عربي21:
2024-06-16@14:17:53 GMT

ربــيــع الــجــامــعــات

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

 قد تبدو التظاهرات التي تكتسح الجامعات الأمريكية مألوفة، لو تعلق الأمر بقضية غير القضية الفلسطينية، لكن حين يخرج طلاب كبريات الجامعات في الولايات المتحدة بالآلاف نصرة للشعب الفلسطيني، ورفضا للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، فهذا أمر غير مألوف. 
إضافة لذلك، فإن توسع التظاهرات يوما بعد آخر، وكبر حجمها المتزايد، وانتقال الفكرة من جامعة لأخرى، كل ذلك يقول؛ إن هذا تطور مهم، المرجو منه أن يترك أثرا على صناع السياسية المشاركين لإسرائيل في جرائمها بحقنا في واشنطن.

 

وقد يكون من المبكر الحكم على هذا، لكن من المؤكد أن منظر الشرطة تعتدي على المتظاهرين وتعتقل المئات منهم، سيكون له بلا أدنى شك تأثير على النقاش الأمريكي الداخلي حول تمويل جرائم إسرائيل. 

سينتقل الأمر لأروقة الكونغرس وللنقاش الحزبي، خاصة مع تعطيل أعمال الجامعات والتدريس فيها. 

وعلينا أن نتفاءل أن مثل هذا النقاش سيعني في جزء منه سياسات واشنطن كلها تجاه إسرائيل، والدعم السياسي المطلق الذي تقدمه لها، الذي كانت آخر صوره الفيتو ضد عضوية فلسطين في الجمعية العامة، والذي أخذ أيضا أصداء مرتفعة في أوساط النخب الأمريكية؛ لأنه جاء في أتون الحرب البشعة التي تدعمها واشنطن ضد شعبنا في غزة. 

ومع هذا، لننتبه إلى أن ما حرك هؤلاء هو بشاعة الدم والقتل والدمار، وليس المطالبة بحرية فلسطين، رغم أن بعض الحناجر كانت تهتف لفلسطين حرة، لكن العامل الأساس الذي جعل هذه التظاهرات ممكنة، هو ما تناقلته السوشال ميديا من صور تحرك الحجر والجماد، وأمام صمت العالم ورفضه التحرك للضغط على إسرائيل بأبسط أدوات الضغط، ووقوف واشنطن في وجه الحقوق الوطنية الفلسطينية، واستخدام الفيتو في كل مرة ليس فقط من أجل منع دولة فلسطينية، بل أيضا من أجل وقف الحرب، كل هذا جعل سهولة حشد المؤيدين للتظاهرات من أجل إعلاء كلمة الإنسانية، فيما بدا أنه ضرب بعرض الحائط بكل القيم التي تجعلنا بشرا، وتجعل من وجودنا على هذا الكوكب سمة حضارية لتاريخ الكون. 

لنلاحظ أن التظاهرات بدأت في الجامعات الكبرى، حيث النخبة التعليمية الأمريكية، خاصة كولومبيا، التي كان للراحل الكبير إدوارد سعيد حضور كبير فيها، كأبرز مدرسي العلوم الإنسانية، وبعد ذلك أوجدت الجامعة كرسيا باسمه. 

وبالطبع أيضا، فإن كليات العلوم الإنسانية والقانون، هي من تحرك ربيع الجامعات بقوة؛ نظرا للوعي المختلف الذي يتكون عند طلابها. 

الأمر الآخر، لا بد أن يكون منظر أساتذة الجامعات وهم يخاطبون الطلاب مؤيدين لحراكهم لافتا أيضا. 
حتى في أوروبا، فإن طلاب كلية العلوم السياسية هم من تحركوا. 

وبشكل عام، فإن الحراك الطلابي الذي بات حقيقة في الولايات المتحدة، سيجتاح جامعات الدول المؤيدة لدولة الاحتلال بشكل كامل، خاصة في غرب أوروبا كما في وسط القارة. 

على العالم أن يفيق من غفوته، فما يجري ليس حربا ولا صراعا عاديا، إنه بكل بساطة إبادة جماعية. 
أيضا من المهم أن نلاحظ أن التاريخ شهد حالات إبادة جماعية بشعة طول قرونه السابق،ة سواء في مراحله المبكرة أو في عقوده الأخيرة، وأوروبا والمستوطنون البيض في أمريكا الشمالية، مارسوا الكثير من عمليات التطهير العرقي التي ترتقي لتوصيف الإبادة، لكن الذي يحدث في غزة الآن شيء مختلف، فهو يحدث أمام مرأى ومسمع من العالم. 

