القهوة الاصطناعية تدخل الأسواق قريبا
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
السومرية نيوز – منوعات
تتجه العديد من الشركات في العالم إلى استخدام تقنيات التكنولوجيا الحيوية وعلوم الأغذية لاستبدال البن التقليدي بـ"القهوة الاصطناعية"، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ويأتي ذلك بسبب الطلب الكبير على القهوة، حيث تستهلك البشرية نحو ملياري كوب من القهوة يوميا، مما أدى إلى إزالة المزيد من الغابات وأسهم في انبعاثات كربونية كبيرة.
وتشير الأبحاث إلى أن حوالي نصف الأراضي المناسبة لزراعة البن ستصبح غير صالحة لهذا الغرض بحلول عام 2050، وترتفع هذه النسبة في البرازيل إلى 88 بالمئة، وذلك بسبب تغير المناخ.
ووفقا للصحيفة، فإن "القهوة الاصطناعية" ستكون أقل ضرارا من زراعة البن، ولا تحمل كل هذه السلبيات من التغير المناخي، إذ ستُصنع من مجموعة متنوعة من المكونات، بما في ذلك الحمص ومخلفات الزراعة "المعاد تدويرها" مثل نوى التمر، أو الكاكاو والمكسرات.
كما تستخدم شركات طرقا أخرى لخلايا منشأة في المختبر من نباتات القهوة الحقيقية، لتطوير النباتات في المفاعلات الحيوية (نظام لاحتواء التفاعلات البيولوجية لعمليات التقنية الحيوية للنباتات) لإنشاء مادة تقارب المادة الحقيقية من البن.
وبدأت بعض الشركات إما ببيع بدائل "القهوة الخالية من البن" أو تطويرها، حسب الصحيفة، والتي تقول إن إحدى أكبر شركات المواد الغذائية في العالم، وهي شركة "كارغيل" الأميركية، لاحظت هذا الاتجاه وقامت مؤخرا بتوقيع اتفاقية لتصبح الموزع التجاري الوحيد لمنتجات شركة "Voyage Foods" الأميركية المصنعة للقهوة الخالية من البن.
ويمثل وصول هذه الشركات إلى عدد كاف من الناس، مثالا كلاسيكيا لما يطلق عليه علماء الاقتصاد ورأسماليو المناخ "تأثير الاستبدال"؛ فمع ندرة البن التقليدي وارتفاع تكلفته، سيتحول المستهلكون إلى هذه المشروبات البديلة الأقل تكلفة والأكثر وفرة، وفقا للصحيفة ذاتها.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
بعد إضافة الكشري.. أطباق عربية تتحول لأيقونة عالمية على قائمة اليونسكو
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إدراج "الكشري المصري" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، ليصبح العنصر المصري الحادي عشر المسجل على قوائم المنظمة.
وجاء الإعلان خلال اجتماعات اللجنة الحكومية للتراث غير المادي، التي عُقدت في العاصمة الهندية نيودلهي.
وعبر وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، عن سعادته بهذا الإنجاز، مؤكدا أن تسجيل الكشري يعكس قدرة التراث المصري على الإلهام والتجدد، ويجسد تقديراً دولياً لما حافظ عليه المصريون جيلاً بعد جيل.
وأكد الوزير أن إدراج هذا الطبق الشعبي العريق يعكس الاهتمام العالمي بثقافة الحياة اليومية للمصريين، واعتباره جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية، وأضاف أن الكشري هو أول أكلة مصرية تُسجل في قوائم اليونسكو، مشيراً إلى أن السنوات القادمة ستشهد إدراج المزيد من الممارسات والعناصر الثقافية المرتبطة بالتراث الاجتماعي.
كما شدد على استمرار الجهود الحكومية في حماية التراث اللامادي، وتعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية للحفاظ على الممارسات الحية التي تشكل روح الشخصية المصرية.
مأكولات عربية أخرى على لائحة التراث العالميلا يقتصر وجود التراث الغذائي العربي على الكشري فحسب، إذ تضم قائمة اليونسكو عدداً من الأطباق والممارسات الغذائية التي تشكل ذاكرة شعوب المنطقة.
الهريسة التونسية معجون النار الذي عبر القاراتتعود كلمة "الهريسة" إلى الفعل العربي هرس، أي طحن أو فتل، وهي صلصة حارة مرتبطة بشكل وثيق بالمطبخ المغاربي ويعد الفلفل الحار المجفف أساس مكوناتها، حيث يقطع ويُطهى ويُطحن مع الثوم والملح والكزبرة، باستخدام أدوات تقليدية كالهون والرحى.
وقد تطورت الهريسة عبر الزمن، وتداخلت فيها مكونات من ثقافات أخرى، منها الفلفل الهندي وصلصة "تاباسكو" الأميركية ويرجع بعض المؤرخين انتشار الفلفل الحار في تونس إلى الحقبة الإسبانية في القرن السادس عشر.
القهوة الخولانية السعودية طقوس الضيافة وذاكرة الجبالأدرجت اليونسكو عام 2022 ممارسات زراعة وإعداد القهوة الخولانية في السعودية ضمن تراث الإنسانية وتعود خبرة زراعة هذا البن إلى أكثر من ثلاثة قرون، حيث كانت القبائل تزرعه بأساليب دقيقة تُنقل من جيل إلى آخر.
وتصف المنظمة هذه الممارسات بأنها تعزز التماسك الاجتماعي وتمنح المجتمع هوية مشتركة، إذ تُعد القهوة رمزاً للكرم والضيافة في الثقافة السعودية وتشمل العملية زراعة البذور في أكياس خاصة، ثم نقلها إلى مصاطب جبلية قبل حصاد الثمار وتجفيفها وتجهيزها للاستهلاك التقليدي.
الكسكس المغاربي طبق الاحتفالات وتاج الموائديُعد الكسكس واحداً من أشهر الأطباق التي تمثل التراث الغذائي لشمال أفريقيا، وقد جرى إدراجه على قائمة اليونسكو باعتباره جزءاً أساسياً من الثقافة الأسرية في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.
ويُقدم الكسكس في المناسبات السعيدة والاجتماعات العائلية، ويتنوع تقديمه بين الأطباق المالحة المحضرة باللحم أو الخضروات أو الأسماك، والنسخ المحلاة وتوثق المصادر العربية تناوله منذ القرن التاسع عشر، رغم الاعتقاد بأنه أقدم بكثير.
ويمثل هذا الطبق رمزاً للوحدة الثقافية في المنطقة، إذ لا تكتمل الوجبة بدونه في الكثير من البيوت المغاربية.
تراث عربي ينبض بالحياةيمثل إدراج "الكشري المصري" استمراراً لحضور المطبخ العربي على الساحة العالمية، وتأكيداً على أن الأطباق الشعبية ليست مجرد وجبات، بل حكايات ثقافية تعكس روح الشعوب وتاريخها العميق ومن الهريسة إلى القهوة والكسكس، يواصل التراث الغذائي العربي إبهار العالم بوصفاته وطقوسه التي تروى عبر الأجيال.