قائد كتيبة كفر دان بالضفة يكشف للجزيرة نت تفاصيل انطلاقتها
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
جنين- بعد ساعات قليلة من نشرها مقطعا مصوراً تستعرض فيه تدريبات عسكرية لأفرادها، وهو المقطع الأول الذي ينشر رسمياً لكتيبة "كُفر دان" المسماة على اسم البلدة الواقعة شمال غربي مدينة جنين، كان اثنان من مقاوميها يشتبكان مع جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على حاجز سالم العسكري "غرب جنين".
وسريعاً أُعلن عن حدث أمني على الحاجز، وتوجهت سيارات الإسعاف الفلسطيني بعد أخبار بوجود إصابات في المكان، قبل أن يعلن عن استشهاد الشابين أحمد شواهنة (الشرعة) ومصطفى عابد، وتبنت "كفر دان" عملية الشهيدين، وقالت إنهما استشهدا خلال قيامهما بمهمة جهادية على الحاجز.
ورغم إعلان انطلاقها كمجموعة مسلحة في بلدة كفر دان، تُعتبر المجموعة امتداداً لكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، حيث سبق أن شارك عدد من أفرادها في اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاقتحامات المتكررة لمدينة جنين ومخيمها، إضافة لتنفيذ عمليات إطلاق نار على الحواجز الإسرائيلية.
وجاء إعلان انطلاق الكتيبة متأخراً بهدف التأكد من ظهورها قويةً متماسكة، وذات بأس بالميدان، يقول قائد كتيبة "كفر دان" أبو نيسان للجزيرة نت. ويضيف أنهم يستمدون قوتهم من الشهداء، ومن المقاتلين المنتشرين في مخيم نور شمس وجنين، وفي المجموعات القتالية المنتشرة في مدن الضفة كافة.
وتحدث قائد الكتيبة للجزيرة نت قبيل مشاركته في مسيرة رمزية تخص شهداء الكتيبة الذين رفض الاحتلال تسليم جثامينهم "عملنا يقوم على قتال الاحتلال والتصدي له في الخط الغربي وفي جنين، أينما نجدهم سينالهم بأسنا بإذن الله".
ويرى مقاتلو المجموعة أن احتجاز الاحتلال لجثامين الشهداء، بعد قتلهم ورفض تسليمها لذويهم، طريقة للضغط على الأهالي لمنع أبنائهم من المضي في طريق المقاومة، ومحاولة إيصال رسالة للمقاومين بأنهم سينالون المصير نفسه. ويقول أبو نيسان إن اغتيال المقاومين، واحتجازهم بعد الاستشهاد لن يؤثر عليهم كمقاومين، وإنما سيزيدهم قوة وإصرارا على قتال الاحتلال.
وبانطلاق كتيبة كفر دان، فإنها تنضم لكتائب أخرى مثل جنين وبرقين وجبع، وكلها تتبع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ويقول قائدها أبو نيسان "نحن أعلنا انطلاقتنا في كفر دان منذ يومين، لكن مقاتلينا بدؤوا العمل منذ وقت طويل" مؤكدا أن تأخير الإعلان كان مدروساً، حيث كانوا يعملون على إنجاز عمل هام، وأعلنوا الانطلاقة بعد إنجازه، حسب قوله.
وتنشط المجموعات القتالية في عدد من مدن الضفة ومخيماتها للتصدي للاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لهذه المخيمات، بينما يلاحظ تنامي انضمام الشبان الفلسطينيين لمثل هذه المجموعات، وهو ما يصفه الشارع الفلسطيني بالعودة للمقاومة المسلحة.
وفي أول عمل عسكري بعد إعلان انطلاقها، اشتبك مقاتلا الكتيبة شواهنة وعابد مع جنود الاحتلال على حاجز سالم العسكري، ومن ثم أعلن الارتباط الفلسطيني عن استشهادهما، بينما تناقلت وسائل إعلام فلسطينية صوراً للشهيدين على الأرض.
