الحوثي يسلّم بيانات اتصالات اليمنيين لإيران ويتمادى في نهب إيرادات القطاع
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
لم تكتف مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، بالسيطرة والتحكم بقطاع الاتصالات الوطنية واستخدامه في التجسس على معلومات وبيانات المواطنين المشتركين، بل عمدت إلى مشاركة إيران بهذه البيانات مباشرة عن طريق استيراد أجهزة ومعدات إيرانية الصنع وإحلالها بدل الأجهزة السابقة للمؤسسة العامة للاتصالات والإنترنت.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر مطلعة في صنعاء بأن "جهة مجهولة" تابعة للمليشيا الحوثية هي من تسيطر على هذه الأجهزة والمعدات التي تدعي سلطاتها في صنعاء شراءها من إيران بمئات الملايين من الدولارات، فيما الحقيقة أن إيران ترسلها بالتهريب ضمن الدعم الذي تقدمه للجماعة.
خيانة وطنية وفساد
بحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة، شرط عدم الكشف عن هوياتها، فإن قيادات عليا في مليشيا الحوثي تستحوذ على مبالغ ضخمة بالدولار تحت غطاء استيراد أجهزة ومعدات الاتصالات من إيران، وأن تلك المبالغ تذهب إلى حسابات بنكية خاصة بأبرز قيادات المليشيا. ومن بين هذه القيادات الحوثية محمد علي الحوثي- ابن عم زعيم المليشيا، وعبدالكريم الكريم الحوثي، عم زعيم المليشيا، وأبو علي عبدالله الحاكم، المعيّن رئيس الاستخبارات العسكرية الخاصة بالجماعة، وأحمد حامد، مدير مكتب رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للمليشيا.
وكشفت المصادر أن المبالغ التي تورد إلى حسابات هؤلاء القيادات الأربعة تقارب 20 مليون دولار شهريا، وأنها اطلعت على تقرير داخلي للجماعة الانقلابية يفيد بأنه تم إنفاق أكثر من 132 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، أي ما يقارب 70 مليار ريال يمني من حساب المؤسسة العامة للاتصالات، تحت مسميات شراء أجهزة ومعدات وبناء أبراج توسعة لتغطية الشبكات، في حين أنه لم يتم شراء تلك الأجهزة ولا تنفيذ أبراج التغطية. وحسب المصادر نفسها فإن الأجهزة التي تسلمتها وزارة الاتصالات في الحكومة الحوثية الانقلابية، سُلّمت إلى جهة لم يتم تسميتها بناء على توجيهات من مسفر النمير المعيّن من قبل المليشيا وزيرا للاتصالات، فيما ذهبت المبالغ المرصودة للشراء الوهمي إلى حسابات القيادات العليا.
ويعادل هذا المبلغ مرتبات الموظفين الحكوميين في عموم اليمن لشهر واحد على الأقل، بمن فيهم موظفو وزارة الاتصالات، لكن قيادات المليشيا الحوثية تنهبه إلى حساباتها وتدعي عدم وجود سيولة نقدية لديها لتسليم مرتبات الموظفين الحكوميين حتى أولئك القاطنين في مناطق سيطرتها. وإضافة لذلك، تؤكد مصادر الصحيفة السعودية أن المليشيا الحوثية أنفقت نهاية العام الماضي أكثر من 188 مليون دولار مقابل شراء نفس الأجهزة والمعدات ومن نفس الجهة، لكن الوزير الحوثي -النمير- تحجج بأن الحكومة الشرعية صادرتها أثناء نقلها إلى صنعاء، لتبرير توريد ذلك المبلغ إلى حساب القيادات العليا للجماعة بالاتفاق مع المعيّن بمنصب مدير عام مؤسسة الاتصالات صادق مصلح.
الاستعانة برموز الفساد على السرقة
وفقا للمصادر نفسها، فإن مسفر النمير، الذي عينته حكومة الانقلابيين الحوثيين مطلع العام الماضي وزيرا للاتصالات، أصدر قرار تعيين للمدعو إسماعيل حميد الدين، مديرا لقطاع الإنشاءات في مؤسسة الاتصالات، وهو أحد أشهر رموز الفساد في المؤسسة منذ ما قبل الانقلاب الحوثي، وسبق إحالته إلى نيابة الأموال العامة بتهم فساد واختلاس قرابة 300 مليون ريال يمني خلال رئاسته لقسم المشاريع.
وأكدت المصادر أن النمير اعتمد لحميد الدين قرابة 4 ملايين دولار من حساب المؤسسة كميزانية شهرية تحت مسمى إعادة بناء وإعمار بعض مكاتب ومقرات المؤسسة، لكن مكاتب قطاع الإنشاءات لم تشهد أي أعمال بناء وإعمار منذ تولى إسماعيل حميد الدين إدارة هذا القطاع، ولا يُعرف مصير تلك الميزانية.
ما وراء الخيانة الوطنية والفساد
في حين يرمي قيادات المليشيا الحوثية تهمة الخيانة الوطنية يمينا وشمالا على معارضيها وعلى مسؤولي الحكومة الشرعية، تسعى تلك القيادات إلى منح بيانات وخصوصيات المشتركين اليمنيين قربانا للنظام الإيراني الذي يتمادى كل يوم في توسيع مشروعه التدميري في المنطقة العربية.
المعلومات التي كشفتها مصادر الصحيفة السعودية في تقريرها، تؤكدها تصريحات لقيادات عسكرية في الحكومة الشرعية مطلع العام الجاري، عن وصول أجهزة ومعدات اتصالات إيرانية لمليشيا الحوثي، وعن اعتزام الأخيرة إنشاء شبكة اتصالات خاصة بها بدلا عن الشبكة الحالية ومنع وجود البدائل التنافسية ورفع تكلفة الاتصالات ومضاعفة إيراداتها من قطاع الاتصالات والإنترنت.
وتكشف عملية إحلال أجهزة إيرانية في قطاع الاتصالات الذي تسيطر عليه المليشيا الحوثية عن عدم ثقة النظام الإيراني بها كذراع مخلصة لتنفيذ مشروعه التوسعي في المنطقة، بينما يرى مراقبون في هذه العملية مدى انصياع الجماعة لطهران وأجندتها مهما تكتمت على ذلك وحاولت إظهار نفسها كصاحبة قرار مستقل.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الملیشیا الحوثیة أجهزة ومعدات
إقرأ أيضاً:
كرت تفاوض: حكومة المليشيا: مقاربات وخيارات
بكل الحسابات والتقديرات السياسية ، فإن ما (تهورت) مليشيا الدعم السريع المتمردة وحلفاءها بإعلانه (27 يوليو 2025م) ليس تشكيلة حكومية ، أو سلطة ذات قيمة أو أثر ، أو حتى رسالة اعلامية آنية ، وإنما المقصد والهدف هو وضع (شرط جديد في حلقات التآمر السياسي والاجندة الخبيثة)، وهى خطوة تتطلب من الحكومة خطوات تصعيدية أكثر من التعامل مع ردود الافعال ، بل لابد من وضع أجندة..
لقد استبقوا إجتماع الرباعية في واشنطن ليكون هذا الجند ضمن سياقات نقاشاتها واهتماماتها أو على الأقل إثارة المخاوف أو طرح خيارات علي طاولة التفاوض ، وعلينا أن نشير للآتي:
أولا: ليس في إمكان مليشيا الدعم السريع المتمردة وبعد كل انتهاكاتها وجرائمها أن تكون جزءا في اي معادلة سياسية أو حوار وطني ، ولا يمكن القبول بها داخليا أو خارجيا ، وهذا خيار قاس على الداعمين لها من القوى الاقليمية وبعض الاطراف الدولية المتآمرة ، ولهذا اقترحوا هذه الخطوة ، بعد أن فشلت مخططات سحب الاعتراف من الحكومة السودانية ، فلم يعد امامهم سوى تكوين خيال (مآته) أو (همبول)..
وثانياً: هذه خطوة ضمن سياقات حديث الأطراف ، وبعد ان تداعت قدرات المليشيا المجرمة عسكرياً ولم يعد الحديث عن سيطرة عسكرية وارداً تم التعجيل بفكرة حكومة المليشيا للقيام بذات مهمة المليشيا دون وجه عسكري وإنما اطراف كلهم من خارج الميدان العسكري ، وحتى حميتي هناك حديث عن اعتذاره ولم يكن الأمر سوى تأجيل دخوله المسرح ، من جديد..
وثالثاً: فمن واضح أن المليشيا المتمردة قطعت العشم في اى دور لمجموعة دكتور حمدوك (صمود) ، فقد اخذت منهم غالب مسمياتهم ، وبدلاً عن الحديث من خلالهم ، فإن المليشيا وداعميها شكلوا هيكلاً وهمياً جديداً..
هذا الواقع السياسي الجديد كان حاضراً في الكثير من دوائر القرار في كثير من الدول العربية والافريقية والمحافل الدولية ، ولذلك جاءت ردة الفعل مباشرة ، رافضة ومستنكرة خطوة المليشيا ، بل اضافت تلك البيانات وردود الافعال ثلاثة نقاط مهمة:
– دعم سيادة ووحدة السودان واراضيه..
– تأكيد الاعتراف بالحكومة السودانية ومؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية..
– الترحيب بحكومة الدكتور كامل ادريس رئيس الوزراء كواجهة مدنية وقائدة للانتقال المدني..
ومع تفاوت المواقف بين القوة والوضوح وبين الاحاديث المواربة ، فإن مواقف بعض الأطراف السياسية السودانية تكشف المستور..
– نشرت احزاب (الأمة القومي والحزب الشيوعي السوداني) بيانات رافضة لحكومة المليشيا المجرمة ، ولكن المثير للدهشة اعلانهم عدم اعترافهم بحكومة السودان كذلك ، وهذا هو الموقف والمنطلق الذي تسعى إليه القوى المتآمرة ضد السودان ، اى المساواة بين مؤسسات الدولة وتشكيل مليشي بربري..
وبكل الحسابات فإن حزب الأمة القومي شريك في حكومة المليشيا ، ورئيسه فضل الله ناصر طرف فاعل ، ولكن لماذا وقع الحزب الشيوعي في هذا الفخ ؟ هل مجرد معاداتهم للجيش السوداني سبب واجه لتأييد هذا المخطط التآمري الاستعماري..
على القوى الوطنية استعادة رؤيتها والمصالح الكبرى وتجاوز رهانات افعال (الناشطين)..
– قصور الأحزاب والتيارات السياسية والوطنية في توصيف ما يجري والتعامل معه بموقف واحد ، يتجاوز حالة الاستقطاب إلى وحدة وطنية جامعة..
لقد ادى تباعد الأطراف الاقليمية إلى افشال مخطط بعض أطراف الرباعية ، لكن المؤامرة قائمة ، والسعي مستمر ، في محاولات تليين المواقف ، مما يقتضى تحرك اسرع من الحكومة السودانية والقوى السياسية والمجتمعية ، واول الخطوات: كشف ابعاد ومخططات القوى المعادية للسودان وتحركاتها ، وعلى وزارة الخارجية السودانية عقد مؤتمر صحفي عاجل لكشف ما جرى وفضح المواقف الاماراتية والاطراف وتنوير البعثات المقيمة بالسودان ، وهذا على الأقل لقطع الطريق أمام تحركات اخرى ، فقد وصل العاصمة البريطانية لندن امس وفد من مجموعة صمود ، وهم فى القياس رافعة سياسية للمليشيا المتمردة وخطابها ، مما يستدعي رسالة حاسمة من السلطة السياسية في البلاد..
وثانيها: توافق القوى السياسية والمجتمعية السودانية على بيان واحد ، من نقاط ثلاث (لا مساس بوحدة السودان وارضه وشعبه ، لا مساس بمؤسسات الدولة السودانية وعلى راسها الجيش السوداني ، وكامل الدعم والمساندة الانتقال السياسي وحكومة دكتور كامل ادريس)..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
30 يوليو 2025م