نظم "دار الحوار" ندوة سياسية  عن "كيفية استعادة لبنان علاقاته الدولية والعربية وتحصين العلاقة مع المملكة العربية السعودية"مع عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور وعضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم الرياشي، أدارها الإعلامي داني حداد، في حضور عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور جوزف جبيلي ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائبين نزيه متى وراجي السعد، أمين عام حزب الوطنيين الأحرار المهندس فرنسوا زعتر ممثلا النائب كميل شمعون، القنصل جاك حكيّم، رئيس رابطة آل تابت المهندس وسيم تابت، وعدد من الاعلاميين وأعضاء تجمع "دار الحوار".




بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت عن روح باسكال سليمان، استهل مؤسس "دار الحوار" الاعلامي بشارة خيرالله كلمته بالتشديد على "أهمية تحصين علاقة لبنان بالمجتمع العربي واستعادة دوره الفاعل كعضو مؤسس في جامعة الدول العربية" منبهًا من "خطورة تغيير مساره عبر سلخه عن محيطه الطبيعي وأخذه إلى حيث لا يريد، ما يتطلب رص الصف السيادي لمنع أي مشروع يريد العبث بصورة لبنان وصيغته الفريدة من حيث الشكل والمضمون".



وأشار النائب أبو فاعور الى عنوان اللقاء "استعادة لبنان العلاقات الدولية والعربية"، وقال: "بالتدقيق بالتعابير، كلمة "استعادة" هو تعبير بحاجة لإعادة النظر لأن علاقات لبنان العربية والدولية ليست مقطوعة بما يعني أن لبنان ليس في عُزلة دولية. وأعتقد أن المقصود هو أين يتموضع لبنان دولياً وليس استعادة علاقات لبنان".

أضاف: "لفظ الحياد هو لفظ إشكالي بحد ذاته وبالنسبة الينا هو تعبير ثقيل وغير مؤات. فاليوم، كيف لنا أن نتحدث عن الحياد في فلسطين والناس في أقصى أقاصي الأرض تتعاطف مع القضية الفلسطينية. وهنا لا يمكنني التحدث عن الحياد لإشكاليته التاريخية وخلال عهد الرئيس ميشال سليمان اخترعنا فكرة النأي بالنفس التي خدمت مدتها في أوقات الاضطرابات كالثورة السورية والخلاف الداخلي حول سوريا. لكن فكرة النأي بالنفس فكرة ذكية لكنها قصيرة المدى وانتهت مع انتهاء الأحداث".

وقال: "إن بديل الحياد هو التشخيص الوطني المشترك للمصلحة اللبنانية، وهنا نرى وليد جنيلاط اليوم المنغمس عاطفياً وسياسياً وشخصياً بالقضية الفلسطينية يخرج ليقول بتطبيق القرار 1701... ذلك يعني إنه يوازن بين ارتباطه السياسي والعاطفي والتاريخي بالقضية الفلسطينية وبين المصلحة اللبنانية فيقول بتطبيق القرار 1701 لأن المصلحة اللبنانية تقتضي بذلك".

واعتبر أن "لبنان هو المتضرّر الأكبر لعدم تطبيق1701 وتوسعة الحرب". 

ووجه أبو فاعور تحية الى "الشهيد باسكال سليمان"، معتبراً أن "شهادته تمسّ كل رب أسرة في لبنان، وتمسّ كل مواطن لبناني يخرج ويعود الى منزله، يذهب سالماً ويعود سالماً". كما وجه التحية "لكل شهداء غزة ولبنان وشهداء الجنوب الذين هم شهداء كل لبنان"، قائلاً: "علينا احترام تاريخ بعضنا البعض وشهداء بعضنا البعض". 

وذكر بأن "السياسة السعودية تاريخياً تجاه لبنان قائمة على مبدأ واحد هو الحرص على الاستقرار، على الاستقلال اللبناني والحرص على التوازن اللبناني، وفي جميع المبادرات التاريخية للمملكة العربية السعودية كانت دائما كذلك من قبل حرب السنتين، الى مبادرة بيت الدين 1978، مبادرة 1982، والطائف لإيقاف حرب لبنان. كما ساهمت بإعادة إعمار لبنان بعد حرب تموز 2006 ووصولاً الى "السين- السين"، إضافة الى أنه في العام ٢٠١٠ الاستثمارات السعودية بلغت 40% من مجمل الاستثمارات العربية".

