حراك الجامعات يتوسع تضامنا مع غزة ومخاوف ألمانية من التداعيات
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
توسعت التعبئة الطالبية داخل جامعات في عدد من الدول تضامنا مع قطاع غزة، وشملت جمهورية أيرلندا وكندا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وسويسرا والمكسيك، وشهد عدد من جامعات تلك الدول اعتصامات وتحركات تطالب بوقف العدوان على القطاع المحاصر وسط تحذيرات من اتساع دائرة الاحتجاجات الطلابية خصوصا في ألمانيا.
أيرلنداأقام طلاب كلية ترينيتي في العاصمة الأيرلندية دبلن مخيما اليوم السبت، أجبر الجامعة على تقييد دخول الحرم الجامعي وإغلاق معرض كتاب كيلز، أحد أهم عناصر الجذب السياحي في أيرلندا.
ووصف المحتجون تعبئتهم بأنها "مخيم للتضامن مع فلسطين" في أعقاب تزايد تجمعات مماثلة في أوروبا والولايات المتحدة. وأقيم المخيم الليلة الماضية بعد أن قال اتحاد طلاب كلية ترينيتي إن الجامعة فرضت عليه غرامة قدرها 214 ألف يورو (230 ألف دولار) بسبب خسائر مالية تكبدتها نتيجة احتجاجات.
ومثل الاحتجاجات الطلابية التي تجتاح جامعات بالولايات المتحدة، يطالب المحتجون في كلية ترينيتي -أقدم جامعة في أيرلندا- بقطع علاقاتها مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل.
وقبل أيام قالت رئيسة الكلية ليندا دويلو، في بيان صدر قبل أيام، إن كلية ترينيتي تراجع استثماراتها في مجموعة من الشركات، وإن أكاديميين يدرسون اتخاذ قرارات بشأن العمل مع المؤسسات الإسرائيلية.
وتشتد معارضة الحرب للغاية في أيرلندا، حيث خرج الآلاف من الأشخاص في مسيرات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وانتقدت الحكومة الأيرلندية، من جانبها، بشدة موقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب.
في كندا واصل عشرات من الطلاب في "جامعة تورنتو" اليوم السبت اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي، لمطالبة الجامعة بإنهاء كل أشكال العلاقات مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل. وأبلغت الجامعة الطلاب المعتصمين أن إقامة اعتصام دائم غير مسموح به.
ألمانياواحتج نحو 150 شخصا أمس الجمعة ضد الحرب في جامعة هومبولت بالعاصمة الألمانية برلين، في حين أعرب مفوض الحكومة الألمانية لـ"مكافحة معاداة السامية" فيليكس كلاين عن مخاوفه من "تصاعد الحملات المناهضة لإسرائيل في ألمانيا".
وقال كلاين في تصريحات صحفية اليوم السبت "أتابع بقلق بالغ الأجواء العدوانية المناهضة لإسرائيل في الجامعات الألمانية، وهي أيضا ذات دوافع معادية للسامية، لم نصل إلى الأبعاد التي يرثى لها في الولايات المتحدة، لكن تبني موقف معاد للسامية أصبح منتشرا للأسف على نطاق واسع ويمكن أن يؤدي بسرعة كبيرة إلى تصعيد".
من جانبها، دعت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك فاتسينغر الجامعات في ألمانيا إلى "اتخاذ إجراءات حازمة ضد معاداة السامية"، معتبرة أن "مدى الكراهية ضد إسرائيل واليهود في العديد من الجامعات الغربية أمر لا يطاق"، ومضيفة أن "التجاوزات الضخمة التي وقعت الأيام الماضية يجب أن تكون بمثابة تنبيه وتحذير لنا".
في حين حذر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوزيف شوستر من أن الاحتجاجات مثل تلك التي تشهدها الولايات المتحدة "يمكن أن تنتقل أيضا إلى الجامعات الألمانية". وقال "أكبر ما يقلقني هو أن الظروف التي نراها في الولايات المتحدة ستظهر أيضا في ألمانيا، حيث إن العديد من المجموعات مترابطة على المستوى الدولي".
تدخلت الشرطة الفرنسية لفض تجمع لناشطين مؤيدين للفلسطينيين بمعهد العلوم السياسية العريق في العاصمة باريس أمس الجمعة، وقامت بإخراج عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين الذين يحتلون بعض أرجاء المعهد منذ الخميس الماضي.
وقالت إحدى طالبات معهد "ساينس بو"، في تصريحات للصحافيين، إن "زهاء 50 طالبا كانوا لا يزالون في المكان" مع بدء دخول قوات إنفاذ القانون إلى المبنى، بعد نحو أسبوع من بدء تحركات طلابية على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مشابهة لتحركات شهدتها أحرام جامعية في دول عدة أبرزها الولايات المتحدة.
