جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-16@08:34:40 GMT

نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا

 

علي بن سالم كفيتان

شهدت محافظة ظفار حراكًا إعلاميًا غير مسبوق منذ عامين ونيف، ولا يكاد ينجلي شهر إلّا على وقع افتتاح مؤتمر أو ملتقى أو ندوة أو ورش عمل، تناقش أداء الاستراتيجيات والرؤى، ناهيك عن استطلاعات الرأي التي باتت نهجًا لبلدية ظفار في تجديد الأسواق وتطوير المحافظة، إضافة للزيارات الميدانية التي يشارك فيها جميع مسؤولي المحافظة إلى ولايات المحافظة بعيدًا عن المركز.

كل ذلك يمثل حراكًا محمودًا وسعيًا حثيثًا لخلق واقع جديد أفضل للمحافظة الجنوبية الواعدة كوجهة سياحية ومنفذ اقتصادي ولوجستي عالمي لعُمان، إلّا أن المتابع لا يرى تغيُّرًا ملموسًا يتناسب مع كل هذا الحراك، ومن هنا أتت فكرة هذا المقال لتذكير أصحاب القرار في المحافظة بأهمية أن يرى المواطن والزائر آثار هذا الحراك على الواقع، وأن يكون الإنسان في المحافظة هو الهدف الأول لأي جهد أو مسعى، ويجدر بنا القول هنا بألا تكون ظفار فقط مصيفًا لمدة 40 يومًا تُفصَّل فيه الامتيازات والتخفيضات والعروض للزوّار والسياح فقط.

لا يمكننا تطوير المنتج السياحي في ظفار بجر الأكشاك ودورات المياه سنويًا بين السهول والوديان والجبال؛ فثقافة الأكشاك والبيع على الطرقات باتت ثقافة جديدة ابتدعتها الجهات المعنية لتتجنب العمل على إرساء بنية أساسية لمشهد سياحي مُستدام في ظفار، فباتت الصورة هي نفسها كل عام: ازدحام وتكدس في وجهات مُكررة، لا يقضي فيها الزائر وقتًا طويلًا، في ظل توافد قرابة المليون إنسان يطوفون على نفس المشاهد وليس أمامهم إلّا الابتكار، فباتوا يتزلجون في الوحول كنوع من الترفيه المفقود، ليعترض الرعاة وتُغلق المسارات، ويُجَر السائح إلى خانة الاتهام. وهنا لا أدري كيف تُقيِّم المحافظة تطوير المنتج السياحي الذي تُقدِّمه؟

من واقع هذا المشهد، ربما التطور الجديد هذا العام هو تثبيت قيمة تذاكر طيران الناقل الوطني بمكيالين لا ثالث لهما، وتمنيتُ لو كان المكيال واحدًا وهو 54 ريالًا للتذكرة ذهابًا وعودة للعُمانيين طوال العام، من وإلى ظفار؛ فالانتقائية التي ميَّزت الموسم السياحي في ظفار بهذا السعر تنال من مفهوم العدالة الاجتماعية في التعامل بالمثل؛ فسكان ظفار لهم مصالح دائمة في مسقط، ويتوافدون عليها في كل المواسم. ومن هنا يرى النَّاس في ظفار أن الناقل الوطني لا يمتلك نظرة تُترجِم واقع هذا الاسم، عندما يتم التعامل مع أسعار الرحلات الداخلية بين صلالة ومسقط، تمنيتُ أن يتم تخفيف وقع هذا الخبر الصادم لسكان المحافظة بمنح تذاكر مُخفّضة للطلبة الدارسين في مسقط وظفار والمرضى المُحوَّلين للمستشفيات المركزية في العاصمة.

