مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة من "منصة الجونة السينمائية"
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
يسر مهرجان الجونة السينمائي الإعلان عن فتح باب التقديم للدورة السادسة من "منصّة الجونة السينمائية" المقرر انعقادها من 25 إلى 30 أكتوبر 2024 في مدينة الجونة، 15 يوليو 2024 هو الموعد النهائي للتقدّم بالمشاريع في مرحلة التطوير،أما الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج فآخر يوم للتقدم هو 1 أغسطس.
اختارت منصة الجونة السينمائية في دورتها السادسة 12 مشروعًا في مرحلة التطوير و7 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، بناءً على المحتوى والرؤية الفنية وإمكانية التنفيذ المالية، ترشّحت هذه المشاريع لجوائز تُقدَّر بـ 360 ألف دولار أمريكي، من تقديم المهرجان ورعاته وشركائه.
تألفت لجنة تحكيم "منطلق الجونة السينمائي" من المخرجة والكاتبة المصرية هالة خليل، والمنتج والمدير التنفيذي السابق للهيئة الملكية الأردنية للأفلام جورج دافيد، والمنتج الفرنسي جيوم دي سوي.
نال مشروع "سرقة النار" (فلسطين) لعامر الشوملي جائزة أفضل مشروع في مرحلة التطوير، بينما فاز فيلم "لم تكن أبدًا وحيدة" (العراق) لحسين الأسدي بجائزة أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج، بينما نال 17 مشروعًا جوائز المنطلق المختلفة، من بينها الفيلم اللبناني "متل قصص الحب" لميريام الحاج، الذي عُرض رسميًا في مهرجان برلين السينمائي في مطلع العام، والفيلم المصري "رفعت عيني للسما" لندى رياض وأيمن الأمير، الذي اختير رسميًا للمشاركة في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي، منذ تأسيسها، كان للعديد من المشروعات التي شاركت في المنصّة حضورًا دوليًا وفازت بكم من الجوائز في المهرجانات السينمائية حول العالم.
من هذه المشروعات: "يوم الدين" لأبو بكر شوقي الذي شارك في مسابقة مهرجان كانّ السينمائي عام 2018، حيث فاز بجائزة فرنسوا شاليه، و"سعاد" لأيتن أمين الذي أُدرج في لائحة اختيارات دورة عام 2020 من مهرجان كانّ، قبل أن يُعرض في دورة مهرجان برلين الافتراضية عام 2021،هناك أيضًا "يوم أضعتُ ظلّي" لسؤدد كعدان الذي فاز بجائزة "أسد المستقبل" في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 2018، و"كباتن الزعتري" لعلي العربي الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان صاندانس، و"وداعًا جوليا" لمحمد كُردفاني الذي شارك في مهرجان كان ونال جائزة الحريات في مسابقة نظرة ما.
ضمّت المنصّة مشروعاتٍ أصبحت فيما بعد أفلامًا بارزة شاركت في أعرق المهرجانات الدولية، من بينها: "بنات عبد الرحمن" لزيد أبو حمدان، الفيلم الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي، حيث فاز بجائزة الجمهور، كما كان مرشح الأردن لجوائز أكاديمية فنون الصورة وعلومها "الأوسكار".
تضمّنت قائمة المشروعات "بين الأمواج" للهادي أولاد مهنّد الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، و"أطياف" لمهدي هميلي الذي عُرض في مهرجانات دولية من بينها لوكارنو وزيورخ. هذا بالإضافة إلى "تحت الشجرة" لأريج السحيري الذي عُرض عالميًا لأول مرة في قسم "نصف شهر المخرجين" ضمن مهرجان كانّ ثم شارك في مهرجانات عديدة منها تورونتو وميونخ وكارلوفي فاري.
عمرو منسي
في هذا الصدد، قال المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي عمرو منسي: "منذ تأسيسه، وضع مهرجان الجونة دعم صناعة السينما العربية هدفًا رئيسيًا، وكانت منصة الجونة السينمائية ومنطلق الجونة هي نقطة الانطلاق أو الاستكمال المثالية لمشروعات عديدة صارت أفلامًا نالت تقدير العالم وعُرضت في المهرجانات الدولية الكبرى. يستمر مهرجان الجونة في دورته السابعة في أداء دوره الخلّاق في دعم المواهب العربية فنيًا وماديًا".
ماريان خوري
هذا وعلقت المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي ماريان خوري: "نترقب استقبال أفضل مشروعات الأفلام العربية في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، حيث استقبل منطلق الجونة السينمائي رقمًا قياسيًا من المشروعات خلال الدورة الماضية، وهو ما يؤكد قيمة البرنامج التي كوّنها عبر سنوات من دعم الأفلام العربية ومساعدتها على الاكتمال في أفضل صورة".
ستُعقد الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي في الفترة من 24 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2024 في مدينة الجونة.
عن مهرجان الجونة السينمائيأحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة أفلام متنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل بين الثقافات من خلال الفن السابع، وربط صناع الأفلام من المنطقة العربية بنظرائهم الدوليين تعزيزًا لروح التعاون وتشجيعًا للتبادل الثقافي.
يلتزم المهرجان باكتشاف المواهب السينمائية الجديدة بهدف تطوير السينما في العالم العربي، لا سيما من خلال منصة الجونة السينمائية، وهو القسم المتخصص في تنمية صناعة السينما، وأُنشئ لتمكين صانعي الأفلام المصريين والعرب ومساعدتهم في العثور على الدعم الفني والمالي. تقدم منصة الجونة السينمائية برنامج جسر الجونة السينمائي الذي يوفر فرصًا للمشاركة والتعلم ومنطلق الجونة السينمائي، وهو مختبر لتطوير المشاريع والإنتاج المشترك، بالإضافة إلى سوق الجونة السينمائية، وهو مساحة عرض مهمة للمؤسسات والشركات السينمائية المختلفة للتواصل، وعرض أحدث مشاريعها، وكذلك برنامج ناشئي الجونة، وهو برنامج مُخصص للطلاب وصنّاع الأفلام الذين يقدمون أعمالهم للمرة الأولى، ويدعوهم البرنامج للمشاركة والاستفادة من جميع فعاليات المهرجان، إذ يهدف توفير الموارد والتوجيه والترويج والدعم المطلوب لتطوير أعمال هذه المواهب الشابة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مهرجان الجونة السينمائي مهرجان برلين السينمائي الدورة السابعة لجنة تحكيم مهرجان الجونة السینمائی منصة الجونة السینمائیة ما بعد الإنتاج مهرجان کان فی مهرجان فی مرحلة أفلام ا
إقرأ أيضاً:
صناعة الأفلام.. ترويجٌ ثقافي
تشكل صناعة الأفلام شكلا من إبراز الثقافة في المجتمعات المحلية، فهي بما تحمله من مضامين ثقافية ومجتمعية قابلة للانتشار بشكل كبير تعد من الصناعات المهمة استراتيجيّا؛ حيث إنها تعتمد على المتعة والتشويق البصريين والسمعيين حتى تتكون علاقة عاطفية -وأحيانا عقلية- بين الصانع والمتلقّي، وهي في ذاتها تشكّل قوّة ناعمة تعود على سياسات الدولة بالنفع والقوة في علاقاتها مع الدول الأخرى، فالفن البصري يشكّل الصور الذهنية -بشقيها الإيجابي والسلبي- عن الشعوب والمجتمعات وبالتالي قادر على إحداث التغيير وتكوينه بما يتوافق مع الرؤى والخطط الوطنية.
تمتلك عمان تنوّعا ثقافيا واجتماعيّا وبيئيّا، مما يُمكّن من استغلاله لزيادة صناعة الأفلام وترويجها بطرق كثيرة، ويُمكن أخذ المثال المادي على ذلك وهو التنوع البيئي، فإن عمان تمتلك التضاريس الجغرافية المناسبة لصناعة أفلام مختلفة ومتنوعة من جبال وبحار وصحار وأرياف، وهي بذلك تشكّل مخزونا سينمائيا رائعا يُمكن استغلاله بالطرق المناسبة. كما أن هذا التنوع يُمكن توظيفه في سرد الحكايات المختلفة بما تمتلكه هذه البيئات من ثقافات وأساطير وسلوكيات وأفكار ولغات مختلفة. فكما أن هذا التنوع تم استغلاله في كتابة الأدب العماني، فتجد العديد من الكتّاب العمانيين قد استطاعوا توظيفه في أعمالهم الأدبية، منهم زهران القاسمي الذي وصلت رواياته إلى الخارج الغريب ثقافة عن المجتمع العماني وتُرجمت أعماله للغات عديدة، فإن هذا التنوع أيضا يُمكن استغلاله في صناعة الأفلام القصيرة والطويلة.
يبرز دور الأفلام في إبراز التعددية من خلال تعدد ظهور الهويات الصغرى المختلفة في عمان فيه، فعلى سبيل المثال يُمكن إبراز تعددية اللباس واللهجات واللغات في الأفلام العمانية حتى تبرز التعددية الثقافية.
توظف العديد من الدول الأفلام باعتبارها قوة ناعمة قادرة على الوصول إلى الجمهور العالمي، وتشكّل الصور الذهنية حول مجتمعاتها، فكانت ثورة الأفلام الأمريكية التي استطاعت الوصول إلى العالم أجمع بما لديها من قدرة إنتاجية ضخمة، ولم تكن مساهمة هذه الأفلام في صناعة الصور حول المجتمع الأمريكي فحسب، بل إنها -بشكل ما- استطاعت تشويش الحقيقة في العديد من القضايا التاريخية ومنها الغزو الأميركي للعراق، فتجد أفلاما مثل (American Sniper) تحاول تصوير وجود الجيش الأميركي في العراق على أنه وجود مشروع جاء لخدمة الناس لا للغزو، ولهذا فإن العديد من المتلقين الذين لا يعرفون ما الذي حدث تحديدًا في تلك الحقبة يُمكن أن يأخذوا هذه الفكرة من الأفلام الأمريكية ويسقطونها على الحدث معتقدين أنها الحقيقة. والأمر كذلك ينطبق على دول أخرى مثل كوريا الجنوبية في مسلسلاتها الدرامية، واليابان في الأنمي، وفي العالم العربي، كانت الأفلام المصرية هي الأكثر انتشارا وترويجا للثقافة المصرية، فإن العديد من المشاهدين العرب، عرفوا عن الثقافة المصرية وربما حفظوا الأماكن والعادات، بل وربما تمكنوا من اللهجة، من خلال الأفلام.
