الشارقة - الرؤية

شهدت فعاليات الدورة الثانية من "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، أمس (الجمعة) الموافق 3 مايو، ورشة عمل بعنوان "إنشاء الشخصيات الكلاسيكية"، قدمها نيك رانييري، الفنان العالمي المتخصص بتحريك صور شخصيات عدد من أفلام "ديزني"، أبرزها شخصية هاديس في فيلم "هرقل"، ولوميير في فيلم "الجميلة والوحش"، ورالف في فيلم "رالف المدمر"، حيث شارك خبرته وأفكاره مع الحضور حول عالم الرسوم المتحركة وأساسيات تصميم الشخصيات.

 

رحلة إبداعية تلهم الحضور

وشارك نيك رانييري رحلته في عالم الرسوم المتحركة، انطلاقاً من أيامه الأولى كفنان مبتدئ، وصولاً إلى احترافه والعمل لدى شركة "ديزني" في تصميم وإنشاء وتحريك الشخصيات، وأمتع الجمهور بقصص فريدة من مسيرته المهنية، مسلطاً الضوء على عدد من التحديات التي واجهته وكيف استطاع التغلب عليها، إلى جانب أبرز الدروس التي تعلمها خلال تجربته الطويلة، وشكّل شغفه والتزامه الراسخ بعمله الإبداعي مصدر إلهام أسهم بتحفيز المشاركين للانطلاق في رحلاتهم الإبداعية.

 

وركزت الورشة على تصوّر وتصميم الشخصيات، حيث ناقش رانييري تفاصيل إنشاء شخصيات مميزة لا يمكن نسيانها بسهولة، مؤكداً أهمية فهم الشخصيات، ودوافعها، وخلفياتها، ودورها ومساهمتها في الإطار الكلي للقصة، وشارك منهجه في تطوير الشخصيات، والذي يشمل تقنيات تجسيد جوهر الشخصية من خلال الرسوم الأولية، وبلورة التصاميم وصقلها، وتحريكها، وتحويلها من صور متخيلة إلى شخصيات تنبض بالحياة، وتفاعل الحضور مع السرد القصصي للرسوم المتحركة، والقصص التي شاركها.

 

تطوير شخصية لا يمكن نسيانها  

وحول نصيحته لتطوير الشخصيات، قال رانييري: "إن إنشاء الشخصيات يشبه بث الحياة في لوحة فارغة من خلال الرسوم والألوان، وإعطاءها هوية وسمات وخصائص متميزة تجلعها تخرج من الشاشة وتدخل إلى قلب المشاهد، فكل شخصية تروي قصة، ومهمتنا كفناني تحريك صور هي بث الحياة في تلك القصة من خلال الحركات والتعبيرات".

 

وتطرق رانييري إلى تطور تقنيات فن الرسوم المتحركة، حيث ناقش التحول من النموذج التقليدي الذي  يوجه فيه الرسام كل إطار يدوياً، إلى الأساليب الحديثة باستخدام الكمبيوتر، كما سلط الضوء على التقنيات التي تسهم في توفير الوقت والتي يتم استخدامها في صناعة تحريك الصور في يومنا الحاضر، ومنها الرسم والتلوين والتجهيز الرقمي، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية الحفاظ على المهارات الأساسية التقليدية، ولاقى هذا المزيج من الأساليب التقليدية والحديثة استحسان الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للقيمة المضافة التي قدمها إليهم من خلال مساعدتهم على فهم تاريخ وأساسيات وتوجهات فن الرسوم المتحركة.

 

تقييمات ونصائح ثمينة

وتفاعل رانييري مع الحضور طوال الورشة، وقدّم تقييمات ونصائح وملاحظات متخصصة حول أعمالهم، حيث أسهم شغفه وحماسته وخبرته بتعزيز الروح المجتمعية بين المشاركين في جو ديناميكي وتفاعلي، واختتمت الورشة بالإجابة على أسئلة الحضور، حيث شارك رانييري أفكاره حول مستقبل صناعة الرسوم المتحركة وأهمية الابتكار فيها، مؤكداً حاجة الفنانين إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على الرؤية الفنية والسرد القصصي الجذاب الذي يشكّل أساس وجوهر فن الرسوم المتحركة.

 

وتأتي هذه الورشة ضمن برنامج حافل يتضمن أكثر من 60 فعالية، يقدمها "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة 2024" حتى 5 مايو الجاري في "مركز إكسبو الشارقة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الرسوم المتحرکة للرسوم المتحرکة من خلال

إقرأ أيضاً:

معابد الكرنك بمصر.. لوحة إبداعية منحوتة بأسرار التاريخ

أعداد كبيرة من السياح من جنسيات عدة يتجمعون أقصى جنوبي مصر حول أبنية تاريخية شاهقة تطل على ضفاف نهر النيل وتعود إلى ما قبل 4 آلاف عام، إنه مجمع معابد الكرنك، المعروف إعلاميا بـ"معبد الكرنك".

