WSJ : إسرائيل تسابق الوقت لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وأمريكا تراقب
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، أعدته شايندي ريس ومايكل غوردون قالا فيه إنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي تسابق الوقت لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بدون أي قيود. مبرزين أنّ: "الهجمات الإسرائيلية ضد إيران تجبر الإدارة الأمريكية لتغيير خطتها، وفكّ الإرتباط بالمنطقة.
وجاء في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "إسرائيل قبل عام كانت غارقة في رمال غزة ومحاطة بأعداء تدعمهم إيران، وتواجه ضغوطا من واشنطن لوقف القتال؛ أما الآن، فهي تعيد تشكيل الشرق الأوسط بشروطها الخاصة، وتجبر إدارة ترامب على المضي معها في الوقت الذي يصعد فيه القادة الإسرائيليون هجماتهم ضد إيران".
وتابع: "قد تؤدي هذه التحركات إلى قلب الأسواق العالمية رأسا على عقب، وإعادة صياغة الجغرافيا السياسية، وربما تجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية واسعة"، فيما أشارت الصحيفة إلى العمليات الإستخباراتية والعسكرية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد حلفاء ووكلاء إيران بالمنطقة من حماس إلى حزب الله وخسارتها النظام السوري في دمشق.
وقالت الصحيفة إنّ: "إسرائيل استغلت غطاء الجهود الدبلوماسية الأمريكية لشن هجوم مفاجئ يتجاوز استهداف البرنامج النووي الإيراني، ليهدف بدلا من ذلك إلى شلّ النظام الإيراني. وأدت المواجهة الجديدة لدفع السياسة الخارجية الأمريكية بعيدا عن المسار الذي رسمه الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا العام".
وأردفت: "بعد سعيه الدؤوب لإيجاد حل سلمي ودبلوماسي لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، أشاد ترامب بالغارات الجوية الإسرائيلية وحذر على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "يجب على إيران إبرام اتفاق قبل أن يتلاشى كل شيء، وتنتهي الإمبراطورية الفارسية" بحسب تعبيره.
وبحسب المصدر نفسه، أمر الرئيس الأمريكي، الذي تعهد سابقا بفك ارتباط الولايات المتحدة بالصراعات في الشرق الأوسط، السفن الحربية والطائرات المقاتلة الأمريكية بالدفاع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي من الهجمات الإيرانية المضادة. وأي تحرك من جانب إيران لاستهداف المنشآت العسكرية الأمريكية أو خنق شحنات النفط في الخليج العربي قد يجر واشنطن لموقف محرج أكثر.
وتعلق الصحيفة بأنّ: "الهجوم لم يسفر بعد عن صراع أوسع نطاقا كان يخشاه الكثيرون. وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل ردا على ذلك، ولكن بتأثير محدود. وبدأ قادة إسرائيل والمؤسسة الأمنية يتحدثون عن إمكانية تحقيق نصر قد يعيد تشكيل النظام القائم".
وأشارت الصحيفة إلى الرسالة التي وجهها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، للشعب الإيراني وبشر فيها بتحريره من الإستبداد في وقت قريب. وبشر بعهد من السلام والرخاء في المنطقة لو تحقق هذا.
إلى ذلك، تأتي محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز أجندتها بالمنطقة في وقت تركز فيه الولايات المتحدة بشكل متزايد على القضايا الداخلية والتهديدات الجيوسياسية في أماكن أخرى. لقد تخلى ترامب عن عقود من البروتوكول والأولويات في رسم نهج سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط.
"ظلت محاولاته في المنطقة على الرغم من طموحها، متقلبة. فمثلا، ساهم قبل توليه منصبه، في إبرام اتفاق وقف إطلاق نار طويل في غزة. لكن اهتمامه بهذا الصراع تراجع بعد تصاعد التوتر في أوكرانيا وإيران. ولكنه تحدث عن استيلاء أمريكا على غزة وتحويلها لريفييرا الشرق الأوشط وشن حملة عسكرية ضد حركة الحوثيين في اليمن، إلا أنه أوقف الحرب لاحقا" بحسب المقال ذاته.
واستدرك: "هو ما فتح الباب أمام نتنياهو لتنفيذ اجندته بالقوة. لكن إسرائيل تواجه الآن تحويل انتصاراتها السريعة لتحييد إيران الدائم، والأهم من كل هذا هو تدمير البرنامج النووي الإيراني. أمضى الطيران الإسرائيلي أياما في تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية بغارات جوية وعمليات سرية، ما منحه القدرة على شن هجمات وقتما يشاء. لكنه لم يلحق بعد ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني المدفون في الأعماق والمنتشر على نطاق واسع"،
وأردف: "يتطلب النجاح تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم المُحصنة في فوردو، التي لم تهاجمها إسرائيل بجدية بعد، وتدمير مخزونات اليورانيوم المخصب التي ربما تكون إيران قد نشرتها بالفعل في جميع أنحاء البلاد. ويكمن الخطر في أن الفشل في شل البرنامج قد يدفع إيران لتسريع عملها على صنع قنبلة نووية".
