الجزيرة:
2025-05-12@00:09:59 GMT

تقرير : نصف سكان العالم يغرقون في الديون

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

تقرير : نصف سكان العالم يغرقون في الديون

كشف تقرير حديث صادر عن  المؤسسة الدولية لتمويل التنمية، أن ما يقرب من نصف سكان العالم يقيمون في دول تتجاوز خدمة الديون فيها الإنفاق على الرعاية الاجتماعية الأساسية.

ويمثل هذا السيناريو المريع "أسوأ أزمة ديون منذ بدء السجلات العالمية" وفقا لمنظمة "ريد فلاغ" التي علقت على التقرير في موقعها. ويرسم التقرير صورة قاتمة للضائقة المالية التي تعاني منها مساحات شاسعة من العالم.

وتتحدث أرقام التقرير عن الكثير، فقد ارتفعت مدفوعات خدمة الديون في البلدان المنخفضة الدخل بشكل كبير، حيث تجاوزت ضعف الإنفاق على التعليم و4 أضعاف الإنفاق على الصحة.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية وحدها، عصفت 18 حالة تخلف عن سداد الديون السيادية بـ10 دول، وهو رقم يتجاوز مجموع العقدين السابقين.

60% من البلدان المنخفضة الدخل كانت تتأرجح بالفعل على شفا أزمة الديون (غيتي)

ويرسم التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي لعام 2022 صورة أكثر سوادا، ويشير إلى أن 60% من البلدان المنخفضة الدخل كانت تتأرجح بالفعل على شفا أزمة الديون. وعلى الرغم من أن النسبة قد انخفضت ظاهريًا إلى 50%، فإن الواقع القاسي لا يزال قائمًا، حيث تواجه 34 دولة محنة و25 دولة تواجه مخاطر عالية. ورغم أن هذه الإحصائيات توصف بأنها تحسن طفيف، فإن خطورة الأوضاع الحقيقية ما زالت قائمة بشكل كبير.

وبحسب تقرير منظمة "ريد فلاغ" وصل عبء خدمة الديون في الشق الجنوبي من العالم إلى مستوى مثير للقلق يبلغ نصف تريليون دولار سنويا، مما أجبر أكثر من 100 دولة على خفض الإنفاق على القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم للوفاء بالتزامات ديونها.

ووفق التقرير فإن أي مظهر من مظاهر الارتياح يبدو بعيدا، حيث يطل التضخم برأسه في الولايات المتحدة، محطمًا الآمال في تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة.

وبالنسبة للبلدان ذات الدخل المنخفض، المثقلة بتكاليف الاقتراض الباهظة، فإن الوضع أكثر تعقيدا. فالدول الأفريقية، على سبيل المثال، تتحمل أسعار فائدة أعلى بـ4 مرات من الولايات المتحدة و8 مرات أكثر من نظيراتها في أوروبا الغربية، وفق تقرير منظمة "ريد فلاغ".

تحويلات صافي الثروة من الدول الأفقر إلى الدول الأكثر ثراء، وصلت إلى 10 تريليونات دولار على مدى العقدين الماضيين.(التواصل الاجتماعي)

ويلوح شبح إعادة تمويل الديون في الأفق بشكل كبير، ويتفاقم بسبب تضاؤل دعم الدائنين وتعزيز العملات الأجنبية مقابل العطاءات المحلية.

وبحسب التقرير ذاته ترسم منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) صورة قاتمة، حيث تكشف أن البلدان المنخفضة الدخل تخصص نسبة مذهلة تبلغ 23% من عائدات التصدير لخدمة الديون، وهو ما يتجاوز بكثير الحد الأقصى الضئيل الذي فرض على ألمانيا ما بعد الحرب والذي يبلغ 5%.

وتدور الاقتصادات المثقلة بالديون في دوامة اقتصادية مفرغة تهدد الدول، حيث تتراكم الديون بشكل أسرع من النمو الاقتصادي. وتكشف تقديرات الأمم المتحدة عن تحويل صاف للثروة من الدول الأفقر إلى الدول الأكثر ثراء، وهو ما يصل إلى مبلغ ضخم قدره 10 تريليونات دولار على مدى العقدين الماضيين.

ويسلط هذا التفاوت الكبير الضوء على الحاجة الملحة إلى إلغاء الديون، في حين يكافح السكان الفقراء تحت وطأة الالتزامات التي لا يمكن التغلب عليها، يقول تقرير منظمة "ريد فلاغ".

