أكسيوس: فيديو الأسير الإسرائيلي إنجاز سياسي لقطر يدرأ انتقادات إسرائيل
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلا عن مصدرين مطلعين، أن فيديو الأسير الإسرائيلي هيريش غولدبيرغ بولين الذي نشرته حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، جاء بمثابة إيجابية للحكومة القطرية التي ضغطت على الحركة في الأسابيع الأخيرة من أجل تقديم دليل إثبات حياة .
ولفتت المصادر إلى أن حماس قامت بتسليم المقطع المصور للأسير غولدبيرغ الذي يعتبر أحد أشهر الأسرى الإسرائيليين، إلى قطر التي مررته بدورها إلى الولايات المتحدة وإسرائيل يوم الاثنين قبل أن تنشره حركة المقاومة.
ومساء الأربعاء، نشرت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقطعا مصورا يظهر هيريش الأسير الإسرائيلي-الأمريكي غولدبيرغ بولين، وهو يندد بإهمال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته للأسرى في قطاع غزة، مطالبا بالعمل على الإفراج عنه.
وذكر الموقع أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طلبت من قطر عدة مرات المساعدة في الحصول على دليل يثبت أن غولدبيرغ ورهائن أمريكيين آخرين على قيد الحياة، موضحا نقلا عن مسؤول أمريكي أن واشنطن تلقت فيديو الأسير يوم الاثنين.
وأشار إلى أنه جرى طرح هذه القضية خلال مكالمات هاتفية بين رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بالإضافة إلى مسؤلين كبار في البيت الأبيض.
وقال الموقع الأمريكي، إن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري التقى عددا من أفراد عائلة غولدبيرغ في مكتبه في العاصمة الدوحة قبل بضعة أشهر، مشددا على أن "تقديم قطر دليل إثبات الحياة يُعد إنجازا سياسيا مهما ويمكن أن يساعد الفيديو في درء الانتقادات للجانب القطري من إسرائيل أو أعضاء الكونغرس".
ونقل الموقع عن مصدر وصفه بالمطلع، أن أحد أسباب تصريح قطر بأنها تعيد تقييم دورها في الوساطة هو "شعور الدوحة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقوم بتلميع سياسي لأسباب داخلية على حساب قطر، والسبب الآخر إحباط قطر العميق من سلوك حماس وإسرائيل في المفاوضات".
وأضاف أن "رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري يشعر أن المعنيين في الجانبين لا يريدون جديا التوصل إلى اتفاق وليسوا على استعداد لتقديم تنازلات".
والثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن الدوحة بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في هذه الفترة، مؤكدا التزام الدوحة بجهود الوساطة وبالعمل لمنع مزيد من الانهيار الأمني بالمنطقة.
وأضاف الأنصاري أن قطر أبدت إحباطها من الهجوم المتكرر على جهود الوساطة خاصة الجهود المبذولة من الدوحة، موضحا أن وزراء في حكومة نتنياهو أدلوا بتصريحات سلبية عن الدور القطري، واختلقوا أكاذيب حول هذا الدور من باب تحقيق مصالح تتعلق بالانتخابات الإسرائيلية.
ومنذ أشهر، تجري الفصائل الفلسطينية بغزة و"إسرائيل"، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في العدوان الذي اندلع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتتهم "حماس" نتنياهو بـ"التعنت" وعدم الرغبة في إنجاز اتفاق، وتتمسك للموافقة عليه بإنهاء العدوان على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم ودخول مساعدات كافية إلى القطاع.
ولليوم الـ202 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 34 ألف شهيد، وأكثر من 77 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حماس القطرية الأسرى نتنياهو الاحتلال حماس قطر نتنياهو الأسرى الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة القطری رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
اختراقات الموساد ومعضلة الجندي الأسير في غزة!
بين التغلغل والفشل يشهد العالم دهشة متكررة أمام ما يبدو كتناقض صارخ في أداء جهاز "الموساد" الإسرائيلي.
فمن جهة، تسجل تقارير متواترة اختراقات عميقة حققها هذا الجهاز داخل إيران، ولبنان، وسوريا، ودول عربية وإسلامية أخرى، وحتى داخل حركات مقاومة مثل حزب الله، ومن جهة أخرى، تعجز إسرائيل منذ سنوات عن تحديد مكان أسيرها لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. هذا التناقض يطرح سؤالا جوهريا: هل تفوّق الموساد ناتج عن عبقرية استخباراتية، أم عن هشاشة الأنظمة المُخترَقة؟ وهل فشلُه في غزة هو استثناء، أم أن هناك عناصر غائبة عن معادلة التحليل؟
للإجابة على هذه المفارقة الأمنية الكبرى نقول في نقاط:
أولا: الموساد و"الأسطورة المصنوعة"
الموساد ليس مجرد جهاز استخبارات، بل هو أحد أعمدة المشروع الصهيوني، تم تأسيسه ليكون أداة تفكيك وتحطيم للمجتمعات المعادية لإسرائيل. وعبر سنوات طويلة، اعتمد على عدة عناصر استراتيجية:
1. البيئة الهشة للأنظمة العربية والإسلامية: معظم الدول العربية تعاني من أنظمة أمنية فاسدة، مركزية، لا تولي الأمن القومي أولوية بقدر ما تهتم بحماية النظام السياسي القائم. هذا الواقع فتح أبوابا واسعة أمام الاختراق الصهيوني.
