"عيد الأضحى" يثير جدلا في المغرب
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
طالب نشطاء في المغرب مؤخرا، بإلغاء الاحتفال بعيد الأضحى جراء صعوبة الظروف الاقتصادية، لتثير مطالبهم نقاشا بين ما هو ديني واقتصادي.
ووفق صحيفة "هسبريس" المغربية، تنطلق مطالب إلغاء عيد الأضحى لدى النشطاء والتي تتجدد موسميا من "انحصار المواطن البسيط في دوامة الأعباء المالية، واللجوء المتكرر إلى القروض الاستهلاكية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والمحروقات، وغيرها من الظروف الاقتصادية التي تجعل مثلا اقتناء أضحية عيد يصل ثمنها إلى 4 آلاف درهم صعبا وله عواقب مالية مستقبلية".
ومع توالي سنوات الجفاف بالمغرب، لا تزال الحكومة ترى أن استيراد رؤوس الأغنام حلا لتلبية الطلب المتوقع قبل موعد عيد الأضحى.
وطرح خبراء دينيون أن "يقتني المواطن أضحية العيد إذا استطاع إلى ذلك سبيلا" فيما يقترح خبراء اقتصاديون أن "يتشارك المواطنون في الأحياء أضحية العيد وتكون موحدة"، مجتمعين بذلك حول "ضرر خطوة عيد الأضحى وسلبياتها".
وفي هذا السياق، قال، الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني للصحيفة: إن "إلغاء عيد الأضحى بالمغرب ستكون له عوائد سلبية كبيرة، خاصة أن نسبة البادية بالمغرب هي الكبرى"، مشيرا إلى أن "المستفيدين من هذه المناسبة هم الفلاحون، أما المتضررون فيمكنهم عدم اقتناء الأضحية طالما أن تكاليف المعيشة صعبة".
وأوضح الكتاني أن "المؤشرات الاقتصادية تقول بالفعل إن عيد الأضحى سيكون صعبا هذه السنة على المواطنين، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار، لكن يجب ألا ننسى أنها فترة ينتعش فيها القطاع الفلاحي، أبرز محركات الاقتصاد ببلادنا، وسينتعش المهنيون وينسون فترات الجفاف القاسية".
إقرأ المزيدوأضاف أن "هنالك ضررا بكل تأكيد من هذه الفترة، حيث المواطن البسيط والطبقة المتوسطة ستعيش أوقات صعبة، لكنه أهون مقارنة بإلغاء العيد وكبح اقتصاد المواشي والقطاع الفلاحي، الذي ينتظر هذه الفترة بفارغ الصبر".
وتابع: "عيد الأضحى سنة مؤكدة وليس عبادة، وإذا كان ضررها الاقتصادي قويا يمكن للمواطن أن يعفي نفسه عنها"، مشددا على أنه "شخصيا، ومن خلال المعطيات الاقتصادية منافعها أقوى من مخاطرها".
واقترح الخبير الاقتصادي أن "يقتني المواطنين في الأحياء أضحيات العيد بطرق مشتركة، تمكنهم من جهة من تقديم مبلغ بسيط، ومن جهة تعزيز التضامن والتآزر"، مضيفا أن "توجه بعض الأسر إلى القروض الاستهلاكية في هذه الفترة أمر غير مقبول دينيا، وحتى اقتصاديا".
ورفض الكتاني "حملات إلغاء عيد الأضحى بالمغرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وقال: "هذا يحمل المواطن مسؤولية هذا الوضع، في حين أنها تقع على عاتق السلطات الوزارية المعنية". مشددا على أن "من لم يستطع اقتناء الأضحية فليس عليه عيب طالما أن الأوضاع الاقتصادية ستتأزم".
عيد الأضحى مهدد بالإلغاء: هل يُعاد سيناريو 1994؟..ف المغرب ????????..???? pic.twitter.com/qEMfc5vpGD
— .. Tofik ninja. ????????،????♥️ (@AmaraSalah18) April 16, 2024ومن المنظور الديني، اعتبر لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات- تمارة (إقليم في المغرب): أن "أضحية العيد سنة مؤكدة للقادر عليها".
وأضاف سكنفل لـ"هسبريس" أن "نحر الأضحية يوم العيد لا يتركه المسلم القادر عليه ولا يتخلى عنه، بل يفعله، لأنه عمل خير يتقرب به إلى الله".
وأوضح أن "من لم يقدر على شراء الأضحية نظرا لضعف القدرة الشرائية لديه، خصوصا مع هذا التضخم المالي الذي يعرفه العالم كله، فإن الأضحية تسقط عنه شرعا، ولا يجوز له أن يكلف نفسه ما لا طاقة له به، وله الأجر بنيته".
وأردف أن "الدعوة إلى إلغاء أضحية العيد تحت دعوى تدني القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع الأسعار تطاول على دين الله، ودعوة بغير علم، واعتداء على حقوق الناس في تدينهم، وافتئات على السلطان، وتدمير للاقتصاد الوطني، ذلك أن عيد الأضحى موسم للرزق حيث يسترزق أصحاب الماشية والجزارين وعدد من الحرفيين الذين يتصل عملهم بهذه الشعيرة التي تحمل في طياتها بعدا اقتصاديا، إضافة إلى البعد التعبدي والاجتماعي".
وأكد أن "الذي لا يقدر على الأضحية تسقط عنه شرعا، ولا يجوز له الاقتراض إلا إذا كان قادرا على رد ما اقترضه دون الإضرار بنفسه أثناء أداء دينه".
المصدر: "هسبريس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الإسلام عيد الأضحى مواقع التواصل الإجتماعي عید الأضحى
إقرأ أيضاً:
حكم نحر الأضحية رابع أيام عيد الأضحى.. الإفتاء تحدد 7 أمور مستحبة
حكم نحر الأضحية رابع أيام عيد الأضحى يسأل كثيرون عن الحكم الشرعي لهذه المسألة خاصةً مع بداية آخر أيام التشريق، حيث يعد الإثنين 9 يونيو هو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة وآخر أيام التشريق، وآخر أيام عيد الأضحى 2025 وفي السطور التالية نتعرف على ما كشفته دار الإفتاء حول هذه المسألة..
حكم نحر الأضحية رابع أيام عيد الأضحىوفي هذا السياق، قالت دار الإفتاء المصرية، إن آخر موعد لنحر الأضحية هو آخر أيام التشريق، محددة آخر مدة زمنية يجوز فيها نحر الأضحية وهو قبل عند غروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن حبان عن جبير بن مطعم: «كل أيام التشريق ذبح».
4 أمور مستحبة عند نحر الأضحيةواستشهدت دار الإفتاء، كذلك بما جاء عن على بن أبى طالب: «أيام النحر يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده», وحددت 3 أمور مستحبة عند نحر الأضحية وهي :
فتاوى تشغل الأذهان| حكم نحر الأضحية ليلًا في أيام التشريق.. ماذا يفعل المتعجلون في الحج وتوقيت مغادرة مكة
حكم نحر الأضحية ليلًا في أيام التشريق.. الإفتاء توضح
الجمع بين الأضحية والعقيقة .. الحكم الشرعي لدمج النيتين
ووفقًا لما ذكرته دار الإفتاء فإن نحر الأضحية ليلاً رابع أيام عيد الأضحى لا يجوز، حيث إن آخلا موعد لنحر الأضحية يكون قبلغروب شمس اليوم الاربع للعيد.
وبيّنت دار الإفتاء أنه يكره للمضحى التضحية في الليل لغير حاجة، ويكره التصرف فى الأضحية بما يعود عليها بضرر فى لحمها أو جسمها، خاصة إذا كانت معينة أو منذورة، كالركوب، أو شرب لبن يؤثر فيها، أو جزّ صوف يضر بها، أو سلخها قبل زهوق الروح.
كما يكره إعطاء الجازر ونحوه أجرته من الأضحية؛ لحديث على قال: «أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بُدنة وأقسم جلودها وجِلالها، وأمرنى ألا أعطى الجزار منها شيئا، وقال: نحن نعطيه من عندنا».
شروط صحة الأضحيةوحددت الشريعة الإسلامية مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر في الأضحية حتى تكون صحيحة ومقبولة، ومنها:
أن تكون من بهيمة الأنعام: وتشمل الإبل والبقر والضأن والماعز.
أن تبلغ السن المحددة شرعا: مثل أن تكون جذعة من الضأن أو ثنية من غيره.
أن تكون خالية من العيوب الظاهرة التي تمنع الإجزاء.
أن تذبح في الوقت المحدد شرعا بعد صلاة عيد الأضحى وحتى آخر أيام التشريق.
أن يكون الذابح مسلما بالغا عاقلا.
عيوب الأضحية ولا تجوز شرعاكما أكد العلماء أن هناك عيوبا تمنع إجزاء الأضحية، ولا يجوز شرعا ذبح الحيوان إذا كان مصابا بأي منها، وهي:
العور البين: أي العمى الكامل أو وجود ضعف واضح في البصر.
المرض الظاهر: مثل الحمى أو أي مرض يضعف الحيوان ويؤثر على صحته.
العرج البين: وهو العرج الذي يمنع الحيوان من المشي بشكل طبيعي.
الهزال الشديد: بحيث لا توجد فيها مخة أو تكون بلا لحم.
قطع جزء من الأذن أو الذيل أو قرن مكسور إذا كان مؤثرا.
الجنون أو فقدان الاتزان العصبي أو العدوانية الشديدة.
وأجمع الفقهاء على أن هذه العيوب تؤثر على صلاحية الأضحية، لما فيها من نقصان ظاهر في البنية أو الصحة، وهو ما يخالف مقصد الشريعة في تقديم أفضل ما يملكه الإنسان تقربا لله.