أوقفت شركتا "جنرال أتلانتيك" و"سي في سي لاستثمارات الأسهم" بيع حصص بملايين الدولارات في الشركات التي تدير علامات تجارية للوجبات السريعة الأميركية في إندونيسيا وماليزيا، خوفا من الخسارة خاصة بعد أن عطلت الاحتجاجات وحملات المقاطعة أعمالها على خلفية حرب إسرائيل على غزة، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ويتجنب المستهلكون في إندونيسيا وماليزيا ذات الأغلبية المسلمة العلامات التجارية الأميركية منذ بدء إسرائيل الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أثر على مبيعاتها وفرص نمو الشركات المحلية التي تديرها ولا سيما قيمتها السوقية لأسهمها محليا.

ويتم استهداف العلامات التجارية، منها ستاربكس وكنتاكي وبيتزا هت، بسبب دعم الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل، على الرغم من تأكيدها على حيادها بشأن الصراع، في الوقت الذي تنادي فيه الشركات التي تدير العلامات التجارية بموجب نموذج الامتياز (الفرانشايز) أيضا بأن شركات الوجبات السريعة مملوكة محليا.

جنرال أتلانتيك

وأوقفت شركة "جنرال أتلانتيك" مؤقتا بيع حصتها البالغة 20% في شركة ماب بوغا أديبيركاسا المشغّلة لستاربكس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقا لمصدرين مطلعين على الوضع.

وتقدر قيمة الحصة في ماب بوغا أديبيركاسا بنحو 54 مليون دولار، وهي التي تبلغ قيمتها السوقية كلها 285 مليون دولار، وتعد واحدة من أكبر مشغلي امتيازات الوجبات السريعة في إندونيسيا.

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مصدر وصفته بالمطلع على إستراتيجية جنرال أتلانتيك، قوله "كان من المستحيل بيع حصة كفرصة للنمو عندما تنخفض المبيعات، ويتم تقليص خطط التوسع، ويتعرض الموظفون للأذى في المتاجر، ولا توجد علامة على انتهاء المقاطعة".

كما أوقفت شركة سي في سي كابيتال بارتنرز -إحدى أكبر شركات الأسهم الخاصة في أوروبا- بيع حصتها البالغة 21% في شركة "كيو إس آر براندس" الماليزية، مشغلة سلسلة مطاعم كنتاكي وبيتزا هت، بسبب المقاطعة، وفقا لمصدرين آخرين على علم بالقرار.

وقال مصدر للصحيفة البريطانية إن عملية البيع توقفت مؤقتا لعدة عوامل، من بينها عدم الحصول على التقييم المطلوب.

ولا تكشف "كيو إس آر" البيانات المالية، فهي مملوكة للقطاع الخاص، وقُدرت قيمة الحصة بأكثر من 1.2 مليار رينغيت ماليزي (252 مليون دولار) العام الماضي، وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية.

وتجمّد مجموعات الأسهم الخاصة العالمية مبيعات أسهم مع شدة المقاطعة في منطقة تضم 250 مليون مسلم.

ستاربكس كان هدفا لحملات المقاطعة في العالم الإسلامي (الجزيرة) اتساع المقاطعة

وقال نيرغونان تيروشيلفام، رئيس قسم المستهلك والإنترنت في أليثيا كابيتال، وهي مجموعة استشارية تركز على منطقة آسيا والمحيط الهادي، إن الناس يقاطعون العلامات التجارية للأغذية والمشروبات وعلامات مستحضرات التجميل (الداعمة للاحتلال)، مضيفا "لقد أصبحت المقاطعة الآن أكثر أهمية بكثير من كونها رمزية".

وقالت شركة يونيليفر، التي تصنع منتجات دوف للعناية الشخصية ومكعبات أسهم كنور، في فبراير/شباط الماضي إن مبيعاتها في إندونيسيا انخفضت بنسبة 15% في الربع الأخير من عام 2023 نتيجة المقاطعة.

وقالت ستاربكس إندونيسيا إنها لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بالحرب في الشرق الأوسط، وأضافت في بيان على موقعها على الإنترنت أنها لا تقدم أي دعم مالي للحكومة أو الجيش الإسرائيلي.

وكانت العلامات التجارية في النطاق السعري المتوسط إلى المنخفض هي الأكثر تأثرا، وفقا لكاليستا موسكيتا، المحلل في البنك الإندونيسي "بي سي إيه سيكيوريتاس" (BCA Sekuritas).

وأعادت بيتزا هت تسمية بعض منافذها في إندونيسيا إلى "ريستورانت"، في حين قالت موسكيتا إنها محاولة لتخفيف تأثير المقاطعة، وأضافت رغم أنها حققت نجاحا محدودا على ما يبدو.

وقالت شركة ميترا أديبيركاسا -شركة التجزئة الإندونيسية التي تمتلك 79% من شركة ماب بوغا أديبيركاسا المشغلة لستاربكس- للمحللين في أبريل/نيسان الحالي إنها خططت في البداية لفتح 100 متجر للأغذية والمشروبات هذا العام، لكنها تستهدف الآن نصف هذه الكمية بسبب المقاطعة.

وتشهد امتيازات ستاربكس في ماليزيا تأثيرًا، كذلك، إذ أعلنت شركة برغايا للأغذية -التي تدير ستاربكس في البلاد- الشهر الماضي عن خسارة صافية قدرها 42.6 مليون رينغيت ماليزي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، مقابل صافي ربح قدره 35.5 مليون رينغيت ماليزي قبل عام واحد.

