لجريدة عمان:
2024-05-20@07:53:35 GMT

تعافي طبقة الأوزون والسبيل لحماية الكوكب

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

شيي باستيدا ــ روبرت ريدفورد

منذ وقت ليس ببعيد، بدا استنفاد طبقة الأوزون على الأرض بمثابة تحد لا يمكن التغلب عليه. لقد هددت عقود من استخدام المواد الكيميائية الضارة، مثل مركبات الكربون الكلورية الفلورية (CFCs)، بإحداث أضرار لكوكبنا لا يمكن إصلاحها. وفي غياب إجراءات سريعة وفعّالة، واجهنا خطر زعزعة استقرار المناخ، وانهيار النظام البيئي ونظامنا الغذائي.

وقد أصبحت العواقب التي لم يكن من الممكن تصورها في السابق حقيقة مؤلمة.

ولكن بعد ذلك، حدث شيء مذهل: اتحدت البشرية لحماية طبقة الأوزون. واستجابة لتحذيرات العلماء الحائزين على جائزة نوبل بول كروتزن وماريو مولينا وشيروود رولاند، الذين أكدت أبحاثهم على خطورة التهديد، لم نتجاهل أو نرفض الأدلة العلمية، ولم نتجنب المشكلة وندعي أن التحدي كان شاقًا للغاية. بدلا من ذلك، أدرك المجتمع العالمي الحاجة الملحة إلى العمل الجماعي. ومن خلال تسخير المعرفة العلمية، تم تحويل صناعات بأكملها ووضع سياسات عادلة لحماية البلدان التي لم تسهم في المشكلة.

وبفضل بروتوكول مونتريال، الذي صادقت عليه 197 دولة، تم التخلص التدريجي من ما يقرب من 99% من المواد المُستنفدة لطبقة الأوزون. ويشمل ذلك خفض واستبدال مركبات الكربون الكلورية الفلورية، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ تغير المناخ لمدة عشر سنوات على الأقل. وينبغي أن تكون الجهود العالمية الناجحة لحماية طبقة الأوزون بمثابة منارة أمل لنا جميعًا. إنها تعد إحدى أعظم الإنجازات البيئية التي حققتها البشرية، حيث تُظهر ما يمكننا تحقيقه عندما نعمل معًا بالتزام واحترام وعزم.

ومع ذلك، يمكن أيضًا أن تكون بمثابة تحذير. فقد كشفت دراسة أجراها يوهان روكستروم و28 من كبار علماء المناخ في عام 2023 عن واقع جديد مُروع، مما يؤكد الحاجة إلى اعتماد نهج تعاوني لحماية الكوكب قبل فوات الأوان.

ويقدم نموذج حدود الكواكب، الذي قدمه روكستروم وخبراء آخرون في عام 2009، إطارًا مفيدًا لتقييم صحة الكوكب. ويحدد هذا النموذج تسعة عوامل مترابطة -بما في ذلك المناخ، وتوافر المياه العذبة، والتنوع البيولوجي، واستخدام الأراضي- والتي تشكل أهمية بالغة لاستقرار الكوكب وقابليته للسكن. وقد وجد روكستروم وزملاؤه في دراستهم الأخيرة أن ستة من هذه الحدود التسعة قد تم اختراقها بالفعل، مما يضع الأرض على مسار خطير يُقوض قدرة الكوكب على الصمود ويُعرض رفاهية الإنسان للخطر. والجدير بالذكر أن طبقة الأوزون هي المنطقة الوحيدة التي تظهر عليها علامات التحسن.

وبالنظر إلى أن الأرض تعمل كنظام مترابط، فلا يمكننا حل مشكلة واحدة دون معالجة المشاكل الأخرى. وعلى الرغم من إدراكنا للدور الحاسم الذي تلعبه حدود الكواكب في الحفاظ على قابلية كوكبنا للسكن، إلا أننا لم نتصرف بشكل حاسم بالقدر الكافي لوقف انزلاقنا نحو الكارثة.

على سبيل المثال، نعلم أن أكثر من مليون نوع من الكائنات الحية أصبحت على وشك الانقراض، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار أنظمة بيئية بأكملها. ونعلم أيضًا أن فقدان النيتروجين والفوسفور يؤدي إلى تكاثر الطحالب السامة في المحيطات وأنظمة المياه العذبة، وبالتالي انتهاك حدود التدفق الجيوكيميائي الحيوي.