ومن جهتها، أكدت الحكومة الفرنسية أن "الحزم كامل وسيبقى كاملا"، مع تدخل الشرطة لفض اعتصام مؤيد للفلسطينيين في معهد العلوم السياسية بباريس.
كذلك أخرجت الشرطة طلابا من معهد الدراسات السياسية في ليون، كما أبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في سانت إتيان، قرب ليون، لليوم الثاني على التوالي.
احتلّ نحو مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين أول أمس الخميس قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وخلال تجمع دعمًا للقضية الفلسطينية في البانثيون أمس الجمعة في باريس، شارك فيه شبان ونواب من اليسار، قال زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون "أنا أتحمل واجب الدفاع عن التزام الشباب النضالي ضد الإبادة الجماعية في غزة. أدعو كل من يستطيع الانضمام إليهم ودعمهم معنويا وماديا".
بريطانياتقدمت إدارة "جامعة مانشستر" في لندن ببلاغ إلى شرطة المدينة ضد الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي لليوم الرابع على التوالي، بعد أن سلمت إدارة الجامعة مذكرة للطلاب المعتصمين تبلغهم فيها أن أحد هتافات الطلاب في مظاهراتهم يبث الفرقة.
وعبر الطلبة عن تصميمهم على الاستمرار في اعتصامهم حتى تستجيب إدارة الجامعة لمطالبهم، وأبرزها قطع العلاقات الأكاديمية والبحثية مع المؤسسات الإسرائيلية والشركات التي تمد إسرائيل بالسلاح.
في غضون ذلك، أعلن طلبة في جامعة "غولدسميث" في لندن رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة أن إدارة الجامعة أذعنت لشروطهم من أجل وقف احتجاجاتهم داخل الحرم الجامعي.
وأضاف هؤلاء الطلاب "بعد 6 أشهر من الاحتجاجات، وافقت إدارة الجامعة على أحد أهم مطالب الطلبة بتقديم أول منحة من نوعها في جامعة بريطانية للطلبة الفلسطينيين، فضلا عن تبني سياسة استثمارية جديدة أكثر أخلاقية، والاستماع إلى الأدلة المتعلقة بتواطؤ الجامعة مع إسرائيل".
المكسيكنصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو خياما أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلة"، كبرى جامعات البلاد، احتجاجا على استمرار الحرب على غزة.
ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاما فلسطينية، ورددوا شعارات بينها "عاشت فلسطين حرّة"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!". ورفع المحتجون مطالب عدّة بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
أستراليايخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ 10 أيام قبالة جامعة سيدني، وتجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل أمس الجمعة في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج ظل سلميا، رغم بعض الجدالات المتوترة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة إدارة الجامعة أمس الجمعة فی ألمانیا فی جامعة
إقرأ أيضاً:
حنظلة.. أيقونة ناجي العلي التي تحوّلت إلى رمز للفلسطينيين واسماً لسفينة أبحرت نحو غزة
سيطر الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، على السفينة حنظلة التي حملت ناشطين من أوروبا حيث كانت تنوي التوجّه إلى غزة قبل أن يتم تحويل مسارها لميناء أسدود بعد سبعة أيام من الإبحار أسوة بسابقتها مادلين. اللافت في هذه الرحلة لناشطين أوروبيين اختيارهم اسم حنظلة لسفينتهم، فما هي قصة هذا الاسم؟ اعلان
كانت السفينة "حنظلة" في طريقها إلى محاولة كسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة وإدخال كمية من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع قبل أن يعترضها الجيش الإسرائيلي ويحتجز أفراد طاقمها، ومنهم نائبتان من حزب "فرنسا الأبية" المعارض لقوانين الهجرة.
تعتبر حنظلة من أشهر الأيقونات الفلسطينية، فقد رسمها ناجي العلي لتجسّد المعاناة الفلسطينية نتيجة التهجير بعد حربي 1948 و1967 التي انتهت بهزيمة العرب ضدّ إسرائيل. لاحقاً، ارتبطت حنظلة بناجي العلي وباتت توقيعاً لرسوماته الكاريكاتورية و"رمزاً للنضال" بعد مقتله.
ظهور حنظلة
حنظلة شخصية كاريكاتورية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي. ظهر للمرة الأولى عام 1969 في جريدة "السياسة" الكويتية. ظلّت شخصية حنظلة مرتبطة برسومات ناجي العلي حيث قدّم من خلالها نقداً لاذعاً للسياسات الأمريكية والإسرائيلي ضد القضية الفلسطينية، لا بل انتقد من خلالها القادة العرب وسياسيين فلسطينيين أيضاً.
