أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 47 شهيدا و61 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.

خبير سياسي: مصر تبذل جهودًا مكثفة للتوصل إلى هدنة في غزة الصور الأولى للرصيف البحري على سواحل قطاع غزة.. شاهد ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34535 شهيدا

وأضافت "الصحة الفلسطينية"، بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34535 شهيدا و77704 مصابين منذ 7 أكتوبر.

جدير بالذكر أن الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ في العلوم السياسية، أكد على أهمية اتصال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، إذ جرى مناقشة آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار.

وأضاف بدر الدين خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين رامي الحلواني ويارا مجدي، في برنامج «هذا الصباح»، المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن هذا الاتصال يعكس ضوء أهمية مصر ودورها في المنطقة، وما تبذله من جهود مكثفة لنزع فتيل الأزمات التي يعاني منها الإقليم، وبالأخص الأزمة المثارة في غزة منذ 7 أشهر.

التصعيد العسكري من جانب إسرائيل في غزة


وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن هذا الاتصال يؤكد العلاقات الوثيقة والمتميزة التي يطلق عليها علاقات استراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، موضحا أن التوقيت له دلالة حيث إن هذا الاتصال يأتي في فترة يجرى فيها التصعيد العسكري من جانب إسرائيل في غزة، وتهديد باجتياح رفح الفلسطينية.

مصر قامت بدور مهم بهدف التقرب بين وجهات النظر بين إسرائيل وحماس
وأشار إلى أن مصر قامت بدور مهم، بهدف التقرب بين وجهات النظر بين إسرائيل وحماس، وتبذل جهود مكثفة من أجل التواصل إلى الهدنة، وإدخال المساعدات.

155 اعتداء نفذها جيش الاحتلال على المرافق والمؤسسات الصحية بالقطاع

جدير بالذكر أن الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة، قال إن القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر حتى اليوم يؤثر على القطاعات الحيوية في قطاع غزة وعلى عمل الجمعيات المختلفة.

وأضاف ياغي، خلال تصريحاته عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "ثمة ازدياد في الحاجة إلى الخدمات الطبية والصحية للجرحى والمرضى العاديين مع استمرار هذا العدوان"، مشيرًا إلى أنّ المؤسسات الصحية تعرضت للقصف والتدمير، كما أن 155 اعتداء نفذها جيش الاحتلال على المرافق والمؤسسات الصحية بالقطاع، كما أننا استطعنا تسيير 41 فريقًا طبيًا ميدانيًا لتقديم الخدمات الطارئة للجرحى.

وتابع: "استطعنا إعادة تشغيل مركز صحي في وسط القطاع لاستقبال 1400 مريض"، لافتًا إلى خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة نتيجة لهذا القصف المتعمد من قبل دولة الاحتلال، وتعمل 9 مستشفيات من أصل 36 مسشتفى بشكل جزئي في قطاع غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة فلسطين بوابة الوفد الوفد مصر فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترعى عصابات نهب المساعدات في غزة ولا تأمن شرها

بعد أشهر عديدة من سياسة الدعم الصامت لعصابات قطاع الطرق التي تنهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وتستنزف فصائل المقاومة الفلسطينية، اعترف الاحتلال الإسرائيلي أخيرا بتمويل وتسليح هذه العصابات لتنفيذ أجنداته في القطاع.

وتكتسي هذه السياسة أهمية خاصة في ظل استهدافها الحالة الفلسطينية الداخلية وسط تعرض غزة للإبادة منذ 20 شهرا، إضافة إلى مزاعم بعلاقات إقليمية ومخابرات السلطة الفلسطينية في هذا الملف، والذي يؤثر على القضية الفلسطينية عموما وعلى الحالة الأمنية في غزة خصوصا.

ويأتي الاعتراف الإسرائيلي الصريح بتسليح وتمويل وتوجيه عصابات مسلحة في قطاع غزة متأخرا جدا لانكشاف هذا الدور، لا سيما بعد حديث وزير الجيش السابق، يوآف غالانت، في مارس/آذار 2024، عن محاولات تجنيد عائلات من شمال قطاع غزة وتسليحها بمسدسات لمواجهة حركة حماس إلا أنها فشلت بعد تعامل المقاومة الصارم مع هذه الظاهرة.

