إنشاء مؤسسة إسلامية كبرى في أوروبا
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلق عميد مسجد باريس الكبير المحامي شمس الدين محمد حفيز، اليوم الجمعة 19 أبريل 2024، مبادرة تأسيس جمعية "تحالف المساجد وجمعيات وقيادات المسلمين في أوروبا، (أمال) " مقرها باريس وسيكون لديها عدة مكاتب في دول أوروبا بما في ذلك في مقر الإتحاد الأوروبي. تضم الجمعية كوكبة من أبرز المشايخ وممثلي مساجد وجمعيات إسلامية في أوروبا.
وتحالف آمال نتاج سنوات عديدة من العمل، وتم إطلاقه رسميًا في 7 أكتوبر في باريس بمشاركة شخصيات وقادة مسلمين من 17 دولة.
قال عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيز في مؤتمره الصحفي بأنه أنشأ الجمعية بموجب القانون الفرنسي، منظمة حول برنامج الرصد العالمي الذي يضمن تمويلها، وهو ثمرة سنوات عديدة من العمل، الهدف من هذا التحالف "هو توحيد الأصوات والجهود بين المؤسسات والقادة المسلمين في أوروبا، ونقل الجانب المشرق للإسلام كرسالة سلام، وحماية كرامة ومواطنة المسلمين الأوروبيين وكذلك تعزيز أفضل للتعايش المشترك ودعم المنفعة العامة بين مختلف مكونات مجتمعات القارة." وأضاف حفيظ الذي يترأس التحالف "إن قلة التنسيق بين المؤسسات الإسلامية يضعف مجال أعمالنا وأصواتنا وهذا ضروري" .وتابع أن "ذلك ينتج فراغات تنمو فيها جميع أشكال التطرف"، مؤكدا أنه "يدرك تزايد عدم الفهم والتعصب والعنصرية من خلال الحركات السياسية والإعلامية" وأوضح بأن ثمة بالفعل جمعيات تمثيلية أخرى، مثل مجلس القادة المسلمين الأوروبيين (EULEMA)، وأعلن بأنه ينتمي الى المدرسة الفكرية السنية المالكية. وشدد على أن "هناك مدارس عديدة"، و"الأبواب مفتوحة على مصراعيها". لذلك يسعى للتنسيق والتعاون مع الجميع بما في ذلك المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف، ففي الاتحاد قوة.
وبالنسبة للتحالف الإسلامي الذي أسسه أعلن قائلاً: لقد جمعنا أولئك المقربين مما يمثله المسجد الكبير في باريس، أي المذهب السنّي المالكي ، لكننا نعلم أن هناك العديد من المدارس، وبالتالي فإن الأبواب مفتوحة على مصراعيها للتعاون والتنسيق مع الجميع لما فيه خير للمسلمين". وقال بأن التحالف بشكل خاص "يهدف إلى تنسيق الإجراءات لمكافحة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتعزيز القيم الإنسانية للإسلام ومكافحة التطرف وعرقلة اليمين المتطرف". وتحدث العميد عن أهداف هذا الاجتماع وقال إن اجتماع اليوم جاء "لتحديد معالم هيئة نتقاسمها جميعا وبنسب متساوية؛ من أجل تحقيق الأهداف المشتركة المنشودة وهي تحالف المساجد والجمعيات وممثلي المسلمين في أوروبا"
فيما قال نائب رئيس التحالف والأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، عبد الصمد اليزيدي إن "دورنا هو تعبئة الناس حتى يشاركوا في التصويت في مواجهة اليمين المتطرف الذي يريد أن تنقلب الدول الأوروبية على القيم التي تأسست عليها ".وقال بأنه "تم اعتماد اسم الجمعية وهو "المجلس التنسيقي آمال" وهو تحالف المساجد وجمعيات وقيادات المسلمين في أوروبا، أملا في نجاح الجميع في مسعاهم وتحقيقا لأهدافهم الرامية لتحسين حياه المسلمين في القارة الأوروبية والترويج للإسلام الحقيقي".
شمس الدين حفيز
صرح رئيس التحالف وعميد مسجد باريس شمس الدين حفيز ل"البوابة نيوز" قائلاً:" جاءت هذه الفكرة لكوني لاحظت بأن مسلمي أوروبا عندهم نفس المشاكل في كل البلدان، فالقاسم مشترك بين الجميع وبالتالي يتوجب علينا التوحد والتركيز على ما فيه صالح الجميع، إذ يجب ان تدعم الجمعيات الإسلامية لكوننا أقوياء لكننا مبعثرون ويجب ان نتوحد نتعاون حتى ندعم انفسنا وندافع عن حقوق الإسلام والمسلمين وضد الطرف ، يجب أن نتوحد لنهاجم الإسلاموفوبيا التي اصبحت شرسة وتزداد مع السنين." وأوضح قائلاً" تهدف هذه المبادرة إلى "توحيد جهود المسلمين في أوروبا والعمل بروح من المسؤولية والتماسك لمواجهة التحديات التي يعيشها الإسلام والمسلمين في هذه القارة، فالأمر يتعلق "بتوحيد أصوات وجهود المؤسسات والشخصيات الإسلامية في جميع أنحاء أوروبا، والدفاع عن رسالة الإسلام الحقيقية، في مواجهة كل أشكال التطرف، وحماية كرامة ومواطنة المسلمين". لذلك تهدف آمال بشكل خاص إلى تنسيق الإجراءات لمكافحة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتعزيز القيم الإنسانية للإسلام، ومكافحة التطرف. وعرقلة اليمين المتطرف" . وقال "لقد دعونا المسلمين بأن يشاركوا في الانتخابات الأوروبية"، كما أكد على التحديات التي يواجهها الإسلام والمسلمون، موضحا أنّ "صورة الإسلام تضررت كثيرا بسبب الربط الزائف بينه وبين العنف والتطرف بكل أنواعه، وبالتالي الخوف والنفور من هذا الدين الحنيف". وقال بأن الافتقار إلى التنسيق بين المؤسسات الإسلامية يضعف نطاق أعمالنا وأصواتنا على الرغم من أنها ضرورية"، وأضاف أن "هذا ينتج مساحات فارغة تتطفل فيها وتنمو فيها جميع التيارات المتطرفة سوا السياسية والدينية"، معتبرا أنه يدرك تزايد عدم الفهم والتعصب والعنصرية من خلال الحركات السياسية والإعلامية من المسلمين يعتبرون العلمانية الفرنسية معادية للإسلام.
