إستراتيجية رائدة لتطوير قطاع العمل وتمكين الكوادر الوطنية في صناعة مستقبل واعد
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
الرياض : واس
ترتكز الرؤية الإستراتيجية لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تعزيز كفاءة وفعالية سوق العمل من خلال تطبيق القوانين واللوائح التي تحمي حقوق العمال، مع توفير بيئة عمل آمنة وصحية، وكذلك تطوير الكوادر الوطنية من خلال برامج تدريبية وتأهيلية، وتمكينهم من الحصول على الفرص الوظيفية المناسبة، معتمدةً على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التنموية، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة وتحقيق التوازن في سوق العمل، وفق رؤية المملكة 2030.
وحققت منظومة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال عام 2023 العديد من المنجزات في قطاع العمل، حيث تم تدريب أكثر من 1,000 من الموظفين الحكوميين في جهات عالمية، وذلك ضمن مبادرة تطوير القيادات في الجهات الحكومية؛ بما يسهم في رفع كفاءة هذه القيادات، فيما تجاوز مؤشر الارتباط الوظيفي لموظفي الخدمة المدنية مستهدف العام 2022 البالغ 74.5% محققاً 76%، والذي يرصد دعم رأس المال البشري وتعزيز الأداء الحكومي والابتكار لموظفي القطاع العام.
ولتعزيز قدرات الكوادر الوطنية؛ أطلقت الوزارة العديد من البرامج والمبادرات، منها الحملــة الوطنيــة للتدريــب (وعــد) التي تهــدف إلــى تحــفيز القطــاع الخــاص علــى التدريــب، كما تم تدريــب 16 ألــف متــدرب مــن مختلــف القطاعــات، ضمــن مبــادرة مســرعة المهــارات التي تسعى لرفــع كفــاءة الموظفيــن الســعوديين فـي القطـاع الخـاص، وفـي القطاعـات ذات التـأثير الأكبر علـى الناتــج المحلــي ونســب التوظيف، إضافةً إلى تدريــب 10.419 متدربــاً ضمــن برنامــج ثقافــة العمــل الحــر والتدريــب المتخصــص، وكذلك توظيف وتدريب أكثر من 500 من ذوي الإعاقة في سوق العمل خلال عام 2023، بما يسهم في اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل.
ومن أبرز إنجازات التحول الوطني في قطاع العمل، إطلاق البرنامج الوطني الشامل للتبليغ عن حوادث وإصابات العمل والأمراض المهنية؛ لتوفير بيئة عمل آمنة وصحية لجميع العاملين في المملكة، وكذلك تدشين حملة (#عالوقت) الخاصة ببرنامج حماية الأجور ضمن مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل، والتي تابعت ورصد ما يزيد على 700 ألف منشأة بنظام حماية الأجور لأكثر من 9 ملايين موظف بالقطاع الخاص.
وأسهمت برامج التحول في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في انخفاض نسبة البطالة من 12.8% في 2017 إلى 8.6 خلال الربع الثالث من العام الماضي، مع تحسن ظروف العمل للوافدين بنسبة وصلت إلى 73% العام الماضي مقارنة بـ 39.7% في 2020، وارتفاع نسبة المنشآت المتمثلة في نظام السلامة والصحة المهنية من 15% في 2019 إلى 71.27% خلال عام 2023، وكذلك زيادة نسبة الامتثال بنظام حماية الأجور إلى 86.9% في الربع الثالث من العام الفائت مقارنةً بـ 50% في عام 2017، وزيادة نسبة العاملين من الأشخاص ذوي الإعاقة القادرين على العمل من 7.7% في عام 2016 إلى 12.6 خلال النصف الأول من عام 2024.
وقدمت منظومة العمل والتنمية الاجتماعية عدداً من المبادرات لدعم تمكيـن المرأة العاملة السعودية مـن الالتحاق بسـوق العمل والاســتمرارية فيه، حيث استفادت 234,344 مواطنة عاملة في القطاع الخاص من مبادرة دعم وتسهيل نقل المرأة (وصول)، كما اســتفادت 26,363 من السعوديات بالقطـاع الخـاص مـن دعـم تكاليـف ضيافـة أطفالهـن في المراكز المعتمدة؛ ضمـن مبادرة تـوفير خدمات رعاية الأطفال (قــرة)، إلى جانب تدريب 25 ألـف متدربـة ضمن مبــادرة التدريـب الموازي لمتطلبات سـوق العمل، والتي تهـدف إلــى دعــم التمكيـن الوظيفي للمرأة وزيادة مشاركتها في سـوق العمل.
وارتفعت حصة المرأة في سوق العمل إلى 34.2% خلال الربع الثالث من عام 2023 مقارنةً بنسبة 21.2% في عام 2017، وزادت نسبة النساء في المناصب الإدارية العليا والمتوسطة من 28.6% في عام 2017 إلى 43.7% خلال الربع الثالث من العام المنقضي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: العمل الكوادر الوطنية الموارد البشرية سوق العمل صناعة المستقبل قطاع العمل والتنمیة الاجتماعیة الربع الثالث من فی سوق العمل فی عام عام 2023
إقرأ أيضاً:
من سقوط نوكيا إلى صعود الشركات الناشئة .. كيف أصبحت فنلندا رائدة في قطاع التكنولوجيا؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
نجحت فنلندا، وهي الدولة الإسكندنافية ذات الطقس المتجمد على مدار أغلب أشهر السنة، في تحويل ظروفها المناخية القاسية إلى ميزة تنافسية جعلتها وجهة مفضلة لاستثمارات مراكز البيانات العالمية.
فخلال الـ15 عاماً الماضية، شهدت البلاد توسعاً كبيراً في مراكز البيانات التي تعتمد على المياه الباردة لمنع ارتفاع حرارة خوادمها الضخمة.
ومن بين أبرز المستثمرين، شركة غوغل، التي ضخت أكثر من 4.5 مليار دولار في فنلندا، معظمها في موقع تابع لها على ساحل الجنوب بمدينة هامينا، حيث تم تحويل مطحنة ورق سابقة إلى منشأة بيانات متطورة.
أما مدينة كوفولا الصغيرة الواقعة في الداخل، فستحتضن العام المقبل مركز بيانات جديد تابع لتيك توك، باستثمار يُقدّر بمليار دولار، وفقاً لتقرير FOX Business.
مناخ فنلندا سلاح ذو حدين
وقالت رئيسة بلدية كوفولا ماريتا تويكا: "من منظور مراكز البيانات، لدينا كل ما تحتاجه من خدمات حكومية فعالة، وسرعة في الحصول على تصاريح البناء، ومساحات كبيرة من الأراضي المناسبة للاستخدام الصناعي. نتمتع بمناخ بارد، وطاقة متجددة بأسعار معقولة، ونظام ضريبي تنافسي، إلى جانب مجتمع آمن ومستقر واتصالات لوجستية ممتازة.
وتأتي مراكز البيانات أيضاً بفائدة بيئية للمجتمعات المجاورة، حيث تُستخدم الحرارة الناتجة عنها في أنظمة التدفئة المركزية لتدفئة المنازل خلال الشتاء. فعلى سبيل المثال، يستطيع مركز بيانات جديد لشركة تيليا في العاصمة هلسنكي استرجاع ما يصل إلى 90% من الحرارة التي يولدها، وهي كمية تكفي لتدفئة 14 ألف منزل مزدوج.
من جانبه، قال، مدير الإنتاج لأنظمة التبريد والأتمتة في شركة تيليا، كالي هاسو، في بيان صحفي: "في فنلندا، نمتلك ميزة المناخ البارد وإمكانية التبريد المجاني شبه الدائم على مدار السنة. استخدام الحرارة المهدرة من مراكز البيانات هو مثال ممتاز لحل مستدام وخالٍ من الانبعاثات لإنتاج الحرارة.
رغم أن أبرز شركات التكنولوجيا الفنلندية اشتهرت بمنتجات مثل خاتم "أورا" الذكي القابل للارتداء، والألعاب الإلكترونية الشهيرة مثل "أنغري بيردز" و"كلاش أوف كلانز"، إلا أن فنلندا أصبحت أيضاً مركزاً حيوياً لتطوير التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الخضراء، والدفاع، والألعاب، والابتكار في مجالات الصحة.
وفي قلب العاصمة الفنلندية هلسنكي، يقع مركز الشركات الناشئة Maria 01، الذي يوفّر مساحة تزيد عن 215 ألف قدم مربع لرواد الأعمال في مجال التكنولوجيا لإطلاق أفكارهم.
"سقوط نوكيا" بداية الانطلاق
لكن لحظة محورية واحدة في التاريخ الاقتصادي الحديث لفنلندا كان لها تأثير عميق في رسم ملامح مشهد الشركات الناشئة الحالي — وهي سقوط شركة نوكيا.
فشركة الهواتف المحمولة الفنلندية، التي كانت يوماً من أشهر العلامات التجارية في العالم، شهدت تراجعاً سريعاً في أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة، بعد فشلها في مواكبة الابتكارات في الهواتف الذكية وأنظمة التشغيل التي قدمتها شركتا أبل وسامسونغ.
من الصعب التقليل من أهمية شركة نوكيا بالنسبة لفنلندا في وقتٍ من الأوقات. فوفقاً لمعهد الأبحاث الاقتصادية الفنلندي "إيتلا" (Etla)، كانت نوكيا تمثل ما يزيد قليلاً عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي لفنلندا، و23% من إجمالي صادرات البلاد في عام 1999.
وعندما ساءت الأوضاع، خسر حوالي 60,000 شخص وظائفهم في فنلندا نتيجة لتسريحات نوكيا والصناعات المرتبطة بها، لكن ذلك كان بمثابة نقطة انطلاق لعدد لا يحصى من الشركات التكنولوجية الجديدة.
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ Maria 01ساريتا رونيبيرغ إن "نوكيا كانت أمراً عظيماً للبلاد، وسقوطها كان مروعاً، لكن هذا السقوط ساعد على تطوير منظومة الشركات الناشئة لدينا."
وفي أكتوبر تشرين الأول من كل عام، تحتفل العديد من الشركات الناشئة في فنلندا بـ"يوم الفشل"، وهو احتفال فريد من نوعه أسسه طلاب جامعيون لتشجيع رواد الأعمال على اعتبار الفشل السابق جزءاً أساسياً من طريقهم إلى النجاح المستقبلي.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام