قال الرئيس التنفيذي الجديد لشركة "آلات" التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والعاملة في مجال أشباه الموصلات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إن السعودية ستسحب استثماراتها من الصين إذا طلبت منها الولايات المتحدة ذلك، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ".

ووفقا للوكالة، قال أميت ميدا، الرئيس التنفيذي لـ"آلات"، وهي شركة استثمارية مدعومة برأسمال قدره 100 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان: "حتى الآن كانت الطلبات هي إبقاء سلاسل التصنيع والتوريد منفصلة تمامًا، ولكن إذا أصبحت الشراكات مع الصين مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة، فسنسحب استثماراتنا".

وأوضحت الوكالة أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا نظراءهم السعوديين أنهم بحاجة إلى الاختيار بين التكنولوجيا الصينية والأميركية لأنهم يهدفون إلى بناء صناعة أشباه الموصلات في المملكة، بحسب "بلومبرغ"، التي ذكرت أن هذا كان "جزءا من المحادثات الجارية حول مجموعة من قضايا الأمن القومي بين البلدين".

وقال ميدا في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" على هامش المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن في كاليفورنيا: "نسعى إلى شراكات موثوقة وآمنة في الولايات المتحدة التي تعتبر الشريك الأول بالنسبة لنا والسوق رقم واحد في مجال الذكاء الاصطناعي والرقائق وأشباه الموصلات."

وأضاف ميدا أن شركة "آلات" ستعلن في الوقت نفسه عن شراكات مع شركتين أميركيتين للتكنولوجيا، بحلول نهاية يونيو، وستشارك في الاستثمار مع شركة أميركية. ورفض التعليق على الشركات المشاركة في تلك المحادثات أو ما إذا كانت تركز على الذكاء الاصطناعي أو الرقائق أو مزيج من الاثنين.

وذكرت الوكالة أن السعودية تتنافس على الريادة الإقليمية في مجال التكنولوجيا المتقدمة، على أمل إنشاء مراكز بيانات وشركات الذكاء الاصطناعي وتصنيع أشباه الموصلات.

وأوضحت أن طموحات المملكة تأتي في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بالتدقيق بشكل متزايد في علاقات الشرق الأوسط مع الصين، بسبب المخاوف من أن دول مثل السعودية والإمارات يمكن أن تكون بمثابة قنوات لبكين للوصول إلى التكنولوجيا التي تُمنع الشركات الصينية من شرائها من الولايات المتحدة.

ووفقا للوكالة، طلبت الولايات المتحدة بالفعل من شركة الذكاء الاصطناعي  G42، ومقرها أبو ظبي، التخلص من التكنولوجيا الصينية، مقابل استمرار الوصول إلى الأنظمة الأميركية التي تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ومهدت هذه الاتفاقية الطريق لاستثمار شركة "مايكروسوفت" بقيمة 1.5 مليار دولار في G42.

وفي فبراير الماضي، أعلن مجلس إدارة شركة "آلات" تعيين أميت ميدا رئيساً تنفيذياً للشركة، بحسب وكالة الأنباء السعودية، التي أوضحت أن أميت "يُعد أحد رواد الأعمال العالميين، إذ ساهم في بناء شركات عدة وقيادة التحول فيها خلال المهام القيادية التي تولاها في الصين والولايات المتحدة والهند وسنغافورة ودول أخرى".

ووفقا للوكالة السعودية، تعمل "آلات على تعزيز قدرات القطاع التقني مستفيدةً من التطور السريع الذي يشهده القطاع في المملكة، لتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية وتمكين القطاع الخاص من خلال التعاون مع الشركات العالمية الرائدة في مجال تصنيع التقنيات".

وأوضحت الوكالة أن "آلات ستركز على قيادة التحول في القطاعات العالمية، مثل الإلكترونيات والصناعات المتقدمة، وإنشاء مركز تصنيع بمعايير عالمية في المملكة، كما ستتبع الشركة ممارسات التصنيع المستدامة لمساعدة الشركات العالمية على تقليل انبعاثاتها وتسريع وتيرة العمل نحو تصنيع خالٍ من الكربون".

وقال ميدا عند تعيينه رئيسا تنفيذيا للشركة: "تتمثل مهمة آلات في تحويل القطاعات العالمية لتصنيع الإلكترونيات والصناعات المتطورة من خلال إنشاء مركز تصنيع مستدام يستفيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر في المملكة".

وفي ديسمبر الماضي، ذكرت وكالة بلومبرغ، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أجبرت صندوق رأس مال استثماري تابع لأرامكو السعودية على بيع أسهمه في شركة ناشئة لرقائق الذكاء الاصطناعي في سيليكون فالي يدعمها المؤسس المشارك لـ "OpenAI"، سام ألتمان.

وأوضحت الوكالة أن هذا قد يحمل آثارا أوسع على استثمارات المملكة المتنامية في التكنولوجيا الأميركية.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر لبلومبرغ إن شركة "Prosperity7"، وهي المستثمر الرئيسي في جولة تمويل جمعت 25 مليون دولار لشركة "Rain AI" في عام 2022، باعت أسهمها في الشركة الناشئة بعد مراجعة أجرتها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة "CFIUS".

وذكرت المصادر التي طلبت من "بلومبرغ" عدم الكشف عن هويتها، لأن المعلومات خاصة، أن "CFIUS"، وهي الهيئة الرقابية الأميركية الرئيسية للصفقات التي لها آثار على الأمن القومي، أصدرت تعليمات للصندوق السعودي بإلغاء هذه الصفقة في وقت ما خلال العام الماضي. 

وتعمل الولايات المتحدة على تشديد التدقيق في نشاط صناديق الثروة في الشرق الأوسط، كجزء من الكبح المتزايد تجاه الكيانات التي يُعتقد أن لها علاقات وثيقة مع الصين، بحسب الوكالة.

وأفادت "بلومبرغ نيوز" أن "CFIUS" تراجع عدة صفقات بمليارات الدولارات هذا العام بسبب مخاوف من أنها قد تشكل مخاطر على الأمن القومي.

وتعد "Rain AI"، الممولة جزئيا من ألتمان، شركة ناشئة تصمم شرائح الذكاء الاصطناعي المستوحاة من الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري.

وباعت "Prosperity7" حصتها في الشركة لصالح شركة "Grep VC" الاستثمارية في وادي السيليكون، وفقا لشركة البيانات "PitchBook".

وسعت بكين إلى تعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط بينما تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة وأوروبا. وفي نوفمبر، وقعت الصين والسعودية اتفاقية مبادلة عملات محلية بقيمة حوالي 7 مليارات دولار.

كما استثمرت شركة أرامكو السعودية، التي تسيطر على شركة "Prosperity7"، مليارات الدولارات في قطاع الطاقة الصيني حتى في الوقت الذي تحاول فيه المملكة جذب شركات التكنولوجيا الصينية، بحسب بلومبيرغ.

وتعتبر عمليات البيع التي قام بها صندوق "Prosperity7"، وهو صندوق رأس مال استثماري بقيمة مليار دولار مملوك لشركة "Aramco Ventures"، ملحوظة بسبب حملة البيت الأبيض لاحتواء التفوق التكنولوجي للصين، ويركز هذا المسعى بشكل خاص على أشباه الموصلات التي ستقود الابتكارات المستقبلية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وفق الوكالة.

مع ذلك، يعمل ألتمان على جمع مليارات الدولارات لمشروع جديد لرقائق الذكاء الاصطناعي للتنافس مع شركة "Nvidia Corp"، وقد سافر إلى الشرق الأوسط لجمع الأموال لمشروع يحمل الاسم الرمزي "Tigris" (أي دجلة)، حسبما أفادت بلومبرغ نيوز هذا الشهر. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت "Rain AI" مرتبطة بهذا الجهد من عدمه، ولا تزال تقنيتها في مرحلة مبكرة من التطوير.

وفي حين تهيمن "Nvidia" على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، تنضم "Rain AI" وألتمان إلى العشرات من الشركات الناشئة من آسيا إلى أوروبا التي تتطلع إلى تصميم شرائح يمكن أن تكون أرخص وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

وحظرت الولايات المتحدة مبيعات الرقائق عالية الأداء المطلوبة لتطوير الجيل القادم من خدمات الذكاء الاصطناعي للصين، مما يعيق طموحات الصين للمنافسة في هذا المجال المزدهر.

ومع ظهور "تشات جي بي تي" الذي قدمته شركة "OpenAI"، كان هناك قلق بشأن احتياج مراكز البيانات التي تنشئ نماذج كبيرة للذكاء الاصطناعي إلى طاقة مفرطة.

وتهدف "Rain AI" وغيرها من الشركات الناشئة في مجال تصنيع الشرائح إلى إعادة خلق معالجة البيانات لتقليل الحاجة إلى عمليات النقل وخفض استهلاك الطاقة.

وفي حين أن ألتمان هو من أوائل المستثمرين في "Rain AI"، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان لا يزال نشطا في الشركة أو كيف يتابع تلك التكنولوجيا حاليا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة أشباه الموصلات الشرق الأوسط ملیار دولار الوکالة أن فی المملکة فی مجال

إقرأ أيضاً:

ثقافة سعودية

وسط تأهب شباب وفتيات المملكة للتنافس مع أكثر من 70 منتخبًا دوليًا في مجالات العلوم والهندسة، لم تغب الثقافة السعودية عن مرافقتهم في رحلتهم العلمية إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية للمشاركة في معرض آيسف الدولي 2024، تمثّل ذلك في عدة أوجهٍ لها ما بين حسن تعاملٍ وخلق، وأزياء تمثّل هويتنا، وأطعمةٍ تنقل صورةً مبسطةً عن موائدنا في مقدمتها الكليجا والتمر الذي احتضنها جناح موهبة وجذبت زواره. الحضور اللافت للجناح السعودي داخل المعرض جذب الأنظار إليه بتصميمه الفريد النابع من ثقافتنا السعودية، وتنوعه بمأكولات الضيافة التقليدية المتمثلة بالتمر، والكليجا، والمعمول والقهوة السعودية، ما أتاح الفرصة للفريق السعودي للتعريف بتلك المأكولات، من حيث المكونات وطرق الإعداد، ولتسليط الضوء على الصناعات التحويلية التي تستند إلى التمور، التي تعد المملكة أبرز مصدريها عالميًا.

مقالات مشابهة

  • ثقافة سعودية
  • مخاوف من تراجع الجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب لصالح دعم إسرائيل وأوكرانيا
  • «أوبن إيه آي» تفكك فريقا مخصصا للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي
  • ماذا غاب عن المتشائمين بشأن الذكاء الاصطناعي
  • كيف ستدر جولة العصور لتايلور سويفت أكثر من مليار دولار على الاقتصاد البريطاني؟
  • بوليتيكو: بايدن يواجه صعوبة فى تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل وإدانة الهجمات فى غزة
  • وزير: تطور إيجابي في العلاقات التجارية بين أنقرة وواشنطن
  • "مبادلة للاستثمار" تشكل ملامح المستقبل بـ "استثمارات نوعية"
  • إيكونوميست: ماذا يعني التحالف الروسي الصيني المناهض للولايات المتحدة عمليا؟
  • رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي للجزيرة نت: إنشاء صندوق استثماري عالمي بـ100 مليون دولار