تلك الأبنية المهيبة تعرف سنويا ظاهرة فلكية نادرة تتعامد فيها الشمس أواخر العام على صروحها وأعمدتها المنظومة بأنامل أرقى النحاتين من المصريين القدماء، مما جعلها تعرف بأنها "أيقونة الجمال".

هذا فضلا عن احتضانها بحيرة "مقدسة" لا يُعرف سر بقاء مياهها لأكثر من ألفي عام، رغم عدم اتصالها بأي ممر بمائي.

المعلومات السابقة، يسردها كبير الأثريين في مصر مجدي شاكر الذي قدم فيه وصفا للإطلالة المهيبة والساحرة لمعابد الكرنك، الواقعة بمحافظة الأقصر السياحية، أقصى جنوبي البلاد.

البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك، سر فرعوني غامض لمياهها التي استمرت أكثر من ألفي عام دون اتصال بأي ممر مائي (شترستوك)شاهد على الحضارة

شاكر الذي عمل نحو 23 عاما بين آثار محافظة الأقصر، أوضح أن تلك المعابد بمثابة "أكبر دار عبادة في العالم القديم من حيث المساحة والاستمرار والصحيح أن نقول عليها معابد الكرنك وليس معبد الكرنك كما هو شائع، لأنها تضم العديد من المعابد".

و"بين عصور عدة عاشت تلك المعابد، سواء في العصور القديمة أو الوسطى وازدهرت في الدولة الحديثة، لا سيما وهي توجد في أهم عاصمة دينية حكمت العالم ألفي عام التي تسمى الأقصر حاليا"، يضيف شاكر.

لم يفقد ذلك المكان التاريخي دوره في عصري الرومان واليونان بمصر، بدليل أنه منذ أسابيع عند بوابة رمسيس الثاني وجدوا اكتشافا أثريا يعود للعصر الروماني لإمبراطور يرتدي الملابس المصرية ويقدم قرابين، كما يذكر الخبير الأثري المصري.

ويستكمل شاكر قائلا: "وبخلاف ذلك ستجد نحوتا غاية في الجمال وصروحا ومعابد صغيرة وأكبر صالة أعمدة بالعالم".

إعلان

وأضاف: "يكفي أن العالم الأثري الشهير شامبليون عندما زار معبد الكرنك قال كلمة عبقرية: كم نحن أقزام أمام هذه الحضارة، ونحن يقصد بها الحضارة الأوروبية في هذا الوقت، التي تبدو وقتها كقزم في العمارة والفن".

ظاهرة تعامد الشمس على المعابد، حدث سنوي يجتذب عشاق الحضارات القديمة من حول العالم (الأناضول)أسرار الكرنك

ولا يزال اختيار مكان معابد الكرنك، عبقريا، إذ تقع شرق نهر النيل بالأقصر، وهي معروفة بأنها بيوت ومعابد دينية للآلهة، بينما يوازيها بالجانب الآخر غربي النيل، المعابد الجنائزية وواديا الملوك والملكات، وفق شاكر.

إضافة إلى أن معابد الكرنك تشهد سنويا، بحسب شاكر، تعامد الشمس على صرح المعبد الرئيسي على شكل حزم ضوئية من خلال فتحات الأسقف، لتنير التماثيل وأماكن موائد القرابين وصالات الأعمدة، في 21 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

ولفت إلى أن "البحيرة المقدسة بالمعابد والتي توجد فيها مياه حتى الآن، دون أن تكون متصلة بأي ممر مائي، وهذا سر فرعوني".

وزاد أن "المعابد تضم أيضا 10 صروح مسجلة على جدرانها معارك الملوك الحربية وبعض من حياتهم، بخلاف طريق يمتلئ بتماثيل يتجاوز عددها 300، وهي عبارة عن جسم أسد ورأس كبش، وهي رموز قوة بالتاريخ المصري القديم".

طريق الكباش (أسوشيتد برس)تاريخ مهيب

وبحسب المعلومات الرسمية، فإن مجمع معابد الكرنك، المعروف إعلاميا في مصر بـ"معبد الكرنك"، بدأ إنشاؤه أيام الدولة الوسطى عام 2000 ق.م، واستمر حتى انتهاء التاريخ المصري القديم (الأسرة الـ30، وتعود إلى 332 ق.م).

