كنوز في باطن الأرض.. تعرف على أبرز معالم تركيا الأثرية (شاهد)
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
شهدت تركيا قيام العديد من الحضارات التي أسست ممالكها وإمبراطورياتها على أراضيها، ما جعلها واحدة من الدول الغنية بالتراث الثقافي والأثري.
وتحفل البلاد بالمحفورات والنقوش والصروح التي تعكس تاريخها العريق والغني، وتظل شاهدة على العصور القديمة التي مرت بها، وتعزز تراثها المعماري البديع.
ومع ذلك، فليس كل الكنوز التاريخية تكمن على سطح الأرض، بل تتواجد بعضها تحت الأرض، ويحمل بعض هذه الآثار الأقل وضوحا تاريخا يزيد عمره عن 12 ألف عام.
وإليكم بعض من عجائب تركيا تحت الأرض:
صهريج ثيودوسيوس، إسطنبول
تم بناء الصهريج في أواخر العصر الروماني لتوفير مياه الشرب لمدينة القسطنطينية، كما كانت تُعرف في العصور القديمة.
يعود بناء الصهريج إلى عهد الحاكم البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، الذي حكم الإمبراطورية الشرقية في الفترة من 402 إلى 450 ميلاديًا، في منطقة الفاتح الحالية بإسطنبول.
وتم تصميم الصهريج لتخزين مياه الشرب العذبة التي جُلبت من غابة بلغراد، وهي منطقة برية بالقرب من البحر الأسود شمال المدينة، عبر شبكة قنوات مائية طولها 155 ميلاً، بما في ذلك قناة فالنس المائية القديمة التي لا تزال موجودة في المنطقة.
وكانت هذه المياه توزع على السكان٬ وعلى الرغم من استحواذ بلدية إسطنبول على المباني في القرن العشرين المبكر، فقد تم اكتشاف مدخل الصهريج تحت الأرض في عام 2010 بعد نسيانه لسنوات طويلة.
وتم افتتاح الصهريج للجمهور في عام 2018، ويتميز بأعمدة براقة مزخرفة بأسلوب كورنثي، والتي تعكس بريق الحلقات النحاسية وتجسد تاريخ وثقافة المنطقة.
نفق روميلي هان٬ إسطنبول
تم بناء نفق "روميلي هان" في عام 1894 لصالح كبار المضيفين في القصر العثماني٬ وبعد بدء أعمال التجديد في المبنى منذ قرابة خمس سنوات، تم الكشف عن أسرار النفق وتحويله إلى موقع يمكن للجمهور زيارته الآن، حيث تُعلن لافتة على الواجهة الرخامية للمبنى عن وجود النفق.
وكانت تقام موائد الطعام لأبرز الشخصيات في إسطنبول في "روميلي هان"، ، حيث كان يتردد الفنانون والممثلون والمغنون بشكل ملحوظ عليها. ولم يكن أحد يعرف عن وجود الأنفاق الغامضة تحتها، حيث ظلت مخفية لسنوات حتى تم اكتشافها في عام 2017.
مسجد سانجاقلر، إسطنبول
عندما قرأ المهندس المعماري التركي، أمره أروتال، الآية الكريمة في سورة الإسراء "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا".
جاءته فكرة ابتكار وتصميم فريد لأحد أبرز مساجد مدينة إسطنبول في القرن الحادي والعشرين. "سانجاقلر جامع" هو مسجد بعيد عن مشاهد الزخرفة والمعمار المهيب المعهود في مساجد إسطنبول. فزائر هذا المسجد يشعر وكأنه يدخل إلى كهف تحت الأرض، يحيطه هدوء وسكون المساحات الخضراء.
فقد سعى مصممه إلى إبراز جوهر الإسلام فيه، عبر بساطة وتواضع في اختيار مكوناته، وبعيد عن ضبابية وتعقيدات الإنشاءات الحديثة.
صهريج دارا، ماردين
على بعد حوالي 30 كيلومترًا خارج مدينة ماردين التاريخية في جنوب شرق تركيا٬ كانت مستوطنة صغيرة تقع على سهل أخضر تعصف به الرياح٬ لم يذهب إلى هناك سوى عدد قليل من الناس.
وبعد كشف الموقع عن العديد من الكنوز بما في ذلك المقابر المنحوتة في الصخر، وورشة معالجة الزيتون، وسلسلة من الصهاريج تحت الأرض، وإحداها يتمتع بمساحة ضخمة لدرجة أن السكان المحليين اعتقدوا أنها زنزانة، وقد تناقلوا حكايات خيالية عن سجناء مقيدين بالسلاسل لسنوات، معتمدين على أعمدة ضعيفة من ضوء الشمس لحساب مرور الوقت.
وقد كان الصهاريج لتخزن المياه المتدفقة من الجبال لاستخدامها من قبل السكان المحليين والجنود الرومان المتمركزين في منطقة دارا.