وعلى الرغم من أن السينما الثالثة كانت نوعا من رواية مضادة للعديد من الأفلام التي صنعت روايتها الحكومات، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى ذات الانتشار الذي حققته الأولى.
ومن هنا تأتي أهمية المهرجانات الدولية والمنصات الرقمية في الترويج للأفلام المحلية، وقد شكّل مهرجان عين للأفلام القصيرة تجربة مثرية في عمان لأهمية هذه المهرجانات؛ لأنها أحدثت اهتماما محليّا وعربيّا بالأفلام المعروضة، كما أنها شجعت صنّاع الأفلام على الإبداع والخروج من القوالب التقليدية، إلى صناعة أكثر احترافية ومهنية قادرة على عكس الواقع الاجتماعي، لكن هذه التجربة بحاجة لتطوير وتكثيف مما يُمكّن من تنظيم مهرجانات أخرى أكثر قدرة على إخراج الإبداع. وكذلك تشكّل المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي قدرة على الترويج للأفلام المحلية بشكل أكبر إذا ما استغلت بشكل صحيح، وفيلم (الأسود لا يليق بك) من إخراج عيسى الصبحي والفائزة بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون فرع الفنون يشكّل أبرز مثال على ذلك، فالمشاهدات على اليوتيوب وصلت إلى مليون ومائتي ألف مشاهد، وكذلك مثلا المسلسل القصير (من حارتنا) من إخراج عبدالعزيز الجميلي وإنتاج مجموعة سيما، وصلت المشاهدات على اليوتيوب في الحلقة الأولى لأربعة وأربعين ألفا، وهذه الأرقام الضخمة تعني أن هذه الأعمال استطاعت الوصول إلى مشاهدين ليس فقط من داخل عمان، وإنما من الخارج أيضا، مما يعني ترويجا وانتشارا ضخما، يُمكن زيادته من خلال الاستراتيجيات والطرق الصحيحة.
تواجه صناعة الأفلام في عمان العديد من التحديات، فعلى الرغم من أن الصنّاع مستمرون في إبداعاتهم، وتكوين الشركات الصغيرة المهتمة بصناعة الأفلام، مثل (مجموعة سيما)، و(غرفة ستة) وغيرها، إلا أنهم يواجهون بعض التحديات فيما يتعلق بالإجراءات لصناعة أفلامهم، ما يؤخر تطور هذه الصناعة، كما أن الأمر ينطبق على صنّاع الأفلام من الخارج الذين يودون تصوير أفلامهم في عمان؛ حيث إن كثيرا من الإجراءات تعيق مثل هذه الشراكات المهمة، ولذا ينبغي أن يتم تكوين بيئة تشريعية مرنة وقادرة على احتواء الصناعة بما يخدم الإبداع المحلي. وبالحديث عن الصنّاع من الخارج، فإن استقطابهم يشكّل أهمية كبيرة؛ حيث إنه يساهم في نقل الخبرة إلى الداخل، فالقادمون من الخارج يأتون بخبراتهم وقدراتهم الإنتاجية، وتوفّر الخلطة للشباب العماني بالخبراء يساهم في تطوير صناعتهم ويجعلهم قادرين على عكسها على الصناعة السينمائية المحلية.
لا تقتصر تطوير الصناعة المحلية على جانب الترويج الثقافي فحسب، بل إنها تساهم في التطور الاقتصادي والسياحي كذلك؛ لأن الترويج للثقافة والتعددية المذكورة سلفا، يكوّن صورة ذهنية إيجابية عن الداخل العماني مما يزيد من الرغبة في السياحة والتعرف أكثر على هذه الثقافات والبيئات وبالتالي زيادة في الترويج الاقتصادي والسياحي لعمان، مما يزيد من الدبلوماسية الثقافية والناعمة قوة وتطوّرًا.
في المحصلة، السينما العمانية يُمكن أن تكون مرآة للذات ورسولا إيجابيّا للعالم، لذا فإن الاهتمام بهذه الصناعة وتطويرها، قادر على الترويج للثقافات المتعددة ومساهم في التطور الاقتصادي والسياحي في الداخل، وتمكين الشباب المهتمين هو الموصل لهذه النتائج جميعا، من خلال تسهيل الإجراءات وترويج الصناعة وتطويرها.
جاسم بني عرابة كاتب عُماني