وبينما يتصارع العالم مع أزمات وجودية مثل الجوع وتغير المناخ، تصبح الحقيقة الملحة المتمثلة في عدم المساواة في الرأسمالية موضع تركيز حاد. وتؤكد  منظمة "ريد فلاغ" أن النظام الدولي الحالي، الذي تحركه دوافع الربح، يفشل في تلبية الاحتياجات الأساسية للفئات الأكثر ضعفا في العالم، مما يؤدي إلى إدامة دائرة الفقر والاستغلال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الإنفاق على الدیون فی

إقرأ أيضاً:

منتدى الشارقة يناقش معيار تسديد الديون في ظل التضخم من منظور الاقتصاد الإسلامي

الشارقة (وام)

  نظم المنتدى الإسلامي في الشارقة طاولة مستديرة علمية متخصصة تحت عنوان: «معيار تسديد الديون في ظل التضخم النقدي»، وذلك ضمن رؤيته الثقافية الاستراتيجية الرامية إلى دعم الاقتصاد الإسلامي وتقديم حلول فقهية معاصرة للتحديات المالية الراهنة.

أخبار ذات صلة «غرفة الشارقة» توقع اتفاقيات تدريب وشراكات استراتيجية في إسبانيا برشلونة بطل الدوري الإسباني للسيدات

وعقدت الطاولة صباح أمس بمقر المنتدى، بمشاركة نخبة من الباحثين والمختصين في الفقه المالي والاقتصاد الإسلامي، حيث ناقش المشاركون تأثير تغير القيمة الشرائية للنقود على العقود المالية، وسبل تحقيق التوازن والعدالة في المعاملات الشرعية، في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية.
واستهل الجلسة عيسى البلوشي، مدير قسم البرامج المجتمعية بالمنتدى، مؤكداً أن هذه الطاولة تأتي ضمن جهود المنتدى لتقديم حلول شرعية أصيلة تتماشى مع الواقع الاقتصادي، وتسعى لمعالجة أبرز الإشكاليات الناجمة عن التضخم النقدي، بما في ذلك تأثيره على حقوق الدائنين والمدينين.
وأوضح البلوشي أن الطاولة تمثل منصة للحوار العلمي والتأصيل الفقهي، وتهدف إلى تفعيل دور الاجتهاد الجماعي، وبلورة توصيات قابلة للتطبيق ترفع للجهات المعنية، بما يسهم في تطوير المنظومة المالية وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية.
واستعرض علاء فتحي بركات، خلال مشاركته، الإطار النظري للأطروحة العلمية المقدمة، مشيراً إلى التطورات المعاصرة في التعاملات المالية وانعكاسات التضخم على العقود المؤجلة، كما ناقش المعايير التي أقرها مجمع الفقه الإسلامي الدولي في هذا المجال، ومدى الحاجة إلى تطويرها لمواكبة المتغيرات الاقتصادية مع الحفاظ على مقاصد الشريعة.
وأكد بركات أن «معيار تسديد الديون في ظل التضخم النقدي» يعد من أبرز القضايا التي تجمع بين التحدي الفقهي والبعد الاقتصادي، لما لها من تأثير مباشر على استقرار المعاملات المالية، مشدداً على أهمية إعداد دراسات معمقة تجمع بين التحليل الاقتصادي والرؤية الشرعية.

مقالات مشابهة

  • «تسديد الديون» على طاولة منتدى الشارقة الإسلامي
  • منظمة التجارة العالمية: اتفاق أميركا والصين خطوة إيجابية لكل العالم
  • منتدى الشارقة يناقش معيار تسديد الديون في ظل التضخم من منظور الاقتصاد الإسلامي
  • بين 136 و12 دولاراً.. تعرف إلى ترتيب ليبيا في قائمة أغلى وأرخص وجبات الغداء في مطاعم العالم!
  • بوغالي يشارك في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بجاكرتا
  • أحلام العرب في نظام عالمي يتشكل .. حديث بلا مرتكزات
  • حماس تدعو نقابات العالم لمقاطعة إسرائيل وفضح جرائمها
  • مصر أكتوبر: ظهور الرئيس بين قادة العالم يعكس مكانة الدولة ويعزز شراكاتها الدولية
  • عدوى تُصيب نصف سكان العالم.. كيف تحمي نفسك ‏من جرثومة المعدة؟
  • “نصف العسل المباع في العالم مزيف”