ونقلت الصحيفة عن جوناثان بانيكوف، وهو الضابط الأمريكي الإستخباراتي السابق، ويعمل حاليا في المجلس الأطلنطي: "مستقبل كل من إسرائيل وإيران مرتبط بما إذا كان لدى إيران برنامج نووي في نهاية هذا الصراع، وإذا كان الأمر كذلك، فستظل قدرة إيران على إعادة البناء وبسط نفوذها في جميع أنحاء المنطقة سليمة تماما. وإذا لم يحدث ذلك، فسيفتح ذلك آفاقا جديدة لم نشهدها منذ أكثر من عقدين".
إلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد ضربت 250 هدفا منذ بداية الهجوم حتى عصر الأحد وبدون أي قيود من الولايات المتحدة. وهذا تحول كبير عن عقود من السياسة الخارجية الأمريكية. فمنذ أزمة السويس عام 1956، دعمت الولايات المتحدة قوات الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي ضغطت فيه على الكوابح للحد من طموحاتها ومنع تصاعد الصراعات.
"مارست إدارة بايدن ضغوطا مستمرة على نتنياهو لتقليل شدة الهجمات التي قد تؤذي المدنيين، وإنهاء الحرب في غزة، وتهدئة التصعيد مع حزب الله في الشمال" تابع المقال مردفا: "عندما دخلت إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي في أول تبادل إطلاق نار مباشر بينهما على الإطلاق العام الماضي، حثت الإدارة، الاحتلال الإسرائيلي على عدم ضرب المنشآت النووية أو قطاع الطاقة الإيراني خوفا من التصعيد".
ووفقا للمقال: "قد شكل هذا الضغط في النهاية رد إسرائيل. وهذه المرة، فرض ترامب قيودا قليلة على العملية الإسرائيلية. وكان الرئيس قد طلب من نتنياهو مرارًا هذا العام تأجيل العمل العسكري لإعطاء فرصة للمحادثات النووية التي يرأسها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف للنجاح. لكنه رضخ الأسبوع الماضي، عندما ذكره نتنياهو بانقضاء مهلة الشهرين التي حددها لإيران للتوصل إلى اتفاق، وفقا لمسؤولين مطلعين على المكالمة بينهما".
وقال سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورين: "إن أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون هو فرض نهاية مبكرة لهذه الحرب. لكن القيد قد يأتي من داخل إسرائيل. فبعد 20 شهرا من الحرب، فاض الكيل لدى الكثيرين. هناك دعم واسع النطاق للعمل العسكري ضد إيران، ولكنه يأتي بعد استدعاء العديد من الجنود المدنيين عدة مرات، ما أدّى لتعطيل وظائفهم وعائلاتهم. ولا يزال ما يصل إلى 20 أسيرا على قيد الحياة في غزة، بالإضافة إلى عشرات الجثث".
وتابع: "يتفاقم هذا الوضع بسبب الانقسامات السياسية العميقة حول قيادة نتنياهو. وقد أدت التحركات الرامية إلى لإبعاد المعارضين السياسيين من الأجهزة العسكرية والأمنية، والجهود الرامية لإصلاح القضاء، والفشل في إنهاء الحرب في غزة، إلى انقسام السكان الذين كانوا متحدين في البداية حول أهدافها. وعلى خلاف المحاولات السابقة من أجل التحكم بالتهديدات التي كانت تمثلها إيران والجماعات الوكيلة لها بالمنطقة، فإن النجاح الأخير قد يعزز الفكرة داخل المؤسسة الأمنية من إسرائيل لا تستطيع فقط العيش مع التهديدات، بما فيها إيران، التي تعد آخر أعداء إسرائيل بالمنطقة على حد قول أحد المحللين.
ومع ذلك، يواصل المقال بالقول: إن جهد الاحتلال الإسرائيلي يختلف عن إيران عن الجهود الطموحة التي بذلتها إدارة جورج دبليو بوش لغرس الديمقراطية في الشرق الأوسط من خلال إسقاط نظام صدام حسين في العراق. فتغيير النظام في إيران ليس هدفا بحد ذاته، وقد يكون نتيجة للحملة وهي بحاجة لتحويل انتصارها العسكري إلى دبلوماسي. وقد نجحت مع حزب الله، إلا ان غزة ظلت معاكسة.
وبيّن: "يفقد الإسرائيليون الثقة في أهداف تلك الحرب، وظهرت حركة سلام تدعو لإنهائها. وتضاءل الدعم الدولي لإسرائيل وسط الدمار الواسع النطاق في غزة وصور الأطفال الذين يتضورون جوعًا. وتصاعدت الانتقادات مؤخرا مع تكثيف إسرائيل لحملتها العسكرية وإطلاقها برنامج مساعدات جديد لم يوزع سوى كميات محدودة من الغذاء بعد حصار طويل، ما أدى إلى تعميق عزلة إسرائيل بطريقة قد يكون لها تداعيات دبلوماسية لسنوات.
ويظل التحدي الأكبر لنتنياهو هو تحويل إنجازه التكتيكي إلى انجاز استراتيجي. وتأمل دولة الاحتلال الإسرائيلي وترامب بإجبار إيران للجلوس على طاولة المفاوضات، لكنها قد ترفض. وتواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية طويلة دون مخرج وعليها التفكير مليا في كيفية وقف الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال إيران دمشق إيران الاحتلال دمشق ادارة بايدن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية»: منطقة الشرق الأوسط مازالت تواجه فجوة كبيرة في نسب العلاج من الإيدز
أوضحت مديرة إدارة الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة بينيديتا الهينيزاي، أن منطقة شرق المتوسط ما زالت تواجه فجوة كبيرة في نسب العلاج من فيروس الإيدز، حيث إن 28% فقط من المصابين يحصلون على العلاج.
وقالت بينيديتا خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء بمقر المكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط: «إنه في ظل تصاعد التحذيرات العالمية بشأن فيروس الإيدز، فإن العلاج المبكر والمنتظم يمكن أن يحوّل حياة المريض بالكامل».
وأضافت: «الشخص المتعايش مع الفيروس يمكنه أن يعيش حياته بشكل طبيعي تمامًا، ويحافظ على صحته، ويصبح غير ناقل للفيروس بعد 3 أشهر فقط من الالتزام بالعلاج»، مشددة على أن العلاج يجب ألا ينقطع مدى الحياة.
وأوضحت أن التغطية العالمية الموصى بها بلغت نحو 38%، في حين أن 10% من المصابين غير ملمين بدورة العلاج نهائيًا، وهو ما يفاقم انتشار المرض ويزيد عبء الوفيات.
وحول أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، أشارت إلى أن 420 ألف شخص يعيشون مع فيروس HIV في إقليم شرق المتوسط، بينما سجلت المنطقة حتى عام 2024 أكثر من 72 ألف إصابة جديدة، و23 ألف وفاة مرتبطة بالإيدز، في وقت يزداد فيه التحدي العالمي للسيطرة على الفيروس.
وأكدت أن الاختبار الذاتي للفيروس أصبح متوفرًا وفعالًا، ويُعد وسيلة أساسية للحد من الإصابات غير المكتشفة، مشيرةً إلى أن التشخيص المبكر هو خط الدفاع الأول لإنقاذ الحياة وتحويل مسار المرض إلى حالة قابلة للعلاج.
ولفتت إلى أن هذه التوصيات متوافقة مع أحدث تحليلات منظمة الصحة العالمية لعام 2024، والتي تؤكد أن عدم التشخيص المبكر هو السبب الأول لوصول المرضى إلى مراحل متقدمة تزيد فيها المضاعفات والوفيات.
وتابعت أن «اختبارات الكشف ما زالت أقل بكثير من المطلوب، وأن الوصم والتمييز يشكلان حاجزًا خطيرًا يمنع الكثيرين من طلب الخدمات الصحية أو إجراء الفحص، في وقت تسهم فيه الصراعات والنزوح والضغوط الاقتصادية في تعطيل برامج الوقاية والعلاج داخل دول الإقليم».
وأضافت «أن انخفاض التمويل العالمي لبرامج الإيدز يهدد التقدم الذي تحقق خلال العقدين الماضيين»، داعيةً الحكومات لوضع إنهاء الإيدز في صدارة أولوياتها الصحية، وزيادة الاستثمار في برامج الوقاية والفحص والعلاج.
وشددت على أهمية دور الإعلام في تصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر قصص المتعايشين ومحاربة الوصم، مؤكدة أن الوعي المجتمعي هو العامل الأكثر تأثيرًا في مواجهة الفيروس، قائلة «نثق في دور الإعلام كشريك رئيسي.. فالمعلومات الصحيحة التي تقدمونها يمكن أن تنقذ الأرواح».
اقرأ أيضاًهل عادت كورونا؟.. متحدث الصحة يكشف حقيقة انتشار فيروس جديد
دراسة حديثة: حماية الأطفال الرضع من الفيروس المخلوي التنفسي يقي من الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة
فيروس ماربورغ.. اعرف الأعراض وطرق الوقاية