صحيفة الخليج:
2024-06-03@00:46:44 GMT

الإمارات وعُمان.. تاريخ مشترك وشراكة راسخة

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

الإمارات وعُمان.. تاريخ مشترك وشراكة راسخة

تعد زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان الشقيقة، اليوم الاثنين إلى دولة الإمارات، محطة بارزة في المسار التاريخي للعلاقات الثنائية بين البلدين، التي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الراسخة على مختلف الصعد وفي المجالات كافة.

كما تجسد الزيارة طبيعة العلاقات الإماراتية - العمانية الخاصة والاستثنائية التي عززتها معطيات التاريخ المشترك، والتقارب الشعبي والمجتمعي، والرغبة الصادقة في الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق بينهما إلى آفاق أرحب وأشمل في ظل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة للبلدين، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان الشقيقة.

محمد بن زايد وهيثم بن طارق يستعرضان حرس الشرف (أرشيفية)

وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن على مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير هذه العلاقات.

ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عُمان أولوية رئيسية لدى قيادة الدولة، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله: «الإمارات وعُمان، أخوّة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة»، وبدوره جسد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، خصوصية العلاقات الإماراتية العُمانية وعمقها التاريخي، حيث قال سموّه: «عُمان منا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا».

وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، ومرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة ومنها اللقاء التاريخي بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والسلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، في العام 1968، والزيارة التي قام بها الشيخ زايد إلى سلطنة عمان عام 1991 والتي شهدت تشكيل لجنة عليا مشتركة أسهمت في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والعمل والاتصالات والنقل، إلى جانب تعزيز فرص ومجالات الاستثمار المشترك.

الصورة

وتعد زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، «حفظه الله»، إلى سلطنة عمان الشقيقة، في سبتمبر 2022، علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث شهدت توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية، وغيرها من المجالات.

كما يحرص البلدان على التنسيق والتشاور المستمر حيال القضايا الثنائية والعربية والدولية، وتجمعهما رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ورغبة صادقة في تعزيز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموماً.

وتبرز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وسلطنة عمان مستوى الشراكة الراسخة بينهما، حيث يؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك وضرورة تفعيله عبر زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.

وتشهد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين نمواً مستمراً، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما 48.7 مليار درهم في عام 2022، فيما تعد الإمارات أكبر شريك تجاري للسلطنة، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عمان من العالم، فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية.

وتأتي الإمارات في مقدمة دول العالم التي تستثمر في سلطنة عمان عبر العديد من القطاعات مثل الصناعات التحويلية والأنشطة العقارية والإيجارية وأنشطة المشروعات التجارية والإنشاءات والوساطة المالية والنقل والتخزين والفنادق وغيرها، كما تأتي الإمارات في المرتبة الأولى بصفتها وجهة للاستثمارات العمانية المباشرة إلى الخارج. أما العلاقات الثقافية بين البلدين، فهي تمثّل إحدى أهم الركائز الأساسية في علاقاتهما التي اتسمت بالنمو والازدهار، وكانت على الدوام موضع اهتمام ومتابعة من قبل القيادة الحكيمة في كلا البلدين.

الإمارات وعمان

ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.

وفي العام 2022 وقع البلدان على مذكرة تفاهم نصت على تبادل الخبرات والمعلومات والخبراء في المجال الثقافي والشباب، خاصة ضمن قطاعات الفنون والمكتبات، بما يعزز من دور الحوار الثقافي واللقاءات الشبابية، وتبادل الزيارات بين المسؤولين عن قطاع الثقافة والشباب، والكتّاب والمفكرين والخبراء العاملين في مجال الشباب للتعاون في السياسات الشبابية والعمل الشبابي.

وتخدم مذكرة التفاهم واقع العمل في قطاع المكتبات، حيث ستعزز من مجالات التعاون وتبادل الكتب والمطبوعات التي تتناول ثقافة البلدين، كما تتيح المجال نحو تبادل زيارات مجموعات فنون الأداء، مثل: فنون السينما، والمسرح، والموسيقى، والفنون الشعبية، إلى جانب تبادل المشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية والشبابية بين البلدين، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بذلك.