وأكدت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني -التي توجهت لموقع الاشتباك- منع قوات الاحتلال لها من نقل الإصابات أو جثامين الشهداء، بينما تداولت مواقع التواصل وحتى ساعات متأخرة من صباح السبت صورة قيل إنها لجثماني الشهيدين شواهنة وعابد وهما موضوعتان أمام سيارات جنود الاحتلال العسكرية.
وقال مقاتلو الكتيبة إن شواهنة الملقب بالـ"شرعة" من المقاتلين القدماء في كتيبة جنين وسيلة الحارثية وكفر دان، وقد خاض اشتباكات عديدة في كل من جنين وحاجز سالم ومستوطنة "شاكيد" قرب جنين، وإنه باستشهاده "يلتقي برفيقيه في السلاح براء اللحلوح وعلاء زيود اللذين سبقاه بالشهادة".
وفي بلدة كفر دان، نظم أفراد كتيبتها وكتيبة جنين جنازة رمزية للشهيدين المقاومين شواهنة وعابد، شارك فيها عدد كبير من أهالي البلدة وذوي الشهداء، وتقدمها قائد الكتيبة أبو سنان.
وتحدث سلطان عابد والد الشهيد مصطفى للجزيرة نت عن تفاصيل استشهاد نجله، حيث بدأت الأخبار تتردد في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة بوجود إصابة لشبان بالقرب من حاجز سالم، ليرده اتصال أُخبر فيه أن ابنه مصطفى مصاب، فقرر التوجه للمستشفى لرؤيته والاطمئنان عليه.
وعند وصوله للمستشفى علم أن قوات الاحتلال منعت الإسعاف من نقل ابنه، فبقي بانتظار وصوله، قبل أن يتفاجأ باتصال من الارتباط الفلسطيني أبلغه فيه باستشهاد مصطفى واحتجاز جثمانه، حسب ما قال.
ويرى عابد أن احتجاز جثمان نجله يعد طريقة مؤلمة جدا، تتبعها إسرائيل لإيذائه وعائلته ومعاقبتهم كأهل الشهيد، وقال "ابني استشهد، الله يرحمه، لكن على الأقل من حقي دفنه" مؤكدا أنه لم يكن يعلم أن ابنه من أفراد الكتيبة، لكنه ما زال يأمل أن يتسلم جثمانه "لنتمكن من وداعه ورؤيته للمرة الأخيرة ودفنه كما يليق، ألم فقد الابن كبير جداً، وها هو الاحتلال يزيد الألم باحتجازه ورفض تسليمه" يقول عابد.
وتحدثت عمة الشهيد لوسائل الإعلام -خلال بيت عزاء رمزي أقيم للشهداء في البلدة- عن صفات ابن أخيها مصطفى، وقالت "الحمد لله أن شرفنا الله بهذا الشرف، مصطفى شاب خلوق ومؤدب، محب لعائلته، ومحبوب في كفر دان" وتذكر أنها لم تر سياسة احتجاز جثامين الشهداء إلا عند إسرائيل، وأنها تعد واحدة من جرائمها الكثيرة، حيث وصل عدد جثامين شهداء الضفة الغربية المحتجزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 96 جثمان شهيد فلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات جثامین الشهداء جنود الاحتلال مواقع التواصل للجزیرة نت حاجز سالم کفر دان
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعود لموقع أخلاه قبل عقدين ويطرد عائلات من منازلها بالضفة
أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، قواته إلى موقع عسكري شمال الضفة الغربية المحتلة كان أخلاه منذ عقدين من الزمن، كما شن حملة دهم واعتقال واسعة طالت عشرات الفلسطينيين، واستولى على منازل بعض السكان.
وذكر شهود عيان أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مزودة بمركبات مدرعة وناقلات جند مجنزرة وآليات أخرى وصلت فجر اليوم إلى موقع ترسلة الواقع قرب بلدات جبع وصانور بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية.
وتناقل الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لوصول القوات الإسرائيلية إلى الموقع.
وتُظهر المشاهد المتداولة أن الجيش الإسرائيلي نصب منظومة دفاع جوي تابعة للقبة الحديدية في الموقع المذكور.
وموقع ترسلة -ويعرف أيضا بموقع صانور- هو معسكر قديم للجيش الأردني إبان حكمه للضفة الغربية، من العام 1948 إلى العام 1967، ويضم مسجدا، غير أن السلطات الإسرائيلية حولته لمعسكر قبل أن تنسحب منه في عام 2005 ضمن خطة فك الارتباط بالضفة.
وفي 30 مايو/أيار الماضي، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الموقع وأعلن أن القوات الإسرائيلية ستعود إليه، وذلك بعد أن أعلنت حكومة الاحتلال تحويله إلى مستوطنة ضمن 22 مستوطنة أخرى جديدة أقرت إقامتها بالضفة.
تخريب وطردوفي شمال الضفة أيضا، طرد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أسرا فلسطينية من منازلها بمخيم عسكر الجديد شرق محافظة نابلس، وحولها إلى ثكنات عسكرية.
وذكر محمد أبو كشك، رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر الجديد، أن الجيش الإسرائيلي يشن عملية عسكرية بالمخيم لليوم الثاني.
وقال إن قوات الاحتلال اتخذت من 13 منزلا ثكنات عسكرية بعد أن طردت الفلسطينيين منها وحولتهم للتحقيق الميداني.
وأكد أن قوات الاحتلال اقتحمت نحو 90% من منازل المخيم وأخضعت السكان للتحقيق، بعد أن فتشت منازلهم وعاثت فيها خرابا.
إعلانوأوضح أن المخيم محاصر من كافة الجهات، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المواد الغذائية ومركبات الإسعاف إليه.
وكان جيش الاحتلال اقتحم مخيم عسكر الجديد أمس الاثنين، وسيطر على مقر اللجنة الشعبية لخدمات المخيم ومراكز اجتماعية أخرى ورفع الأعلام الإسرائيلية عليها، وفق أبو كشك.
في الإطار أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية في بلدتي جبع جنوب جنين، وجيوش شرق قلقيلية، وحول منازل بهما لثكنات عسكرية كما أطلق عملية تفتيش وتحقيق مع الفلسطينيين، وفق مصادر محلية.
اعتقالات واسعةإلى ذلك، قالت منظمات حقوقية فلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 30 فلسطينيا في الضفة الغربية، منذ مساء أمس الاثنين وحتى صباح اليوم الثلاثاء.
وقال نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان مشترك اليوم الثلاثاء، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تصعيد عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في الضفة منذ بدء الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
وذكر البيان أن المعتقلين من بينهم أطفال وأسرى سابقون، وقال إن عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني استهدفت العديد من المواطنين، بذريعة وجود مواد مصورة على هواتفهم للحظات وصول الصواريخ الإيرانية التي ضربت إسرائيل، أو أية مواد أخرى يصنفها في إطار التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحدث البيان المشترك عن ممارسات وانتهاكات ارتكبها جيش الاحتلال بحق المواطنين، من أبرزها التحقيق الميداني الذي طال المئات وشملت عائلات بأكملها، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار أصحابها على الخروج منها، علاوة على عمليات التدمير المتعمدة للبنى التحتية، وعمليات الإعدام الميداني، وعمليات الاغتيال التي يرتكبها الاحتلال بحق فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة.
يأتي ذلك إذ يفرض جيش الاحتلال لليوم الرابع حصارا على الضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة الماضي.
كما يواصل جيش الاحتلال عدوانه في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، وقد أدت الاقتحامات والاعتداءات المتواصلة إلى مقتل 978 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500 آخرين وفق معطيات فلسطينية.