لبنان يستعد للرد على الورقة الفرنسية المعدّلة... اسرائيل: نقترب من الحرب الشاملة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
لم تبرز في المشهد العام للتطورات امس أي معالم انفراج او حلحلة او مؤشرات إيجابية واعدة بخصوص تبريد جبهة جنوب لبنان،بل انه غداة زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبيروت وإكماله جولته في المنطقة التي يشكل تبريد الجنوب اللبناني محورها الأساسي، ارتسمت معالم مزيد من التأزم والتصعيد على الضفتين اللبنانية والاسرائيلية بما يعكس عدم تمكن المبادرة الفرنسية بعد من تحقيق اختراق في جدار الحرب التي تدور رحاها على ارض الجنوب وعلى حدود لبنان مع إسرائيل.
وكان سيجورنيه التقى امس نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تل أبيب واعلن "أنني أكدت موقفنا بإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار (في غزة) وخفض التصعيد في لبنان". ولفت إلى "أننا شاركنا اليوم مع إسرائيل مقترحات قدمت للبنان لتهدئة التوتر مع "حزب الله" . وأشار إلى أن أساس المقترحات التي قدمت للبنان وإسرائيل هو ضمان تنفيذ القرار 1701. وبثت القناة 12 الإسرائيلية ان وزير الخارجية الإسرائيلي هدد بان إسرائيل ستحارب "حزب الله" في كل ارجاء لبنان وستحتل مناطق واسعة في جنوب لبنان اذا لم ينسحب الحزب عن الحدود .
وقال مصدر رسمي لبناني ل"الديار" ان «هذه التهديدات ليست بجديدة وباتت اقرب الى حملة تهويل مستمرة... لكننا وان كنا نستبعد أن يلجأ الاسرائيلي الى خيار الحرب الموسعة، يفترض ان نتحضر لكل السيناريوهات ومن ضمنها اسوأها اي الحرب الشــاملة».
وأضاف المصدر لـ «الديار»:»ما هو محسوم ان اجتياح رفح سيسبق اي مغامرة غير محسوبة مع لبنان، وبالتالي نتوقع ان تكون المعطيات والظروف بعيد عملية الاجتياح مختلفة تماما عما هي اليوم، وبالتالي لا يمكن الحسم بشيء».
وكتبت" النهار": في المقلب اللبناني وفي انتظار الايام الثلاثة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري لسيجورنيه لتسليم سفارة بلاده الرد على الورقة الفرنسية الجديدة، فبات بحكم المؤكد ان مضمون الورقة صار في حوزة "حزب الله" مع معرفة بري المسبقة وكل المتابعين لهذا الملف من واشنطن الى باريس، ان الحزب لن يحيد عن معادلته بربط توقف مواجهات الجنوب بالتوصل الى وقف للنار في غزة رغم كل الضغوط التي يتعرض لها، اذ وفق المعطيات فان الحزب يعتبر انطلاقا من ارض الواقع ومن خلال الميدان ان الجانب الاسرائيلي ليس في وضع يمكنه من الاستمرار على هذا الوضع من جولات القتال الصعبة على الطرفين.
وكان من الواضح ان الحزب لم يستقبل بارتياح مضمون النسخة الثانية من الورقة الفرنسية حيث "يتم تعاطي باريس وكأننا خسرنا الحرب " كما تقول الأوساط المعنية في الحزب . وتشير هذه الأوساط الى ان الموضوع هو عند الرئيسين بري وميقاتي "ولم يكن الحزب في حاجة الى تسلم ورقة من هذا النوع حيث لم يبق الا ان تطلب الا الاستسلام للشروط الاسرائيلية. وجوابنا عليها لا تعنينا" كما تجزم هذه الأوساط .
وكتبت"نداء الوطن": يحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتولى المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، على التنسيق المباشر مع «الحزب» في كل خطوة يخطوها في هذه المفاوضات، كما كشف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وتحدثت المعلومات عن تكليف بري النائب علي حسن خليل حمل الورقة الفرنسية التي تسلمتها عين التينة مساء الاثنين الى المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» حسين الخليل.
وكان عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله اعلن ان "التواصل دائم بيننا وبين رئيس مجلس النواب، بمعزل عن اللقاءات مع الوفود الخارجية، وهناك تشاور حول مختلف القضايا وفي طليعتها كيفيّة مواجهة العدوان الإسرائيلي على بلدنا، ونحن لا نعلق على تسريبات إعلامية، ولا علم لنا أن هناك بنود إتفاق لأنَّه لم يتمّ أي إتفاق مع أحد، ولسنا الجهة المعنيّة بإستلام أوراق أو تلقي المبادرات، الدولة اللبنانية من خلال الحكومة، والرئيس بري، هي من تتولَّى اللقاءات الرسمية، ونحن على تشاور لتحقيق أفضل مصلحة للبنان، خصوصًا أنَّه في موقع قوي يُحسب له حساب، وهو من الدول الأساسيّة المعنية بما يحصل في غزة، والنتائج تنعكس عليه، وصار له رأيه المسموع، نتيجة ما قدَّمته جبهة الجنوب من حضور إقليمي لبلدنا".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الورقة الفرنسیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
عدوان إسرائيلي على لبنان.. وإنذار لقرية في الجنوب للإخلاء
أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مواطنين بإخلاء أماكنهم في قرية جنوبي لبنان، تمهيدا لتنفيذ هجوم ادّعى أنه يستهدف مواقع لـ"حزب الله"، في انتهاك متكرر لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تدوينة على منصة شركة "إكس": "الجيش سيهاجم، على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في قرية يانوح".
وأرفق أدرعي إنذاره بخريطة لمبنى في القرية، وأنذر المواطنين بـ"الابتعاد عن الموقع لمسافة 300 متر".
في وقت سابق، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقذائف الهاون، السبت، أطراف بلدة الضهيرة في الجنوب اللبناني، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيرانه المسير في أجواء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
يأتي ذلك في تواصل للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله" التي دخل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بقذائف هاون أطراف بلدة الضهيرة في قضاء صور بعدد من قذائف الهاون.
وفي القضاء ذاته، ألقت طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة رأس الناقورة، حسب الوكالة اللبنانية.
ولم توضح الوكالة ما إذا كان القصف المدفعي أو الاستهداف بالقنبلة الصوتية أسفر عن وقوع إصابات أو أضرار مادية من عدمه.
وفي سياق الانتهاكات، وسع الطيران الإسرائيلي من نشاطه ليصل إلى العاصمة، حيث أفادت الوكالة اللبنانية برصد تحليق مكثف لطيران مسير في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الرئيسي لـ"حزب الله".
ويأتي تواصل الانتهاكات، بعد يوم من كشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي "تحذيرات من جهات عربية ودولية" تفيد باستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد بلاده.
وأشار رجي، وفق ما نقلت عنه الوكالة اللبنانية، إلى تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لحماية المنشآت اللبنانية، في وقت أكدت فيه هيئة البث العبرية الرسمية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل خطة لشن هجوم واسع "إذا فشل تفكيك سلاح حزب الله قبل نهاية 2025".
وأقرت الحكومة اللبنانية، في 5 أغسطس/ آب الماضي، خطة لحصر السلاح وضمنه ما يملكه "حزب الله" بيد الدولة قبل نهاية 2025، غير أن الحزب يرفض نزع سلاحه، ويطالب بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل أراضي البلاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية تجاه الأراضي اللبنانية بما يشمل عمليات قصف مكثفة لمناطق شرق وجنوب البلاد، إضافة لتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله".
وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.
كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.