كشفت شركة Microsoft Research Asia عن أداة تجريبية جديدة للذكاء الاصطناعي تسمى VASA-1 يمكنها التقاط صورة ثابتة لشخص ما - أو رسم لشخص ما - وملف صوتي موجود لإنشاء وجه ناطق نابض بالحياة في الوقت الفعلي. 

لديه القدرة على توليد تعبيرات الوجه وحركات الرأس لصورة ثابتة موجودة وحركات الشفاه المناسبة لتتناسب مع خطاب أو أغنية.

قام الباحثون بتحميل الكثير من الأمثلة على صفحة المشروع، وكانت النتائج تبدو جيدة بما يكفي لخداع الناس وجعلهم يعتقدون أنها حقيقية.

في حين أن حركات الشفاه والرأس في الأمثلة لا تزال تبدو آلية إلى حد ما وغير متزامنة عند الفحص الدقيق، إلا أنه لا يزال من الواضح أنه يمكن إساءة استخدام التكنولوجيا لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة بسهولة وسرعة لأشخاص حقيقيين. 

يدرك الباحثون أنفسهم هذه الإمكانية وقرروا عدم إصدار "عرض توضيحي عبر الإنترنت، أو واجهة برمجة تطبيقات، أو منتج، أو تفاصيل تنفيذ إضافية، أو أي عروض ذات صلة" حتى يتأكدوا من أن التكنولوجيا الخاصة بهم "سيتم استخدامها بشكل مسؤول وبما يتوافق مع المعايير المناسبة". أنظمة." ومع ذلك، لم يذكروا ما إذا كانوا يخططون لتنفيذ ضمانات معينة لمنع الجهات الفاعلة السيئة من استخدامها لأغراض شائنة، مثل إنشاء حملات إباحية مزيفة أو حملات معلومات مضللة.

ويعتقد الباحثون أن تقنيتهم تتمتع بالكثير من الفوائد على الرغم من احتمالية إساءة استخدامها. 

قالوا إنه يمكن استخدامه لتعزيز المساواة التعليمية، وكذلك لتحسين إمكانية الوصول لأولئك الذين يعانون من تحديات التواصل، ربما من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى الصورة الرمزية التي يمكنها التواصل معهم. وقالوا إنه يمكنه أيضًا توفير الرفقة والدعم العلاجي لأولئك الذين يحتاجون إليه، ملمحين إلى أنه يمكن استخدام VASA-1 في البرامج التي توفر الوصول إلى شخصيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن للأشخاص التحدث إليها.

وفقًا للورقة البحثية المنشورة مع الإعلان، تم تدريب VASA-1 على مجموعة بيانات VoxCeleb2، التي تحتوي على "أكثر من مليون عبارة لـ 6,112 من المشاهير" والتي تم استخلاصها من مقاطع فيديو يوتيوب. على الرغم من أن الأداة تم تدريبها على الوجوه الحقيقية، إلا أنها تعمل أيضًا على الصور الفنية مثل الموناليزا، والتي قام الباحثون بدمجها بشكل مسلي مع ملف صوتي من أداء آن هاثاواي الشهير لمصوري ليل واين. 

إنه أمر مبهج للغاية، ويستحق المشاهدة، حتى لو كنت تشك في مدى فائدة تقنية كهذه.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

محلل أمريكي: الذكاء الاصطناعي يهدد بعصر جديد من الصراعات الدولية

يمن مونيتور/قسم الأخبار

فرضت تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته نفسها بشدة على العالم خلال العامين الأخيرين، في ظل التطورات المتلاحقة التي حققتها هذه التكنولوجيا وفتحت الباب أمام تغييرات لا تعد ولا تحصى في حياتنا اليومية. فالذكاء الاصطناعي سيغير طريقة خدمة الحكومات لمواطنيها وطريقة قيادتنا للسيارات أو قيادة السيارات بنا، وطريقة أحلامنا وطريقة تشخيص الأطباء للأمراض وعلاجها وحتى طريقة إعداد الطلبة للأبحاث وكتابة المقالات الدراسية.

في مواجهة كل هذه التغيرات المرتقبة يطرح المحلل الاستراتيجي الأمريكي هال براندز في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء عددا من الأسئلة الجوهرية منها هل سيكون الذكاء الاصطناعي ثوريا؟ وهل سيغير ميزان القوة العالمي؟ وهل سيسمح للأنظمة المستبدة بحكم العالم؟ وهل سيجعل الحرب أسرع وأشد ضراوة وخارجة عن السيطرة؟ باختصار هل سيغير الذكاء الاصطناعي إيقاع تطورات الشؤون العالمية؟

بالطبع من السابق لأوانه تقديم إجابة قاطعة على هذه الأسئلة. فتأثيرات الذكاء الاصطناعي ستتوقف في النهاية على قرارات القادة والدول، وأحيانا ما تأخذ التكنولوجيا مسارا معاكسا بشكل مفاجئ. وحتى في ظل انبهارنا وقلقنا بالإصدار الجديد من منصة الذكاء الاصطناعي الأشهر “شات جي بي تي” فإنه علينا مواجهة الأسئلة الأعمق حول الشؤون الدولية في عصر الذكاء الاصطناعي. وعلينا التفكير في الاحتمال المفاجئ وهو أنه ربما لا يغير الذكاء الاصطناعي العالم بنفس القدر الذي نتوقعه لكنه هل سيجعل الحرب خارجة عن السيطرة؟

يقول براندز أستاذ كرسي هنري كيسنجر في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية إن الذكاء الاصطناعي سيجعل الصراعات أشد تدميرا وأصعب في الاحتواء. ويطرح المحللون تصورا لمستقبل تستطيع فيه الآلة قيادة الطائرات المقاتلة أفضل من الإنسان وتستطيع الهجمات الإلكترونية الآلية تدمير شبكات معلومات العدو وتؤدي الخوارزميات المتقدمة القوية إلى تسريع عمليات اتخاذ القرار العسكري. ويحذر البعض من أن عملية اتخاذ القرار بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد سريع بما في ذلك التصعيد النووي بصورة تجعل صناع القرار أنفسهم مندهشين مما حدث. باختصار إذا كانت خطط الحرب وجداول تسيير القطارات سببا في الحرب العالمية الأولى فقد يصبح الذكاء الاصطناعي سببا في الحرب العالمية الثالثة.

الذكاء الاصطناعي سيغير الحرب بالطبع، بدءا من اتاحة الصيانة الاستباقية للمعدات وحتى زيادة دقة الاستهداف بصورة مذهلة. وقد توصلت لجنة الأمن القومي المعنية بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة عام 2021، إلى أن العالم سيعيش “حقبة جديدة من الصراع” يهيمن عليها الجانب الذي يتقن “طرق جديدة للحرب”.

ورغم ذلك فإن تاريخ الحروب عبر العصور يقول إن الابتكارات تجعل الحروب أسرع وأشد ضراوة، لكنها لا تجعل التصعيد خارج عن السيطرة. وقد ناقشت الولايات المتحدة والصين ضرورة ألا تكون عمليات القيادة والسيطرة على الترسانة النووية لدى البلدين خاضعة للأنظمة الآلية، وهو التعهد الذي قطعته الولايات المتحدة على نفسها بشكل مستقل لسبب بسيط وهو أن الدول لا ترغب بالتأكيد في التخلي عن السيطرة على أسلحة يمكن أن يمثل خطرها تهديدا وجوديا للدولة نفسها في حال انطلاقها.

والحقيقة هي أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل مخاطر التصعيد العالمي من خلال مساعدة صناع القرار على تجاوز الغموض المحيط بأي أزمة أو صراع. وتعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن الأدوات الاستخباراتية والتحليلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد البشر في تدقيق المعلومات المربكة أو المجزأة المتعلقة باستعدادات العدو للحرب، أو ما إذا كان هناك بالفعل هجوم صاروخي مخيف. وهذا ليس ضربا من الخيال العلمي، لآن الولايات المتحدة استفادت من الذكاء الاصطناعي في اكتشاف نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا عام 2022. معنى هذا أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يخفف حدة التصعيد بنفس القدر الذي يمكن أن يساهم فيه في زيادتها.

وهذا الأمر ينقلنا إلى السؤال الثاني المتعلق بمدى استفادة الدول المستبدة من الذكاء الاصطناعي لفرض هيمنتها على الشؤون الدولية. يحذر محللون مثل يوفال نواه هراري من أن الذكاء الاصطناعي سيقلل تكلفة الاستبداد ويزيد من عائده. فأجهزة الاستخبارات في الدول المستبدة التي تمتلك أجهزة ذكاء اصطناعي قوية لن تحتاج إلى قوة بشرية كبيرة لجمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات عن شعوبها بما يتيح لها على سبيل المثال رسم خرائط دقيقة لشبكات الاحتجاجات وتفكيكها. كما يمكنها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعرف على ملامح الوجه في مراقبة مواطنيها والسيطرة عليهم. وكذلك يمكنها استخدام التكنولوجيا في اختلاق مواد مزيفة ونشرها بهدف تشويه سمعة معارضيها.

