دخلت الحرب على غزة يومها الـ 200 على التوالي، وسط مخاوف دولية وإقليمية من تصاعد الصراع في المرحلة المقبلة في خضم اعتزام إسرائيل اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، والتي يتحصن بها أكثر من مليون شخص، بالتزامن مع تساؤلات عن طبيعة المرحلة المقبلة من الصراع الدموي الأكبر منذ عقود.

الزوارق الحربية الإسرائيلية تشن سلسلة غارات على شمال قطاع غزة "طفل غزة المرتجف" يخضع للعلاج النفسي في القاهرة (فيديو)

واستعرض محللون فلسطينيون وإسرائيليون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، ما حققته تل أبيب وحركة حماس من أهداف للحرب حتى الآن، واستعدادات كل طرف للفترة القادمة، بعد تعثر مفاوضات الهدنة المتواصلة منذ أسابيع على الرغم من الضغوط الدولية لإنجازها.

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في أحدث تقاريرها عن الحرب التي تجاوزت 6 أشهر، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت إلى إضعاف حماس، حيث تدهورت معظم كتائب حماس وتشتتت في القطاع وقُتل الآلاف من أعضائها.

لكن على الرغم من ذلك لم تحقق إسرائيل أهدافها الأساسية للحرب، المتمثلة في إطلاق سراح رهائنها المحتجزين في قطاع غزة، وتدمير القدرات السياسية والعسكرية لحماس بالكامل.

 

200 يوم من الحرب

 

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه بعد 200 يوم من الحرب، لم تتحقق بعد الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية للمعارك بالكامل.

وأوضح غانور أن هذه الأهداف تتضمن: تدمير قدرات حماس، واستعادة المختطفين، وألا يشكل قطاع غزة قاعدة عدوان ضد إسرائيل مرة أخرى.

وأضاف أن "هذه الحرب فُرضت على إسرائيل في 7 أكتوبر بصورة مفاجأة من قِبل حماس، بعد احتلالها قرى غلاف غزة وقيام القوات الإسرائيلية بصد واستعادة هذه المناطق، ومن ثم إجراء العملية البرية التي أدت إلى السيطرة على 85 بالمئة من قطاع غزة، وتدمير أجزاء هائلة من قدرات حماس القتالية والسياسية"، لكن في المقابل "تكبدت إسرائيل الخسائر البشرية والمادية والمعنوية".

وبشأن طبيعة عمليات إسرائيل العسكرية خلال الفترة المقبلة، أشار المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن "الخطط العملياتية الحربية أُقرت وتم اعتمادها من قبل المستوى السياسي، وتجري أعمال إقامة المناطق الآمنة لإخلاء السكان العزل لإبعادهم عن محيط دائرة القتال المتوقع، لكن الأمر يتوقف الآن على تهيئة المناخ الدولي السياسي، ولا سيما الموافقة الأميركية لاستكمال الوصول إلى رفح وأنفاقها لعله يرغم قادة حماس على مواجهة مصيرهم أو مقايضة حياتهم مقابل المخطوفين الإسرائيليين الذين يشكلون دروع بشرية وبوليصة تأمين لبقائهم".

واعتبر أنه "إذا تم هذا المخطط، فقد يحقق حسب الوعود قدرا كبيرا من أهداف الحرب بالنسبة لإسرائيل".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة مخاوف دولية تصاعد الصراع رفح إسرائيل الصراع الدموي قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي يتحدث عن المتحكم الحقيقي بالمشهد في قطاع غزة

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية تقريرا تحدثت فيه، عن الوضع في رفح، وكيفية صمود حماس في هذه الحرب، حتى بعد أن تضررت أنظمتها العسكرية بشدة.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مقاتلي حماس يعزّزون حرب الاستنزاف في غزة، ليظهروا للجميع من هو صاحب القرار هناك.

قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كان المنطق الطاغي في إسرائيل الاستهانة بقوة حماس لكن كل ذلك تغيّر عشية الحرب. كانت الفكرة الإسرائيلية السائدة تعتمد على ثلاث فرضيات أساسية: أولها أن حماس تتحوّل إلى حزب حاكم وتفقد الاهتمام بالمغامرات الأيديولوجية، وأنها تركز حاليًا على تطوير المجال المدني، وأنها قابلة للردع. على هذا الأساس، ظنّ الكثيرون في إسرائيل أن الاقتصاد يمكنه تجاوز الأيديولوجيا، وتم إعداد خطط لتغيير الواقع في غزة بروح "سنغافورة الشرق الأوسط".

وأشارت الصحيفة إلى أن "ندبة 7 تشرين الأول/ أكتوبر لم تَمحُ هذه المفاهيم الخاطئة جزئيًا حول حماس، ولا يزال صانعو السياسات يتبنون نفس المفاهيم حتى اليوم. وحتى أثناء الحرب لا تزال إسرائيل تعتمد في كثير من الأحيان على الرغبات العاطفية بدلاً من التقديرات الواقعية، وخير دليل على ذلك إعلان إسرائيل مثلا أن حماس قريبة من "الانكسار" بعد تفكيك ألويّاتها أو فقدت قدرتها على السيطرة على المجال العام".

هذا النهج شائع بين صناع القرار الذين يتقاتلون فيما بينهم على السلطة التي ستحكم غزة "ما بعد الحرب". وبينما لا تزال حماس تهيمن إلى الآن على غزة، يقول المعلّقون إنها بدأت تفقد مكانتها وأن الجمهور ينتظر للانتقام منها.

