يقول المحلل السياسي أحمد الحيلة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال قادرا على المناورة رغم كثرة الضغوط الداخلية والخارجية عليه، بينما يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي محمود يزبك إن لهجة ذوي الأسرى تغيرت على نحو يمثل خطرا على رئيس الحكومة.

ورغم المشاكل الكبيرة وفقدان الثقة المتزايد داخليا وخارجيا في جدوى الحرب، فإن نتنياهو ما زال يمتلك مساحة للمناورة -حسب ما يعتقد الحيلة- لأن نتنياهو لديه شبكة أمان يوفرها اليمين المتطرف الذي يشغل 64 مقعدا في الكنيست تضمن له عدم سقوط الحكومة.

كما أن نتنياهو قد نجح طوال الفترة الماضية في إدارة العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رغم كل الخلافات، على حد رأي المحلل السياسي.

وحتى حديث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -عن عدم دعم واشنطن عملية كبرى في مدينة رفح دون توفير ضمانات للمدنيين- يعني أن الأميركيين يدعمون عملية تدريجية، وفقا لنفس المتحدث.

في المقابل، يقول يزبك إن لهجة ذوي الأسرى قد تغيرت على نحو غير مسبوق بعد أن حملوا نتنياهو مسؤولية حياة أولادهم ما لم يتم قبول صفقة التبادل المطروحة حاليا.

وبالإضافة إلى ذلك -يضيف يزبك- فقد وجهت 400 عائلة من عائلات المجندين الاحتياطيين الذين تم استدعاؤهم، لعضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، يقولون فيها إنهم لن يقبلوا بموت أولادهم في رفح من أجل مصالح سياسية خاصة.

ويرى يزبك أن حديث بلينكن عن عدم دعم عملية عسكرية واسعة في رفح يحمل في طياته إشارة أميركية لنتنياهو بعدم المضي قدما في هذه العملية، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن نتنياهو لا يزال يحاول إظهار أنه قادر على الدخول في مواجهة الولايات المتحدة.

تهيئة الأرض لأمر ما

وفيما يتعلق بالمرونة التي تقول الولايات المتحدة إن إسرائيل أبدتها في مسألة إدخال المساعدات للقطاع، يقول المحلل السياسي إن هذا الأمر ربما يعكس خوف قادة إسرائيل من احتمال صدور مذكرات اعتقال دولية بحقهم، لكنه في الوقت نفسه يرى أن الأمر ينطوي على مخطط أميركي إسرائيلي في جزء منه.

ووفقا للحيلة، فإن الميناء البحري الذي تقيمه الولايات المتحدة لنقل المساعدات سيكون جاهزا خلال مايو/أيار المقبل، إلى جانب محور نتساريم الذي سيفصل شمال القطاع عن جنوبه، بما يعني أن تل أبيب وواشنطن تهيئان الأرض لشيء ما خلال الشهر المقبل.

وهذا الشيء قد يكون بدء العملية العسكرية في رفح -كما يقول الحيلة- لأن عودة مسار التفاوض على الأسرى فجأة للسطح بعدما تراجع خلال الأسابيع الماضية "ربما يكون محاولة من نتنياهو لإظهار أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التي رفضت التوصل لاتفاق، وبالتالي لم يعد هناك بد من مواصلة العمل العسكري".

صفقة مصيرية

لكن يزبك يختلف مع هذا الطرح بقوله إن الضغط الداخلي يزداد بقوة على نتنياهو خصوصا بعدما هدد غانتس وآيزنكوت بالانسحاب من الحكومة، في حال عدم قبول للصفقة المطروحة على الطاولة.

لذلك، يقول يزبك "ربما يكون من الصعب على نتنياهو تضييع هذه الصفقة والتضحية بحكومة الحرب خصوصا وأنه يعرف جيدا أن وزيري الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش لن ينسحبا من الحكومة رغم تلويحهما المتواصل بذلك لأنهما حققا من خلالها مكاسب تاريخية لم يحصلا عليها من قبل".

وفيما يتعلق بحديث المحلل السياسي عن احتمال وجود خطة إسرائيلية أميركية لدخول رفح والبقاء عسكريا بالقطاع، يقول الحيلة إن السؤال هنا يتعلق بحجم الضربات التي قد تتعرض لها قوات الاحتلال في غزة، مشيرا إلى أن أي إصابة مهما كانت بسيطة في صفوفه تزيد من حالة القلق داخل إسرائيل.

والأهم من كل ذلك -برأي يزبك- أن نتنياهو قد يقامر بعلاقاته مع بايدن لكنه لن يضحي بعلاقاته مع الولايات المتحدة خصوصا وأنه رهن تاريخه ومستقبله السياسي بهذه الحرب.

وعلى العكس من ذلك، يرى الحيلة أن الرئيس الأميركي يقامر بمستقبل الحزب الديمقراطي كله من أجل نتنياهو خصوصا مع تزايد الحراك الطلابي المناهض للحرب والذي يكشف مدى سقوط الإدارة الأميركية أخلاقيا في نظر هذه الفئة من الشباب.

