محمد عبدالسميع (الشارقة)

أخبار ذات صلة «زايد.. رحلة في صور».. كتاب ملهم للأجيال «متحف زايد الوطني».. منصة متكاملة تحتفي بتاريخ الإمارات

أكد عددٌ من الكتاب والأدباء أهمية الأثر الثقافي والإبداعي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتحديداً في دورته الرابعة عشرة التي تنطلق بداية شهر مايو المقبل، متضمنةً العديد من الورشات والبرامج الثقافية ومنصات القراءة والمسابقات وغيرها من الفعاليات.


وقالوا إنّ من الجوانب المهمة التي يعززها المهرجان لدى الطفل والناشئة، موضوع اللغة العربية والإخلاص لها في سنّ مبكرة، خاصةً مع وجود مسابقة «فارس الشعر»، التي تتوخى تنمية الذائقة والإلقاء والثقة بالنفس أمام الجمهور.
ورأوا أنّ ما يشتمل عليه المهرجان من ورشات عمل متخصصه، يسهم في توسيع المدارك الإبداعية والثقافية، ويكشف عن مواهب وكفاءات الأبناء، ويجعلهم أمام حالة من الطموح الجميل لتحقيق الأحلام، والشعور بقيمة المنافسة والفوز بالجوائز، ما يخلق بيئة ثقافية تفاعليّة للصداقة مع الكتاب والتزوّد بمعارفه وإبداعاته.

تجديد الشغف 
قال الكاتب فهد المعمري إن الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، تحمل فرحة تجديد شغف الأطفال بالكتاب، حيث يسعدون بالمهرجان الذي قدّم الكثير لفئته المستهدفة، وأسهم في كل دوراته في إثراء الذائقة القرائية للطفل، وخلق تواصلاً بين الأطفال والكِتاب لتكوين صداقة قوية مستمرة.
وحول دور المهرجان في تعزيز اللغة العربية، قال المعمري إنّ الفائدة الكبيرة في فعالياته وبرامجه، كمهرجان سنوي، هي في تحبيب اللغة العربية إلى الناشئة والأطفال، وجعلها تسكن وجدانهم؛ ولذلك فإنّ إقامة الورشات المتخصصة المعرفية والأدبية والعلمية لدى أبنائنا تسهم في بناء الشخصيّة وتعزز لديهم حب لغة الضاد وقواعدها وكنوزها التي نعتز بها على الدوام. وأكد المعمري أنّ إقامة مسابقات داخل المهرجان، مثل مسابقة «فارس الشعر»، تخلق نوعاً من الاعتزاز بالذات والعمل للمستقبل وتنمية روح المنافسة بين الأجيال، خصوصاً وأنّ المسابقة تعتمد على قوة الإلقاء ومزايا الشعر العربي الأصيل، بما يحمله من هوية.
من جانبها، أكدت الكاتبة والأديبة العُمانية الدكتورة وفاء الشامسي، الدور الحيوي الذي يلعبه مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بما يمثله من فرصة حقيقية وقيمة مدروسة لتوفير بيئة غنية بالفعاليات والأنشطة التي يتضمنها برنامجه الثقافي والفني والمعرفي.
وقالت إنّ حفز الأطفال على القراءة وتنميتها لديهم في سن مبكرة، سيكون له دوره الكبير مع كل سنة جديدة، مؤكدةً أهمية تعزيز مهارات اللغة بطرق مبتكرة نوعية ومتخصصة، عبر لقاءات حيّة تفاعلية، من خلال القراءة القصصية والإلقاء الحي الذي يسهم في تطوير المهارات، وينعكس سريعاً على الحفظ والإلقاء والكتابة والمقدرة على صياغة الأفكار والتعبير عنها.
ورأت الشامسي أنّ الورشات التفاعلية ذات قيمة كبيرة تنشط خلالها عملية تبادل الإبداع وإيصاله للطفل، نظراً لتعدد القراءات والمنصات وتنوع الورشات المقامة.
وقالت الشامسي إنّ المنصات وحزمة مسابقات القراءة وكتابة القصص القصيرة ومناقشة الكتب، تعدّ أنشطةً جاذبةً للطفل والمهتمين والعائلة، لترويج عادة القراءة والتذوق والمهارات اللغوية والانخراط الجاد والرائع لأطفالنا في الأنشطة الثقافية. كما أكّدت أهميّة جائزة «فارس الشعر» للطفل، في حفز الطموح والفوز وتعزيز قيمة المنافسة.

مهرجان رائد
أكّد الدكتور العيد جلجولي، العميد الأسبق لكلية الآداب واللغات بجامعة ورقلة بالجزائر، أنّ مهرجان الشارقة القرائي يُعدّ من المهرجانات المهمة والرائدة في دولة الإمارات وعلى مستوى الوطن العربي، خصوصاً وقد شارك جلجولي ضيفاً على دورة المهرجان عام 2014، معرباً عن سعادته للمشاركة في دورة هذا عام 2024 في موضوع الشعر الموجّة للأطفال: المفهوم، والخصائص، والمعايير، والموضوعات. وقال إنّ ذلك الاهتمام الواضح ينسحب على فنون الشعر والقصة والرواية والمسرح والصحافة والمجالات الأخرى.
وأشاد جلجولي بالتنظيم العالي للمهرجان، وما يعكسه من صورٍة طيبة وناصعة للشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في المهرجانات الجادة التي تولي موضوع اللغة العربية والقراءة الاهتمام الأكبر، خدمةً لمستقبل الطفل الثقافي والأدبي والفني، وقال إنّ مسابقة «فارس الشعر»، تشكّل داعماً قويّاً لشخصية الطفل وثقته بذاته ولغته، وبالشعر الأصيل حامل الهويّة، نحو طفل مواكب للعصر ومعتز بالأصالة.
وأخيراً، ثمّنت الكاتبة نادية النجار برنامج المهرجان وفعالياته القرائية وورشاته المفيدة والتشاركية الرائعة في أعماله بين الكتاب والرسامين والأكاديميين، كصياغة قوية وموضوعية لأدب الطفل وفنونه، في الكتابة والرسم، من خلال استضافة العديد من المتخصصين العرب والأجانب والمشتغلين بهذا الحقل المهم، لتنمية الخيال وخلق الأجواء الإبداعية والتعبيرية.