وشدد على أن "لا قضية عالقة بين لبنان والسعودية بل ان التوتر حصل بسبب مواقف اطراف لبنانية على خلفية قضايا غير لبنانية والمملكة مهتمة بلبنان والدلائل كثيرة ومتعددة، المملكة الآن منخرطة مع اللجنة الخماسية ولديها جهودها الخاصة وتعمل لإخراج لبنان من أزمته. والمطلوب بنية حكم في لبنان غير معادية وسياسات غير معادية تجاه المملكة".

وقال: "المملكة اليوم تشهد ثورة ثقافية وتنموية واقتصادية وتلعب دوراً محورياً على مستوى الاقليم والعالم مع رؤية الامير محمد بن سلمان وهي تلعب دوراً عبر دبلوماسية كفوءة ورشيقة وتجلس على اكثر من طاولة سياسية ودبلوماسية في نفس الوقت وفيما خص لبنان هناك فريق نشط يتابع المجريات اللبنانية من ضمنه السفير السعودي وليد البخاري وهو يقدم افكاراً متعددة لإخراج لبنان من أزمته واليوم نرى الموقف الحريص عبر دعم الحوار او التشاور لأجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي".

وذكر بأن "هناك أكثر من ٢٠ اتفاقية ثنائية بين لبنان والسعودية منجزة وتنتظر انتخاب رئيس مقبول وموثوق عربياً للسير بها وهي اذا ما طبقت يمكن ان تقدم دفعا كبيرا للاقتصاد اللبناني".



أما النائب الرياشي فقال: "حياد لبنان هو بالأساس حياد فاعل، الذي أطلقت عليه في حملتي الانتخابية الحياد البطريركي لأن مَن حمل لواءه بكركي. ولسنا محيادين عن القضية الفلسطينية لكن لا نفتح جبهة لبنان من أجل القضية، ونحن لسنا محيادين عن أي قضية انسانية. لكن حيادنا فاعل على الطريقة النمساوية، بكل قضايا العالم بحيث يكون لبنان ساحة حوار لكل قضايا العالم، فهذا أساس وجوده ورسالته".

واعتبر أن "مشروع الحياد هو مشروع استراتيجي لمصلحة لبنان، ومشروع تستطيع المملكة العربية السعودية أن ترعاه اليوم بعهد الامير محمد بن سلمان"، مؤكداً أن "نظرة المملكة تغيرت كثيراً تجاه العالم".

وأشار الرياشي الى أن "المشرق العربي تاريخياً كان معلقاً بترويكا أساسية كانت تتصارع على قلب العالم العربي الممتد من لبنان وصولاً الى الجزيرة العربية، وحالياً الدولة الوحيدة المتينة هي السعودية، وكل الدول ومنها لبنان مفكك سياسياً، وقيام نهضة "قلب العالم العربي" مرتبط بدور المملكة".

ورأى أن "دور المملكة مع ايران عبر الوسيط الصيني عامل مساعد جداً لمصلحة لبنان".

وفي الختام، أدار حداد الحوار مع الحاضرين.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: دار الحوار أبو فاعور

إقرأ أيضاً:

