قالت صحيفة التايمز، إن الإمارات، ألغت اجتماعا وزاريا مع بريطانيا، بسبب اتهامات لدعمها قوات الدعم السريع السودانية.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن وزير بريطانيا سابقا طرد من وظيفته، بسبب تجاوزات ضريبية، انتقد موقف بلاده، من اتهامات المندوب السوداني في الأمم المتحدة، للإمارات بدعم قوات الدعم السريع.



وقال ناظم زهاوي، الوزير السابق إن "الرد البريطاني على هذا كان فاترا لدرجة علق فيه الإماراتيون كل اللقاءات مع بريطانيا وعبروا عن الغضب لوقوفهم موقف المتفرج وتركوا السودانيين يشهرون بهم". وأضاف "هذا هو نفس الفصيل الذي يزعم أن تحالفه مع إيران ليس عداء للغرب ولا إسرائيل".

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن اللقاء الوزاري الرباعي كان  سيعقد في الأسابيع الماضية. وقالت الصحيفة إن تعليق اللقاء بسبب السودان يضيف للتوتر بين البلدين، بعد تدخل الحكومة البريطانية لمنع مجموعة تدعمها الإمارات للإستحواذ على صحيفة "ديلي تلغراف".

وقالت الصحيفة، إن الحرب في السودان، أدت لخلق أكبر كارثة إنسانية في العالم وقادت لتشريد 8.5 مليون نسمة و 25 مليون نسمة بحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة. ويحذر الخبراء من مجاعة قادمة قد تقتل ما بين نصف مليون إلى مليون شخصا.



وفي غرب دارفور شنت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معه حربا ضد الأفارقة حيث قتلوا ونهبت ممتلكاتهم، بشكل أعاد ذكريات الإبادة في الإقليم بداية القرن الحالي. وبحسب وثائق الأمم المتحدة المسربة في كانون الثاني/يناير فقد قتل ما بين 10,000 – 15,000 شخصا في بلدة واحدة.

ووصف تقريرالأمم المتحدة المزاعم بتقديم الإمارات السلاح للدعم السريع عبر قاعدة صحراوية في الجارة تشاد والتي تنطلق منها الطائرات عدة مرات في الأسبوع، بأنها "موثوقة".

وأكدت نفيها مرة  أخرى في رسالة لمجلس الأمن في الأسبوع الماضي. وحذرت الأمم المتحدة في يوم الجمعة بأنه قوات الدعم السريع ستهاجم مدينة الفاشر في  دار فور، أخر مدينة بيد القوات السودانية ويعيش فيها مئات الألاف من الناس الذين فروا من مناطق أخرى في الإقليم.

وقال المنسق الاممي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الهجوم على الفاشر قد يؤدي إلى المزيد من العنف الإثنين في دار فور والقتل الجماعي. وقالت وكالة الأنباء السودانية أن الحكومة السودانية طلبت لقاء عاجلا مع مجلس الأمن الدولي بشأن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع.

وفي رسالتها للمجلس قالت الإمارات إنها: "ترفض بشكل قاطع المزاعم التي أطلقها المندوب السوداني الدائم والتي لا أساس لها وتتناقض مع العلاقات الطويلة بين البلدين، وتبدو للأسف عارية عن الصحة وتهدف لحرف النظر عن النزاع والوضع الإنساني الخطير الناجم عن استمرار الحرب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإمارات بريطانيا السودانية بريطانيا السودان الإمارات حميدتي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

هل تنجح القاهرة في “لمّ شمل” السودانيين؟

أماني الطويل
أعلنت القاهرة عن عقد مؤتمر لـ"لمّ الشمل السوداني"، وسط ترقب سوداني ودولي بشأن مدى قدرة الأطراف المعنية على إنجاح هذا المؤتمر، في وقت يشهد فيه السودان تحولات مهمة في هذه المرحلة مرتبطة بمعطيات عسكرية ميدانية على الساحات المشتعلة، ومرتبطة أيضًا بمجهودات إقليمية ودولية، من غير الواضح حتى هذه اللحظة نتائجها النهائية في ضوء حالة الفاعلين العسكريين السودانيين حاليًا.

على الصعيد السياسي، هناك مجهود منسّق وكبير تمارسه عدد من العواصم من أجل وقف الحرب، ونستطيع هنا أن نسمي واشنطن والقاهرة التي سيعقد فيها نهاية يونيو/حزيران الحالي مؤتمر سياسي تحت عنوان "لمّ الشمل" أي جمع القوى السياسية السودانية على اتفاق سياسي ولو على الحد الأدنى وذلك تتويجًا لمجهود مصري تبلور في استقبال د. عبد لله حمدوك رئيس تنسيقية "تقدّم" المنتخب وعقد مباحثات هامة معه، فضلًا عن إقامة مؤتمر للقوى السياسية والفصائل المسلحة "الكتلة الديمقراطية" المناوئة لتنسيقة "تقدّم" في الأسبوع الأول من مايو/أيار الماضي.

تحاول القاهرة من خلال المؤتمر المرتقب إحداث حالة من التوافق حول تحديد أطراف العملية السياسية السودانية في اليوم التالي للحرب، ومحاولة الإجابة على سؤال "من يشارك من النظام القديم.. وبأية مواصفات؟"، حيث أنّ تقديرنا أنّ الاتفاق على أطراف العملية السياسية سوف يقود بالضرورة إلى التوافق بشأن طبيعة العملية السياسية نفسها ومدى تعبيرها عن توازن القوى بين قوى النظام القديم والثائرين عليه.