وعلى نحو مماثل، فإن التغاضي عن المستويات الخطيرة من التلوث الكيميائي والسماح لأطفالنا بابتلاع المواد البلاستيكية الدقيقة يضر بأنظمة دعم الحياة الضرورية لبقاء البشرية. وفي سبيل عودة استقرار الأرض، يتعين على الحكومات إدراك الحاجة إلى احترام حدود الكواكب التسعة. يتطلب هذا الأمر التزاما سريعا ومُستمرًا بالحد من انبعاثات الغازات المُسببة للانحباس الحراري العالمي وحماية التنوع البيولوجي والموارد المائية.

فضلا عن ذلك، فإن فرص نجاحنا تتزايد بشكل هائل عندما نتعاون: فإذا تمكن المجتمع الدولي من الاتحاد كما حدث عندما وافق على إصلاح طبقة الأوزون، فسوف يظل الأمل قائما. ولكن يجب علينا أولا الاستجابة إلى نصائح الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية واحترام ما تمليه علينا طبيعتنا.

على الرغم من أن مجتمعات السكان الأصليين تُشكل أقل من 5% من سكان العالم، إلا أنها تُعد بمثابة الوصي الحكيم على الكوكب، حيث تحمي ما لا يقل عن ربع أراضي وبحار العالم و80% من التنوع البيولوجي. ولتعزيز هذا النهج، قمنا بتوحيد جهودنا مع منظمة «حراس الكواكب»، وهي مجموعة مستقلة من القادة العالميين والعلماء والمدافعين عن البيئة الذين يناصرون نموذج حدود الكواكب. يتمثل هدفنا في تعزيز اعتماد هذا النموذج كإطار لتقييم وتوجيه العمل المناخي الجماعي. من خلال توحيد القادة من مختلف البلدان والصناعات والفئات العمرية والأجناس والثقافات، يهدف «حراس الكوكب» إلى الاستفادة من خلفياتنا وتجاربنا المتنوعة لإيجاد حلول لحماية الكوكب.

في حين تُعد موارد كوكبنا محدودة إلى حد ما، إلا أنه لا يوجد حد للإبداع البشري وقدرتنا على حل المشاكل المُعقدة. السؤال الحقيقي هو ما نوع الكوكب الذي نرغب في تركه للأجيال القادمة. من المؤكد أنه لا توجد إجابات بسيطة أو حلول سريعة. يتوقف مستقبلنا على الخطوات التي يرغب كل واحد منا في اتخاذها. ومع ذلك، بالنظر إلى قدرتنا على إنقاذ طبقة الأوزون، أظهرنا بالفعل أن اتخاذ إجراءات جماعية سريعة ومُستنيرة يمكن أن يُسهل عملية إجراء التغييرات اللازمة للحفاظ على الحياة البشرية على الأرض.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: طبقة الأوزون

إقرأ أيضاً:

“كغزل البنات”.. عالم مغربي يكتشف كوكبا رقيقا وخفيفا جدا!

بلجيكا – اكتشف عالم مغربي كوكبا خارجيا رقيقا وخفيفا يشبه غزل البنات، أكبر من كوكب المشتري بنسبة 50%، ويبعد عنا أكثر من ألف سنة ضوئية.

ويتمتع الكوكب الخارجي، المسمى WASP-193b، بكثافة منخفضة للغاية قارنها العلماء بغزل البنات.

وأوضح خالد بركاوي، باحث ما بعد الدكتوراه في مختبر EXOTIC بجامعة لييج، وفقا لموقع EurekAlert: “كثافته المنخفضة للغاية تجعله شاذا حقيقيا بين أكثر من خمسة آلاف كوكب خارجي تم اكتشافه حتى الآن. ولا يمكن إعادة إنتاج هذه الكثافة المنخفضة للغاية بواسطة النماذج القياسية لعمالقة الغاز المشعة، حتى في ظل الافتراض غير الواقعي المتمثل في وجود بنية عديمة النواة”.

وعثر على WASP-193b من خلال برنامج البحث عن الكواكب واسع الزاوية (WASP) هو اتحاد دولي يضم العديد من المنظمات الأكاديمية يقوم بالبحث عن كوكب خارج المجموعة الشمسية باستخدام طريقة العبور بأجهزة تصوير ذات زاوية فائقة الانفراج.

وشارك في هذا الاكتشاف علماء من مختبر EXOTIC بجامعة لييج، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومعهد الأندلس للفيزياء الفلكية.

ويعتقد العلماء أن كثافة الكوكب المنخفضة ترجع إلى أنه يتكون من الهيدروجين والهيليوم، بحسب موقع EurekAlert.

وقال عالم الكواكب جوليان دي فيت من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “الكوكب خفيف جدا لدرجة أنه من الصعب التفكير في مادة مماثلة في الحالة الصلبة. وسبب تشبيهه بحلوى القطن هو أن كلاهما عبارة عن هواء إلى حد كبير. والكوكب رقيق جدا في الأساس”.

ويعد الكوكب الغريب، WASP-193b، ثاني أقل الكواكب الخارجية كثافة التي تم اكتشافها على الإطلاق، وفقا لورقة بحثية نشرت في مجلة Nature Astronomy.

ويأتي بعد الكوكب Kepler 51d الذي اكتشف عام 2014، وهو أصغر من WASP-193b، بحسب الباحث المغربي خالد بركاوي.

ويُعتقد أن الكوكب الخارجي الجديد خفيف جدا لدرجة أنه يمكن أن يطفو على الماء. ويكمل مداره حول نجم مشابه للشمس، خلال ما يزيد قليلا عن ستة أيام. ويقع على بعد أكثر من 1200 سنة ضوئية، ويُعتقد أن عمره ستة مليارات سنة.

وتم جمع البيانات من الكوكب بين عامي 2006 و2008 ومرة أخرى من عام 2011 إلى عام 2012 بواسطة برنامج البحث عن الكواكب واسع الزاوية (WASP) الموجود في نصف الكرة الجنوبي.

ويعتقد علماء الفلك أن الانخفاضات في السطوع بمرور الوقت تتوافق مع مرور كوكب أمام نجم كل 6.25 يوما.

ومن خلال قياس كمية الضوء التي حجبها الكوكب، تمكن العلماء من تحديد حجمه. واستخدموا أيضا الملاحظات الطيفية لقياس كتلة الكوكب، وكشفوا أنها منخفضة للغاية.

وحسب العلماء أن كتلته وحجمه يبلغان حوالي 0.14 و1.5 من كتلة المشتري على التوالي. ووجدوا أن كثافته تبلغ نحو 0.059غ لكل سنتيمتر مكعب، وهو أقل بكثير من الكواكب الأخرى.

وبالمقارنة، تبلغ كثافة كوكب المشتري نحو 1.33غ لكل سنتيمتر مكعب، بينما تبلغ كثافة الأرض 5.51غ لكل سنتيمتر مكعب. بمعنى أن WASP-193b أقل كثافة بسبع مرات من المشتري وأقل بنسبة 1% من كوكبنا.

وإحدى المواد الموجودة على الأرض التي يمكننا مقارنتها بكثافة هذا الكوكب الجديد هي حلوى القطن التي تبلغ كثافتها نحو 0.05غ لكل سنتيمتر مكعب.

ويتكهن العلماء بأن حرارة النجم الذي يدور حوله الكوكب يمكن أن تجعل غلافه الجوي ينتفخ. ويقول بركاوي إن “WASP-193b هو لغز كوني”، مشيرا إلى أن الفريق يخطط الآن لإجراء المزيد من العمل الرصدي والنظري باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي تصفه ناسا بأنه أقوى تلسكوب بناه البشر على الإطلاق حتى الآن.

المصدر: ذي صن

مقالات مشابهة

  • البيئة : المياه مصدر الصوت الغريب بقوع الجوبة
  • الماء (2)
  • “كغزل البنات”.. عالم مغربي يكتشف كوكبا رقيقا وخفيفا جدا!
  • بعد سحب مجرة درب التبانة.. علماء يفجرون مفاجأة حول اكتشاف كوكب جديد
  • ذلك الماظ في الرجال وفي التاريخ صقر وزعزع وقيامه
  • صورة الشمس الخافتة.. كيف يبدو كوكب بلوتو وقت الظهر؟
  • "واينت" عن مصادر: مفاوضات غزة في مأزق والسبيل لتقدمها يكمن بتضييق الخناق على السنوار
  • العلماء يعثرون على الكوكب “المحروق”
  • عالم فلك مغربي يكتشف كوكبا كبيرا وبمواصفات غريبة جدا
  • طرابلس | حكومتنا: استمرار أعمال إكساء مقاطع طريق الأندلس البحري بالأسفلت