شمسان بوست / خاص:

كشف الكاتب اليمني الدكتور /,ثابت الاحمدي في مقال له على منصة إكس تحت عنوان : كيف تُخطط الإمامة لحكم اليمن فقط؟ موقع شمسان بوست يعيد نشر المقال لاهميته

نص المقال:
من وقتٍ مبكر عملت اليمنُ على مقاومةِ المشروع السُّلالي ولا تزال تصارع هذه الفكرة إلى اليوم.
لم تكن خطة يحيى حسين الرسي حين جاء إلى اليمنِ سنة 284هـ لحكم اليمن فحسب؛ بل لتجييش اليمنيين والعودة لحكم الجزيرة العربية والعراق والشام، وذلك لمعرفته بشراسةِ اليمنيين وبأسهم في الحروب والفتوحات، وذلك لتلتحم جيوشُه هذه التي يحلم بتكوينها بجيش ابن عمه “الناصر الأطروش” الذي كان يتسول الحكم في بلاد الجيل والديلم في نفس هذه السنة، وأيضًا مع ابن عمه محمد بن يوسف، المعروف بالأخيضر النجدي الذي أسسه دويلته “الزيدية” في قلب نجد، قبل ذلك، في قرية كبيرة كانت تسمى “الخضرمة”، أسفل وادي “الخرج” بعد أن جَمَعَ ما استطاع جمعه من قُطاع الطرق والعصابات، من الأعراب، وجعلهم من خاصته، فنفرَ منه الناسُ وكرهوه، نتيجة تصرفاته، فأذاقهم الويلات، قتلا وهدمًا وتشريدًا.


كان هدفُ أبناء العم الإطباق على الحجاز أولا، بما تمثله الحجاز من رمزية دينية، ومن ثم التوجه نحو العراق، للقضاءِ على الخلافة الإسلاميّة، ومن ثم السيطرة على بقيّة البلدان؛ لاسيما وقد توطد لهم بعضُ الحضور في المغرب العربي، فيما عُرف بحكمِ الأدارسة هناك منذ العام 172هـ، وكان كيانهم هناك أول دويلة ذات طابع سلالي عرقي تنشق عن مركز الخلافة الأموية عقب فرار إمامها إدريس بن عبدالله الهاشمي بعد هزيمته في موقعة فخ، سنة 169هـ. وقد كان يحيى حسين الرسي يقولُ عن بني عمومته خلفاء بني العباس: لو استطعتُ أن أستعينَ عليهم بالذئاب لفعلت.
صدّ اليمنيون هذا المشروع من أول يوم، وقاوموا الفكرة التي لم تستقر في اليمن، ناهيك عن أن تعود إلى بقية البلدان؛ لهذا تشكل كل ذلك الحقد الدفين في نفوسِ كبار كرادلة هذه السُّلالة الذين ظلوا ينظرون لليمنيين باعتبارهم حائطَ صدٍّ كبير أعاقَ مشروعهم السُّلالي الكبير.
ومع فشل هذا المشروع من أول يوم إلا أنّ فكرته ظلت باقية في استراتيجيّةِ كل إمامٍ من أئمتهم. ظلت بغداد عاصمة الإمبراطوريّة العربية الإسلاميّة هدفا للسلاليين أينما كانوا، ففي مصر تمرد الفاطميون عن الخلافة إبان حكمهم، كما فعل أجدادُهم سابقا في المغرب، وحين قضى عليهم صلاح الدين الأيوبي أعاد الارتباط ببغداد، معترفا بمركزية الخلافة الإسلاميّة هناك. وخلال هذه الفترة كان السّفاح عبدالله بن حمزة يعلن استراتيجيته السياسية الكبرى:
لا تحسبوا أنّ صنعاء جُلَّ مأربتي 
ولا ذمار إذن أشمتُّ كلَّ حسادي
واذكر إذا شئتَ تشجيني وتطربني 
كَرَّ الجيادِ على أبوابِ بغداد
لم يكن يحلم بصنعاء، ولا بذمار كما يقول؛ بل ببغداد، وظل هذا الحلم كذلك قائمًا عند أحفاده حتى عهد المتوكل إسماعيل الذي غزا أطراف الحجاز، وألزم الناس بالخطبة له هناك على كراهيتهم له.

واليوم.. لا تزالُ نفس الاستراتيجيّة قائمة، كما يفصحُ عنها كتاب “عصر الظهور” للعاملي الكوراني، الكتاب الأهم في مناهجهم التنظيميّة.
وما لم يتم قطع رأس الأفعى ومشروعها التربصي الخطير فإنّ الخطر محدق، خاصّة مع المؤامرات الخارجية الأخرى.
والآن هل عرفتم كيف قاوم اليمنيون هذا المشروع الخبيث من وقت مبكر، ولا يزالون؟!
د. ثابت الأحمدي

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

الأمريكي يدين الذين خدموه

 

الثورة / السيد الشهيد حسين بدرالدين الحوثي

قلنا في كلام سابق إنه كان من المفترض أن أمريكا هي التي تشكر أولئك الذين تسميهم الآن إرهابيين؛ لأنهم هم من انطلقوا ليحاربوا الشيوعية في أفغانستان بأمر وتوجيه من أمريكا.. فلماذا تنظر إلى جنودها الذين خدموها وضحوا بدمائهم من أجلها، أو كان في الأخير، أصبح في الواقع تعود المصلحة إليها هي؟.. لماذا تعتبرهم إرهابيين، ثم تعتبر البلد الذي هم منه بلداً إرهابياً؟ هذا هو نفسه شاهد على هذه الآية.. هل هي رضيت عن أولئك؟ ونحن سمعنا بأنهم انطلقوا إلى أفغانستان بأمر من أمريكا، الآن يحاولون أن يجعلوها إدانة على الدولة نفسها وعلى اليمن نفسه أنه انطلق منه إرهابيون إلى أفغانستان، وأن هناك يمنيين أيضاً كانوا مع طالبان وكانوا من المصنفين ضمن الإرهابيين.. ألم يعتبروا تلك الخدمة إدانة الآن، كما اعتبروا دعم السعودية للوهابيين في مختلف المناطق – وهو بالطبع كان في ظرف من الظروف برغبة أمريكا – هم من اعتبروها أيضاً إرهابية بذلك الدعم، أي لا يمكن أن يرضوا عنك بنفس الخدمة التي قدمتها لهم، وإن كنت جندياً من جنودهم لن يرضوا عنك، بل تجلى الأمر إلى أن تصبح تلك الخدمة إدانة ضدك.. إدانة ضدك.
كانت أمريكا حريصة جداً على أن تخرج روسيا من أفغانستان، وكان يهمها جداً وجود الإتحاد السوفيتي في أفغانستان.. فهؤلاء الذين انطلقوا كمجاهدين من هنا وهناك هم في الواقع قدموا لها خدمة، سواء شعروا أو لم يشعروا، وأن يتوافدوا من هنا ومن هناك إلى ذلك البلد، ونحن لم نر أن هناك ما يسمح لهم ولغيرهم أن يتوافدوا على هذا النحو إلى فلسطين لمحاربة إسرائيل.. هل حصل مثل ذلك؟.
لأن كل الذي يحصل هنا أو هناك في هذه الدنيا في البلدان التي تهيمن أمريكا عليها هو طبعاً بتوجيهات أمريكا وإيحاءات منها، أو رضاها ذلك التصرف باعتبارها ترى أنه يخدم مصالحها، هم قاتلوا، وفي الأخير خرجت روسيا من أفغانستان، وإذا بأولئك يصبحون فيما بعد إرهابيين.
اليمن الآن يعتبر مداناً أنه انطلق منه شباب كثيرون، هم الآن يصنفون بأنهم إرهابيون، والبلد الذي هم فيه يعتبر بلداً إرهابياً، وأسامة أصله من اليمن! أصله من اليمن سيحاسبون اليمن على أن أصل أسامة من اليمن.
ونحن أحياناً نزيد عبارات تعطي توسعهم شرعية أكثر [مكافحة الإرهاب من جذوره واقتلاع جذوره، وتجفيف منابعه]، هكذا سمعنا بالأمس عبارات من هـذه [اقتلاعه من جذوره] وأنت من يجب أن تنكر أن هنـاك إرهابيين أو من لا تسمح أبداً أن يقال لبلدك، أو أن يتجه أولئك لتصنيف بلدك كله بأنه بلد إرهابي على النحو الذي يريدون.

دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة »ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى«

مقالات مشابهة

  • الداخلية اليمنية تعلن ضبط 13 مشتبهاً بهم في محاولة اغتيال مسؤول عسكري
  • كاتب «دواعي السفر» يكشف جوانب شخصية القبطان إبراهيم: تحركه مخاوفه من الفقد
  • القباج: هناك أولوية خاصة لريف الصعيد في العمل التنموي والتمكين الاقتصادي
  • وزير يمني: الدعم السعودي المفتوح ساهم في رفع معاناة حجاج اليمن 
  • هل ينهي قرار المركزي اليمني لعبة الحوثيين؟ كاتب سياسي يكشف المستور
  • عرب اليمن وسلالية الإمامة!
  • ”من يملك السويفت كود يملك السيطرة”: صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن
  • الأمريكي يدين الذين خدموه
  • خبير يكشف اخر التطورات في قصة تهريب درع ذهبي يمني
  • خبير تسوق رقمي يوضح كيفية إنشاء مشروع أونلاين والربح منه