البوابة نيوز:
2025-07-05@00:04:19 GMT

إنشاء مؤسسة إسلامية كبرى في أوروبا

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق عميد مسجد باريس الكبير المحامي شمس الدين محمد حفيز، اليوم الجمعة 19 أبريل 2024، مبادرة تأسيس جمعية "تحالف المساجد وجمعيات وقيادات المسلمين في أوروبا، (أمال) " مقرها باريس وسيكون لديها عدة مكاتب في دول أوروبا بما في ذلك في مقر الإتحاد الأوروبي. تضم الجمعية كوكبة من أبرز المشايخ وممثلي مساجد وجمعيات إسلامية في أوروبا.

. وعبر الأعضاء المؤسسون لهذه الجمعية القادمون من 17 بلدا أوروبيا، عن ترحيبهم ودعمهم للمبادرة وأكدوا على أهمية الدفاع عن الإسلام في البلدان التي يعيشون فيها وتأكيدهم على التفاعل الإيجابي في المجتمع. عقد هذا التحالف مجلسه الأول في مقره الدائم بمسجد باريس الكبير ، تحت شعار وأهداف عدة أبرزها تعزيز "الإسلام العقلاني والعادل ونشر قيمه " ومكافحة التمييز ضد المسلمين ، والاتحاد ضد الكراهية والتمييز ضد المسلمين في أوروبا، ومحاربة التطرف، والدعوة إلى المواطنة الكاملة. وضرورة المشاركة في الانتخابات الأوروبية لعرقلة اليمين المتطرف

وتحالف آمال نتاج سنوات عديدة من العمل، وتم إطلاقه رسميًا في 7 أكتوبر في باريس بمشاركة شخصيات وقادة مسلمين من 17 دولة.

قال عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيز في مؤتمره الصحفي بأنه أنشأ الجمعية بموجب القانون الفرنسي، منظمة حول برنامج الرصد العالمي الذي يضمن تمويلها، وهو ثمرة سنوات عديدة من العمل، الهدف من هذا التحالف "هو توحيد الأصوات والجهود بين المؤسسات والقادة المسلمين في أوروبا، ونقل الجانب المشرق للإسلام كرسالة سلام، وحماية كرامة ومواطنة المسلمين الأوروبيين وكذلك تعزيز أفضل للتعايش المشترك ودعم المنفعة العامة بين مختلف مكونات مجتمعات القارة." وأضاف حفيظ الذي يترأس التحالف "إن قلة التنسيق بين المؤسسات الإسلامية يضعف مجال أعمالنا وأصواتنا وهذا ضروري" .وتابع أن "ذلك ينتج فراغات تنمو فيها جميع أشكال التطرف"، مؤكدا أنه "يدرك تزايد عدم الفهم والتعصب والعنصرية من خلال الحركات السياسية والإعلامية" وأوضح بأن ثمة بالفعل جمعيات تمثيلية أخرى، مثل مجلس القادة المسلمين الأوروبيين  (EULEMA)، وأعلن بأنه ينتمي الى المدرسة الفكرية السنية المالكية. وشدد على أن "هناك مدارس عديدة"، و"الأبواب مفتوحة على مصراعيها". لذلك يسعى للتنسيق والتعاون مع الجميع بما في ذلك المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف، ففي الاتحاد قوة. 

وبالنسبة للتحالف الإسلامي الذي أسسه أعلن قائلاً: لقد جمعنا أولئك المقربين مما يمثله المسجد الكبير في باريس، أي المذهب السنّي المالكي ، لكننا نعلم أن هناك العديد من المدارس، وبالتالي  فإن الأبواب مفتوحة على مصراعيها للتعاون والتنسيق مع الجميع لما فيه خير للمسلمين". وقال بأن التحالف بشكل خاص "يهدف إلى تنسيق الإجراءات لمكافحة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتعزيز القيم الإنسانية للإسلام ومكافحة التطرف وعرقلة اليمين المتطرف". وتحدث العميد عن أهداف هذا الاجتماع وقال إن اجتماع اليوم جاء "لتحديد معالم هيئة نتقاسمها جميعا وبنسب متساوية؛ من أجل تحقيق الأهداف المشتركة المنشودة وهي تحالف المساجد والجمعيات وممثلي المسلمين في أوروبا" 

فيما قال نائب رئيس التحالف والأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، عبد الصمد اليزيدي إن "دورنا هو تعبئة الناس حتى يشاركوا في التصويت في مواجهة اليمين المتطرف الذي يريد أن تنقلب الدول الأوروبية على القيم التي تأسست عليها ".وقال بأنه "تم اعتماد اسم الجمعية وهو "المجلس التنسيقي آمال" وهو تحالف المساجد وجمعيات وقيادات المسلمين في أوروبا، أملا في نجاح الجميع في مسعاهم وتحقيقا لأهدافهم الرامية لتحسين حياه المسلمين في القارة الأوروبية والترويج للإسلام الحقيقي".