الإعلام الجديد جعل الصور تصل بسرعة كأنها تحدث اللحظة. 

لم يعد بمقدور المجرم أن يخفي جريمته. لقد مارست العصابات الصهيونية حرب إبادة جماعية بحق شعبنا خلال النكبة لكن لم يكن ثمة كاميرات ولا صور، كان ثمة روايتان تم ترويج واحدة على حساب الأخرى، كما تم الأمر في مرويات التوراة حول الوجود اليهودي في البلاد. 

العالم صدق طرفا وغابت رواية الطرف الآخر. الآن الأمر يختلف بشكل كبير، ثمة حرب إبادة تدور وثمة صور يتم بثها من الضحايا بشكل مباشر، ورغم ما شنته إسرائيل من حرب إلكترونية علينا في غزة مثل قطع الاتصالات والإنترنت وقتل الصحفيين وتدمير المؤسسات الصحفية، فإن حقيقة ما يجري أكبر من أن تتم تغطيتها بغربال. 

العالم اختلف بهذا السياق، وضمير العالم الذي قد يميل إلى التواطؤ السلبي مع كل ما يجري بحجة أنه لا يرى ولا يسمع، وعليه لا يستطيع أن يتكلم، لم يعد بمقدوره مواصلة ذلك؛ فكل شيء يجري أمام العالم في صالونات البيوت وفي غرف النوم وفي لحظات الاستجمام؛ فوسائط التواصل والإعلام الجديد باتت رفيقا دائما لكل مواطن في العالم.

وعليه، فإن مفهوم الحرب سيتغير بعد ذلك؛ لأن فكرة أن يقوم جيش بتدمير بلاد ثم يقول؛ إنه انتصر في معركة عادلة، أمر لم يعد ممكنا؛ فالضحية صار سلاحها الأقوى عبر الصورة والصوت التي تبثها للعالم، حتى تقول حقيقة ما يجري ضدها. 

وهذه قضية أخرى، لكن تأملها مهم لفهم طبيعة ما يجري من تحولات في المشهد العالمي.
يظل السؤال: هل نستطيع إذا انتهت الحرب نقل هذا الحراك ليكون حراكا مؤثرا في سياسات واشنطن تجاه تبني مواقف إسرائيل؟ 

بمعنى أن الحرب ستنتهي عاجلا أم آجلا، والتظاهرات والاعتصامات ستتوقف اليوم أو غدا، دون أن يعني أن واشنطن ستقدم نيابة عنا طلبا لعضوية فلسطين، وأنها ستصبح جزائر أخرى أو جنوب أفريقيا أخرى، وعليه فإن علينا أن نعمل الكثير كي نحول هذا الحراك الطلابي إلى زخم حقيقي، لصالح تغير المواقف الأمريكية المعادية لحقوقنا. هذا هو التحدي الأكبر.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجامعات غزة امريكا غزة جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

من الأخطبوط “بول” إلى أنثى الفيل “بوبي”.. عراف كأس أوروبا 2024 يتوقع الفائز بالمباراة الافتتاحية

#سواليف

باتت الاستعانة بحيوانات للتنبؤ بنتائج #مباريات #كرة_القدم في البطولات الكبرى ظاهرة شائعة لدى كثيرين، ورمزية محببة لدى الدول المستضيفة للنهائيات.

وتعطي هذه الظاهرة التي تسمى بـ”العرافين”، متابعي مباريات البطولات الكبرى حماسة كبيرة، فبعضهم ينجر فعلا خلفها، فيما يبدأ آخرون بالمقارنة بعد نهاية المباريات.

ويعد #الأخطبوط “بول” أشهر حيوان تنبأ بنتائج المباريات، فقد أذهل جمهور كرة القدم بتنبؤاته الصحيحة في 11 مباراة من أصل 13 مباراة في كأس الأمم الأوروبية عام 2008 وكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.

مقالات ذات صلة نادي الشمال القطري يعلن رحيل محترفه الأردني علي علوان 2024/06/14

وتوقع الأخطبوط الذي ولد في بريطانيا قبل أن ينتقل إلى ألمانيا، جميع نتائج مباريات المنتخب الألماني في كأس العالم 2010 بدون أي خطأ، بما في ذلك خسارة المنتخب الألماني غير المتوقعة أمام صربيا.

وكان حراس “بول” حينها يعرضون صندوقين مزينين بأعلام المنتخبات المشاركة في البطولة يحتويان على الطعام، والصندوق الذي يأكل منه بول يكون هو توقعه للمنتخب الذي سيفوز بالمباراة.

في مونديال البرازيل عام 2014، ظهر حيوان آخر يتوقع نتائج المباريات متمثلة في السلحفاة التي تدعى “كابيساو”، حيث توقعت فوز البرازيل على كرواتيا في الافتتاح.

كما ظهرت خلال تلك النسخة حيوانات أخرى تنبأت بنتائج المباريات منها سمكة تدعى “بليه” التي توقعت نتائج المنتخب الإنجليزي.

ورغم ذلك لم تلق السلحفاة أو السمكة الشعبية الجارفة التي تمتع بها الأخطبوط بول.

وفي مونديال روسيا 2018، اختارت اللجنة المنظمة للنهائيات القط الأصم “أخيل” أبيض اللون أزرق العينين، لتوقع نتائج المباريات.

ونجح “أخيل” حينها في التنبؤ بنتائج 4 مباريات، وهي روسيا ضد مصر، وروسيا ضد السعودية، وإيران ضد المغرب، والبرازيل ضد كوستاريكا، لكنه أخفق في المباراة النهائية، حيث انحاز إلى كرواتيا على حساب فرنسا التي توجت حينها باللقب.

وخلال بطولة كأس العالم 2022 في قطر، تمت الاستعانة بالباندا “سهيل” و”ثريا” اللذان أهدتهما الصين إلى قطر بمناسبة استضافتها المونديال.

????| #سهيل ???? يختار #الإكوادور ????#رجعوه_الصين | #Qatar2022 | #قطر#كأس_العالم_قطر_2022 | #نديب_قطر pic.twitter.com/6d252nS6a8

— نديب قطر (@NadeebQa) November 20, 2022

وظهر الباندا “سهيل” لأول مرة قبل ساعات من انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 في قطر يوم افتتاح المونديال، حيث اختار اللوح الزجاجي الذي يحمل علم الإكوادور وليس علم قطر، وبالفعل فازت الإكوادور في المباراة بهدفين نظيفين.

وفي كأس أوروبا 2024 التي تنطلق منافساتها غدا الجمعة في ألمانيا، سيبزغ عراف جديد وبالأحرى هي عرافة في عالم التنبؤ بنتائج كرة القدم وعرافة ضخمة بحق.

Bubi the "oracle" elephant hoofed a ball into a goal marked with the German flag, confidently predicting victory for Germany against Scotland in the opening game of Euro 2024https://t.co/o9YdaiU8EX pic.twitter.com/gXT1dFLZcI

— Sky News (@SkyNews) June 13, 2024

“بوبي” أنثى الفيل الإفريقية العرافة التي تعيش في محمية في تورنغن بوسط ألمانيا.

أمس الأربعاء، سددت تلك الفيلة كرة في المرمى الذي يحمل العلم الألماني، وتوقعت بثقة فوز ألمانيا على اسكتلندا في المباراة الافتتاحية لبطولة أمم أوروبا المقررة غدا الجمعة على ملعب “أليانز أرينا” في ميونخ.

مقالات مشابهة

  • المساعي الاميركية للجم التصعيد مستمرة وقلق أممي من صراع أوسع نطاقًا
  • إسرائيل بين المعرفة الأكاديمية والمعرفة الإعلامية
  • «بلدي ولا مستورد؟».. «ربيع» 20 سنة خبرة في الكوارع ولحمة الرأس
  • رئيس نوكيا يجري أول مكالمة هاتفية ثلاثية الأبعاد في العالم
  • لماذا تأخّر حسم الجنجويد في الجزيرة؟!
  • قبل انطلاق قمة السبعة.. رئيس الجمهورية يجري محادثات جانبية مع كبار قادة العالم
  • الجبو: ارتفاع أسعار الاضاحي سببه السمسرة والاستغلال الذي يجري في بيع الأعلاف
  • وزير التعليم العالي السابق يتحدث عن استمرارية مشروع الراحل المهدي المنجرة في الدفاع عن القيم
  • من الأخطبوط “بول” إلى أنثى الفيل “بوبي”.. عراف كأس أوروبا 2024 يتوقع الفائز بالمباراة الافتتاحية
  • من الأخطبوط "بول" إلى أنثى الفيل "بوبي".. عراف كأس أوروبا 2024 يتوقع الفائز بالمباراة الافتتاحية