الوصفة المثالية لإكسير الحياة..
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
حلمت البشرية منذ تاريخ مبكر بإكسير الحياة، وهو شراب كيميائي، اعتقد القدماء أنه يطيل الحياة ويحول باعتباره تجل لحجر الفلاسفة، المعادن الرخيصة إلى ذهب.
إقرأ المزيدانتقلت كلمة "إكسير" إلى اللغات الأخرى من العربية، وهي كلمة معربة يعتقد أن أصلها جاء من الكلمة اليونانية "كسيريون"، وهو اسم يطلق على مسحوق لتجفيف الجروح.
الأكسير لا يستخلص من الأعشاب كبقية الأدوية التقليدية، وهو بمثابة جرعة يتم تحضيرها بواسطة الكيمياء. القدماء كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون بفضلها الشفاء من الأمراض، والحصول على الشباب الدائم والخلود.
في القرون الوسطى كان الهدف الرئيس من الكيمياء في المجتمعات الشرقية، الحصول على إكسير الحياة. مهمة البحث تتمثل في إيجاد وسيلة لإطالة العمر. وبدلا من تحويل المعادن الرخيصة إلى ثمينة، أعطت هذه الثقافات أولوية لإطالة العمر، وقللت من أهمية الحصول على الثروات.
كان القدماء يعتقدون بوجود طريقتين لاكتساب الخلود، الأولى داخلية روحية وفلسفية، وثانية خارجية بواسطة جرعة من الإكسير.
في الصين أجرى الباحثون عن الإكسير تجارب خلطوا فيها العديد من المعادن والمواد مثل الرصاص والذهب وحتى الزئبق، واعتقدوا أن استهلاك المعادن الثمينة يطيل العمر. في العصر الحديث ندرك جيدا أن الزئبق على سبيل المثال قاتل ومدمر للجسم البشري.
هذا الأمر لم يكن يعلم به القدماء، حتى أن أحد أشهر ملوك الصين القدماء مات لأنه كان يتناول جرعات من الزئبق، وكان يعتقد أن هذا "الإكسير" سيمنحه الخلود.
بالنسبة للعصر الحالي، تحولت الصيدلة في المختبرات الحديثة إلى التركيز على إنتاج الأدوية ومقاومة الأمراض، ضمن مجالات واسعة من التخصصات المتنوعة بما في ذلك علم الجينات الهام.
عالم متخصص في الكيمياء الحيوية سوفيتي وروسي يدعى فلاديمير سكولاتشيف يقول بهذا الشأن: "الموت أمر لا مفر منه، لكن الشيخوخة لم تعد ضرورية".
هذا العالم يقول في مقابلة صحفية: "سوف نعيش لفترة أطول. سنبدو صغارا إذا أوقفنا برنامج الشيخوخة في الوقت المناسب. اليوم، يموت الناس قبل سن 60 بأسباب لا تعتمد على العمر... مهمة المستحضرات الصيدلانية هي العثور على مادة من شأنها إيقاف الشيخوخة. تمكنا من تجميع مثل هذه المادة في عام 2005. بدأنا بتجربتها أولا على الفئران، ثم جربناها على ذبابة الفاكهة، ثم على القشريات، على الفطر، على النباتات. في جميع الحالات، هناك زيادة كبيرة في الحياة. منذ سن مبكرة، تمت تغذية الفئران والجرذان بهذه المادة. جميع الفئران والجرذان التي أطعمناها بهذه المادة كانت لها فترة شباب طويلة"، مشيرا إلى أن مثل هذا "العقار" لا يزال قيد التجارب السريرية.
المفكر الأمريكي أوريسون ماردن اهتم بجانب آخر من هذه المسألة، ورأى أن البشر يقصرون أعمارهم بأنفسهم بترديدهم لأفكار متأصلة عن الموت والنهاية ويقنعون أنفسهم بأنهم كبروا واقترب الموت منهم، وهذا ما يحدث بالفعل. تظهر التجاعيد على وجوههم وتتآكل أبدانهم بفعل شيخوخة مبكرة.
هذا المفكر ينصح بعدم البحث عن علامات الشيخوخة في المرآة، وبدلا عن ذلك مراقبة علامات الشباب والجوانب الإيجابية.
ماردن بلفت إلى أن الأفكار المدمرة بمكن أن تؤثر سلبا على الخلايا وتبطئ عملية الشفاء، كما أن أفكار الشيخوخة تنتقل إلى الخلايا بما في ذلك الخلايا الجديدة، فتتغير وتبدو بعد وقت قصير أقدم من عمرها، هذا هو الإكسير الحقيقي.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الاتحاد السوفييتي
إقرأ أيضاً:
ترامب يعتبر الرئيس الصيني صعبا في إبرام الصفقات
في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه "صعب جدًا، وصعب للغاية في التفاوض معه"، في منشور نشره على منصة "تروث سوشيال".
وكتب ترامب "أنا معجب بالرئيس شي، لطالما كنت كذلك، وسأظل كذلك، لكنه شخص صعب جدًا وصعب للغاية في إبرام صفقة معه!".