شمس الدين حفيز

 

 صرح رئيس التحالف وعميد مسجد باريس شمس الدين حفيز ل"البوابة نيوز" قائلاً:" جاءت هذه الفكرة لكوني لاحظت بأن مسلمي أوروبا عندهم نفس المشاكل في كل البلدان، فالقاسم مشترك بين الجميع وبالتالي يتوجب علينا التوحد والتركيز على ما فيه صالح الجميع، إذ يجب ان تدعم الجمعيات الإسلامية لكوننا أقوياء لكننا مبعثرون ويجب ان نتوحد نتعاون حتى ندعم انفسنا وندافع عن حقوق الإسلام والمسلمين وضد الطرف ، يجب أن نتوحد لنهاجم الإسلاموفوبيا التي اصبحت شرسة وتزداد مع السنين." وأوضح قائلاً" تهدف هذه المبادرة إلى "توحيد جهود المسلمين في أوروبا والعمل بروح من المسؤولية والتماسك لمواجهة التحديات التي يعيشها الإسلام والمسلمين في هذه القارة، فالأمر يتعلق "بتوحيد أصوات وجهود المؤسسات والشخصيات الإسلامية في جميع أنحاء أوروبا، والدفاع عن رسالة الإسلام الحقيقية، في مواجهة كل أشكال التطرف، وحماية كرامة ومواطنة المسلمين".   لذلك تهدف آمال بشكل خاص إلى تنسيق الإجراءات لمكافحة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتعزيز القيم الإنسانية للإسلام، ومكافحة التطرف. وعرقلة اليمين المتطرف" . وقال "لقد دعونا المسلمين بأن يشاركوا في الانتخابات الأوروبية"، كما أكد على التحديات التي يواجهها الإسلام والمسلمون،  موضحا أنّ "صورة الإسلام تضررت كثيرا بسبب الربط الزائف بينه وبين العنف والتطرف بكل أنواعه، وبالتالي الخوف والنفور من هذا الدين الحنيف". وقال بأن الافتقار إلى التنسيق بين المؤسسات الإسلامية يضعف نطاق أعمالنا وأصواتنا على الرغم من أنها ضرورية"، وأضاف أن "هذا ينتج مساحات فارغة تتطفل فيها وتنمو فيها جميع التيارات المتطرفة سوا السياسية والدينية"، معتبرا أنه يدرك تزايد عدم الفهم والتعصب والعنصرية من خلال الحركات السياسية والإعلامية من المسلمين يعتبرون العلمانية الفرنسية معادية للإسلام.

وأختتم عميد مسجد باريس الكبير تصريحاته معنا بقوله": أن عمل التحالف سيرتكز في بدايته على تعزيز التعاون والتنسيق بين المساجد والجمعيات الإسلامية، وكذلك تطوير استراتيجيات تفعيل دور المسلمين الإيجابي في المجتمعات الأوروبية".ولذلك "يعكس هذا الاجتماع اهتمام القائمين على الدين الإسلامي والمسلمين بالتواصل والتشاور من أجل تعزيز الفهم المشترك بين مختلف الجهات الإسلامية في القارةالعجوز، كما يمثل خطوة هامة نحو تحقيق التضامن والتعاون البناء في هذا السياق".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوروبا المسلمين المسلمین فی أوروبا مسجد باریس الکبیر ضد المسلمین شمس الدین

إقرأ أيضاً:

محنة الإخوان المسلمين وإعادة الاستقرار للأمة

مدخل:

في القرن الماضي نشأت حركتان، حركة كرد فعل على تلاشي الخلافة المتمثلة بالسلطنة العثمانية اتخذت الأسلوب الدعوي في ظليّة ولا أقول سرية، كانت حركة سلمية ومتفاعلة مع صوت الجمهور وحاجاتهم فبرعت في الخدمات وتقديمها للمجتمع بأقل التكاليف أو بالمجان، فكانت تسد نقص الحكومات المتعاقبة وتداري فشل الحكومات وضيقها، وربما اتضح هذا في مصر بعد القضاء على التنظيم بحيث لا تكون له عودة.. وحركة أخرى هي الشيوعية وكانت حركة عنيفة استطاعت السيطرة على مساحة واسعة من شمال آسيا وأوروبا الشرقية. لكن الفرق بين الاشتراكية العلمية والإخوان المسلمين هو الفرق بين الفكر الحضاري الإسلامي والشيوعية، فالفكرة الحضارية الإسلامية فكرة اتخذت الأسلوب العلمي وسيلة لها، أي التجربة، أما قصة الشيوعية فمعروفة ومدروسة، وهذا الفرق مهم لأن عنصر حياة تنظيم الإخوان ينبوع لا ينضب لذا التعامل معه بالاحتواء من خلال المشتركات وليس بمعاداة تكلف الأمة كثيرا وتشظيها، ليس فقط هذا التنظيم وإنما أي تنظيم آخر، وسنوضح ذلك في السياق.

الإخوان المسلمون هم حركة فكرية قابلة للتوسع الفكري رغم انغلاق بعض قياداتها التقليديين، لكن شبابها يدير المصالح وهو أهلا للثقة والشراكة بسبب الفكر وقيمه التي لها عنده قيمة فلا يتزعزع بسهولة ويبقى ينظر إلى أصل الفكرة حتى يثبت للآخر أن لا فائدة من التعامل معه، فهم رغم اختلافهم في معظم الأمور مع إيران مثلا إلا أنهم لم يتخذوا موقفا عدائيا ضدها وهي التي عادتهم بكل مناطق الثورة، غير أن موقفهم ضدها دوما يضعهم في الخندق المقابل الذي يرفضهم أصلا وبلا مواربة أو مجاملة بسيطة، رغم أن لا وجود في نظرهم لأسباب تستدعي هذا الموقف لذا فلن يكونوا في خندق يرفضهم.

يمكن أن نلخص الوضع كما يلي:

- يبدو أن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين غامض، مع تحديات داخلية وخارجية كبيرة.

- الجماعة تواجه انقسامات ويأس في القيادة، مع ضغوط من الدول العربية والغرب.

- إيران ليست داعمة، رغم عدم وجود مواجهة مباشرة مع النظام الإيراني.

- قد تستمر الجماعة، ولكن يجب أن تجدد أفكارها بل تجري عملية إعادة تنظيم ومراجعة؛ من نقطة الانطلاق وأسلوب طرح نفسها ووضع الخطاب بأدبيات جديدة، أي عمليا تشكيل تنظيم جديد يطرح فكر اليقظة، وربما إن كان برعاية دول الخليج عندها يمكن أن يؤسس أيضا للنهضة.

- التنظيم لم يكُ مبادرا بالصدام مع الحكومات، وكان دخوله في تغيير الرئيس المصري كمن دُفع لموقع لم يستعد له وكان يريد مفاوضة الرئاسة لآخر لحظة، حيث قلبت ما سميت بمعركة الجمل الموازين. فقد كان تنظيما إصلاحيا وليس ثوريا، فإن حدد مجال عمله في الدولة فهو سيكون مفيدا في دعم الدولة والشعب، والتنسيق المباشر مع السلطات من أجل نهضة الأمة وحمايتها من الانحرافات بعيدا عن الهوية.

- بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، الذي كان عضوا في الجماعة، في تموز/ يوليو 2013، دخلت جماعة الإخوان المسلمين في أزمة عميقة. تم حل الجماعة رسميا، واعتقل العديد من قياداتها، ووجهت إليها اتهامات بالإرهاب.

- وفقا لتقرير نشرته بي بي سي عربي في تموز/ يوليو 2021، لا تزال الجماعة تبحث عن مستقبل لها ومكان آمن لممارسة أنشطتها، وسط أحكام قضائية نهائية بإعدام بعض قياداتها في مصر، وقرب تفعيل قانون يجيز فصل أعضائها من المؤسسات الحكومية، وهذا خطأ لا يسير في طريق الاحتواء الإيجابي والاستقرار، فالمعالجات بالأسلوب الأمني الأعمى تنخر المجتمع بنخر عناصر استقراره بشكل غير منظور، كالسوس في الخشب المصبوغ، كما أن الجماعة واجهت انقسامات داخلية، مما أضعف قدراتها التنظيمية، وفقا لتقرير مركز واشنطن للدراسات الشرق أوسطية في حزيران/ يونيو 2023. وهذه قد تبدو مؤشرات إيجابية لمن ينظر بسطحية إلى الإخوان المسلمين، فالتنظيم يوجه طاقات جارفة في عملٍ إيجابيٍّ لكنه الآن كالبيت الآيل للسقوط، ولا بد من مساعدة سكانه للانتقال إلى بيت آخر يجعلهم مستقرين.