صقل الشخصية
ترى الكاتبة نادية النجار، أنّ من شأن هذه الفعاليات أن تحسّن من مقدرة الأبناء الثقافيّة وتنافسيتهم المفيدة، وحضورهم الفعاليات والانخراط فيها، لما تمنحه من فرص حقيقية يلتقطها الأهل والمربون لصقل شخصية الطفل المستقبليّة، وتعزيز عملية القراءة ومعرفة الإصدارات والإفادة منها، خصوصاً في مسابقة رائعة ونوعيّة، هي مسابقة «فارس الشعر».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات مهرجان الشارقة القرائي للطفل الشارقة مهرجان الشارقة القرائی اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: شرائح القراءة

أنشد إسحاق الموصلي بيتين هما:
هل إلى نظرة إليك سبيل.. فيروى الصدى ويشفى الغليلُ
إن ما قل منك يكثر عندي.. وكثير ممن تحب القليلُ
فقال له الأصمعي: لمن تنشد، فقال لبعض الأعراب، فقال هذا والله هو الديباج الخسرواني، لكن إسحاق رد: بل هما لليلتهما، فقال الأصمعي: لا جرم، والله إن آثار الصنعة والتكلف بينٌ عليهما.
وهنا نرى حال التذوق وارتباطه بالسياق الثقافي، ففي زمن الأصمعي كانت تسود الرغبة في ثقافة التدوين والرواية وهذه مهنةٌ ثقافية جليلة صنعت لنا ذاكرة عظيمة في الشعر والحكايات، ولولا ذلك الجهد لضاعت ذاكرة العرب ولم نرث عن الماضي هذه الثروة العظيمة التي خلدها لنا المدونون، ومنهم الأصمعي، ولذا فقد طرب الأصمعي لذلك الخبر الشعري المذهل الذي نقله إسحاق الموصلي عن بعض الأعراب، ولكن حين تبين للأصمعي أن اللؤلؤة التي جلبها الصياد ليست حقيقيةً، ومن ثم تحولت لتصبح محاراً، وخاب ظنه بلؤلؤته التي لم تعد أعرابية كما ظن ابتداءً، وهنا تهشمت الذاكرة وذابت الدهشة، والدهشة في عمقها هي حال ذاكرة تبحث لها عن سياق تتموضع فيه كما نتحرك باتجاه رائحة القهوة أو رائحة خبز الأم (وهنا يحضر محمود درويش)، لكن لو اكتشفنا أن الرائحة مزورةٌ وليست أصيلةً فهنا تحدث الخيبة، وينقلب الحكم من إعجاب ودهشة إلى حس بليد لا يغني توق الروح لذاكرة بعيدة تم استحضارها فجاءة.
وهذا يشير إلى أن أنظمة الاستقبال، ومعها أنظمة الحكم على أي نص نستقبله، فأنت تستقبل النكتة بغير ما تستقبل مقولةً فلسفية، والذهن معهما يتصرف بناء على مفهوم (أفق التوقع)، وهو أحد مفاهيم نظرية الاستقبال، وكذلك ما نفعله، مجتمعياً، بين أن نتحدث مع سيدة كبيرة في السن أو شاب مراهق، وبمجرد حضور إحدى هاتين الشخصيتين يتغير الخطاب ومصطلحات الخطاب، وما هو متوقع منا في الحالين، فنحن نتنازل عن مقعدنا في الطيارة مثلاً من أجل السيدة الكبيرة بمثل ما نتوقع من مراهق شاب أن يتجنب مزاحمتنا في الركوب في حافلة السفر، وإن لم يفعل تذمرنا منه، وكذلك هي حالنا مع النصوص وأنظمة التوقع.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: هل تسكننا الأماكن أم نسكنها؟ د. عبدالله الغذامي يكتب: هل التجارب غريزة بشرية؟

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم: تحديث مناهج اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي
  • وزير التربية التعليم يكشف آخر مستجدات تطوير منهج اللغة العربية برياض الأطفال والمرحلة الإعدادية
  • سفراء التطوير.. وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي الموسع لمعلمي اللغة العربية عن المناهج المطورة
  • طلبة دولة قطر يناقشون الهوية الثقافية في البرلمان العربي للطفل بالشارقة
  • «البرلمان العربي للطفل» تجتمع استعداداً للجلسة الثانية
  • اللغة التي تفشل
  • بانكوك تستضيف مؤتمرا دوليا لتعزيز مكانة اللغة العربية
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: شرائح القراءة
  • حب محرم ونهاية مأساوية.. القصة الكاملة لفتاة الصف التي ألقت رضيعها أمام المسجد
  • انطلاق الدورة التاسعة من مهرجان الذيد للرطب