وكان كل ملك يضيف جديدا إلى تلك المعابد "تقربا إلى الآلهة، ورغبة في الخلود والحصول على شهرة كبيرة بين أفراد الشعب"، وامتد تشييدها لنحو ألفي عام، وفق الهيئة الرسمية العامة للاستعلامات المصرية.

وفي تلك البقعة التاريخية، تجتمع معابد وآثار فرعونية عديدة ومتنوعة، منها معبد آمون (إله بالمعتقد المصري القديم)، وتماثيل ومسلات.

وتبلغ المساحة الكلية لمعابد الكرنك 247 فدانا، بينها 46 فدانا هي مساحة معبد آمون، وتقدم وزارة الآثار والسياحة بداخلها عروضا بالصوت والضوء تروي قصتها بلغات عديدة.

من أبرز معالم معبد الكرنك قاعة الأعمدة الكبرى، والتي تحتوي على 134 عمودا ضخما، يصل ارتفاع بعضها إلى 15 مترا (شترستوك)الحقبة الفرعونية

وتنقسم الحقبة الفرعونية إلى 30 أسرة حاكمة، ومر تشييد معابد الكرنك بفترات الدولة الوسطى، وتشمل الأسر من 11 إلى 14 (حوالي 2060 – 1710 ق.م)، وعصر الانتقال الثاني (من 1785 إلى 1580 ق.م)، والأسر من 13 إلى 17.

كما تشمل الحقبة الفرعونية، الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية، وتضم الأسر من 18 إلى 20 (حوالي 1580-1085 ق.م)، ثم العصر المتأخر، أي الأسر من 21 إلى 30 (1085 ق. م-332 ق. م).

"وتظهر براعة المصريين القدماء في فنون البناء والنحت في معابد الكرنك، حيث تتزين الجدران بنقوش رائعة، وتماثيل ضخمة، وأعمدة عظيمة"، وفق معلومات أوردتها وزارة السياحة المصرية.

ومن أبرز معالم المعبد قاعة الأعمدة الكبرى، والتي تحتوي على 134 عمودا ضخما، يصل ارتفاع بعضها إلى 15 مترا، بينما يصل ارتفاع الأعمدة الكبرى في المنتصف إلى 21 مترا.

إعلان

وبدأت أعمال بناء هذه القاعة في عهد أمنحتب الثالث (حوالي 1390-1352 ق.م)، ولكن الزخارف والبناء الرئيسي تما في عهد كل من سيتي الأول (حوالي 1294-1279 ق.م)، ورمسيس الثاني (حوالي 1279-1213 ق.م).

وبالقرب من هذه الأعمدة تقف مسلتان ضخمتان، شيدت إحداهما الملكة حتشبسوت (حوالي 1473-1458 ق.م)، ويبلغ ارتفاعها نحو 30 مترا، ووزنها أكثر من 300 طن.

ولا تزال معابد الكرنك بعد كل هذه الآلاف من السنوات، شاهقة البينان مطلة على النيل تحوي أسرارها الفرعونية وتجذب سنويا أعدادا كبيرة من السياح من مختلف أنحاء العالم.

مجمع معابد الكرنك بالأقصر، أكبر دار عبادة في العالم القديم (الأناضول) إعلان "معابد الكرنك" واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية (الأناضول)معابد الكرنك في الأقصر تقدم إطلالة ساحرة تجمع بين التاريخ القديم والجمال الفني المهيب (الأناضول)أعداد كبيرة من السياح تجتمع في الكرنك (الأناضول)مجمع معابد الكرنك بدأ إنشاؤه عام 2000 ق.م (الأناضول)من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • معابد الكرنك بمصر.. لوحة إبداعية منحوتة بأسرار التاريخ
  • مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
  • مهرجان البحر الأحمر يدعم دعم المواهب السعودية في الرسوم المتحركة
  • مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعلن عن شراكة استراتيجية للارتقاء بصناعة الرسوم المتحركة .. تفاصيل
  • القطاع التصديري الأردني يتجاوز الرسوم الأميركية ويحقق أداءً قويًا في 2025
  • ما كان ينبغي أن يجتمع هذان المجنونان.. غونجا الجميلة التي تتحدى غوردال في المسلسل التركيحلم أشرف
  • الأوراق المطلوبة لاستخراج «جواز سفر» أول مرة وقيمة الرسوم
  • رئيس أركان حزب الله من بينها.. إليكم أبرز الشخصيات الراحلة والتي اغتيلت خلال عام 2025
  • أبرز الشخصيات الراحلة خلال عام 2025.. هؤلاء جرى اغتيالهم (صور)
  • «دبي للثقافة» تمنح الأطفال تجارب إبداعية مبتكرة