-مراعاة الضرورة الاستراتيجية للتوازن بين المكونات السودانية تحقق ضمانًا لاستمرار دولة السودان ذاتها

يبرز المجهود الأمريكي الراهن في أمرين؛ الأول؛ هو دعم اتجاهات وحدة المكوّن المدني الساعي في خطاباته السياسية إلى تحوّل ديمقراطي، وهو ما تم في أديس أبابا الأسبوع الماضي عبر عقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدّم" الذي حظي بتمثيل واسع على المستويين الداخلي والخارجي وقدّم مخرجات تصلح للحوار بشأنها فيما يتعلق بملامح اليوم التالي للحرب، وذلك بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف على مجمل المخرجات الصادرة عن مؤتمر "تقدّم".

أما الأمر الثاني: فهو التنسيق الإقليمي بين القاهرة وأديس أبابا بما يحجم من جموح إثيوبيا في التغول على التفاعلات الداخلية السودانية دون مراعاة للضرورة الاستراتيجية للتوازن بين المكونات السودانية ذاتها المنقسمة عرقيًا وثقافيًا، وذلك في أي حل سياسي يحقق ضمانًا لاستمرار دولة السودان ذاتها، ويدعم قدرتها على صناعة استقرار سياسي ممتد.

أما على الصعيد الميداني العسكري، نرصد أمرين؛ الأول: تحقيق انتصارات عسكرية للقوات المسلحة السودانية وتحوّل الحالة من الدفاع إلى الهجوم، حيث أحرز الجيش تقدّمًا على جبهة الخرطوم المثلثة التي تشمل أم درمان وبحري، ويبدو أنّ ذلك مرتبط بحصول الجيش على دعم خارجي تسليحي وفني، بحيث امتلك مسيّرات هجومية واستطلاعية مؤخرًا، كما اعتمد على فرق خاصة مدرّبة على حرب المدن بدعم فني خارجي يرجح أن يكون من أوكرانيا حسب التسريبات المتداولة.

أما على صعيد قوات "الدعم السريع" فخوض معركة على جبهة الفاشر عاصمة شمال دافور آخر معاقل الجيش في غرب السودان، يشكل تقدّمًا عسكريًا ملموسًا لم يحسم لصالحه بعد. إذا تم حسم معركة الفاشر لصالح "الدعم السريع" فهو مؤشر يعني وقوع كل إٍقليم دارفور تحت النفوذ العسكري لقوات "الدعم السريع"، وهي مساحة تعادل دولة مثل فرنسا بموارد اقتصادية هائلة أهمها الذهب والصمغ العربي، كما يعني أيضًا أنّ "الدعم السريع" قد حصل بذلك على موقف تفاوضي جيد يتيح له القدرة على المساومات في أي مفاوضات قادمة على المدى القصير أو المتوسط. وعلى المدى الطويل لا بد وأن يجد "الدعم السريع" مقاومة داخل إقليم دارفور نفسه المنقسم عرقيًا بين عرب وقبائل من أصول أفريقية لها امتدادات إقليمة، وهو الأمر الذي يؤكد أنه لا استقرار لـ"الدعم السريع" في دارفور دون تغيير النظام السياسي في جارته تشاد المنتمي لقبيلة الزغاوة الإفريقية، وهو ما يدركه محمد إدريس ديبي الرئيس التشادي.

-الاتفاق على أطراف العملية السياسية وطبيعتها هي المسألة الأساسية التي سوف تقود إلى وقف الحرب

من هنا نستطيع أن نتفهّم سياسيات الاحتواء القلقة التي يمارسها ديبي حاليًا مع محمد حمدان دقلو حميدتي، وذلك من حيث السماح بمرور دعم إنساني وعسكري لقوات "الدعم السريع" عن طريق منطقة أم جرس التشادية، ربما أملًا في تحييده وضمان عدم امتداد عمليات قواته إلى تشاد.

إجمالًا؛ يبدو لنا أنّ الاتفاق على أطراف العملية السياسية السودانية وطبيعة العملية السياسية ذاتها في اليوم التالي للحرب هي المسألة الأساسية التي سوف تقود إلى وقف هذه الحرب، وهو الأمر الذي تدركه القاهرة كما تدركه الإدارات الغربية المنخرطة في التفاعلات السودانية.

(خاص "عروبة 22")  

مقالات مشابهة

  • في نيويورك.. احتجاجات تندد بالسياسة الإماراتية في السودان
  • هل تنجح القاهرة في “لمّ شمل” السودانيين؟
  • معلومات جديدة عن أحداث «ود النورة» السودانية
  • قصف متواصل على مدينة الفاشر غربي السودان.. وعدد النازحين يتجاوز 10 ملايين
  • أطباء بلا حدود: قوات الدعم السريع هاجمت مشفى في مدينة الفاشر السودانية
  • من أسقط الدعم السريع وزجه في هذه المحرقة هُم مستشاريه
  • بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة
  • معارك متفرقة في السودان والأمم المتحدة تحذر من كارثة لا نهاية لها
  • "الدعم السريع" تطلق سراح 537 من أسرى الشرطة السودانية
  • قوات الدعم السريع تطلق سراح المئات من أسرى الشرطة السودانية