أيضًا، يمكنك دائمًا إلقاء اللوم على الجنود بسبب افتقارهم إلى الخبرة، ولكن عندما تفقد التقنية بأسلوب "الأفضل في العالم" المزعوم، تكون الأمور في حالة من الفوضى ولا يوجد أحد يمكن إلقاء اللوم عليه. لذلك، أعلن أنصار الله في اليمن رسميًا عبر مكتبهم الصحفي أنهم نجحوا في إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper وكانت هذه الحادثة هي المرة الثالثة التي يفقد فيها الأمريكيون طائرتهم بدون طيار من هذا الطراز هناك.

إلا أن نبأ سقوط الطائرة MQ-9 في اليمن أكده أيضًا مسؤولون أمريكيون، وأضافوا أن الحادث وقع في وقت مبكر من صباح الجمعة، ومع ذلك، فقد ذكروا حتى الآن أن الطائرة بدون طيار "سقطت"، وأن السبب "جارٍ تحديده" أثناء التحقيق الجاري، أي أنهم بشكل عام أكدوا فقدان الطائرة بدون طيار، لكنهم لم يؤكدوا إسقاطها من قبل أنصار الله، لكنهم لا ينفون ذلك أيضاً. وتقدر تكلفة هذه الطائرة بدون طيار بنحو 30 مليون دولار، مما يجعل كل خسارة من هذا القبيل حساسة للغاية بالنسبة للجيش الأمريكي. وقال أنصار الله إن الطائرة بدون طيار كانت تنفذ "مهمة عدائية" فوق الأراضي اليمنية، وكانت الحادثة مجرد نقطة واحدة من نقاط عديدة في الوضع الحاد والمتوتر في المنطقة. وتضاف الطائرات بدون طيار من طراز MQ-9، التي تبلغ تكلفتها 90 مليون دولار، إلى ما يقرب من مليار دولار أخرى تم إنفاقها على الذخائر. وفي الأحداث الجارية، أعلن أنصار الله عن هجوم صاروخي على ناقلة النفط المملوكة لبريطانيا إم في أندروميدا ستار، وتم تلقي تأكيد الأضرار التي لحقت بالسفينة من القيادة المركزية الأمريكية، والتي أشارت إلى ما يلي: "على الرغم من الأضرار الطفيفة، تواصل سفينة MV Andromeda Star طريقها." ومن المثير للاهتمام بشكل خاص بالطبع، من أين يحصل اليمنيون على القدرات التقنية لاعتراض الطائرات الأمريكية بدون طيار؟ ومن أين يحصلون على الصواريخ وأنظمة الرادار باهظة الثمن؟ بالطبع، من المعروف أن إيران تدعم أنصار الله، لكن هنا المشكلة: أليس هناك دول أخرى تقف وراء إيران؟ التي تساعد في الذكاء والتكنولوجيا؟ وبالنظر إلى عدد المعارضين للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، فهل يلعب شخص ما ضد الولايات المتحدة بمساعدة إيران، تماماً كما تحب أمريكا نفسها اللعب ضد الآخرين؟ -موقع ويب: دزين رو – أوسبيخي راسيي

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الطائرة بدون طیار أنصار الله

إقرأ أيضاً:

حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”

 

منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.

ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.

في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.

وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.

في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.

ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.

ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .

إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.

في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.

وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.

إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.

إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.

فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.

وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.

 

*كاتب مغربي

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يجدد عدوانه على ميناء الحديدة في غرب اليمن
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ اليمن: غزة ليست وحدها
  • الفائزون باليانصيب في اليمن أول ضحايا الحظر الأمريكي الأخير.. هذا ما حدث في السفارة الامريكية بجيبوتي
  • البحرية الإسرائيلية تدخل على خط المواجهة.. هجوم نوعي على ميناء الحديدة غرب اليمن
  • رسالة من الحوثيين لكتائب القسام تؤكد الالتزام بدعم المقاومة
  • جيش الاحتلال ينذر 3 موانئ في اليمن بالإخلاء تمهيدا لاستهدافها
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”
  • أمريكا.. تحطم طائرة على متنها 20 شخصًا في ولاية تينيسي
  • لأول مرة..عودة شركات الطيران إلى الكيان مرهون بقرار من اليمن
  • الجيش الروسي يدمر 32 مسيرة جوية فوق مقاطعتي كورسك وأوريول خلال ثلاث ساعات