حتى عشية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لم تكن إسرائيل تدرك مدى هيمنة الاعتبار الأيديولوجي على تحركات حماس ومدى استعدادها للتضحية بالحكم وسلامة الشعب من أجل ذلك. واليوم، من الواضح أنه من الصعب فهم مدى مرونة وقدرة حماس على التكيّف هذا إلى جانب الإعجاب الذي تحظى به من قبل الكثيرين من سكان غزة.



ومنذ تأسيسها، كانت حماس في تطوّر دائم رغم القيود. وقد حدث نفس الشيء بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. ولا تزال حماس تحافظ على الروابط الوثيقة مع سكان قطاع غزة من خلال شبكة دينية واجتماعية تجنّد السكان لدعم صفوف المجموعة، إلى جانب أجهزة الاستخبارات الداخلية التي تحدد التحديات الداخلية وتقضي عليها.

وبالنسبة لذراعها العسكري، تتبنى حماس أنماط حرب العصابات وتقوم دائما بإعادة تنظيم صفوفها وتعيين قادة جدد وتجنيد مقاتلين جدد بدلاً من أولئك الذين قُتِلوا. وآخر خسارة حدثت في رفح بسقوط ثمانية جنود من الجيش الإسرائيلي تؤكد نجاح حماس في الصمود ومواصلة نشاطها حتى بعد أن تضررت بشدة.

ومن خلال خلايا أو مقاتلين فرديين، يتم تعزيز حرب الاستنزاف التي تمنع الاستقرار في المجال العام وتوضّح من هو صاحب القرار في غزة. في المقابل، تصوّر إسرائيل عن الواقع في غزة قائم على نظرة متشككة نحو استراتيجية "المرحلة الثالثة"، التي تفترض أن العمليات المستهدفة دون إقامة دائمة للقوات في المناطق المحتلة ستسمح بتفكيك تدريجي لحكم حماس وإقامة نظام بديل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع على أرض الواقع مختلف عن هذه التصوّرات ذلك أن حماس لا تزال القوة الرئيسية في القطاع، ولا تسمح بتطوير بدائل (وحتى تحبطها، مثل المحاولة الإسرائيلية لتطوير اتصالات مع العائلات الكبيرة أو جلب عناصر الأمن التابعة للسلطة إلى القطاع). ونتيجة لذلك، يضطر الجيش الإسرائيلي إلى العودة مرارًا وتكرارًا إلى المناطق التي احتلها بالفعل، خاصة في شمال القطاع.

ومن غير المفاجئ أن تحظى حماس بتأييد شعبي، كما هو واضح في الاستطلاع الذي نشره مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، خليل الشقاقي، مؤخرًا. حسب هذا الاستطلاع الثالث منذ بداية الحرب، هناك عدة اتجاهات أساسية: دعم واسع لهجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، واستمرار سلطة حماس في قطاع غزة، إلى جانب إنكار شامل لجرائم الحرب التي ارتُكبت يوم الهجوم.

كلّ هذه الأمور يجب أن تُثير تساؤلات حول رهان آخر يطرحه كبار المسؤولين في إسرائيل بشأن "الحد من تطرف الفلسطينيين" - وهو هدف مهم يتطلب مراجعة داخلية ورغبة في التغيير لا وجود لها حتى الآن. في الأثناء، تواصل السياسة الاستراتيجية والعسكرية الاعتماد على شعارات عامة أبرزها النصر الكامل والاقتراب من الحسم، إلى جانب نظريّات ونماذج تبدو واعدة نظريًا لكنها تتعثّر على أرض الواقع وذلك بسبب، من بين أمور أخرى، غياب فهم عميق لثقافة الجانب الآخر وهو خلل سبق أن تسبب في إخفاق مرير للأمريكيين في حرب فيتنام والعراق وأفغانستان. يعكس هذا التفكير الإحباط ويفسّر السبب وراء صعوبة تحقيق الأهداف الاستراتيجية للحرب وعدم القدرة على استغلال التفوّق العسكري الواضح لتحقيق "نتائج حاسمة" ضد كيان هجين مثل حركة حماس.

https://www.ynet.co.il/news/article/yokra13963534

مقالات مشابهة

  • نتنياهو والسنوار.. وحسابات خاصة بهما حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • سيناريو اليوم التالي للحرب
  • "ليلة رعب" و"مذبحة مساعدات".. الاحتلال يتوحش في رفح ويعترف بعجزه عن "إنهاك حماس"
  • مسؤولون إسرائيليون: القتال في رفح أكثر حدةً.. وحماس تدير المعركة من فوق الأرض ومن تحتها
  • تحول محتمل للحرب في غزة.. هل أوشك هجوم رفح على الانتهاء؟
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل خطة جهزتها حماس لما بعد الحرب في قطاع غزة
  • تفكيك نصف كتائب حماس برفح.. هل اقتربت حرب غزة من النهاية؟
  • تقرير إسرائيلي يتحدث عن المتحكم الحقيقي بالمشهد في قطاع غزة
  • الكشف عن وثيقة إسرائيلية تظهر علم تل أبيب بهحوم حماس قبل تنفيذه
  • تقرير: رغم الحرب.. صادرات الأسلحة الإسرائيلية تبلغ مستوى غير مسبوق في 2023