الفقراء أكثر عرضة للموت بسبب الملح وفق دراسة حديثة
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
منذ فترة طويلة يرتبط تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، لكن الكثير من الأبحاث حول تأثيرات الملح كانت تستهدف السكان ذوي الدخل المتوسط والعالي.
تقول إحدى الدراسات إن نسبة كبيرة من الأمريكيين من أصل إفريقي والأمريكيين من ذوي البشرة البيضاء أصحاب الدخل المنخفض يتجاوزون مستوى تناول الصوديوم الموصى به حاليًا، فلماذا يتناول هؤلاء الأشخاص الكثير من الملح؟
في هذه المجموعة المهمشة، يكون الأمر دائمًا متسقًا مع إمكانية الوصول إلى الغذاء، إذ إن انخفاض فرص الحصول على طعام صحي ينطوي على خيارات قليلة خارج الأطعمة الجاهزة، ونقص التثقيف حول الخيارات الغذائية الصحية، ومشكلات في القدرة على شراء طعام عالي الجودة.
تفاصيل الدراسة: الملح وأمراض القلب
الملح هو عنصر غذائي ضروري، ولكن النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير منه يرتبط بالوفاة بسبب أمراض القلب. وبحسب الخبراء؛ فإن نسبة كبيرة من الأمريكيين من أصل إفريقي والأمريكيين من ذوي الدخل المنخفض قد تجاوزوا مستوى تناول الصوديوم الحالي الموصى به في الدراسة الجديدة، وهذا قد ينطبق على السكان في الدول العربية، والذي ربما ساهم في ارتفاع معدل الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
تناول نحو 80% من مجموع 65.000 شخص في الدراسة أكثر من الكمية اليومية الموصى بها من الملح (أو الصوديوم) في نظامهم الغذائي. توصي الحكومة الأمريكية بتناول 2.3 ملليغرامات أو أقل يوميًا. في المقابل، استهلك الأمريكيون ذوو البشرة السوداء ما متوسطه 4.5 ملليغرامات من الصوديوم في نظامهم الغذائي يوميًا، بينما استهلك الأمريكيون ذوو البشرة البيضاء وذوو الدخل المنخفض ما متوسطه 4.0 ملليجرامات يوميًا.
بشكل عام، كان وجود الكثير من الصوديوم في نظامهم الغذائي مرتبطًا بنحو 10٪ إلى 30٪ من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الدراسة، والتي نُشرت على الإنترنت في 26 مارس في مجلة JAMA Network Open.
الخرافات والحلول المحتملة
لدى الناس تصورات خاطئة متعددة حول تناول كمية زائدة من الملح، فمن الناحية الطبية، يميلون إلى إساءة فهم أن نظامهم الغذائي قد يتسبب في وفاتهم بسبب أمراض القلب، ومن ناحية السهولة فعندهم اعتقاد أن تقليل تناول الملح قد يكون صعبًا أو مستحيلًا من ناحية التطبيق.
ونحن هنا نحاول تصحيح هذه المفاهيم، فتجنب الملح الزائد لا يعني تناول طعام عديم الطعم، ونقترح عليك بدلاً من رش الملح على طبقك، إضافة التوابل. كما يمكنك تعزيز نكهة أطباقك المفضلة دون الحاجة إلى الكثير من الملح، كما نشجعك على تغيير نمط حياتك بطريقتين، حتى لو كانت مقيدًا ماليًا:
تقليل الكمية عن طريق التحكم في تناول المواد التي تعتقد أنها تحتوي على كميات من الصوديوم.
التكرار، بكلمة أخرى؛ تقليل عدد المرات التي تتناول فيها المنتجات المعبأة أو الأطعمة الجاهزة أو الأطعمة المصنعة.
وننصحك باختيار مشروبات الفاكهة الطبيعية 100% بدلًا من المشروبات الغازية الصناعية الداكنة. بالإضافة إلى ذلك، قلل من الصلصات المعبأة مسبقًا مثل صلصة الشواء والكاتشب والمايونيز، التي تحتوي على الصوديوم والسكر الزائد.
نقاط قوة وضعف الدراسة
قام العلماء المسؤولون عن الدراسة بتقييم تناول الملح بناءً على البيانات المبلَّغ عنها ذاتيًا من المشاركين في دراسة التعرض (Cohort study)، يطلق عليها أيضاً دراسة الأتراب، وهي دراسة مراقبة تتضمن مجموعتين، إحداهما معرَّضة لعامل خطورة والأخرى غير معرَّضة لعامل الخطورة، وبعد هذا التقسيم يتم متابعة المجموعتين لفترة زمنية معينة، ومن ثم مقارنة النتائج.
هذه الطريقة لها حدود لأنها تقيس كمية الملح في نقطة زمنية واحدة، ولا يمكنها حساب التغيرات بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإبلاغ الذاتي أقل دقة من قياس مستويات الملح مباشرة في عينات الدم أو البول.
أما نقاط قوة الدراسة، فهما نقطتان:
حجم العينة الكبير.
تركيزها على المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
يمكن أن تساهم هذه الجوانب بشكل كبير في موثوقية نتائج الدراسة وإمكانية تطبيقها، خاصة في فهم الأنماط الصحية في مجموعات سكانية محددة.
نهايةً، هناك خطط مستقبلية عن كيفية تأثير الوراثة على العلاقة بين تناول الصوديوم والنتائج الصحية للتعمق في العوامل الوراثية التي قد تلعب دورًا في كيفية استجابة الأفراد لمستويات الصوديوم الغذائية.
في حين تستفيد الدراسة من حجم العينة الكبير، ومن التركيز على المجتمعات ذات الدخل المحدود، فإن اعتمادها على بيانات تناول الملح المبلَّغ عنها ذاتيًا قد يحدّ من عمق الأفكار حول العلاقة بين تناول الملح والنتائج الصحية. توفر اتجاهات البحث المستقبلية، مثل استكشاف التأثيرات الوراثية، أساليب واعدة لتوسيع الفهم في هذا المجال.
عن صحتك.كومالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الدخل المنخفض أمراض القلب الکثیر من من الملح
إقرأ أيضاً:
لـ"شيخوخة صحية".. دراسة تكشف "سر" الشاي والتوت والحمضيات
كشفت دراسة حديثة أن تناول كميات أكبر من الشاي الأسود، والتوت، والفواكه الحمضية يوميا، قد يكون مفتاحا لشيخوخة صحية.
وأجريت الدراسة التي استمرت على مدار 24 عاما، بمشاركة أكثر من 86 ألف شخص، من قبل فريق من الباحثين من جامعة إديث كوان في أستراليا، وجامعة كوينز بلفاست، وكلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن.
وقالت الدكتورة نيكولا بوندونو، المحاضرة في جامعة إديث كوان: "الهدف من الأبحاث الطبية لا يقتصر على إطالة العمر، بل على ضمان بقاء الأشخاص بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة. نعلم من دراسات سابقة أن من يتناولون كميات أكبر من مركبات الفلافونويد يعيشون لفترة أطول، وهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل الخرف والسكري وأمراض القلب. وتُظهر نتائج دراستنا أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الفلافونويد يشيخون بشكل أفضل"، حسبما نقلت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية.
والفلافونويد هي مجموعة من المركبات النباتية الطبيعية التي تنتمي إلى فئة أوسع تُعرف باسم البوليفينولات. وتوجد بكثرة في الفواكه والخضروات والمشروبات النباتية مثل الشاي والعصائر.
وعلّقت خبيرة التغذية الدكتورة إميلي برپا من شركة "ياكولت" قائلة: "الربط المتزايد بين تناول الشاي الأسود والتوت والحمضيات وبين الشيخوخة الصحية أمر مشوق للغاية، لا سيما من منظور صحة الأمعاء. فهذه الأطعمة غنية بالبوليفينولات، وهي مركبات نباتية طبيعية تعمل كمضادات أكسدة وتغذي الميكروبات المفيدة في الأمعاء".
وأوضحت أن هذه المركبات، عند وصولها إلى القولون، تتحول بفعل ميكروبات الأمعاء إلى مركبات نشطة بيولوجيا تقلل الالتهابات، وتدعم جهاز المناعة، وقد تؤثر كذلك على صحة الدماغ.
وأضافت: "الاتصال بين الأمعاء والدماغ يلعب دورا جوهريا في عملية الشيخوخة. فالأمعاء الصحية، المدعومة بأطعمة غنية بالبوليفينولات، تساهم في تعزيز الوظائف الإدراكية من خلال إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة وتنظيم النواقل العصبية، مما يساعد على الحفاظ على الذاكرة وتقليل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر".
كما أشارت برپا إلى أن هناك أطعمة أخرى غنية بالبوليفينولات مثل زيت الزيتون البكر، والشوكولاتة الداكنة (باعتدال)، والأطعمة المخمرة، تسهم أيضا في تعزيز تنوع ميكروبيوم الأمعاء، وهو عنصر أساسي في الأنظمة الغذائية التي تعزز طول العمر مثل النظام الغذائي المتوسطي.
وعلى الرغم من أن النتائج بين الرجال كانت أقل وضوحا، فإن الدراسة لاحظت أيضا ارتباطا بين ارتفاع استهلاك الفلافونويد وتحسّن الصحة النفسية لديهم.
وأفادت الأستاذة أدين كاسيدي من جامعة كوينز بلفاست، الباحثة الرئيسية في الدراسة بأنه: "من المعروف أن الفلافونويدات تقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وتدعم صحة الأوعية الدموية، بل وتساعد في الحفاظ على كتلة العضلات، وهي جميعها عوامل مهمة للوقاية من الضعف الجسدي والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية مع التقدم في العمر".
من جهته، أكد الأستاذ إيريك ريم من كلية هارفارد للصحة العامة أن هذه النتائج تؤكد على أهمية التعديلات الغذائية البسيطة في تحسين جودة الحياة ودعم الشيخوخة الصحية.