في الوقت نفسه، فإن بعض التكنولوجيات تضيق الفجوة بين المجتمعات الأكثر تقدما والأشد تخلفا. على سبيل المثال سمحت لدولة متخلفة نسبيا مثل كوريا الجنوبية بتعويض التفوق الاقتصادي والعسكري الذي تمتلكه قوة عظمى مثل الولايات المتحدة وحلفاؤها. ولذلك يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من استخدام الجماعات الإرهابية لأنظمة الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير أسلحة بيولوجية. كما يمكن لدول معادية مثل إيران استخدام الذكاء الاصطناعي لتنسيق هجوم متزامن بالطائرات المسيرة ضد السفن الأمريكية في الخليج العربي.

ومع ذلك يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي سيظل لعبة الدول الغنية. فتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي بالغة التقدم عملية باهظة التكلفة. فتدريب نماذج اللغة (وهي المكون الأساسي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي) الضخمة يحتاج إلى استثمارات هائلة وأعداد كبيرة من العلماء والمهندسين البارعين، وكميات مهولة من الكهرباء. وتشير بعض التقديرات إلى أن تكلفة البنية التحتية التي تدعم منصة المحادثة الآلية “بنج أيه آي” التابعة لإمبراطورية البرمجيات والتكنولوجيا الأمريكية مايكروسوفت تبلغ 4 مليارات دولار. معنى هذا أنه يمكن لأي شخص تقريبا أن يكون من مستخدمي الذكاء الاصطناعي، لكن لكي يكون منتجا له فهو يحتاج موارد وفيرة.

ولهذا فإن الدول متوسطة القوة الغنية تستطيع أن تحقق تقدما كبيرا في هذا المجال. كما أن الولايات المتحدة بما لديها من شركات تكنولوجيا عملاقة مازالت هي الرائدة فيه.

وعن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على توازن القوى في العالم، يقول المحللون في مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة في جامعة جورج تاون الأمريكية إن الولايات المتحدة وحلفاءها تستطيع التفوق على الصين في مجال التكنولوجيا إذا وحدت جهودها، لذلك فإن أمل الصين هو أن ينقسم العالم المتقدم فيما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. والحقيقة أن الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا في هذا المجال لا تدعو للتفاؤل. كما أن هناك دولا ديمقراطية أخرى مثل الهند تفضل التحرك المستقل في مجال التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي.

ورغم ذلك يرى هال براندز أنه من السابق لأوانه القول إن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تفكك تحالفات الولايات المتحدة الدولية.

وفي النهاية يقول هال براندز الباحث الزميل في معهد أمريكان إنتربرايز المؤلف المشارك لكتاب “منطقة الخطر: الصراع القادم مع الصين” وعضو مجلس الشؤون الخارجية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية” إننا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل، وقد يصل الذكاء الاصطناعي إلى طريق مسدود أو يتسارع تطوره بما يتجاوز توقعات أي شخص، ولكن وقبل كل شيء فإن التكنولوجيا ليست قوة مستقلة. وشكل تطور هذه التكنولوجيا وغيرها، وكذلك تأثيراتها يتحدد من خلال القرارات التي ستتخذ في واشنطن وفي جميع أنحاء العالم.

(د ب أ)

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • «42 أبوظبي».. حلول مجتمعية بالذكاء الاصطناعي
  • إطلاق محاكي الذكاء الاصطناعي الأكثر قدرة
  • كيف تتجنب Apple Intelligence أخطاء مايكروسوفت وجوجل في الذكاء الاصطناعي
  • المحلل هال براندز: هكذا سيقودنا الذكاء الاصطناعي إلى الحرب العالمية الثالثة
  • الصين تطور روبوت يمكن استخدامه في العلاج النفسي.. هل يصبح بديلا للطبيب؟
  • فيديوهات الذكاء الاصطناعي التعليمية
  • محلل أمريكي: الذكاء الاصطناعي يهدد بعصر جديد من الصراعات الدولية
  • مستشار الأمن القومي في الإمارات يبحث مع مايكروسوفت التعاون في التكنولوجيا المتقدمة!
  • السفر في إجازة برفقة روبوت الدردشة!
  • الذكاء الاصطناعي.. الاستفادة والخطورة