كاتب يمني: يكشف كيف تُخطط الإمامة لحكم اليمن فقط؟
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
شمسان بوست / خاص:
كشف الكاتب اليمني الدكتور /,ثابت الاحمدي في مقال له على منصة إكس تحت عنوان : كيف تُخطط الإمامة لحكم اليمن فقط؟ موقع شمسان بوست يعيد نشر المقال لاهميته
نص المقال:
من وقتٍ مبكر عملت اليمنُ على مقاومةِ المشروع السُّلالي ولا تزال تصارع هذه الفكرة إلى اليوم.
لم تكن خطة يحيى حسين الرسي حين جاء إلى اليمنِ سنة 284هـ لحكم اليمن فحسب؛ بل لتجييش اليمنيين والعودة لحكم الجزيرة العربية والعراق والشام، وذلك لمعرفته بشراسةِ اليمنيين وبأسهم في الحروب والفتوحات، وذلك لتلتحم جيوشُه هذه التي يحلم بتكوينها بجيش ابن عمه “الناصر الأطروش” الذي كان يتسول الحكم في بلاد الجيل والديلم في نفس هذه السنة، وأيضًا مع ابن عمه محمد بن يوسف، المعروف بالأخيضر النجدي الذي أسسه دويلته “الزيدية” في قلب نجد، قبل ذلك، في قرية كبيرة كانت تسمى “الخضرمة”، أسفل وادي “الخرج” بعد أن جَمَعَ ما استطاع جمعه من قُطاع الطرق والعصابات، من الأعراب، وجعلهم من خاصته، فنفرَ منه الناسُ وكرهوه، نتيجة تصرفاته، فأذاقهم الويلات، قتلا وهدمًا وتشريدًا.
كان هدفُ أبناء العم الإطباق على الحجاز أولا، بما تمثله الحجاز من رمزية دينية، ومن ثم التوجه نحو العراق، للقضاءِ على الخلافة الإسلاميّة، ومن ثم السيطرة على بقيّة البلدان؛ لاسيما وقد توطد لهم بعضُ الحضور في المغرب العربي، فيما عُرف بحكمِ الأدارسة هناك منذ العام 172هـ، وكان كيانهم هناك أول دويلة ذات طابع سلالي عرقي تنشق عن مركز الخلافة الأموية عقب فرار إمامها إدريس بن عبدالله الهاشمي بعد هزيمته في موقعة فخ، سنة 169هـ. وقد كان يحيى حسين الرسي يقولُ عن بني عمومته خلفاء بني العباس: لو استطعتُ أن أستعينَ عليهم بالذئاب لفعلت.
صدّ اليمنيون هذا المشروع من أول يوم، وقاوموا الفكرة التي لم تستقر في اليمن، ناهيك عن أن تعود إلى بقية البلدان؛ لهذا تشكل كل ذلك الحقد الدفين في نفوسِ كبار كرادلة هذه السُّلالة الذين ظلوا ينظرون لليمنيين باعتبارهم حائطَ صدٍّ كبير أعاقَ مشروعهم السُّلالي الكبير.
ومع فشل هذا المشروع من أول يوم إلا أنّ فكرته ظلت باقية في استراتيجيّةِ كل إمامٍ من أئمتهم. ظلت بغداد عاصمة الإمبراطوريّة العربية الإسلاميّة هدفا للسلاليين أينما كانوا، ففي مصر تمرد الفاطميون عن الخلافة إبان حكمهم، كما فعل أجدادُهم سابقا في المغرب، وحين قضى عليهم صلاح الدين الأيوبي أعاد الارتباط ببغداد، معترفا بمركزية الخلافة الإسلاميّة هناك. وخلال هذه الفترة كان السّفاح عبدالله بن حمزة يعلن استراتيجيته السياسية الكبرى:
لا تحسبوا أنّ صنعاء جُلَّ مأربتي
ولا ذمار إذن أشمتُّ كلَّ حسادي
واذكر إذا شئتَ تشجيني وتطربني
كَرَّ الجيادِ على أبوابِ بغداد
لم يكن يحلم بصنعاء، ولا بذمار كما يقول؛ بل ببغداد، وظل هذا الحلم كذلك قائمًا عند أحفاده حتى عهد المتوكل إسماعيل الذي غزا أطراف الحجاز، وألزم الناس بالخطبة له هناك على كراهيتهم له.
واليوم.. لا تزالُ نفس الاستراتيجيّة قائمة، كما يفصحُ عنها كتاب “عصر الظهور” للعاملي الكوراني، الكتاب الأهم في مناهجهم التنظيميّة.
وما لم يتم قطع رأس الأفعى ومشروعها التربصي الخطير فإنّ الخطر محدق، خاصّة مع المؤامرات الخارجية الأخرى.
والآن هل عرفتم كيف قاوم اليمنيون هذا المشروع الخبيث من وقت مبكر، ولا يزالون؟!
د. ثابت الأحمدي
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالم
يرى الكاتب الإسرائيلي يولي سيكر في مقال نشره موقع صحيفة يديعوت أحرنوت، أن ما تواجهه إسرائيل حاليا في حربها على غزة لا يرتبط بإخفاق في الرواية الإعلامية كما يروّج له بعضهم، بل يعود إلى واقع قاس لا يمكن الدفاع عنه أو تبريره بأي وسيلة.
واعتبر الكاتب، أنه لا يوجد أي تفسير مقبول يمكن للعقل البشري استيعابه أو تقبّله عند مشاهدة صورة طفل يتضوّر جوعا وتعلو وجهه نظرة إلى السراب، مشددا على أنّ "هذا النوع من الصور لا يمكن تبريره مهما تطورت أدوات الدعاية".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة بريطانية: غزة مشرحة مفتوحة ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكانlist 2 of 2لوبوان: هل فرنسا سببٌ في الصراع بين كمبوديا وتايلند؟end of listوأشار إلى أنّ الانتقادات التي تتردد في البرامج الحوارية الإسرائيلية عن "فشل الرواية الإعلامية" في مواجهة الضغوط الدولية في غير محلّها، موضحا: "يطالبون بلجنة تحقيق، ويُطلقون عليه إخفاق الرواية، لكن الحقيقة أن إسرائيل لا تعاني من خلل في سرديتها، بل من واقع لا يمكن تبريره".
وشدد الكاتب على أنّ كل محاولات التجميل الإعلامي ستفشل "حتى لو جُنّدت أذكى العقول الدعائية وتمت الاستعانة بأمهر الخطباء وأشهر المؤثرين في تيك توك.. لأن هذه المشاهد لا يمكن تبريرها".
الخطاب لا يغير الحقيقة
وقال إن ما يراه العالم حاليا هو أن "إسرائيل تدير حربا فقدت معناها، ولم تعد أهدافها واضحة، وأصبح استمرارها قائما على حسابات سياسية داخلية"، مع نتائج كارثية على الجنود الإسرائيليين والرهائن وسكان غزة.
وحسب رأيه، فإن تغيير صورة إسرائيل في سياق الوضع الراهن، لا يمكن أن يتم بتطوير الخطاب الإعلامي، بل بتغيير الواقع نفسه، لأن العالم لم يعد يهتم بالسياق والخلفيات ولا بمسؤولية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحكومة الإسرائيلية عن إطالة أمد الصراع، بل يرى الصورة النهائية فقط، وهي صورة طفل يتضوّر جوعا على غلاف أكبر الصحف في مختلف أنحاء العالم.
يولي سيكر: إسرائيل تدير حربا فقدت معناها ولم تعد أهدافها واضحة رواية مغايرةوأشار الكاتب إلى أن الأهداف الأصلية للحرب تلاشت في خضم التطورات المتلاحقة ولم يعد أمام العالم إلا أن يستنتج أن هدف إسرائيل الوحيد في هذا الصراع هو تجويع سكان غزة.
إعلانواختتم مؤكدا، أنّ الواقع الحالي يفرض وقف هذه الحرب عاجلا، باتفاق يعيد جميع "الرهائن" الإسرائيليين، ثم إطلاق عملية سياسية تهدف لتسليم غزة إلى جهات قادرة على البدء بإعادة إعمارها، وهو السبيل الوحيد لصياغة رواية إسرائيلية جديدة يتقبلها العالم، حسب تعبيره.