وزارة الدفاع تعزّز استراتيجيتها نحو الحياد المناخي

أعلنت أمس وزارة الدفاع، بالتعاون مع الشركة الوطنية للتبريد المركزي (ش.م.ع.) الرائدة عالمياً في تطوير وتوريد خدمات تبريد المناطق، وشركة «إميرج»، المشروع المشترك بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» ومجموعة «إي دي إف» الفرنسية، عن تدشين مشروع جديد لإدخال الطاقة الشمسية ضمن مزيج الطاقة لدى شركة «تبريد»؛ حيث سيتم إدخال الطاقة الشمسية لتشغيل البنية التحتية للتخزين الحراري ومضخات المياه المبردة في اثنتين من محطات تبريد المناطق التي تعمل على تبريد مرافق الوزارة.
وتم تدشين المشروع، بحضور وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع وشركتي «تبريد» و«إميرج»، حيث تم اعتماد المشروع وتدشينه ضمن استراتيجية القوات المسلحة الإماراتية للتغيّر المناخي والتي أعلنت عنها في ديسمبر من العام 2023، لتعزيز التزامها بخفض الانبعاثات الكربونية من خلال تحوّل الطاقة على المدى الطويل. وفي مارس 2024، تم توقيع اتفاقية شراكة لإنشاء محطتين للطاقة الشمسية الكهروضوئية والتي تضمنت تركيب نحو أربعة آلاف لوح لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بسعة 2.4 ميغاواط، بما يسهم في تقليل الاعتماد على شبكة الكهرباء والحد من انبعاث حوالي 2,600 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، علماً أنه سيتم تشغيل المحطات لمدة 25 عاماً.
وأوضح خالد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة «تبريد» أن هذا الإنجاز يعزز العلاقة الاستراتيجية الوثيقة بين الشركة ووزارة الدفاع، التي بدأت منذ تشغيل أول محطة تبريد لصالح الوزارة عام 1998، ويعدّ نواة للمشاريع الأخرى التي ستُطلقها الشركة مع الوزارة في مجال الطاقة المتجددة.
وأضاف «تعدّ الاستدامة مفهوماً أساسياً لدى «تبريد»، وباعتبارنا الشركة الرائدة عالمياً في مجال تبريد المناطق ينبغي علينا مواصلة تحليل عملياتنا وتحسينها بصورة مستمرة بما يتماشى مع التطلعات العالمية لتحقيق الحياد المناخي. وهنا تكمن أهمية هذا الإنجاز، حيث حققت «تبريد» قفزة نوعية مؤخراً في مجال تنوع مصادر الطاقة في عملياتها، عبر إدخال الطاقة الحرارية الجوفية إلى مزيج الطاقة المستهلكة، واليوم نفتخر بإدخال مصدر آخر للطاقة المتجددة ألا وهو الطاقة الشمسية. تؤكد هذه الإنجازات التزام «تبريد» بأهداف الحياد المناخي في دولة الإمارات، كما سنواصل العمل على دمج إمدادات الطاقة المتجدّدة ضمن محطات إضافية ترسيخاً لدورنا الفاعل في دعم الحكومات والأعمال في تحقيق أهداف صافي الانبعاث الصفري».
ومن جانبه قال ميشال أبي صعب، المدير العام لشركة «إميرج»: «تعكس هذه الاتفاقية تنامي الاعتماد على حلول الطاقة الشمسية في القطاعات الحيوية بدولة الإمارات. ونفخر بالمساهمة في دعم جهود وزارة الدفاع وشركة «تبريد» لتحقيق أهدافهما المستدامة من خلال توظيف الطاقة النظيفة لتشغيل محطات التبريد في مرافق الوزارة. وتؤكد «إميرج» التزامها المستمر بدعم شركائها في مختلف أنحاء المنطقة في تقليل الانبعاثات الكربونية، وخفض تكاليف الطاقة، والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف دولة الإمارات في الوصول إلى الحياد المناخي».
(وام)

مقالات مشابهة

  • وزارة الدفاع تعزّز استراتيجيتها نحو الحياد المناخي
  • أين النخوة العربية؟.. المفتي العام للسلطنة يستنكر الصمت العربي والإسلامي
  • قائد الجيش التقى النائبين أبو فاعور ودرغام
  • دليل شامل للبيع على أمازون في العالم العربي.. مصر، السعودية، والإمارات
  • القنصل العام للسودان بجدة: جهود المملكة العربية السعودية هذا العام كانت استثنائية بكل المقاييس
  • نائب رئيس الحكومة اللبنانية: التعاون مع سوريا ركيزة أساسية لحلّ ملف اللاجئين السوريين في لبنان
  • شهادات للجزيرة نت من قافلة الكرامة اللبنانية لكسر حصار غزة
  • الحياد الصعب في العراق
  • مسبح الجامعة اللبنانية مجاناً بعد سنوات من الإقفال
  • إيران تنتقد العراق: نضع خطة للتعامل مع كل من اختار الحياد