التحديات الداخلية

داخليا، تواجه الجماعة تحديات كبيرة، بما في ذلك يأس القيادة من الحصول على دعم غربي أو دمجهم في مشاريع فاعلة في المنطقة. هذا اليأس يعزز من الانقسامات السلبية والتوجهات المتكونة برد الفعل، حيث يبدو أن الجماعة تفتقر إلى استراتيجية موحدة لمواجهة الضغوط. على سبيل المثال، وفقا لتقرير قنطرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، فشلت في احتواء الانقلاب (سلميتنا أقوى من الرصاص) من المؤسسة العسكرية في مصر، فهي عمليا كانت متوجة بإكليل الشوك بلا سلطة ولم تنشئ قوة موازية إيمانا منها بالجيش والدولة وخطورة اللادولة حتى لو كانت بسلطتها، لكن الفشل صعّب بداية سياسية جديدة للجماعة في السياق الجيوسياسي، فهي تواجه معارضة قوية من الدول العربية الرئيسة، مثل مصر والسعودية، التي تعتبرها تهديدا للاستقرار. كما أن الدعم الغربي، الذي كان يراهن عليه البعض، قد تراجع، خاصة بعد اتهامات مثل تلك التي أطلقها ديك تشيني في 2014، حيث وصف الجماعة بأنها المصدر الأيديولوجي للإرهاب. أما بالنسبة لإيران، فإن الموقف سلبي رغم أن أدبيات قديمة تجعل القيادات التقليدية داعمة لإيران عند الخطر، لكن لا توجد علاقة مباشرة مع النظام الإيراني، مما يعزز من عزلتها الإقليمية وانفصالها عن بيئتها.

التوقعات المستقبلية

يواجه تنظيم الإخوان المسلمين تحديات جمة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. ومع ذلك، بالرغم من هذه التحديات، لا يمكن استبعاد إمكانية استمرار الجماعة أو حتى عودتها إلى الساحة السياسية، خاصة مع وجود قاعدة شعبية كبيرة لها. سيكون مستقبل الجماعة مرهونا بقدرتها على التكيف مع التغييرات السياسية والاجتماعية في المنطقة، والتجديد في أفكارها وأساليب عملها. فعودتها بشكل مدروس، والتجديد في الخطاب والرؤية، وتفاعلها مع الحاضر بثوب الحاضر، وتقليص فجوة العداء التقليدي بين الغرب والتوجهات الإسلامية؛ التي تتوجه أيديولوجيا لتقود مدنية حديثة تتفاعل مع النظم لتقوية الأمة وتكون كعنصر الربط الشعبي المشجع للحكومات للعمل معا بدل الغضب والتناحر.. كل ذلك يمكن أن يؤدي لنجاح البرامج في الدولة الحديثة، بالقانون والنظام.

مقالات مشابهة

  • محنة الإخوان المسلمين وإعادة الاستقرار للأمة
  • المغرب يعزز حضوره السياحي في أوروبا بشراكة استراتيجية مع كبرى وكالات السفر
  • «الأوقاف» تطلق 10 قوافل دعوية كبرى اليوم الجمعة 4 يوليو 2025
  • عاجل.. روسيا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية
  • تفجيرات تعز تفضح فساداً عسكرياً وتحركات لتغييرات كبرى
  • درجة الحرارة 40 .. حصيلة موجة الحر تتضاعف في أوروبا.. 8 قتلى وإنذارات في عواصم ومدن كبرى
  • مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية شاملة (4)
  • أمين البحوث الإسلامية يشارك في احتفالية كبرى بالجامع الأزهر لختم كتاب شَرْح علل الترمذي
  • الحر في أوروبا.. لندن تعيش "اليوم الأسخن" وإصابة المئات في "قيظ" باريس
  • الحر في أوروبا.. لندن تعيش "اليوم الأسخن" وإصابة المئات في "قيظ" باريس-عاجل