان يمكن أيضا أن يبشر بعالم قائم على التعاون في الزعامة العالمية، والحلول الوسطى الاستراتيجية والالتزام بالإصلاحات المحلية والدولية.

وليست تلك الصين -التي كان يمكن أن تكون- هي محض أمر من أمور الماضي. ففي الوقت الذي أصبحت فيه علاقات الصين مع جيرانها والولايات المتحدة أكثر برودة بينما تتأجج الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، فإن تلك التساؤلات قد تكون أيضا بمثابة مخطط لأسلوب وأفكار يمكن، بل وينبغي لها، أن تحدد مستقبل البلد.

وما هذه غير أمثلة للمشاريع التي ربما طرحت أو لم تطرح، ولكل فكرة من الأفكار السابقة، كان هناك بالتأكيد كثير من الأسباب الوجيهة لتجاهلها. ولكن بدلا من أن تكون حديثًا عن الماضي، فهي تتعلق بالمستقبل.

لقد حالت حكمة الأمس المفرطة دون أن تتخذ القيادة «الخطوات المناسبة»، وهو ما أدى إلى الوضع الحالي. واليوم، تبدو المشاكل أكثر تعقيدًا بكثير مما كانت عليه بالأمس، كما أن القرارات تبدو أكثر حساسية. ومع ذلك، يحتاج العالم أكثر من الأمس إلى جهود الصين وتفكيرها الجريء والرائع.

وفي حين أن الولايات المتحدة مشتتة جزئيا بسبب انتخاباتها الرئاسية، فقد يكون لدى بكين الوقت للتفكير بعناية وتجربة شيء مبتكر وخلاق حقا. فبعد الانتخابات، قد لا يكون الوقت المتاح كثيرا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة کان یمکن أن کان من

إقرأ أيضاً:

الصين تفرض رسوما جمركية على عدة دول بنسبة 74%

بكين-رويترز

أعلنت وزارة التجارة الصينية رسميا اليوم الأحد فرض رسوم جمركية لمكافحة الإغراق تصل إلى 74.9 بالمئة على واردات بوليمرات البولي أوكسي ميثيلين المشتركة، وهو نوع من البلاستيك الهندسي، من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وتايوان.

ويأتي ذلك نتيجة تحقيق لمكافحة الإغراق بدأته وزارة التجارة في مايو أيار 2024، بعد وقت قصير من زيادة الولايات المتحدة للرسوم الجمركية بشكل حاد على السيارات الكهربائية والرقائق الإلكترونية وغيرها من الواردات الصينية.

وقالت الوزارة إن هذه المواد البلاستيكية يمكن استخدامها جزئيا بدلا من معادن مثل النحاس والزنك ولها تطبيقات مختلفة تشمل قطع غيار السيارات والإلكترونيات والمعدات الطبية.

وفي يناير كانون الثاني، قالت الوزارة إن التحقيقات الأولية خلصت إلى أن هناك إغراقا، ونفذت تدابير أولية لمكافحته اعتبارا من 24 يناير كانون الثاني.

وبحسب الإعلان الصادر اليوم الأحد، تستهدف أعلى رسوم لمكافحة الإغراق، والتي تبلغ 74.9 بالمئة، الواردات من الولايات المتحدة، بينما ستواجه الشحنات الأوروبية رسوما 34.5 بالمئة.

كما فرضت الصين رسوما جمركية تبلغ 35.5 بالمئة على الواردات اليابانية، باستثناء منتجات شركة أساهي كاسي التي ستواجه فقط رسوما بنسبة 24.5 بالمئة.

وستكون الرسوم على هذه الواردات البلاستيكية من تايوان بشكل عام 32.6 بالمئة، لكن منتجات شركة فورموزا للبلاستيك وشركة بولي بلاستيك تايوان حصلتا على استثناءات لتكون الرسوم عليهما أربعة بالمئة و3.8 بالمئة على الترتيب.

وزادت الآمال في أن تهدأ الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد أن أعلن الجانبان يوم الاثنين اتفاقهما على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة في هدنة مدتها 90 يوما، وهو اتفاق قالت صحيفة جلوبال تايمز الصينية يوم الجمعة إنه يجب تمديده.

مقالات مشابهة

  • العقوبات النفطية قد تقوِّض نفوذ الولايات المتحدة
  • النجوم توبا بويوكستون وكان أورغانجي أوغلو وبورجو بيريجيك ينضمون إلى MAD Solutions
  • أول تعليق من الصين على خفض التصنيف الائتماني لأمريكا
  • النفط يستقر مع ترقب المستثمرين محادثات إيران والولايات المتحدة وبيانات الصين
  • نداء إلى الأمم المتحدة.. تكتل إحياء ليبيا: آن أوان تطبيق توصيات اللجنة الاستشارية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
  • الصين تعلن رسوما جمركية جديدة على واردات بلاستيكية من عدة دول
  • الصين تفرض رسوما جمركية على عدة دول بنسبة 74%
  • «معلوف»: ترامب يريد الظهور بمظهر الرجل القوي الذي يدير شؤون العالم
  • أغرب من طقوس المصريين القدماء.. قصة بدلة للدفن في الصين مصنوعة من أغلى أحجار العالم
  • من أعماق الأناضول إلى صروح العالم.. الحجر الذي أذهل ترامب!