مدينة ديرنكويو تحت الأرض، كبادوكيا
لاحظ مزارع تركي في عام 1963، أن دجاجاته ظلت مفقودة، ثم عادت للظهور من جديد٬ وحرصًا منه على حل اللغز، تتبع آثارها حتى وجد صدعا في الصخرة البركانية التي تشكل أيضًا مداخن بيريباكا الخيالية في كابادوكيا، ووجد فتحة لنظام كهف عميق يتكونّ من 18 طابقًا.
ويدخل الهواء النقي عبر فتحات هوائية عميقة، ولكن رغم ذلك، فإن الجو في ديرينكويو يصبح أكثر رطوبة عند انحدار الطريق مسافة 100 متر.
ومن خلال الطوابق المفتوحة للجمهور، المليئة بأطلال الكنائس، والإسطبلات، ومعاصر النبيذ ومواقع المقابر الفارغة، يندمج التاريخ مع الحاضر.
وقد أُدرجت ديرينكويو، والتي تعني البئر العميقة، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985، وكانت ذات يوم بمثابة ملاذ آمن لما يصل إلى 20 ألف شخص.
غوبكلي تبه، أورفة
يعود بداية اكتشاف منطقة "غوبكلي تبه" على يد مزارع تركي عثر على هيكل أثري عند حراثته لأرضه، ليقوم بتسليمه إلى السلطات المعنية في الولاية، وبتحقق الأخيرة من الهيكل، تبيّن أنه يعود إلى ما قبل 12 ألف عام.
وفي 1963، كلفت مديرية الثقافة والسياحة في شانلي أورفة، باحثين من جامعتي إسطنبول التركية وشيكاغو الأمريكية، للتنقيب عن الآثار في المنطقة.
وعام 1995، تم اكتشاف العديد من الآثار بالمنطقة، بينها مسلات حجرية على شكل "T" تعود للعصر الحجري الحديث، يبلغ طولها ما بين 3 إلى 6 أمتار، ووزنها بين 40 و60 طنا، وعليها رسوم وأشكال حيوانية وتماثيل بشرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية منوعات تركية تركيا التاريخية تركيا اسطنبول تاريخ منوعات تركية منوعات تركية منوعات تركية منوعات تركية منوعات تركية منوعات تركية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تحت الأرض فی عام
إقرأ أيضاً:
تعرف على أبرز 5 مناجم في اليمن.. ثروات معدنية واعدة في مقدمتها الذهب
تمثّل أبرز 5 مناجم في اليمن خلاصة ثروة معدنية كبرى ما تزال بعيدة عن الاستغلال الفعلي رغم ما تحويه من إمكانات ضخمة.
وتشير تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى وجود احتياطيات كبيرة من الذهب، والزنك، والفضة، والحديد، وغيرها من المعادن الصناعية والفلزية، موزعة بين محافظات حجة، وصنعاء، وحضرموت، والبيضاء، والحديدة.
ومع ذلك، فإن الصراعات السياسية والأمنية تبقى عائقًا رئيسًا أمام جذب الاستثمارات وتفعيل عمليات التنقيب والإنتاج.
ويكشف هذا التقرير عن المواقع الأكثر أهمية في خريطة التعدين اليمني، كما يستعرض بالتفصيل أبرز 5 مناجم في اليمن، مدعومًا ببيانات فنية واقتصادية من جهات رسمية ودولية، ومستندًا إلى دراسات جيولوجية موسعة تُغطّي عقود عدة من البحث والاستكشاف.
منجم وادي مدن
ضمن أبرز 5 مناجم في اليمن يُعد منجم وادي مدن للذهب في حضرموت، الذي اكتُشف عام 1967، من أقدم المناجم المكتشفة وأهمها في اليمن، إذ يقع شمال غربي المكلا.
وتشير البيانات إلى احتياطي يبلغ نحو 678 ألف طن من الصخور الحاوية للذهب، بتركيز 15 غرامًا لكل طن، ما يعني كمية ذهب تُقدَّر بنحو 10 أطنان، و6.2 طنًا من الفضة.
وفي سياق متصل، أُجريت دراسات استكشافية مكثفة شملت حفر آبار بعمق إجمالي 14 ألفًا و300 متر، وتحليل عشرات الآلاف من العينات.
وأظهرت نتائجها وجود 13 نطاقًا غنيًا بعروق الكوارتز الحاوية للذهب، في حين تُظهر مواقع مجاورة مثل نيتشه، ومحمدين، ومسلمة مؤشرات على احتياطيات إضافية محتملة.
منجم الحارقة
يقع منجم الحارقة في مديرية أفلح الشام شمال غربي اليمن بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية، ويُعد من أبرز 5 مناجم في اليمن، كما أنه من أكبر مناجم الذهب في البلاد.
واكتُشف الحارقة عام 1996 من قبل شركة كانتكس الكندية، التي قدّرت وجود أكثر من 96 مليون غرام من الذهب في المنجم.
وتُقدّر هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية احتياطي الذهب في منطقة الحارقة بنحو 31.6 مليون طن من الصخور الحاوية على الذهب، بتركيز يتراوح بين 1 و1.65 غرامًا/طن.
أبرز 5 مناجم في اليمن:
جبال حجة في اليمن
ورغم الإمكانات الكبيرة، فإن المنجم لم يُستغل بالشكل الأمثل بسبب عوامل متعددة، منها التحديات الأمنية والسياسية، وضعف البنية التحتية.
وفتح توقف عمليات التنقيب والاستغلال المنظم المجال أمام التنقيب العشوائي من قِبل السكان المحليين، باستعمال وسائل بدائية، مما يُعرّضهم لمخاطر صحية وبيئية.
منجم جبل صلب
يأتي منجم جبل صلب للرصاص والزنك، الواقع في محافظة صنعاء، ضمن أبرز 5 مناجم في اليمن، ويُعد من المناجم التاريخية التي تعود إلى أكثر من 2000 عام.
وتقع منطقة جبل صلب بمديرية نهم على بُعد نحو 110 كيلومترات شمال شرقي صنعاء، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويحتوي المنجم على احتياطي تقديري يبلغ نحو 12.6 مليون طن من الخام، بتركيز 8.86% من الزنك، و1.16% من الرصاص، و96.3 غرامًا/طن من الفضة.
ويُعد جبل صلب واحدًا من أكثر المناجم تعقيدًا من الناحية الجيولوجية والتقنية، إذ تتكون البنية الجيولوجية للمنجم من نحو 20 سردابًا، أكبرها بطول 150 مترًا، وعرض 30-40 مترًا، وارتفاع أكثر من متريْن.
وتعمل في المنجم عدة شركات، منها شركة "زنك أوكس" البريطانية (ZincOx) (60%)، و"مينوركو" الأميركية (Minorco) (20%)، وشركة "أنسان" (Ansan) اليمنية (20%)، ويُقدّر الإنتاج السنوي بنحو 80 ألف طن، وتؤكّد الدراسات الحديثة إمكان استخراج الزنك بطريقة الغسل الكيميائي الحديثة.
مناجم الحديد والتيتانيوم
تُعد محافظة البيضاء من أغنى المناطق بالحديد والتيتانيوم، إذ تضم مواقع مثل مكيراس الذي يحتوي على 130 مليون طن خام حديد، و46 مليون طن من أكسيد التيتانيوم، بالإضافة إلى مواقع الري وصباح بتركيزات عالية تصل إلى 74% من أكسيد الحديد.
وتقع هذه المعادن ضمن صخور بركانية، وتُشكّل ثروة واعدة، في حال توفر تقنيات الاستخلاص والاستثمار الصناعي المناسب.
منجم الخشم الأحمر
يُصنّف منجم الخشم الأحمر في البيضاء من بين أبرز 5 مناجم في اليمن، ويقع في محافظة البيضاء، وتُعد خامات الفضة فيه ضمن الصخور الرسوبية الجيرية الدولوميتية، وتظهر على هيئة شقوق وجيوب في الصخور الكربونية.
ويُعد الخشم الأحمر من المناجم التي لم تُستغل بصورة كاملة، ويحتاج إلى مزيد من الدراسات والتطوير للاستفادة من إمكاناته.
المعادن الصناعية في اليمن
إلى جانب أبرز 5 مناجم في اليمن، هناك مواقع أخرى غنية بالمعادن الصناعية، منها الجبس في حضرموت والمهرة باحتياطي يتجاوز 12 مليون طن، والملح الصخري في الحُديدة بكمية تصل إلى 337 مليون متر مكعب.
ويشكّل معدنا الرخام والغرانيت أيضًا موردًا اقتصاديًا واعدًا، إذ يُقدّر احتياطي الرخام بنحو 900 مليار متر مكعب، والغرانيت بـ316 مليون متر مكعب، فضلًا عن الدولوميت والإسكوريا والحجر الجيري.
التحديات والفرص
ورغم تنوع الموارد وتوزعها الجغرافي، فإن معظم المناجم تعاني من ضعف الاستثمار، وغياب البنية التحتية المناسبة، إلى جانب التحديات الأمنية.
ومع ذلك، يبقى قطاع التعدين من القطاعات التي يمكن أن تُسهم في إنعاش الاقتصاد اليمني، إذا ما جرى تفعيل دور الدولة وفتح المجال أمام استثمارات أجنبية ووطنية كبرى.
ويشير الخبراء إلى أن اليمن لا يحتاج فقط إلى اكتشاف الموارد، بل إلى خريطة طريق واضحة تضمن استغلال أبرز 5 مناجم في اليمن ضمن منظومة مستدامة توازن بين الجدوى الاقتصادية وحماية البيئة المحلية.