ويمثل التعاون الرياضي أحد الجوانب المشرقة في العلاقات الإماراتية العمانية، إذ تحرص الهيئات الرياضية في البلدين الشقيقين على تعزيز التعاون المشترك بين العديد من الاتحادات الرياضية على كافة الجوانب الفنية والإدارية، وإقامة المعسكرات الخاصة بالمنتخبات الوطنية، وخوض المباريات الودية الرياضية بين مختلف الأندية، وغيرها من الأمور التي تصب في مصلحة الرياضة.

ويشهد التاريخ على أن أولى التجارب الاحترافية الخارجية لمدربي كرة القدم الإماراتيين، كانت في سلطنة عمان، عن طريق المدرب حسن علي في ثمانينيات القرن الماضي. وأصبح دوري المحترفين الإماراتي مقصداً للاعبين العمانيين على مدى السنوات الماضية، مثل فوزي بشير مع أندية بني ياس والظفرة وعجمان، وحسن مظفر مع نادي الوحدة، وأرشد العلوي مع نادي الإمارات، وأحمد كانو مع نادي العين.

وتشهد الأيام الحالية مشاركة كبيرة للمنتخبات الرياضية العمانية المختلفة في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب التي تستضيفها الإمارات، كما سيشارك المنتخب العماني لألعاب القوَى في كأس آسيا التي تستضيفها الإمارات في دبي من 24 إلى 27 إبريل الجاري.

(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات سلطنة عمان بین البلدین صاحب السمو سلطنة عمان محمد بن

إقرأ أيضاً:

من انقرة .. «الدبيبة وأردوغان» يناقشان دعم غزة والتعاون المشترك

استقبل رئيس الجمهورية التركية رجب أردوغان، بالقصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، وعقدا اجتماعا ثنائيا لمناقشة عدد من ملفات التعاون بين البلدين، وتوحيد الجهود بشأن دعم القضية الفلسطينية، بحضو وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة.

وأشاد أردوغان، “بالموقف الليبي، بمحكمة العدل الدولية، واعتبره متوافقا مع الموقف التركي، وتم الاتفاق على توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية”.

كما تم “مناقشة ملفات التعاون المشترك بين البلدين في المجالات المختلفة ومتابعة نتائج اللقاءات السابقة بين الدبيبة وأردوغان”.

وتم التأكيد خلال اللقاء، على “ضرورة دعم جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتنسيق مع الدول ذات العلاقة للوصول إلى الانتخابات، وفق قوانين عادلة ونزيهة”.

وتطرق اللقاء إلى “ملف التعاون التنموي، والاتفاق على عدد من المشروعات التي تخدم مصالح البلدين، وعقد المجلس الليبي التركي للتعاون الاستراتيجي، برئاسة الجانبين، في طرابلس خلال المدة القادمة”.

مقالات مشابهة

  • تعاون بين الصين والإمارات لتبادل الخبرات الدفاعية والأمنية
  • الإمارات والصين في بيان مشترك: بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
  • الإمارات والصين .. بيان مشترك
  • الإمارات والصين.. بيان مشترك
  • في بيان مشترك..الإمارات والصين يؤكدان أهمية تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • حفتر ونائب وزير الدفاع الروسي يؤكدان ضرورة التعاون بين البلدين لمحاربة الإرهاب والتطرف
  • خبراء صينيون لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك استراتيجي
  • سفير الإمارات في الصين: العلاقات الصينية الإماراتية وطيدة ووثيقة وبنيت على أسس قوية
  • من انقرة .. «الدبيبة وأردوغان» يناقشان دعم غزة والتعاون المشترك
  • «الدبيبة» يناقش مع رئيس الإمارات ملفات التعاون المشترك بين البلدين