يشتق اسم حنظلة من نبات الحنظل الصحراوي المر ويظهر حافي القدمين، بملابس ممزقة وخدوش على رأسه، للدلالة على مرارة حياة الفلسطينيين والصعوبات التي يواجهونها.
وشخصية حنظلة ذي الرأس المدوّر، تقف دائماً وهي تضع يديها خلف ظهرها، كأنها تنظر إلى شيء ما، وعادة ما يكون حنظلة واقفاً أمام الرسومات التي يقدمها ناجي العلي لقراء الصحف.
يقول ناجي العلي في حنظلة: "اسمي: حنظلة، اسم أبي مش ضروري، امي.. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة..نمرة رجلي: ما بعرف لاني دايماًً حافي.. تاريخ الولادة: ولدت في 5 يونيو/ حزيران 1967"، في إشارة إلى حرب سوريا ومصر والأردن مع إسرائيل التي انتهت بالسيطرة على الضفة الغربية وغزة وسيناء ومرتفعات الجولان.
Related ناجي العلي ... رسوم ما زالت حاضرة بعد 32 عاما على اغتياله سفينة "حنظلة" تتحدى الحصار وتقترب من قطاع غزة وسط ترقب إسرائيليبعد 30 عاما.. بريطانيا تبحث عن قاتل ناجي العلي"حنظلة هو أنا"
قال ناجي العلي في مقابلة مع تلفزيون الكويت إن "حنظلة هو أنا"، إذ رأى في حنظلة تعبيراً عن نفسه كفلسطيني خرج من أرضه وظلّ يصارع من أجل حقوقه.
ويقول ناجي العلي: "ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء".
وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي "كتفته بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعا".
من هو ناجي العلي؟
ولد ناجي العلي في قرية الشجرة قضاء الجليل عام 1936. ومع حرب 1948 أصبح ضمن شتات اللاجئين الفلسطينيين مع أسرته التي عاشت في مخيم عين الحلوة في صيدا بجنوب لبنان.
عمّق العلي موهبته على جدران ثكنات الجيش اللبناني وزنازين اعتقاله، التي حلّ فيها أكثر من مرّة بسبب نشاطه السياسي، وهو الذي كان قد بدأ في اكتشاف الرسم التعبيري خلال مجالسته للشاعر عبد الكريم الكرمي في مخيّم عين الحلوة.
لم يكمل ناجي تحصيله العلمي، بسبب اضطراره للعمل من أجل العيش مع عائلته فعمل في قطف الحمضيّات، لكنّه تمكّن من دراسة الميكانيك في إحدى المدارس المهنيّة في مدينة طرابلس اللبنانية.
ظهر ناجي العلي إلى العلن كفنّان، حين اكتشف الأديب والصحفي الفلسطيني غسّان كنفاني موهبته في إحدى جولات الأخير في مخيّم عين الحلوة، فشاهد رسومات ناجي العلي فأخذها ونشر ثلاثة منها في مجلّة الحريّة.
في عام 1963 انتقل الى الكويت وظل يرسم على مدى 11 عاماً حيث بدأ في جريدة الطليعة ثم انتقل إلى جريدة السياسة. وفي عام 1969 ظهرت شخصيته الكاريكاتيرية الأشهر حنظلة للمرة الأولى.
في عام 1974 عاد إلى لبنان وشهد الحرب الأهلية، كما شهد الاجتياح الإسرائيلي للبلاد عام 1982. في فترة عيشه في لبنان، عمل لصحيفة السفير حيث رسم فيها عدّة رسومات لحنظلة.
عاد إلى الكويت للعمل في وظيفة دائمة في جريدة "القبس" الكويتية، وبعدها انتقل إلى لندن ليرسم للطبعة الدولية من الصحيفة.
مقتل ناجي العلي
كان ناجي العلي يتمشى في شارع آيفز في منطقة نايتس بريدج، وسط لندن، متجها إلى مكتب جريدة "القبس" الكويتية، في ظهيرة يوم 22 يوليو/ تموز من عام 1987 حين تلقى عدة رصاصات أصابت إحداها عنقه فيما أصابت أخرى أسفل عينه اليمنى، وغاب عن الوعي واستمر في غيبوبته نحو 37 يوما حتى أُعلنت وفاته رسميا في 29 أغسطس/آب.
ظلّت الجهة التي تقف خلف اغتيال ناجي العلي مجهولة رغم تحقيقات عدة أجرتها الشرطة البريطانية، رغم اتهامات عدة وجهت لإسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنه لم يظهر دليل قاطع يحمّل جهة ما المسؤولية.
دفن ناجي العلي في مقبرة بروكود في لندن وقبره يحمل الرقم 230191، وترك خلفه حنظلة الذي أصبح رمزاً يذكّر الناس بناجي العلي وأفكار ناجي العلي حول القضية الفلسطينية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة