د. عبدالله الغذامي يكتب: شرائح القراءة
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
أنشد إسحاق الموصلي بيتين هما:
هل إلى نظرة إليك سبيل.. فيروى الصدى ويشفى الغليلُ
إن ما قل منك يكثر عندي.. وكثير ممن تحب القليلُ
فقال له الأصمعي: لمن تنشد، فقال لبعض الأعراب، فقال هذا والله هو الديباج الخسرواني، لكن إسحاق رد: بل هما لليلتهما، فقال الأصمعي: لا جرم، والله إن آثار الصنعة والتكلف بينٌ عليهما.
وهنا نرى حال التذوق وارتباطه بالسياق الثقافي، ففي زمن الأصمعي كانت تسود الرغبة في ثقافة التدوين والرواية وهذه مهنةٌ ثقافية جليلة صنعت لنا ذاكرة عظيمة في الشعر والحكايات، ولولا ذلك الجهد لضاعت ذاكرة العرب ولم نرث عن الماضي هذه الثروة العظيمة التي خلدها لنا المدونون، ومنهم الأصمعي، ولذا فقد طرب الأصمعي لذلك الخبر الشعري المذهل الذي نقله إسحاق الموصلي عن بعض الأعراب، ولكن حين تبين للأصمعي أن اللؤلؤة التي جلبها الصياد ليست حقيقيةً، ومن ثم تحولت لتصبح محاراً، وخاب ظنه بلؤلؤته التي لم تعد أعرابية كما ظن ابتداءً، وهنا تهشمت الذاكرة وذابت الدهشة، والدهشة في عمقها هي حال ذاكرة تبحث لها عن سياق تتموضع فيه كما نتحرك باتجاه رائحة القهوة أو رائحة خبز الأم (وهنا يحضر محمود درويش)، لكن لو اكتشفنا أن الرائحة مزورةٌ وليست أصيلةً فهنا تحدث الخيبة، وينقلب الحكم من إعجاب ودهشة إلى حس بليد لا يغني توق الروح لذاكرة بعيدة تم استحضارها فجاءة.
وهذا يشير إلى أن أنظمة الاستقبال، ومعها أنظمة الحكم على أي نص نستقبله، فأنت تستقبل النكتة بغير ما تستقبل مقولةً فلسفية، والذهن معهما يتصرف بناء على مفهوم (أفق التوقع)، وهو أحد مفاهيم نظرية الاستقبال، وكذلك ما نفعله، مجتمعياً، بين أن نتحدث مع سيدة كبيرة في السن أو شاب مراهق، وبمجرد حضور إحدى هاتين الشخصيتين يتغير الخطاب ومصطلحات الخطاب، وما هو متوقع منا في الحالين، فنحن نتنازل عن مقعدنا في الطيارة مثلاً من أجل السيدة الكبيرة بمثل ما نتوقع من مراهق شاب أن يتجنب مزاحمتنا في الركوب في حافلة السفر، وإن لم يفعل تذمرنا منه، وكذلك هي حالنا مع النصوص وأنظمة التوقع.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأصمعي الغذامي عبدالله الغذامي
إقرأ أيضاً:
للمناسبات.. حضري ساندويتشات ميني برجر بالجبن السريعة
استمتعي بتحضير ألذ ساندويشات ميني برجر في البيت بخطوات بسيطة وسريعة، مزيج اللحم مع الجبن الذائب والخضار الطازجة يمنحك طعمًا شهيًا، ويمكن تقديمه مع البطاطس أو السلطة.
للساندويتش :
خبز البرجر : 12 قطعة (صغير / ميني برجر)
جبن الشيدر : 6 شرائح (يمكن تقطيعها نصفين / شرائح)
الخيار المخلل : 6 شرائح
طماطم : 1 حبة (مقطعة شرائح رقيقة)
خس : نصف كوب (مفروم)
الكاتشاب : حسب الرغبة (أو المايونيز)
- لحم مفروم : 500 غراماً (بقري أو دجاج)
- البصل : 1 حبة (مبشور / صغير الحجم)
- الثوم : فص (مهروس)
- ملح : نصف ملعقة صغيرة
- فلفل أسود : ربع ملعقة صغيرة
- بهارات مشكلة : نصف ملعقة صغيرة (اختياري)
طريقة تحضير ساندويشات الميني برجر
اخلطي اللحم والبصل والثوم والملح والفلفل والبهارات جيداً.
شكّلي اللحم إلى أقراص صغيرة بحجم خبز الميني برجر، حوالي 12 قطعة.
سخّني مقلاة أو شواية على نار متوسطة، ثم اطهي أقراص البرجر لمدة 3-4 دقائق لكل جانب حتى تنضج تماماً.
قبل نهاية الطهي بدقيقة، ضعي شريحة الجبن على كل قرص برجر لتذوب قليلاً.
قطّعي خبز الميني برجر من المنتصف وحمصيه قليلاً في الفرن أو المقلاة.
ضعي أقراص البرجر داخل الخبز، ثم أضيفي الخس والطماطم والخيار المخلل والصوص حسب الرغبة، ثم غطيه بالنصف الآخر من الخبز.
قدمي ساندويشات الميني برجر ساخنة مع بطاطس مشوية أو سلطة خضراء وصوصات إضافية بحسب الرغبة.