2. العمل عبر الوكلاء والمرتزقة: كثير من اختراقات الموساد لا تتم عبر عملاء إسرائيليين، بل من خلال تجنيد أفراد محليين مستعدين لبيع المعلومات مقابل المال أو النفوذ.
3. الاعتماد على التكنولوجيا والتنسيق الدولي: الموساد يستفيد من شبكة علاقاته الدولية، خصوصا مع أجهزة استخبارات غربية، ما يتيح له التوسع في الرصد والتنفيذ.
ثانيا: لماذا تفشل إسرائيل في غزة؟
هنا تكمن المفارقة، غزة -رغم الحصار الخانق والتقنيات الإسرائيلية المتطورة- تمثل فشلا استخباراتيا مستمرا لإسرائيل. فما الأسباب؟
1. البيئة الإيمانية والتنظيم العقائدي: فصائل المقاومة في غزة، وعلى رأسها حماس وكتائب القسام، تعمل بعقيدة دينية ومشروع تحرري، لا يُخترق بسهولة. العقيدة هنا ليست شعارا بل سلوكا يوميا، مما يخلق تحصينا ذاتيا للأفراد ضد التجنيد والاختراق.
2. العمل السري والتخطيط طويل الأمد: التنظيمات المقاومة في غزة لا تعتمد على العمل الجماهيري المكشوف، بل تبني شبكات أمنية مغلقة لا يعرف أفرادها حتى معلومات متقاطعة، وهذا يجعل معرفة معلومة بسيطة، مثل مكان أسير، أمرا شبه مستحيل.
3. الولاء لله لا للمال أو المصالح: بينما يسهل تجنيد عميل في بيئة قائمة على الفساد والطائفية، فإن بناء "خائن" داخل منظومة تنشأ على "الموت في سبيل الله" يتطلب ما لا يمكن شراؤه أو تهديده.
4. الردع الأمني والعمليات المضادة: غزة نجحت مرارا في تفكيك شبكات تجسس إسرائيلية، وبعضها كانت تعمل منذ سنوات. جهاز الأمن الداخلي للمقاومة لديه قدرة عالية على كشف التحركات المشبوهة ومواجهة الحرب النفسية.
ثالثا: هل تمتلك إيران جواسيس داخل الكيان؟
رغم طابع السرية الشديد لأي عمليات تجسس ناجحة داخل الكيان، إلا أن تسريبات إعلامية متعددة وتصريحات غير مباشرة تؤكد أن لإيران شبكات استخبارية نشطة داخل فلسطين المحتلة، تعمل أحيانا من خلال فصائل فلسطينية أو عبر أطراف أخرى. ومع ذلك، تبقى الاختراقات الإيرانية انتقائية ومحدودة، وليست عميقة كتلك التي حققها الموساد في قلب إيران، وهو ما يعود إلى:
- طبيعة النظام الإسرائيلي المركزي وشدة الرقابة.
- الخبرة التكنولوجية المتقدمة في اكتشاف محاولات الاختراق.
- التعاون الاستخباراتي العالمي مع إسرائيل.
رابعا: هل المسألة عقيدة أم تخطيط أم ولاء؟
الحقيقة أن التفوق الأمني لا يُختزل في عامل واحد، لكن تجربة غزة في مواجهة الموساد تكشف عن معادلة ذهبية: "عقيدة راسخة + تنظيم محكم + سرية صارمة + قيادة متجردة + بيئة شعبية حاضنة"= استحالة الاختراق.
وهذه المعادلة لا تتوفر في معظم الأنظمة العربية ولا حتى في إيران، رغم قوة جهازها الأمني، نظرا لاختراقات داخلية أو خروقات طائفية أو فساد بنيوي.
وختاما: من يهزم الموساد؟
لقد أثبتت غزة، بصمودها وفكرها وروحها، أن أسطورة الموساد قابلة للكسر، وأن التفوق الاستخباراتي لا يُقاس بالأقمار الصناعية والميزانيات وحدها، بل بما هو أعمق: العقيدة، والنية، والإيمان بالمشروع.
من يهزم الموساد ليس الدولة القوية ولا النظام الطائفي، بل الإنسان الحر المؤمن، صاحب القضية، والذي يرى في موته حياة لأمته.