أعلنت بلدية ظفار عن حزمة من مشاريعها بعد الخريف الماضي 2023، وأكدت من خلال تصريحات عالية المستوى أن المشاريع المسندة مثل ازدواجية بعض الطرق والجسور والوجهات الساحلية والساحات العامة، سيتم المباشرة فيها بشكل أسرع من المعتاد الذي بات الكل يردده كل عام، وهو العمل في فترة الذروة السياحية؛ مما يؤدي الى تفاقم أزمة السياح، وكأنَّ العام بكامله لا يكفي للبدء إلّا مع تدفق السياح واكتظاظ المحافظة بالزوار. لا أدري كم من الوقت ستحتاج الشركات لحلق بقية أشجار الموز والنارجيل على ضفتي طريق السلطان قابوس؟ والأمر ذاته فيما يتعلق بازدواجية شارع السلطان تيمور وجسر دوار إتين؟

المؤكد أن الموسم هذا العام لن يرى جديدًا من هذه المشاريع، وربما لمواسم أخرى قادمة، رغم تواضع العمل المطلوب، فأين يكمُن الخلل الذي لم يُعالج مع الإدارة الجديدة لبلدية ظفار التي قدمت نفسها بشكل رائع للجمهور من الناحية الإعلامية خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟ من المهم أن تلتفت البلدية للظهير السكاني للمدينة كذلك، وهي المناطق الريفية التي لم ترَ مشاريع نوعية كالطرق أو الخدمات الأخرى التي تعمل على تثبيت السكان في قراهم وتخفف من الهجرة إلى المدينة، كما كان سابقًا، من خلال منح حصة من الطرق والخدمات العامة لكل منطقة في الأرياف والعمل على استدامة الخدمات للناس في مناطق سكناهم.

شملت زيارات مسؤولي المحافظة مؤخرًا الولايات البعيدة؛ حيث جلسوا مع المواطنين واستمعوا لمطالبهم، وهذا أمر حسن، لكن ما هو معلوم أن ولاية صلالة يتركز بها أكثر من 86% من سكان المحافظة؛ سواءً في المدينة أو الأرياف، وهم يترقبون من صاحب السمو السيد المحافظ أن تشمل الزيارات واللقاءات القادمة أبناء الولاية الأم حاضرة ظفار، في مراكزهم الإدارية السابقة وقراهم وتجمعاتهم السكانية؛ للاستماع إلى مطالبهم وتطلعاتهم في ظل النهضة المتجددة لمقام مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأن يجد سموه حلًا للموت السريري لمنطقة صلالة الحرة، التي وُعدِنا قبل أعوام، بأنها ستُسهم في حل مشكلة الباحثين عن عمل في ظفار؛ عبر إيجاد آلاف الفرص الوظيفية، والتي لم ترَ النور إلى اليوم.

وحفظ الله بلادي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الطيرانات السويسري والتشيكي والسلوفاكي تدشن الموسم السياحي الشتوي بظفار لعام 2025

دشنت محافظة ظفار موسمها السياحي الشتوي لعام 2025 باستئناف عدد من شركات الطيران الأوروبية، من بينها السويسرية والتشيكية والسلوفاكية، رحلاتها المباشرة إلى مطار صلالة، في خطوة تعكس المكانة المتنامية التي تحظى بها المحافظة على خريطة السياحة العالمية.

وقال طلال بن حميد الخصيبي، مدير عام التراث والسياحة بمحافظة ظفار إن عودة الرحلات المنتظمة من الأسواق الأوروبية تمثل دفعة قوية للحركة السياحية بالمحافظة، وتسهم في تعزيز التدفق السياحي خلال الموسم الشتوي الذي يشهد إقبالا متزايدا من الزوار الأوروبيين الباحثين عن تنوع الطبيعة والمناخ المعتدل.

وقال الخصيبي: "إن هذه الرحلات تعكس الثقة المتزايدة في المقومات السياحية التي تتميز بها محافظة ظفار، ونسعى من خلال التعاون مع مختلف الشركاء في قطاع الطيران والسياحة إلى استثمار هذه المقومات بالشكل الأمثل بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عمان 2040".

وأوضح أن الموسم الحالي يشهد إضافة خمس منشآت فندقية جديدة لتعزيز الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي بالمحافظة، من بينها فندق خمس نجوم في منتجع هوانا صلالة يضم 123 غرفة، ومنتجع بحر العرب "3 نجوم" بـ72 غرفة، ومنتجع صلالة دريم لاند "3 نجوم" بـ100 غرفة، إلى جانب استراحة المرجان العربي التي تضم 21 غرفة.

زيادة في الحركة السياحية

وبيّن الخصيبي أن محافظة ظفار استقبلت خلال الموسم السياحي الماضي أكثر من 74 ألف مسافر عبر الطيران العارض، بزيادة بلغت 15% عن الموسم السابق، محققة عوائد مالية تجاوزت 23 مليون ريال عماني.