عناصر من عصابات ياسر أبو شباب (مواقع التواصل الاجتماعي) تجويع بتوجيه مخابراتي

عملت الاستخبارات الإسرائيلية منذ بداية الحرب على تجنيد قطّاع الطرق واللصوص لنقل معلومات لهم إضافة إلى توجيههم لسرقة ونهب وتخريب وحرق المؤسسات العامة من مستشفيات وجامعات، ومدارس، ووزارات، وبيوت للمواطنين، ومرافق اقتصادية عامة وخاصة.

وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حماية أمنية لهذه العصابات، التي تنفذ توجيهات ضباط جهاز الشاباك الإسرائيلي في نهب المساعدات والمواد الغذائية عند دخولها إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الذي يقع في حماية وإدارة الاحتلال، إضافة إلى مدخل كيسوفيم وسط قطاع غزة ومعبر إيرز شمال القطاع.

وبحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة هآرتس في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، "يسمح الجيش الإسرائيلي للعصابات المسلحة بنهب وجمع إتاوات من شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة".

إعلان

وتقول مصادر في منظمات الإغاثة الدولية العاملة في غزة، إن المسلحين يصادرون جزءًا كبيرًا من الشاحنات، التي تدخل إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بطريقة منظمة وتجاهل متعمد من جانب قوات الجيش الإسرائيلي.

كما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مذكرة داخلية للأمم المتحدة تأكيدها، أن عصابات سرقة المساعدات في غزة "تستفيد من تساهل، إن لم يكن حماية من الجيش الإسرائيلي"، وأن قائد العصابة ياسر أبو شباب أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية بمنطقة سيطرة للجيش الإسرائيلي شرق رفح.

وفي تقرير سابق، تحدثت صحيفة هآرتس عن خطة اليوم التالي التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للجنائية الدولية) وحدد فيها مرحلة التجويع الحالية كسياسة، ويعززها قطاع الطرق والعصابات وحالة الفلتان الأمني.

وقال نوعا لاندو نائب رئيس تحرير الصحيفة "إن النية الآن لتسليم مفاتيح السيطرة المدنية في غزة إلى مقاولين من القطاع الخاص وخلق عرقنة (نموذج العراق) للقطاع، وهي  تتكون حالياً من الاحتلال العسكري والمرتزقة والمستوطنات، وهي وصفة مؤكدة للكارثة القادمة".

عصابة أبو شباب نموذجاً

ترعرعت عصابة ياسر أبو شباب بحماية دبابات الاحتلال شرق رفح وكان لها دور أساسي في تجويع الفلسطينيين، وسرقة المساعدات وقتل عناصر المقاومة، ورجال تأمين المساعدات والمتطوعين من العوائل التي سعت إلى حماية المساعدات من السرقة والنهب، إضافة إلى فرض الإتاوات على مؤسسات دولية وجمعيات إنسانية أجبرها الاحتلال على سلوك مسارات تمر في مناطق سيطرتها.

وبحسب المراسل العسكري لصحيفة معاريف، آفي أشكنازي، فإن عصابة أبو شباب تضم عشرات العناصر، وهي مجموعة مكونة من عائلات عشائرية، ومعظم الشخصيات التي جندها جهاز الأمن العام (الشاباك) كعصابة مرتزقة لإسرائيل، هم مجرمون متورطون في جرائم الاتجار بالمخدرات والتهريب والسطو على الممتلكات.

إعلان

وبرزت عصابة أبو شباب العام الماضي عندما نهبت -بحسب يدعوت أحرنوت- شاحنات الأمم المتحدة وأعادت بيع الإمدادات الإنسانية التي كان من المفترض أن تصل إلى سكان غزة. وادعى في مقابلة أنه سرق الإمدادات فقط لإطعام نفسه وأسرته، لكن شهود عيان، منهم سائق شاحنة، قالوا إن رجاله سيطروا على الشاحنات واستولوا على البضائع.

وأسس أبو شباب جماعة مسلحة تُسمى "القوات الشعبية"، والتي يقول، إنها تهدف إلى حماية السكان وتوزيع المساعدات الإنسانية، إلا أن تقارير فلسطينية ودولية أشارت إلى أنها مليشيا مسلحة تعمل بالتنسيق مع الاحتلال في المناطق الخاضعة لسيطرتها العسكرية.

واستشهد عدد من عناصر المقاومة الفلسطينية بعد استهدافهم بطيران الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباك مع العصابة، صباح الثلاثاء 10 يونيو/حزيران الجاري. وزعمت قناة آي 24 نيوز، أن هذا أول تدخل إسرائيلي لحماية عصابة أبو شباب من عناصر المقاومة، في حين تؤكد مصادر مختلفة وشهود عيان، أن الجيش الإسرائيلي فرض حمايته على عصابات أبو شباب وغيرها من عصابات قطاع الطرق منذ بداية الحرب.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نجا أبو شباب من محاولة اغتيال في المستشفى الأوروبي بخان يونس جنوب قطاع غزة. وقُتل اثنان من رفاقه -شقيقاه فتحي أبو شباب وماجد أبو دكار- على يد عناصر حماس في كمين محكم، لكنه تمكن من الفرار.

ياسر أبو شباب قائد عصابات نهب المساعدات في رفح (مواقع التواصل الاجتماعي) مبادرة عملياتية من الشاباك

وكان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، أول من علق علنا على الدعم الإسرائيلي الرسمي لعصابة أبو شباب، مما اضطر نتنياهو إلى الرد والاعتراف بالأمر.

وقال ليبرمان إن "المليشيات التي يسلحها نتنياهو أطلقت صواريخ على إسرائيل وقاتلت مصر مع تنظيم الدولة ويجب ألا تسلح".

وفي معرض رده، اعترف نتنياهو صراحة بأن الخطوة نُفذت بناء على توصية الجهات الأمنية، وأضاف متسائلا "ما السيئ في ذلك؟ هذا أمر جيد، ينقذ أرواح جنود الجيش الإسرائيلي".

إعلان

ونقل المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت يوآف زيتون عن مسؤولين أمنيين، إن "المبادرة إلى هذه الخطوة جاءت من جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي كان على اتصال وثيق وطويل الأمد مع مليشيات أبو شباب، كما أوصى الجيش الإسرائيلي بالقيام بذلك كجزء من الخطة العامة لمهاجمة حماس من كل اتجاه ممكن".

وأشار المراسل العسكري لمعاريف، آفي أشكنازي، إلى أن أساس الفكرة العملياتية لجهاز الشاباك هو استخدام العصابة كقاعدة عمليات، ودراسة إمكانية تشكيل حكومة بديلة من حماس في خلية صغيرة ومحدودة المساحة داخل رفح، ومع ذلك تقول المؤسسة الأمنية إنها "لا تُحيط هذه المجموعة بآمال ضخمة لتكون بديلاً من حماس".

وحذر الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفة، من أن أهداف المخطط تتجاوز المقاومة بعيدا، حيث ترمي إلى ضرب أي إمكانية لتماسك سياسي أو أمني في غزة، وخاصة في مشهد اليوم التالي لأي تهدئة محتملة.

هل السلطة الفلسطينية متورطة؟

أعلنت كتائب القسام بتاريخ 31 مايو/أيار الماضي عن استهدافها مجموعة من المستعربين (جنود إسرائيليون يعملون متخفين بلباس مدني ويتحدثون العربية) في كمين شرق رفح مما أدى الى مقتل 4 منهم، وتبين لاحقا أن القتلى هم من أفراد عصابة أبو شباب، ونشرت بعض المنصات نعيا للأربعة بأسمائهم ورتبهم في أجهزة أمن السلطة التابعة لرام الله.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن جهات في السلطة الفلسطينية، أن مليشيا أبو شباب تتلقى رواتب من السلطة، برعاية مباشرة من مسؤول المخابرات الفلسطيني في غزة، بهاء بعلوشة. لكن هذه الجهات أضافت، أن هناك توترًا بين بعلوشة ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج في مسألة دعم المليشيا.

وبحسب مصدر أمني رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية، كما نقلت يديعوت أحرنوت، "عمليًا، هذه قوة مسلحة تحظى بدعم إسرائيل والسلطة الفلسطينية والقيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان في الوقت نفسه، في حين تعمل علنا ​​ضد حماس".

إعلان

إلا أن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية العقيد، أنور رجب، قال في مقابلة، إنه لا وجود لأي علاقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية بظاهرة المدعو ياسر أبو شباب الذي زعم بأنه يعمل بالتنسيق مع أجهزة مخابرات السلطة.

شعار عصابات ياسر أبو شباب (مواقع التواصل الاجتماعي) كارثة سياسية وأمنية

توازيا مع الفوضى الأمنية التي حرص على تعزيزها في قطاع غزة منذ بداية الحرب، عمل الاحتلال الإسرائيلي على إنشاء كانتونات منفصلة تديرها عصابات محلية في القطاع في إطار ما أطلق عليه وزير الدفاع السابق يوآف غالانت "فقاعات إنسانية".

وتقضي خطة عربات جدعون، وهي العملية الإسرئيلية التي تشنها قوات الجيش الإسرائيلي في غزة من مارس/آذار الماضي "بتقسيم القطاع إلى عدة غيتوهات يتم حشر الفلسطينيين فيها مع تدمير كامل لكل مقدرات الحياة وصولًا إلى حشرهم في جنوب قطاع غزة تمهيدا لتهجيرهم إلى بلد ثالث"، وفقا لتصريح وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وأشار الكاتب والمحلل ياسر عفيفة إلى أن الخطورة الإستراتيجية لهذه العصابات تكمن في شقين، الأول أمني، حيث تمثل خرقًا لمنظومة المقاومة، وتشكل خاصرة رخوة، بينما تكمن الخطورة من الناحية السياسية في مسعى الاحتلال إلى خلق "حالة فلسطينية بديلة"، تُستخدم في مشهد اليوم التالي كذريعة لرفض أي صيغة لحكم وطني موحد في غزة، وتكريس الانقسام، وإضعاف أي مسعى لإعادة بناء الاستقرار في غزة.

في المقابل، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن عصابة أبو شباب مختلفة بعض الشيء عن ظواهر ارتبطت بالاحتلال كجيش لحد في جنوب لبنان، أو روابط القرى في الضفة الغربية، حيث إن دعم الاحتلال عصابة أبو شباب يأتي في ظل دمار غير مسبوق في قطاع غزة ومجاعة ضربت أطنابها في كل مكان في القطاع، إضافة إلى سيطرة الاحتلال الفعلية على مساحات كبيرة بعد تدمير المنازل وتهجير سكانها منها.

إعلان

واعتبر أن ما سبق هي عوامل مساعدة على زيادة رقعة الفوضى الأمنية، وتبعاتها من ضغوطات داخلية على الحالة الفلسطينية مع ما تتعرض له من إبادة ومجازر على مدار الساعة.

وأضاف أن الاحتلال، في جهوده لإقامة أجسام بديلة وموازية لمواجهة حماس، يسعى ضمن أهداف أخرى لتقزيم الحالة الفلسطينية بالفوضى والصراعات المسلحة، مما يفقد القضية طابعها السياسي والوطني.

ويسعى نتنياهو إلى تكريس الانقسام الذي دعمه في السابق لتفتيت الكينونة الفلسطينية الواحدة، وإضعاف السلطة ومطلب الدولة، مما يجبر الفلسطيني على  التخلي عن مطالبه بعودة اللاجئين والدولة المستقلة، لتتحول إلى مطالب ولاءات عشائرية ومناطقية.

الأمن القومي المصري في دائرة الخطر

ولا يشكل الاحتلال ومخططاته من إقامة عصابات مسلحة تأتمر بأوامر أجهزة مخابراته خطرًا على الحالة الفلسطينية فقط، بل تشكل مخاطر جسيمة على الأمن القومي المصري أيضا، خصوصا في ظل توتر العلاقة بين الدولة المصرية، وحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل على خلفية حرب الإبادة على غزة.

وترفض مصر -بحسب معاريف- استقبال السفير الإسرائيلي الجديد، إضافة إلى رفضها إرسال سفيرها إلى تل أبيب، ورفض تصريحات قادة الاحتلال ضد مصر، خصوصا المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة ووقف الحرب، وتحذير وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس في مارس/آذار بأنه لن يسمح لمصر بانتهاك اتفاقية كامب ديفيد، والذي يأتي في ضوء التقارير عن زيادة القوات المصرية في سيناء.

وحذر الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة من أن هندسة الفوضى من الاحتلال يمكن أن تخرج على السيطرة في حال اتساعها خصوصا جنوب القطاع على حدود غزة الجنوبية ما يُثير قلقًا مباشرًا لدى مصر، التي تربطها حدود طويلة ومتشعبة بالقطاع.

