كان يبالغ.. تشكيك بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن قادة حزب الله
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يشكك محللون فيما إذا كان الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لقادة حزب الله اللبناني سيؤدي بالنهاية لإضعاف الجماعة المسلحة التي كثفت وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية إسرائيلية منذ الأسبوع الماضي، وفقل لصحيفة "نيويورك تايمز".
يوم الأربعاء الماضي قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت في بيان إنه تم "القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان"، مشيرا إلى أن النصف الآخر "يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا" من دون أن يقدم رقما أو دليلا محددا على ادعائه بحسب الصحيفة.
وتضيف أن مسؤولا في حزب الله ومسؤولا كبيرا في المخابرات اللبنانية، وكلاهما تحدثا دون الكشف عن هويتهما لمناقشة هذا الموضوع الحساس، نفيا ما أورده غالانت.
بالمقابل أعرب بعض الخبراء عن شكوكهم حول ما إذا كانت عمليات القتل المستهدف التي تنفذها إسرائيل قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في دفع حزب الله لشمال نهر الليطاني في لبنان، وبالتالي منع الهجمات التي ينفذها عبر الحدود والسماح لعشرات الآلاف من المدنيين الإسرائيليين الذين شردهم القتال بالعودة.
دخل حزب الله، وهو أقوى وكيل إقليمي لإيران، في اشتباكات مكثفة عبر الحدود مع القوات الإسرائيلية منذ الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
ومع وجود مؤشرات قليلة على انحسار الصراع وعدم توصل المحادثات الدبلوماسية لاتفاق بعد يقضي بوقف إطلاق النار في غزة، كثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة من عمليات استهداف قادة في حزب الله، مما يعكس تحولا واضحا في استراتيجيتها العسكرية، وفقا للصحيفة.
تنقل الصحيفة عن قاسم قصير، المحلل السياسي اللبناني والخبير في شؤون حزب الله القول: "إنها حرب نفسية".
وأضاف قصير، المقرب من حزب الله، أن تصريحات غالانت هي وسيلة "لإقناع الجمهور الإسرائيلي بأن الجيش يحقق أهدافه".
وأشار قصير إلى أن خسائر حزب الله نتيجة الاستهداف الإسرائيلي بلغت 270 عنصرا، 20 فقط تقريبا منهم كانوا من القادة.
ويقول محللون إن تعليقات غالانت تعكس إجماعا متزايدا بين المسؤولين الإسرائيليين على أن حزب الله يشكل أوضح تهديد على حدودها.
ويوم الأحد، أعلن عضو حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس أن حدود إسرائيل مع لبنان تشكل "التحدي الأكبر والأكثر إلحاحا" لها.
ومنذ السابع من أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي بشكل صريح أسماء تسعة من عناصر حزب الله قتلوا في هجمات إسرائيلية ووصفهم بأنهم "قادة".
ووُصف بعض هؤلاء بأنهم شخصيات بارزة في "وحدة الرضوان" النخبوية التابعة لحزب الله، وقيل إن آخرين متورطون في شن هجمات بطائرات مسيرة تابعة للجماعة.
وتنقل الصحيفة عن الباحثة اللبنانية والمحاضرة في جامعة كارديف في ويلز أمل سعد القول إن الإسرائليين بحاجة لمثل هكذا ادعاءات لذلك "يقومون بالترويج لهذه الاغتيالات على نطاق واسع".
وتضيف سعد، التي تجري أبحاثا عن حزب الله، إن الأمر أشبه ما يكون "تعويضا عن عدم تحقيق أي إنجاز عسكري".
ونادرا ما ينشر حزب الله تفاصيل حول القتلى من عناصره وكثيرا ما ينكر ادعاءات الجيش الإسرائيلي حول أدوارهم.
ومع ذلك، يقول المحللون إن ردود الجماعة على الضربات المستهدفة غالبا ما تشير إلى أهمية المقاتلين الذين قتلوا.
تشير الزميلة الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ريم ممتاز إلى "إسرائيل قتلت عددا قليلا من قادة حزب الله في جنوب لبنان، وهو أمر لا تنكره الجماعة وبالتأكيد يمثل مشكلة لها، لكن غالانت كان يبالغ في تصريحاته".
ويلفت محلل آخر إلى أن تقديرات الخسائر في ساحة المعركة في زمن الحرب قد تكون موضع شك.
يؤكد مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ماثيو ليفيت أن "من المحتمل أن يكون لدى جميع الأطراف مصلحة خاصة في إظهار أنهم يقومون بعمل رائع وتقليل خسائرهم إلى الحد الأدنى".
ويضيف ليفيت أن حزب الله فقد عددا كبيرا من المقاتلين والقادة خلال الحرب مع إسرائيل، لكنه قال إن "الحقيقة هي أن حزب الله لديهم العمق الكافي لتعويضهم".
ويرى المحلل العسكري والعميد السابق في الجيش اللبناني إلياس حنا أنه بغض النظر عن عدد قادة حزب الله الذين قتلوا، فإن عمليات الاغتيالات "لن تؤثر" على "طريقة عمل" حزب الله. وأضاف إنها "حرب استنزاف".
وبعد أن قتلت غارات جوية ما وصفته إسرائيل بأنهما اثنان من قادة حزب الله، أعلنت الجماعة المسلحة مسؤوليتها عن هجوم بطائرة بدون طيار وصاروخ في شمال إسرائيل الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل جندي وإصابة 16 جنديا آخرين ومدنيين اثنين.
وكانت هذه واحدة من أكثر هجمات حزب الله ضررا في إسرائيل في الأشهر الأخيرة، وفقا للصحيفة.
وتقول إسرائيل مرارا إنها تقوم بقتل مسؤولين محليين في الحزب بضربات محددة الأهداف، لكن حزب الله لم ينع سوى عدد من القياديين.
ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 380 شخصا على الأقل بينهم 252 عنصرا في حزب الله و72 مدنيا، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
بالمقابل أحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 11 عسكريا وثمانية مدنيين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قادة حزب الله جنوب لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
الثورة نت/..
أكد أمين عام حزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، أن سلاح المقاومة شأن لبناني، ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي، وأن أمريكا لا تساعد لبنان بل تدمره من أجل مساعدة الكيان الإسرائيلي.
وقال الشيخ قاسم في كلمته خلال حفل تأبيني أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر (السيد محسن): “نحن في لبنان اليوم معرضون لخطر وجودي، ليس على المقاومة بل على كل لبنان وكل طوائفه وشعبه، خطر من اسرائيل ومن الدواعش ومن الاميركيين الذين يسعوا ان يكون لبنان أداة طيعة ليندمج في مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه”.
وأضاف: “هذا الخطر يتجاوز مسألة نزع السلاح بل المسألة مسألة خطر على لبنان خطر على الأرض”.
وتابع: “لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً باسرائيل، ولو قتلنا جميعا لن تستطيع اسرائيل أن تهزمنا ولن تستطيع أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي وما دمنا نقول لا اله الا الله، وما دمنا نؤمن بأن الحق يجب أن يُحمى وأن دماء الشهداء يجب أن تُحمى”.
وجدد الشيخ قاسم التأكيد على أن “السلاح الذي معنا هو لمقاومة اسرائيل، وليس له علاقة بالداخل اللبناني، هذا السلاح هو قوة للبنان ونحن حاضرون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءا من قوة لبنان”.
واستطرد: “لن نقبل أن يسلم السلاح لإسرائيل، واليوم كل من يطالب بتسليم السلاح، فهو يطالب بتسليم السلاح لإسرائيل”.
وذكر أن “أميركا تقول سلموا الصواريخ والطيران المسير، ومبعوثها براك قال إن هذا السلاح يخيف اسرائيل التي تريد امنها، أي أن الاميركي يريد السلاح من أجل اسرائيل”.
وأكد أمين عام حزب الله أن “الاحتلال لن يبقى والوصاية لن تبقى ونحن سنبقى”، لافتاً إلى أن “الخطر الداهم هو العدوان الاسرائيلي، الذي يجب ان يتوقف، والخطاب السياسي يجب ان يكون لإيقاف العدوان وليس لتسليم السلاح لإسرائيل”.
وقال: “في هذا المرحلة كل دعوة لتسليم السلاح والعدوان مستمر هي دعوة لإعطاء اسرائيل سلاح قوة لبنان. كل شي يقوي الدولة قدمناه، حتى السلاح الموجود هو لقوة الدولة وليس إضعافها”.
وأشار إلى أن “على الدولة اللبنانية أن تقوم بواجبين أساسيين أولهما ايقاف العدوان بكل السبل الدبلوماسية العسكرية ووضع الخطط لحماية المواطنين، فمن غير الممكن القول للمواطنين لا استطيع ان احميكم وتجردوا من سلاحكم حتى تكونوا عرضة للقتل والتوسع الاسرائيلي”.
وأضاف “المهمة الثاني هي الإعمار وهي مسؤولية الدولة. اذا كانت اميركا تضيّق علينا وتمنع دول العالم ان تساعدنا، هنا على الدولة أن تفتش عن طرق أخرى لأن هذه مسؤوليتها”.
وتابع: “لن نسلم السلاح لإسرائيل وكل من يطالب اليوم بتسليم السلاح داخليا او خارجيا او عربيا او دوليا هو يخدم المشروع الاسرائيلي مهما كان اسمه او صفته أو عنوانه. اذهبوا وأوقفوا العدوان وامنعوا الطيران من الجو واعيدوا الأسرى ولتنسحب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها، وبعد ذلك نتناقش”.
وأردف: “لدينا تجربة سوريا، ماذا فعل الأميركيون في سوريا؟ خرّبوا سوريا وتركوا الإسرائيلي يأخد راحته. الأمريكي شجع على عملية القتل والاغتيال ومجازر السويداء وقتل العلويين وكل الاعمال المشينة بطريقة أو بأخرى”.
وأوضح أن حزب الله “يعمل على مسارين: مسار المقاومة لتحرير الأرض بمواجهة اسرائيل، والمسار الثاني مسار العمل السياسي لبناء الدولة. لا نغلّب مسار على آخر ولا نختار بينهما بل نعمل على المسارين بشكل منفصل بالتالي لا يمكن المقايضة بين المسارين”.
وأشار إلى أن “انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون حصل بعد سنوات من وضع الدولة المهترئ بشكل كبير، حيث أثبتت المقاومة انها دعامة أساسية من دعائم بناء الدولة بتسهيل انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وما بعدها”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اللبنانية “نشأت كردة فعل على الاحتلال وسدت فراغا في قدرة الجيش اللبناني وأنجزت تحريرا مضيئا في سنة 2000 وتتابع موضوع ردع اسرائيل وحماية لبنان وقلنا مرارا وتكرارا هي ليست وحدها، بل أن هذه المقاومة مع الجيش والشعب ولا تصادر مكانة احد ولا عطاء أحد ولا مسؤولية احد”.
وأوضح قائلاً: “الجيش مسؤول وسيبقى مسوؤلا ونحن نحييه على أعماله والشعب مسؤول وسيبقى مسؤولا ونحييه على هذا الالتفاف العظيم الذي أعطى قوة بهذه المقاومة”.
وقال أمين عام حزب الله: “جاء براك بالتهويل والتهديد بضم لبنان الى سوريا وأن لبنان لن يبقى على الخارطة ولن يكون محل اهتمام العالم مستخدماً في الوقت نفسه العدوان والتهديد بتوسعة العدوان”.
واستدرك قائلاً: “فوجئ براك بأن الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم الذي يحرص على مصلحة لبنان، وكان موقفا موحداً: فليتوقف العدوان وبعد ذلك نناقش كل الامور”.
وحول جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قال الشيخ قاسم إن العدو الصهيوني يمارس “الاجرام الوحشي البشري على الهواء مباشرة بشكل منظم.
وأكد أن “الاميركيين والصهاينة يقتلون الاطفال والنساء والابرياء ويجوعون الناس“، متسائلاً: “أين يوجد مثل هذا الاجرام في العالم؟ قتل الحوامل؟ تجويع الاطفال؟ قتل الناس في خيامهم وبيوتهم؟”.
ولفت إلى أن “كل ذلك يتم بتأييد كامل من أميركا”، مشيراً إلى أن “الشعب الفلسطيني لن يستسلم.
وتسائل الشيخ قاسم: “أين الدول والمنظمات التي تدعي حماية حقوق الانسان؟”، مضيفاً: “البيانات لم تعد تنفع وانما يجب تقديم ضمانات لوقف العدوان ومنع اسرائيل عن طغيانها”.