وأشار إلى أن الموسم السياحي الشتوي يمثل امتدادا لموسم الخريف، إذ شهد العام الماضي استقبال أكثر من 500 رحلة جوية تُقلّ ما يزيد على 80 ألف سائح من أكثر من عشرة أسواق عالمية، مما يعكس تنامي الطلب على المقصد السياحي الظفاري.

وكشفت الإحصاءات أن السوق التشيكي تصدَّر قائمة الأسواق الأكثر إقبالا بـ19,632 سائحا عبر 111 رحلة جوية، تلاه السوق البولندي بـ16,426 سائحا عبر 91 رحلة، ثم السوق الإيطالي بـ8,973 سائحا عبر 47 رحلة.

وجاء السوق السلوفاكي رابعًا بـ9,487 سائحا عبر 60 رحلة، والمجري بـ6,420 سائحا عبر 40 رحلة، إضافة إلى 5,282 سائحا من ألمانيا و4,142 سائحا من رومانيا.

كما تمكنت سلطنة عمان من استقطاب أسواق جديدة مثل السوقين المجري والأرميني، مع خطط للتوسع نحو الأسواق الإسبانية والروسية خلال المواسم المقبلة.

مقومات سياحية متنوعة

وتتميز ظفار بتنوعها البيئي والجغرافي الذي يجعلها وجهة سياحية جاذبة على مدار العام، حيث تجمع بين الطبيعة الساحلية والجبلية والصحراوية، إلى جانب المواقع الأثرية مثل البليد وسمهرم ومتحف أرض اللبان، والأسواق التقليدية التي تعكس الأصالة العمانية.

كما تزخر المحافظة بفرص متعددة للسياحة المغامراتية مثل المشي الجبلي وركوب الدراجات وتحديات الرمال، بالإضافة إلى الأنشطة البحرية كالغوص والتجديف.

ربط مباشر

وكان مطار صلالة قد استقبل مؤخرا أولى رحلات شركة الطيران السويسرية "إيديلويس" القادمة من مطار زيورخ الدولي عبر مطار مسقط الدولي، بواقع رحلتين أسبوعيا.

وتأتي عودة هذه الرحلات بمعدل رحلتين أسبوعيا بعد توقف مؤقت، مما يعزز الربط الجوي لمحافظة ظفار مع الأسواق الأوروبية.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الرحلات في زيادة أعداد السياح الأوروبيين، مما يدعم أهداف التنمية السياحية والاقتصادية المستدامة. إن عودة الطيران المباشر إلى ظفار، إلى جانب الجهود الترويجية المكثفة واستهداف أسواق جديدة، يؤكد مكانة المحافظة كوجهة سياحية رئيسية على مدار العام.

ويعكس ذلك التزام سلطنة عمان بتطوير القطاع السياحي، بما يسهم في تحقيق أهداف رؤية عمان 2040 وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال استقطاب المزيد من الزوار.

مقالات مشابهة

  • بدء فعالية هاكاثون أوكيو للصناعات الأساسية بصلالة
  • الاحتلال يعترف بهوية الجثة الرابعة التي تسلمها
  • تكريم مدير الشؤون القانونية بديوان محافظة الحديدة تقديراً لجهوده في تطوير أداء العمل القانوني والإداري
  • اجتماع لمناقشة مهام إدارة صحة البيئة بمحافظة صنعاء والصعوبات التي تواجهها
  • محافظة ظفار تودع الشيخ سيف بن حفيظ الرواس
  • الطيرانات السويسري والتشيكي والسلوفاكي تدشن الموسم السياحي الشتوي بظفار لعام 2025
  • الأمين العام لجائزة الملك فيصل يروي “سيرتها التي لم تُرْوَ”
  • وزير قطاع الأعمال العام: مشروعات وتوسعات صناعية واستثمارية وسياحية للشركات التابعة في السويس
  • محافظ المنوفية يتابع التصالح وتقنين أراضي أملاك الدولة وآليات تطبيق قانون "الإيجار القديم "
  • المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية : نثمن الدور الذي قامت به قطر لإقرار وقف الحرب في قطاع غزة