هذا التصريح المفاجئ أثار تساؤلات جديدة حول مدى قدرة الهدنة التجارية الهشة بين واشنطن وبكين على الصمود، في وقت يزداد فيه التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم. ولم يصدر تعليق رسمي فوري من البيت الأبيض على منشور ترامب، بحسب وكالة بلومبيرغ.
توتر متزايد بعد هدنةوتشير بلومبيرغ إلى أن هذا التوتر يأتي بعد أسابيع فقط من الإعلان عن هدنة تجارية في مايو/أيار الماضي، تضمنت تخفيضات جمركية واتفاقات مبدئية بين الجانبين في اجتماع جنيف. إلا أن إدارة ترامب اتخذت منذ ذلك الحين خطوات مثيرة للجدل، أبرزها:
منع تصدير قطع غيار حساسة لمحركات الطائرات إلى الصين. تقييد وصول بكين إلى برامج تصميم الرقائق الإلكترونية. فرض قيود إضافية على شركة هواوي الصينية. الإعلان عن خطة لإلغاء تأشيرات طلاب صينيين الأسبوع الماضي.وفي المقابل، ردّت بكين بغضب دبلوماسي على تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في مؤتمر عسكري، وحذّر خلالها من أن الصين "تشكل تهديدا وشيكا لتايوان"، وهي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.
عند سؤال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان عن منشور ترامب، قال خلال مؤتمر صحفي دوري: "مبدأ الصين وموقفها من تطوير العلاقات الصينية-الأميركية ثابت ومتّسق".
إعلانلكن بلومبيرغ أشارت إلى أن بكين لم تؤكد بعد أي خطط لإجراء مكالمة مباشرة بين الزعيمين، رغم أن البيت الأبيض أصر أكثر من مرة أن اتصالًا بين ترامب وشي "مرجّح" هذا الأسبوع.
المعادن النادرة تعرقل التفاهم
وبحسب ما نقلته بلومبيرغ عن كوري كومبس، رئيس أبحاث سلاسل الإمداد للمعادن الإستراتيجية في مؤسسة "تريفيم تشاينا"، فإن الخلاف الحالي يتمحور حول المعادن الأرضية النادرة، وهي عناصر أساسية في الصناعات الدفاعية والتقنية.
وقال كومبس "من الواضح أن الجانب الأميركي اعتقد أن بكين ستُزيل بالكامل شرط الحصول على الموافقة لتصدير تلك المعادن. لكن يبدو أن هذا لم يكن ما فهمته بكين من اتفاق جنيف".
وكان خفض الرسوم الأميركية الشهر الماضي مشروطًا بوقف القيود الصينية على تصدير المغناطيسات المصنوعة من هذه المعادن، إلا أن استمرار التحكم الصيني فيها دفع واشنطن إلى اتهام بكين بخرق الاتفاق.
ردود الفعل في الأسواق الماليةورغم حساسية التصريحات، فقد كانت ردود الأسواق العالمية "فاترة"، وفق وصف بلومبيرغ. فقد قلّص مؤشر الأسهم الصينية المتداولة في بورصة هونغ كونغ مكاسبه إلى 0.5%، بينما انخفض مؤشر بلومبيرغ للدولار بنسبة طفيفة بلغت 0.1%. واستقرت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجَل 10 سنوات عند 4.45%، ما يعكس حالة ترقب أكثر من كونه قلقا حقيقيا في الأسواق.
وتؤكد بلومبيرغ أن الصين أظهرت مقاومة لافتة لأشدّ نظام تعريفي فرضته أميركا خلال قرن، وذلك بفضل برامج التحفيز الحكومية والإنفاق العام الضخم خلال الربع الأول من العام. لكن في المقابل، فإن قطاع التصنيع تراجع مؤخرًا، وأسعار العقارات واصلت الانخفاض، ما أثر على ثقة المستهلكين الذين ترتبط ثرواتهم بسوق العقارات.
وفي تصريحات سابقة أدلى بها الجمعة الماضية من المكتب البيضاوي، عبّر ترامب عن رغبته في إجراء مكالمة هاتفية قريبة مع الرئيس الصيني، رغم اتهامه بكين بخرق جزء من اتفاق جنيف، وقال "أنا متأكد أنني سأتحدث مع الرئيس شي، وآمل أن نحل هذا الأمر".
إعلانوألمح ترامب أيضًا إلى أنه مستعد لزيارة الصين بنفسه إن تطلب الأمر، رغم عدم وجود أي موعد معلن لمثل هذا اللقاء حتى الآن.
وبحسب بلومبيرغ، فإن تصريحات ترامب الأخيرة تكشف عن عمق الإحباط داخل إدارته من نهج شي جين بينغ، وتضع مستقبل الهدنة التجارية على المحك، خصوصًا في ظل غياب جدول زمني واضح للاتصالات المباشرة بين الزعيمين، وتصاعد المواجهة في ملفات التكنولوجيا، التأشيرات، والمعادن النادرة.