شهد اليوم الـ204 من الحرب الإسرائيلية على غزة جملة من التطورات، فمع استمرار القصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من القطاع المحاصر وخاصة في رفح رغم التحذيرات الدولية، واتسعت الاحتجاجات في الجامعات الأميركية والأوروبية تضامنا مع غزة، بينما يواصل الاحتلال تصعيده في الضفة الغربية ولبنان.

وهذه أبرز التطورات:

فقد خرج الآلاف في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بإتمام صفقة فورية لتبادل الأسرى ورددوا هتافات حمّلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورفع المحتجون لافتات تطالب بالتوجه إلى انتخابات مبكرة.

ويأتي هذا الحال بعد آخر مقطع مصور نشرته كتائب القسام وتضمّن رسائل من أسرى إسرائيليين يتهمون نتنياهو بالتخلي عنهم، ويطالبون بسرعة الإفراج عنهم كما حذروا من تداعيات القصف على حياتهم.

وقد دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى إنهاء الحرب على القطاع ودفع الثمن، وحذرت من أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح تضحيةٌ إضافية.

اجتياح رفح

وبشأن التلويح الإسرائيلي باجتياح رفح والجدل الدائر بشأنه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه إذا تم التوصل إلى صفقة تبادل مع حركة حماس فإن إسرائيل ستوقف عملية رفح.

بدوره قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إنه إذا كان الخيار بين وقف القتال في غزة أو إبرام صفقة تبادل، فعلى إسرائيل أن تتوصل إلى صفقة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي كبير قوله إنّ هناك طريقة أكثر دقة لملاحقة قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) غير تدمير رفح جزءا بعد الآخر.

وقال إنّ إسرائيل اعتقدت أن قادة حماس كانوا في خان يونس، ودمرت جزءا كبيرا من تلك المدينة بحثا عنهم ولكنها لم تجدهم، كما دمّرت مدينة غزة في الشمال وقتلت كثيرا من عناصر حماس هناك، لكن عددا منهم ظهر الآن من جديد.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أنّه إذا شنت إسرائيل عملية عسكرية كبيرة في رفح جنوبي القطاع، فإن الرئيس جو بايدن سينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.

وفي الأثناء، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى استقالة وشيكة لعدد من القادة العسكريين، بينهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي.

قصف وشهداء

وفي الميدان، قال مراسل الجزيرة إن القصف الإسرائيلي أسفر عن استشهاد 27 شخصا بينهم 10 أطفال منذ فجر اليوم، وكان المراسل أفاد باستشهاد وجرح فلسطينيين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في حي النصر شمال شرق مدينة رفح، كما تسببت الغارة في دمار واسع في المكان المستهدف.

ومن جانبها أفادت وزارة الصحة في غزة بأن جميع سكان القطاع يشربون مياها ملوثة مما يعرِّضُ حياتَهم للخطر بعد توقف مختبر الصحة العامة وعدمِ القدرة على فحص مياه الشرب أو معالجتِها.

ومع ارتفاع درجات الحرارة وقدوم الصيف، تتضاعف معاناة السكان شمال قطاع غزة بسبب صعوبة الحصول على المياه، بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي معظم محطات تحلية المياه والآبار بمدينة غزة.

في السياق، حذرت حركة حماس، اليوم السبت، من تشكيل أي بديل دولي عن الأمم المتحدة يتابع ويشرف على عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وقالت حماس، في بيان أصدرته دائرة شؤون اللاجئين في غزة -تعليقا على التقرير الذي أصدرته لجنة مكلفة من الأمين العام للأمم المتحدة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا للتحقيق في حياد الوكالة- إن التقرير فنّد مزاعم إسرائيل التي حاولت من خلالها تشويه عمل الأونروا.

الضفة

وشهدت الضفة الغربية تصعيدا جديدا، حيث احتجزت قوات الاحتلال جثماني فلسطينيين قتلتهما بعد عملية إطلاق نار على حاجزِ سالم العسكري غرب جنين.

أما وزارة الصحة الفلسطينية، فأعلنت ارتفاع عدد الشهداء في الضفة إلى 491 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم مئةٌ و32 طفلا.

وفي الأثناء، شنت قوات الاحتلال حملاتِ دهم واعتقال في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.

لبنان

أعلن حزب الله أنه نفذ هجوما مركبا بالمسيرات والصواريخ الموجهة على مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية في مستوطنة المنارة، وعلى تمركز لقوات الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة.

وكان الحزب قد ذكر -في وقت سابق اليوم- أنه قصف بالصواريخ تمركزات مستحدثة لجنود إسرائيليين غرب مستوطنة شوميرا، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة.

