الشاعر أنور العطار… إسهام فريد في المشهد الشعري السوري المعاصر
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
دمشق-سانا
وصف الدكتور نزار بني المرجة الراحل أنور العطار بالشاعر رومانسي الطبع ومرهف الإحساس والعاشق لجمال الطبيعة والذي كان يميل إلى العزلة ويأنس بالطبيعة ويصغي إليها ويستلهم منها أجمل أبياته ناقلاً الطبيعة الشامية إلى الشعر العربي.
وبين بني المرجة في محاضرته التي جاءت بعنوان إضاءات على رباعيات الشاعر أنور العطار التي ألقاها في مجمع اللغة العربية بدمشق أن تجربة الشاعر الراحل العطار تميزت بالرصانة فلم يكن يطرح نفسه في محافل الثقافة والصحافة على عكس الكثيرين من أقرانه الذين وجدوا في تلك المحافل سبيلاً للشهرة والنجومية، موضحاً أن حضوره كان يقتصر على النشر في منابر رصينة، منها مجلة الرسالة المصرية ذائعة الصيت، ومجلة العربي الكويتية الرصينة وواسعة الانتشار.
ولفت بني مرجة إلى أن الشاعر العطار لم يأخذ حقه من الإضاءة على تجربته الشعرية المهمة والتي كانت تمثل في الواقع إسهاماً فريداً في المشهد الشعري السوري المعاصر، موضحاً أن بدايات تأسيسه وظهوره الفعلي كانت في الثلث الأول من القرن العشرين مع بروز العديد من الأسماء المؤسسة لذلك المشهد أمثال بدوي الجبل وشفيق جبري وخليل مردم بك وعمر أبو ريشة ونزار قباني وأنور العطار وغيرهم.
واستعرض بني المرجة آراء عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين في الراحل العطار، حيث قال عنه الأديب الكبير أحمد حسن الزيات: “إن سورية التي أنجبت أبا تمام والبحتري وأبا فراس الحمداني وأبا العلاء المعري لا تزال تلد الموهوبين من عباقرة الفن والفكر، ومن بينهم شاعرنا أنور العطار، إضافة إلى أن أدبه مثل صادق للأدب السوري الحديث الذي كان يتميز بالجزالة والسلامة والوضوح”.
وديوان رباعيات أنور العطار “علمتني الحياة” بحسب بني المرجة واحد من آخر بنات أفكار الراحل وآخر ما جادت به قريحته الشعرية والذي جاء على شكل رباعيات مميزة في صياغتها الشعرية متنوعة في موضوعاتها وجذابة في جرسها الموسيقي.
وأوضح بني المرجة أن عددها بلغ مئة وخمساً وسبعين تبدأ كل منها بقوله “علمتني” إشارة إلى ما تعلمه من الحياة وكأنه يستصفي خلاصة خبرته مع الدنيا والناس وجوهر تأمله في كل ما يحيط من ظواهر الوجود ومظاهره.
وأشار بني مرجة إلى أن نتاج العطار الثري والمميز كان بسبب علمه الواسع واطلاعه الكبير وغوصه العميق في تراث الأدب العربي والآداب العالمية الأخرى وبخاصة الأدب الفرنسي في منحاه الرومانسي وتأثره بالشاعرين الفرنسيين لامارتين والفرد دي موسيه، إضافة إلى التفاته مبكراً لشعر كل من أحمد شوقي والبحتري.
وكان شاعر دمشق أنور العطار أحب جمال طبيعة دمشق الفيحاء فاندمج فيها وتدفق من بين أنامله شعر يشبه دمشق في رقتها، فتميز وعرف به حتى أصبح من أبرز شعراء وصف الطبيعة الدمشقية جاعلاً من بساتين غوطتها ونهرها بردى أبطالاً لقصائده.
ورأى بني المرجة أن العطار كان شاعراً وفيلسوفاً يُشهد له في مسيرة حياته وتأملاته الإنسانية العميقة لجوهر الحياة ومعاني الوجود وكل ما يتعلق بالكون والطبيعة والمخلوقات والإنسان، حيث يشهد على ذلك صياغاته الفلسفية في كل بيت شعر خطه يراعه فاستحق أن يكون بجدارة في مرتبة الشعراء الفلاسفة.
شذى حمود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الحمزاوي يتأهل.. ولجنة تحكيم "شاعر الراية" تمنح بن هندي كارتها الذهبي
خطف الشاعر ناصر الحمزاوي نجومية الحلقة الرابعة من برنامج “شاعر الراية” بعد تأهله بنسبة 73٪، متقدّمًا على زملائه المتنافسين الذين ينتظرون نتيجة تصويت الجمهور في الحلقة القادمة.
وفي خطوة لافتة، منحت لجنة التحكيم الكارت الذهبي للمتسابق ناصر بن هندي عبر عضو اللجنة الشاعر ناصر السبيعي، ليصبح بذلك أحد المتأهلين مباشرة إلى المرحلة المقبلة.
كما أعلن البرنامج تأهل شاعرين من الحلقة الماضية عبر تصويت الجمهور، وهما: من السعودية عبدالله بداح الجهمي بنسبة 86.63٪ كأعلى نسبة تصويت ، و من الكويت يوسف جزا الديحاني بنسبة 76.46٪.
منافسات الحلقة
شارك في الحلقة الرابعة ستة شعراء هم:
ناصر بن هندي، نايف القرن، ناصر الحمزاوي، بدر القحطاني من السعودية، وعمر الوهيطي المطيري من الكويت، وحامد الرشيدي من السودان ، وجاءت المنافسات قوية بين الشعراء وسط حضور تفاعلي، فيما بثت الحلقة عبر قناة السعودية وإذاعة الرياض ، ومنصتي الأولى وشاهد.
فقرة المجاراة
تناولت فقرة المجاراة هذا الأسبوع إرث الشاعر الكبير محمد بن راشد بن عمّار، صاحب الألفية الشهيرة التي تُعد من أبرز الأعمال في الأدب الشعبي. وتمحورت الفقرة حول نصوص من حقبة تمتد من منتصف القرن الثاني عشر إلى منتصف الثالث عشر الهجري (1250 – 1350 ميلادي)، في اختبار لقدرة الشعراء على مجاراة أساليب كبار الشعراء في الأدب الشعبي.
مسابقة “المشهد”
كما عرض البرنامج جانبًا من متون الإبل ضمن مسابقة “المشهد”، التي تتيح لمواهب الشعر خلف الشاشات المشاركة والتنافس، حيث يفوز 10 مشاركين في كل حلقة بجوائز تتجاوز 100 ألف ريال؛ يحصل صاحب المركز الأول على 20 ألف ريال، بينما ينال بقية الفائزين 10 آلاف ريال لكل منهم.
أخبار السعوديةبرنامج شاعر الرايةأخر اخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.