ووصف رجل الأعمال الماليزي فنسنت تان -الذي أسس الشركة الأم لبرغايا فوود- المقاطعة بأنها "غير ضرورية" فأكثر من 80% من موظفيها هم ماليزيون، ولا تمتلك العلامة التجارية الأميركية أي حصة في العمليات.

ورجح نيرغونان تيروشيلفام أن تستمر المقاطعة مع استمرار الحرب على غزة، وقال إن المستهلكين قد يبدؤون في فقدان قوتهم في نهاية المطاف، لكن الحملات لا تزال في الوقت الحالي "على قدم وساق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات العلامات التجاریة فی إندونیسیا

إقرأ أيضاً:

كل العيون على رفح.. قصة حملة تضامنية عالمية حظيت بتفاعل أكثر من 40 مليون شخص وأثارت تذمر الإسرائيلين

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

حصدت صورة "كل العيون على رفح" أكثر من 44 مليون مشاركة، في أحدث حملة تضامن مع ساكنة قطاع غزة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أعاد توجيه أنظار العالم إلى الصراع المستمر بين إسرائيل وفلسطين.

ورفعت الصورة من منسوب التضامن مع القضية الفلسطينية لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالتزامن مع تكثيف إسرائيل للغارات الجوية القاتلة على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.

وحسب مجلة "فوربس"، فإن الشعار نشأ انطلاقا من تعليق ل "ريك بيبركورن" ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة "ريك بيبيركورن"، في فبراير الماضي، والذي استخدمه لتحويل الانتباه نحو رفح بعد أن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" سكان المدينة على إخلائها، قبل اجتياحها للقضاء على آخر معاقل المقاومة الفلسطينية، حسب قوله.

وبحلول صباح الجمعة، تجاوز المنشور حاجز 44 مليون مشاركة على إنستغرام، مرفوقا بوسم AllEyesonRafah# عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد أن الصورة المتداولة صارت أشهر الأعمال الفنية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي، عبر ترتيب عدة خيام لتشكل عبارة "كل العيون على رفح" باللغة الإنجليزية.

وتهدف هذه العبارة إلى تسليط الضوء على محنة رفح، حيث أبلغت السلطات المحلية في غزة عن مقتل ما لا يقل عن 45 مدنيا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية وحشية يوم الأحد الماضي، والتي وصفها نتنياهو بأنها “خطأ مأساوي”.

وواجهت إسرائيل انتقادات دولية بسبب الهجوم الذي يعد جزءا من هجوم واسع النطاق يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح والمناطق المجاورة لها، وهو الهجوم الذي واجهه زعماء العالم بإدانة واسعة، قبل حث إسرائيل على وقف غزوها للمنطقة التي لجأ إليها حوالي 1.4 مليون فلسطيني نازح من أماكن أخرى في قطاع غزة.

وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت يوم الجمعة الماضي، قرارا يأمر إسرائيل بوقف الحرب في رفح، والسماح بوصول المساعدات إلى أهل غزّة، غير أن حكومة الحرب بقيادة نتنياهو رفضت القرار وواصلت غاراتها القاتلة على ساكنة رفح.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "جويش كرونيكل" الأربعاء الماضي، وصف الصحفي "جوش كابلان" المنشور بأنه "طريقة تافهة وكسولة أخرى لقول "أنا أهتم"، مشيرا إلى أن الشعار "هو واحد من سلسلة طويلة من المنشورات التي تشعرك بالرضا والتي تحقق نجاحًا كبيرًا"، مما يجعل المشاركين يشعرون، ولو لثانية واحدة فقط أنهم يفعلون شيئًا للمساعدة.

وكتب كابلان: “أنا أفهم أن هناك غضباً من الطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها، الصور القادمة من غزة غالباً ما تبدو غير قابلة للدفاع عنها"، مضيفا: "ولكن ما الذي تفعله مشاركة صورة الذكاء الاصطناعي التي لا تشبه غزة في الواقع؟".

وأكد المتحدث: “أن التعرف على الصراع وتكوين رأي يحفظ الكرامة لجميع الأطراف هو أمر لا يمكن تحقيقه من خلال مشاركة منشور على إنستغرام، كل ما يفعله هو جعل الإسرائيليين، الذين سيتعين عليهم المشاركة في أي عملية سلام مستقبلية، يشعرون مرة أخرى أن العالم لا يهتم بمعاناتهم".

مقالات مشابهة

  • سنتكوم تؤكد تدمير صاروخين حوثيين استهدفا إحدى سفنها في البحر الأحمر
  • كل العيون على رفح.. قصة حملة تضامنية عالمية حظيت بتفاعل أكثر من 40 مليون شخص وأثارت تذمر الإسرائيلين
  • صندوق الاستثمارات يتصدر العلامات التجارية الأعلى قيمة
  • الجيش الأمريكي يقول إنه دمر أربع مسيّرات تابعة للحوثيين
  • الجيش الأمريكي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن
  • سنتكوم تؤكد تدمير أربع مسيّرات تابعة للحوثيين
  • 7-إلفن تنهي أعمالها بإسرائيل وسط حملات المقاطعة
  • انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية الأسبوع الماضي
  • «الاستثمارات العامة» يتصدر العلامات التجارية الأعلى قيمة بين صناديق الثروة السيادية العالمية
  • صندوق الاستثمارات العامة يتصدر العلامات التجارية الأعلى قيمة بين صناديق الثروة السيادية العالمية