وبالتوازي، قررت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية -بتوجيه لوزارة الخارجية- تقديم إعلان إلى المحكمة الجنائية الدولية بقبول اختصاص المحكمة في التحقيق والملاحقة القضائية في الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة والمرتكبة على الأراضي اللبنانية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

احتجاجات

تواصلت الاحتجاجات الطلابية الرافعة لشعارات تندد بالإبادة الجماعية في غزة وتدعم القضية الفلسطينية، وتوسعت الاحتجاجات في الجامعات الأميركية والمدن الأوروبية.

ففي الولايات المتحدة، قال اتحاد الحريات المدنية للجامعات إنه يمكن للشخص أن ينتقد تصرفات إسرائيل حتى بعبارات مسيئة من دون أن يعتبر معاديا للسامية، داعيا إدارات الجامعات إلى ضرورة ترك مجال واسع للطلاب للتعبير عن أنفسهم.

في الأثناء، طالبت إدارة جامعة بنسلفانيا الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي بفض التجمع بسبب ما قالت إنها انتهاكات صارخة لسياسات الجامعة.

وفضّت قوات الأمن بمدينة بوسطن اعتصاماً لطلاب جامعة نورث إيسترن بالقوة وحطّمت خياماً وأغلقت ساحة الاعتصام بالحواجز الحديدية، بينما تم اعتقال أكثر من مئة طالب.

وقال مراسل الجزيرة إنه تم اعتقال أكثر من مئة طالب وانتشار أعداد كبيرة من قوات الأمن حول منطقة الاعتصام، وعند مداخل الجامعة، لمنع اعتصام الطلاب من جديد.

كما ينفذ طلاب مناهضون للحرب الاسرائيلية على غزة اعتصاما مفتوحا في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس.

وأوروبيا، شهدت مدن عدة مظاهرات ووقفات للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، والتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 6 أشهر على القطاع المحاصر.

وفي العاصمة البريطانية، شارك الآلاف في النسخة 12 من "المسيرة الوطنية من أجل غزة" والتي انطلقت من أمام مبنى البرلمان، وشاركت فيها منظمات مجتمع مدني ونقابات، ويهود مناهضون للصهيونية، وعمال بالقطاع الصحي، إضافة إلى طلاب جامعيين.

وتحدث المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام عن خروج العشرات من المتظاهرين في مدن ألمانية، ومدن كوبنهاغن وأودنسه وأرهوس الدانماركية، وفي العاصمة النمساوية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی غزة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال القيادي في حماس رائد سعد

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، اغتيال أحد قياديي حركة حماس بمدينة غزة، وهو رائد سعد.

اغتيال رائد سعد

وذكر بيان الاحتلال الإسرائيلي أن هذا العنصر، الذي لم يُكشف عن اسمه، كان متورطاً مؤخراً في محاولات لإعادة تأهيل وتصنيع أسلحة لحماس، بحسب ما أفادت به صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

وزير الخارجية يؤكد ضرورة سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزةرئيس الوزراء التايلاندي: لا اتفاق لوقف إطلاق النار مع كمبوديا

وذكرت القناة الـ12 العبرية، أن المستهدف هو القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس رائد سعد، وأحد مخططي عملية السابع من أكتوبر، وكان من أقرب الناس إلى القيادي الراحل يحيى السنوار، ووصفته بالرجل الثاني في حماس.

وقبل أيام قليلة، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن شهادات جديدة لضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي تفيد بوجود خطط عملياتية جاهزة لاغتيال قائدي حركة حماس في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، وتنفيذ عملية عسكرية واسعة في القطاع قبل هجوم "طوفان الأقصى"، لكن هذه الخطط لم تنفذ.

تقرير استخباراتي دنماركي يحذر من تهديد عسكري أمريكي في عهد ترامبأعمال عدوانية.. كمبوديا تغلق جميع المعابر الحدودية مع تايلاند

وبحسب الشهادات، فإن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال بلورت عدة خطط تستهدف تصفية السنوار والضيف، غير أنها بقيت حبيسة النقاشات رغم توصيات ضباط بارزين بالمضي فيها.

طباعة شارك جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي يحيى السنوار الرجل الثاني في حماس

مقالات مشابهة

  • هل يعطي ترامب الضوء الأخضر لمواصلة الاغتيالات الإسرائيلية في غزة؟
  • رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
  • اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة
  • البحرية الإسرائيلية تعتقل 4 صيادين وتفجّر مركبًا قبالة خانيونس
  • استشهاد أكثر من 300 فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال القيادي في حماس رائد سعد
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: مسيرة استهدفت قياديا في حركة حماس في غزة
  • الجبهة الديمقراطية: ربط العدو الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية باستعادة جثة آخر أسير صهيوني هو محاولة مكشوفة لتعطيلها