وأضاف أن "العصابات المسلحة المدعومة من الاحتلال أو من أطراف إقليمية، تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، خاصة إذا اندفعت هذه المجموعات إلى تهريب السلاح أو البشر أو إشعال مناطق الحدود كوسيلة ضغط سياسي. كما أن استمرار الفوضى قد يدفع الاحتلال إلى تحميل مصر المسؤولية، أو استغلال الموقف لتحسين شروطه في أي مفاوضات، ومحاولة إضعاف الدور المصري وابتزازه بخلق أزمات في منطقة سيناء.

تسعى إسرائيل إلى استخدام عصابات قطاع الطرق في حربها ضد المقاومة ومخططها لتهجير سكان غزة (الجيش الإسرائيلي) انقلاب السحر على الساحر

وحذر المحلل بصحيفة "هآرتس" العبرية، تسفي برئيل، من انقلاب السحر على الساحر بشأن دعم إسرائيل عصابة أبو شباب.

إعلان

وقال إن دعم مجموعة أبو شباب التي ينظر إليها بمثابة قوة دعم، قد "يُمهّد الطريق لتطور خطِر يُشبه ما حدث في العراق وسوريا ولبنان ودول أخرى، بافتراض أن المليشيا ستبقى دائمًا تحت سيطرة إسرائيل، وتبعية تضمن طاعتها غير المشروطة".

واعتبر أن "التجربة المريرة في غزة تُعلمنا أن هذه المجموعات المسلحة لها ديناميكية خاصة، والطاعة ليست جزءا منها"، مضيفا أنه لا يُعرف عدد الأشخاص الذين نجح أبو شباب في تجنيدهم؛ وتتراوح التقديرات بين 100 و300 شخص، وهي قوة أصغر بكثير من قوات حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى.

وهناك اختلافات في الآراء داخل المؤسسة الأمنية بشأن هذه الخطوة. فبينما بادر جهاز الأمن العام (الشاباك) بهذه الخطوة وقادها، هناك في الجيش الإسرائيلي من لا يرحبون بفكرة تجنيد عصابة إجرامية كحل طويل الأمد وخطوة إستراتيجية.

وصرح مصدر عسكري ليديعوت أحرنوت "ما دامت هذه خطوة تكتيكية محلية تُفيدنا في أمور إيجابية، فلا مشكلة لدينا، لكن هذه العصابات لا يمكن أن تكون بديلاً من خطة إستراتيجية طويلة الأمد، وبديلا من حماس، يجب بناء خطوة مع دول المنطقة تُنشئ هيكلاً حاكماً يحل محل الحركة".

وبحسب المحلل عفيفة، قد يبدو للوهلة الأولى أن الاحتلال يربح من توظيف هذه العصابات، لكن  الفوضى لا يمكن التحكم بها طويلًا. فكما سقط جيش لحد في لحظة الحقيقة، فإن الاعتماد على مجموعات إجرامية مسلحة لضبط قطاع بأكمله سيخلق حالة ارتدادية خطِرة على المخطط الإسرائيلي نفسه، سواء بالفشل ميدانيًا أو بانعكاسها على صورة الاحتلال عالميًا.

والأهم أن حالة التمرد المنفلتة هذه قد تصبح، كما يقول عفيفة، سيفًا ذا حدين في وجه الاحتلال، خاصة إذا انقلبت عليه داخل خطوط التماس، أو تعرضت العصابات نفسها لاختراقات أمنية من المقاومة أو جهات إقليمية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترعى عصابات نهب المساعدات في غزة ولا تأمن شرها
  • استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على جباليا وغزة ورفح
  • مجازر صهيونية مستمرة : 52 شهيدًا بينهم 32 من منتظري المساعدات في غزة والاحتلال يقطع الانترنت والاتصالات عن سكان القطاع
  • ‏صحة غزة الاحتلال يسعى لإفراغ جنوب القطاع من المستشفيات
  • الصحة الفلسطينية: العدو الإسرائيلي يتعمد إخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة
  • استشهاد مدني واعتقال آخرين خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لبلدة بيت جن بريف دمشق
  • استشهاد 80 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة
  • وزير المالية الإسرائيلي: أرفض تنفيذ صفقة مع حماس
  • استشهاد 7 فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
  • مجازر تحصد أرواح العشرات بغزة بينهم مسعفون ومنتظرون للمساعدات