منتخب الساق الواحدة نجح فى حصد «البرونزية» بدورة الألعاب.. واللاعبون يحلمون بالصعود لكأس العالم

اهتمام كبير توليه القيادة السياسية لدعم رياضات ذوى الاحتياجات الخاصة، وهو الأمر الذى انعكس بشكل إيجابى على اللاعبين الذين تمكنوا من تحقيق عدة بطولات وألقاب فردية خلال السنوات القليلة الماضية، وهو الأمر الذى ساعد فى زيادة شعبية رياضات ذوى الهمم، من بين تلك الألعاب التى لاقت نجاحاً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية كرة القدم لأصحاب الساق الواحدة، التى واجه أبطالها ظروفاً قاسية لتحقيق حلم تشكيل منتخب وطنى لكرة القدم للساق الواحدة، تلك الفئة التى عانت لسنوات من التهميش حتى جاء قرار تشكيل فريق قومى وتنظيم عدة مسابقات محلية من بينها الدورى المصرى، الذى ينتظم للعام الثانى على التوالى بمشاركة 6 فرق مختلفة، وهو الأمر الذى تحقق بعد سنوات من التمنى.

نسخة الدورى الأولى أقيمت العام الماضى بمشاركة 4 فرق، ويعد نادى بيراميدز أول نادٍ أسس فريقاً للساق الواحدة فى مصر عام 2021، وانضم إليه بعد ذلك 3 أندية ليصبح إجمالى أندية الدورى فى نسخته الأولى، التى انتهت بتتويجه باللقب الأول للمسابقة التى أقيمت منافساتها على ملعب المقاولون العرب، 4 فرق وهى «بيراميدز، زد، الزمالك، المقاولون العرب».

بدأ حلم اللاعبين فى تشكيل منتخب قومى عام 2017 بعدما ظهر شاب من ذوى الاحتياجات الخاصة فى لقطة عفوية بعد انتهاء مباراة المنتخب الوطنى لكرة القدم ومنتخب الكونغو فى تصفيات كأس العام 2018 والتى انتهت بفوز الفراعنة بنتيجة 2-1 ولسعادته الكبيرة نزل لاعب الساق الواحدة محمود عبدالعظيم ومعه عكازان يستند عليهما إلى أرضية الملعب، تعبيراً عن سعادته الشديدة لتأهل المنتخب، وأثناء الاحتفال رقص بالعكازين رقصة جذبت أنظار العالم «عمل شقلباز فى الهواء مستنداً على العكازين»، بعدها تداول رواد السوشيال ميديا صورة الشاب العشرينى، وأصبح حديث العالم أجمع.

من هنا بدأت حكاية فريق كرة القدم لأصحاب الساق الواحدة بعدما علم الفتى عن طريق منصات السوشيال ميديا أن هناك لعبة كرة قدم تناسب الساق الواحدة ومنتشرة فى أوروبا وكذلك تركيا، وهنا قرر «محمود» أن يكوّن فريق كرة قدم مصرياً من خلال الاستعانة بالسوشيال ميديا فى تجميع اللاعبين: «بدأت أفكر فى تأسيس الفريق بمشاركة 7 لاعبين فى ديسمبر 2017، وحطينا خطة بتعليمات من وزير الشباب والرياضة، وقررنا نشارك فى البطولات المختلفة بدعم من الشركات الوطنية المصرية».

تشكل الفريق وتحقق الحلم، وهنا بدأت مرحلة أخرى فى مشوار المنتخب الوطنى لكرة القدم لأصحاب الساق الواحدة، من خلال المشاركة فى بطولة أفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2022: «أول مشاركة رسمية للمنتخب كانت فى تنزانيا 2021 وحصلنا على المركز السابع بعد ما خسرنا من أنجولا بطل العالم بضربات الجزاء، لكن الحلم موقفش لحد هنا بالعكس قبلنا التحدى وشاركنا فى البارالمبية غانا 2023 وربنا كرمنا بالمركز الثالث والبرونزية بعد الفوز على أنجولا فى مباراة كانت قمة فى الإثارة».

 مؤسس الفريق: «صلاح» قدوتى فى اللعبة وربنا كرمنى وبقيت أول محترف مصرى

بعد تشكيل الفريق مباشرة تمكن العشرينى من احتراف اللعبة فى تركيا مع فريق عثمانى سبور وتمكن من الصعود رفقة الفريق التركى إلى الدورى الممتاز، لينتقل بعدها إلى نادى البلدية التركى وحصل على الميدالية البرونزية فى الدورى والكأس: «بلعب دلوقتى فى نادى قيصرى سبورت، وقدوتى هو محمد صلاح، ربنا كرمنى وبقيت أول محترف مصرى للساق الواحدة، وبحلم بكأس العالم».

ينتظر اللاعب رفقة زملائه فى المنتخب البطولة الأفريقية التى تنظمها مصر بشغف كبير، يحلمون بالحصول على مركز متقدم فى تلك النسخة، وقد تقرر إقامة معسكر تدريبى لنجوم المنتخب المصرى للساق الواحدة استعداداً للبطولة، حيث تستضيف مصر للمرة الأولى بطولة أفريقيا لكرة القدم للساق الواحدة 2024 فى الفترة من 19 إلى 28 أبريل المقبل.

أما محمود حنفى، أحد أبناء محافظة القاهرة، والذى يعانى منذ ولادته من عيوب خلقية فى أصابع يده اليسرى، تلك العيوب منعت الذراع من النمو بشكل طبيعى، وعلى الرغم من صعوبة هذا الأمر عليه خاصة أنه كان ينظر إلى رفاقه ويرى أن أطرافه غير مكتملة فى حين أنهم يمتلكون أطرافاً كاملة قوية، ولكن هذا الشعور لم يدم طويلاً مع الشاب العشرينى، حيث تجاوز تلك المرحلة سريعاً، بدعم من والديه، اللذين كانا يقولان له إن العجز ليس بالأطراف ولكن العجز فى العقول التى تتنمر على مخلوقات الله.

«بوفون المصرى»: الحلم يتحقق بالسعى ولا أنظر لنفسى بنظرة عجز

كلمات والديه له من صغره كانت دافعاً له، ومن هنا بدأ يحلم بأن يمثل المنتخب يوماً ما فى إحدى الألعاب التى تناسب حالته، ولحبه الشديد لحارس المرمى الإيطالى بوفون، قرر أن يمارس لعبة كرة القدم، ومع تقدمه بالعمر، علم بأمر المنتخب القومى للساق الواحدة، وأنه يمكن أن يشارك رغم ما به من إصابة، وتحديداً فى مركز حارس المرمى، نظراً لأن البتر فى ذراعه: «حسيت إن الأيام المرة عدت ومش هترجع تانى خلاص، وربنا كرمنى ولعبت فى نادى الزمالك وبقيت الحارس الأول للمنتخب وحصلنا على ميدالية برونزية فى غانا».

شارك «حنفى» الملقب بين اللاعبين ببوفون المصرى، نظراً لقدرته الكبيرة على صد الانفرادات مع المنتخب الوطنى فى أول بطولة أمم أفريقية يشارك بها المنتخب فى تنزانيا، وبعدها شارك فى بطولة دورة الألعاب البارالمبية: «ربنا كرمنا وحصلنا على المركز التالت فى البطولة، ومن وقتها والطموح زاد، خصوصاً إن مصر هتستضيف بطولة أمم أفريقيا فى أبريل اللى جاى، وبنحلم بالذهبية، ودلوقتى فى المعسكر بنقاتل فى التدريبات علشان حلمنا».

المصدر: الوطن