"سينما المكفوفين".. بصمة إبداعية جديدة في مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير في دورته العاشرة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
تخطو مدينة الإسكندرية العريقة خطوة هامة نحو تعزيز دمج ذوي الهمم في مختلف جوانب الحياة، وذلك من خلال مبادرة "سينما المكفوفين" التي يُطلقها مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير في دورته العاشرة، والتي تُقام من 25 إلى 30 أبريل 2024.
يقول محمد محمود رئيس المهرجان في تصريحات صحفية، أن «سينما المكفوفين» تُتيح لجمهور المكفوفين فرصة استثنائية لتجربة سينمائية غنية تُثري مخيلتهم وتُتيح لهم الانغماس في عالم الأفلام القصيرة بكل تفاصيلها، وذلك من خلال عرض عدد من الأفلام المُختارة بعناية مُرفقًا بشرح صوتي دقيق يُقدمه خبراء مُدربون على وصف المشاهد السينمائية بدقة ووضوح، مما يُمكن المكفوفين من متابعة الأحداث وفهم جميع تفاصيل الفيلم بكل سهولة.
وأضاف أن سينما المكفوفين تُعدّ خطوة رائدة على طريق كسر قيود الإعاقة البصرية وإتاحة الفرصة للمكفوفين للمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية والفنية، إيماناً من المهرجان بأهمية دور الفن في تعزيز التواصل الإنساني وتقريب وجهات النظر بين مختلف فئات المجتمع لافتا أنها تُقدم مساحة غنية للتفاعل والمشاركة، حيث يُمكن للمكفوفين التفاعل مع الفيلم ومناقشته مع المُتخصصين والحضور، مما يُثري تجربتهم ويُعزز شعورهم بالانتماء والمشاركة.
وأكد أن مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير يُعدّ منصة ثقافية رائدة تسعى جاهدة لنشر ثقافة الفيلم القصير وتعزيز التبادل الثقافي العربي والدولي ويأتي إطلاق "سينما المكفوفين" تأكيدًا على التزام المهرجان بمسؤوليته المجتمعية وحرصه على دمج ذوي الهمم في جميع فعالياته حيث تُجسد المبادرة قيم التضامن والتكامل بين جميع أفراد المجتمع، وتُرسل رسالة قوية مفادها أن الإعاقة لا تُعيق الاستمتاع بالفن والثقافة، وأن ذوي الهمم لهم الحق في المشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة.
واضاف أن مبادرة تأتي ثمرة تعاون مثمر بين مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير ووزارة التضامن الاجتماعي، إيمانًا من الطرفين بأهمية العمل المشترك لتعزيز دمج ذوي الهمم في المجتمع وتوفير فرص متساوية لهم للمشاركة في مختلف الفعاليات.
وفي سياق متصل قال المنتج السينمائي الدكتور محمد العدل رئيس شرف المهرجان أن لقاء الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن االإجتماعي كان مثمرا إلي حد كبير وأن لديها رؤية واضحة وتتمتع بخلفية ثقافية وفنية كبيرة وتدرك أهمية تلك الفعاليات التى تخدم المجتمع، مضيفا أن المهرجان لديه رؤية وخطة للتطوير منذ بداياته وأن فريق عمل المهرجان يتكاتف دائما من أجل إخراج دوراته بشكل يليق بمكانة مصر وتاريخها الثقافي والفني والسينمائي.
وأكد أن المبادرة هي التجربة هى الأولى من نوعها بمصر من خلال مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير، وفيها يتم عرض عدد من الأفلام القصيرة لجمهور المكفوفين بواسطة شرح الصورة السينمائية، و يدير العرض الإعلامية المغربية هناء العايدي، وتقام العرض بسينما مترو تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي.
والجدير بالذكر أن إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير تتكون من محمد محمود رئيسًا، وموني محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديرًا، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية، برعاية وزارة الثقافة، وزارة التضامن الإجتماعي، الهيئة العامة لتنشيط السياحة، ريد ستار، الدكتور يوسف العميري وخليجيون في حب مصر، مؤسسة دروسوس، مؤسسة اكت، أفلام مصر العالمية محافظة الإسكندرية، ونقابة المهن السينمائية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية سينما المكفوفين مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير هيئة تنشيط السياحة وزارة الثقافة سینما المکفوفین ذوی الهمم فی مختلف
إقرأ أيضاً:
«مهرجان تنوير».. 3 أيام من الموسيقى الملهمة والفن التفاعلي
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيعود «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة في الشارقة بدورته الثانية، خلال أيام 21 و22 و23 نوفمبر 2025، بعد النجاح اللافت الذي حققته دورته الافتتاحية. ويقدّم المهرجان برنامجاً متكاملاً من الفعاليات الفنية والثقافية، حيث تلتقي الموسيقى والفن والتجارب الإنسانية في بيئة صحراوية ساحرة، تُلهم الزوّار بالتأمل والانفتاح والارتقاء الذاتي.
وتُقام هذه التجربة الفريدة من نوعها وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة مليحة، لتكون منصة تجمع الزوار من مختلف الثقافات والخلفيات حول العالم، وتعزز قيم التواصل والتفاهم واكتشاف الذات في رحلة ثقافية مميّزة تحت نجوم الصحراء.
وتستند رؤية «مهرجان تنوير» إلى المبادرة الملهمة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة وصاحبة رؤية المهرجان، التي استلهمت إطلاق المهرجان من شغفها بالحوار الثقافي والنمو الروحي والاستدامة، إيماناً منها بقدرة الموسيقى والطبيعة والتجارب المشتركة على إحداث تحوّل إيجابي، ما دفعها إلى ابتكار منصة تتجاوز الحدود، وتقرّب بين المجتمعات، وتعزز الفهم الإنساني المشترك.
تواصل فاعل
وفي هذا السياق، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «يسعدنا إطلاق الدورة الثانية من (مهرجان تنوير)، التي تأتي بتجارب أكثر طموحاً وتفاعلاً وتأثيراً. وشكّلت الدورة الأولى بداية لمسار تواصل فاعل مع جمهور متنوع، ونحن اليوم نبني على تلك التجربة من خلال برنامج فعاليات غني، وممارسات استدامة أكثر صرامة، ورسالة أعمق في تعزيز الوحدة. ونتطلّع إلى استقبال جمهور المهرجان مجدداً في صحراء مليحة لمواصلة هذه الرحلة معاً». وتنعقد دورة هذا العام من «مهرجان تنوير» تحت شعار «ما تبحث عنه.. يبحث عنك»، المستوحى من المقولة الشهيرة للشاعر والمتصوّف جلال الدين الرومي، الذي عاش في القرن الثالث عشر للميلاد، وتجاوزت أعماله حدود الزمان والمكان والأديان. ومن خلال الموسيقى والشِعر، دعا الرومي الناس إلى استكشاف أعماق ذواتهم، والتواصل من جديد مع الطبيعة، واكتشاف الجمال في التنوع، وهي القيم التي يرتكز عليها «مهرجان تنوير».
تجارب متعددة
تم تنسيق المساحات المختلفة في المهرجان بعناية لتعكس رؤيته الشاملة. وتُشكِّل ساحة «المسرح الرئيسي» تجربة غامرة للحواس، تمزج بين الإضاءة الهادئة، والموسيقى المستوحاة من التراث، والعروض البصرية على سفوح الجبال المحيطة. أما «القبة»، فهي تمثّل مركز التعلّم المجتمعي من خلال ورش العمل وحلقات النقاش.
وتوفر «شجرة الحياة» مكاناً هادئاً للتأمل والتواصل، بينما يضم ركن «نوريش» تجارب طهو مبنية على مفهوم «من المزرعة إلى المائدة»، ويقدّم مجموعة من الأطعمة الصحية، تشمل أطباقاً نباتية بالكامل، وأخرى مخصصة للنباتيين، بالإضافة إلى مشاوٍ بدوية تقليدية. كما تحتضن «السوق» مجموعة مختارة من الحرفيين الذين يعرضون منتجات يدوية فريدة، إلى جانب أعمال فنية تفاعلية تحوّل الصحراء إلى معرض فني في الهواء الطلق.
جوهر المهرجان
تُعَد الاستدامة إحدى الركائز الأساسية للمهرجان، حيث يُقام دون استعمال البلاستيك أحادي الاستخدام، ويعتمد استراتيجية متكاملة لإعادة التدوير، ومعالجة النفايات العضوية، وتقديم خدمات طعام وشراب خالية من النفايات. كما تتضمن فعاليات المهرجان برامج توعوية حول الاستدامة، لتقديم نموذج يُحتذى به للفعاليات الثقافية الصديقة للبيئة في المنطقة. ويتبنّى المهرجان نهج «لا تترك أثراً»، بما يضمن تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد، ويؤكد على إمكانية تنظيم فعاليات كبرى تحترم الأرض التي تقام عليها.
تحمل الدورة الثانية من «مهرجان تنوير» هوية أكثر عمقاً وتعبيراً، وتمنح المشاركين فرصة فريدة للانغماس في سكينة الصحراء، والتأمل، وإعادة التواصل مع الذات والآخرين عبر لغة الموسيقى العالمية. فـ «تنوير» ليس مجرد مهرجان، بل مساحة جامعة لأولئك الذين يبحثون عن المعنى الأعمق، والجمال، والانتماء في عالم يزداد فيه الانقسام. ويُمثّل «مهرجان تنوير» 2025 تجربة ثقافية وفنية متكاملة، تأخذ الزوّار في رحلة ساحرة تمتزج فيها عناصر الطبيعة بأبعاد التأمل والتجدد، في أجواء تعبق بالإلهام وتحتضن قيم الاستنارة والتواصل.