وأختتم عميد مسجد باريس الكبير تصريحاته معنا بقوله": أن عمل التحالف سيرتكز في بدايته على تعزيز التعاون والتنسيق بين المساجد والجمعيات الإسلامية، وكذلك تطوير استراتيجيات تفعيل دور المسلمين الإيجابي في المجتمعات الأوروبية".ولذلك "يعكس هذا الاجتماع اهتمام القائمين على الدين الإسلامي والمسلمين بالتواصل والتشاور من أجل تعزيز الفهم المشترك بين مختلف الجهات الإسلامية في القارةالعجوز، كما يمثل خطوة هامة نحو تحقيق التضامن والتعاون البناء في هذا السياق".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوروبا المسلمين المسلمین فی أوروبا مسجد باریس الکبیر ضد المسلمین شمس الدین
إقرأ أيضاً:
المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "مكانة العقل وبناء المجتمع"، وذلك بحضور كل من؛ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تقديم الإعلامي دكتور محمد مصطفى.
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد في بداية الملتقى على أن الادعاء بجمود الإسلام وغياب الحراك الفكري والاجتهاد فيه هو جهل بحقيقته، فالعلاقة بين العقل والدين في الإسلام متجذرة، حيث يمثل القرآن الكريم إعجازًا عقليًا يدفع المؤمن نحو التفكر والتدبر، ويتجلى هذا التكامل في نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضع كل كلمة في محلها، فتحمل كلامه معاني ومغازي عميقة؛ ولذا يوصف بأنه "سيد العقلاء"، فالإسلام، الذي جاء به النبي، هو الذي علمنا منهج التفكر والتدبر، والقرآن الكريم هو أساس الفهم والتدبر لا مجرد الاستسلام السلبي للأوامر.
وأضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن علماء الأمة الإسلامية هم أول من أسسوا لمنهج الحرية الفكرية، ويتجلى ذلك في التنوع الفقهي والمنهجي بين رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وعقلية أبي حنيفة، وواقعية الإمام الشافعي، ومنطقية الغزالي، وموسوعية ابن تيمية، ورقائق الجيلاني، وفلسفة ابن رشد، ومنهجية الرازي، ووسطية الأزهر؛ لأن الاجتهاد فريضة إسلامية، وتتأكد هذه الحقيقة بالنظر إلى منهج الإمام أبي حنيفة القائم على اجتهاده واجتهاد تلاميذه أبي يوسف ومحمد الذين كان يأخذ بآرائهم رغم اختلافهم، وكذا بتعدد فتاوى الإمام الشافعي للمسألة الواحدة بين العراق ومصر، ووجود أكثر من فتوى لبعض المسائل عند الإمام أحمد بن حنبل.
وأكد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، على المنزلة المحورية للعقل في الإسلام، ولو نظرنا في القرآن الكريم نجد أن كلمة "العقل" ومشتقاتها وردت فيه ما يزيد عن 300 مرة، وتتجلى هذه الأهمية القصوى في أن التكليف الشرعي يسقط عن غير العاقل؛ فالعقل هو مناط التكليف، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بلسان أهل النار أنفسهم، حيث قالوا: "قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، مما يبرهن على أن قضية العقل بالغة الأهمية؛ إذ هو الأداة الأساسية التي تمكن الإنسان من معرفة المولى سبحانه وتعالى واستيعاب رسالته، مؤكدًا بذلك أن الإسلام دين يقوم على الاقتناع الفكري والبحث عن الحقيقة، لا على التسليم الأعمى.
من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن نعمة العقل هي من أجل النعم على الإطلاق، فهي الميزان الذي يحدد مكانة الفرد في مجتمعه، والأداة الأساسية التي يتحقق بها إعمار الإنسان للأرض، وبناءً على ذلك، وأن أي مسعى لـ "عمار" بلادنا وأوطاننا وأمتنا يقوم على ثلاثة أركان جوهرية: الإنسان، حيث يكون (الإنسان قبل البنيان)، ثم يليه ركن الوعي، والركن الثالث هو العبادة (الساجد قبل المساجد).
أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن التدبر في آيات الكون هو المنهج الإلهي الذي سلكه المولى – سبحانه وتعالى- مع سيدنا إبراهيم عليه السلام للوصول إلى اليقين، حيث قال تعالى: " وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" وهذا التوجيه الرباني بالنظر والتفكر يجب أن يلتزم به الدعاة والعلماء اليوم، لأنه هو الحديث الأكثر نفعًا وفائدة، وهو المنهج الذي سار عليه السلف من علماء هذه الأمة، فنجد قول أحد علمائها الإمام الجويني: "لولا العقل ما فهمنا حقيقة النقل"، لأن العقل هو أساس التكليف، والنقل (الشرع) هو أساس الهداية، ولا يوجد أي تعارض أو خلاف بينهما؛ فكلاهما مصدر للعلم والمعرفة، ويعملان بتناغم للوصول إلى الحقائق الإيمانية والكونية.