وخلص الحيلة إلى أن واشنطن أدركت فشل نتنياهو عسكريا في غزة، وبالتالي تحاول جره إلى مقاربتها التي طرحتها أول الحرب والتي كانت ترفض الاجتياح البري الواسع للقطاع والاكتفاء بعمليات محدودة، وهو ما يحدث حاليا بالنسبة لرفح.

الأمر نفسه تفعله واشنطن في الجانب السياسي -برأي الحيلة- حيث تسعى لجر نتنياهو إلى مقاربتها السياسية والتي تحتم عليه التعامل مع السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية التي تريد واشنطن أن يكون لها دور في مستقبل غزة.

أما عن التصريحات العربية بشأن ضرورة وقف الحرب، يقول الحيلة إن ما يقال في العلن يختلف عما يجري وراء الكواليس، مشيرا إلى أن الدول العربية لم تتخذ موقفا فاعلا ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة لإجبارهما على وقف الحرب على غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة المحلل السیاسی أن نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

“كروموسوم الذكورة” بين التلاشي والاستقرار التطوري.. ماذا يقول العلم؟!

الولايات المتحدة – الكروموسوم Y هو أحد الكروموسومات الجنسية ويوجد لدى الذكور ضمن التركيب الوراثي (XY) ويؤدي دورا أساسيا في تحديد الجنس الذكري وتطور الصفات الذكورية كما ينتقل وراثيا من الأب إلى الابن.

يشير موقع Science Alert إلى أن عالمة الأحياء التطورية جيني غريفز أعلنت عام 2002 أن كروموسوم Y فقد نحو 97% من جيناته الأصلية خلال الـ 300 مليون سنة الماضية، وتوقّعت — استنادا إلى هذا التراجع — أن يختفي خلال خمسة إلى ستة ملايين سنة.
إلا أن علماء تطوّر آخرين يخالفون هذا الرأي، مشيرين إلى أن الكروموسوم Y ظلّ مستقرا نسبيا خلال الـ 25 مليون سنة الماضية.

وكان الكروموسومان X وY في الأصل متطابقين تقريبا ويحتويان على نحو 800 جين. ومع تخصّص كروموسوم Y في تحديد الجنس الذكري، توقّف الكروموسومان عن إعادة الاتحاد لدى الذكور، ما أدى إلى فقدان تدريجي لجينات كروموسوم Y. في المقابل، ظل كروموسوم X، الذي يتحد بصيغة XX لدى الإناث، محافظا على بنيته دون تغيّرات تُذكر.

وتجدر الإشارة إلى أن غريفز، عندما تحدّثت عن احتمال اختفاء الكروموسوم الذكري، لم تقصد اختفاء الرجال، بل استشهدت بحالات لدى بعض الثدييات التي تم فيها استبدال كروموسوم Y تدريجيا، وانتقلت الجينات المسؤولة عن تحديد الجنس إلى مواضع أخرى. وتشير الباحثة إلى أن هذا السيناريو قد يكون حدث بالفعل لدى بعض البشر دون أن نمتلك أدلة واضحة عليه حتى الآن.

في المقابل، يعارض هذا الطرح علماء تطوّر آخرون، من بينهم جين هيوز من معهد وايت هيد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، التي تؤكد أن الجينات الأساسية في كروموسوم Y لا تزال محفوظة مقارنة بما هو موجود لدى الأسماك والبرمائيات، معتبرة أن ذلك يشير إلى أن الكروموسوم حقق درجة من الاستقرار التطوري.

ووفقا لهيوز، لم يتبقَّ على كروموسوم Y سوى 3% من الجينات المشتركة مع كروموسوم X، إلا أنها لا تفقد بوتيرة ثابتة كما يُشاع. وتتفق غريفز جزئيا مع هذا الرأي، موضحة أن حساباتها السابقة اعتمدت على فرضية الاختفاء المنتظم للجينات.

ويبقى الجدل العلمي قائما حتى اليوم، في انتظار أبحاث ودراسات جديدة تحسم السؤال:
هل سيختفي كروموسوم Y خلال بضعة ملايين من السنين، أم سيبقى ثابتا إلى أجل غير معلوم؟

المصدر: science.mail.ru

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • الكرملين: انسحاب أوكرانيا من الدونباس جزء أساسي من عملية السلام
  • البنك المركزي الروسي يحذر: الاقتصاد يواجه خطر الركود وسط ضغوط الحرب
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • على أوتوستراد القلمون.. نفذا عملية سلب بقوة السلاح
  • وسط ضغوط الحرب الأوكرانية.. موسكو تنفي تجنيد إيرانيين وتهاجم أوروبا
  • “كروموسوم الذكورة” بين التلاشي والاستقرار التطوري.. ماذا يقول العلم؟!
  • على وقع ضغوط ترامب.. زيلينسكي يبدي استعدادا لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوما
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • بعد نقل المصري المريض من الكويت.. رعاية الوطن تمتد لأبنائه في الداخل والخارج