عربي21 ترصد الردود الإسرائيلية بعد العودة لجباليا وحي الزيتون
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
صدرت حملة من ردود الفعل الإسرائيلية "المحبطة"، ونداءات من أمهات الجنود اللواتي عبرن عن عدم الثقة في قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية، وذلك بعد عودة جيش الاحتلال لعمليات في نفس الأماكن التي سبق أن غزاها في قطاع غزة.
آفي اشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف نقل عن "ياعيل، وهي أم لأحد مقاتلي وحدة الكوماندوز في جيش الاحتلال، أنها "تشعر بانكسار وهي ترى التقارير والتحليلات من عدم اتخاذ القرار في اليوم التالي لقطاع غزة، الأمر الذي يؤدي لمقتل جنود لا داعي له".
وتابعت: "ينفطر قلبي عندما أرى كيف يدخل الجنود ويموتون ويصابون مرارا وتكرارا في نفس الأماكن في غزة، فقط بسبب المماطلة لاعتبارات سياسية حزبية، الآن جباليا والزيتون مرة أخرى، وهكذا سيكون في كل حي فلسطيني، لقد قاتلوا بالفعل، فما الداعي للعودة من جديد".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أبناءنا الجنود في غزة يدفعون ثمن تجنب اتخاذ القرارات، والنتيجة أن حماس سوف تتعافى، وباعتبارنا أمهات يؤمنّ بالخدمة العسكرية، لكننا نشعر بالإحباط، لأن حياة أبنائهن يتم التلاعب بها في لعبة سياسية حزبية، ابني فقد أصدقاءه في غزة، والعديد منهم أصيبوا بجروح خطيرة، ولن يتعافوا قريبًا، لقد كان في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر، ولأشهر طويلة في غزة".
وأكدت أن "ابنها يبلغها من ساحة القتال في غزة أنه والعديد من رفاقه الجنود لا يثقون في القيادة، غاضبون جدًا جدًا لأنهم لم يستغلوا تضحياتهم الهائلة من أجل إعادة المختطفين، نحن كعائلات نؤمن بالخدمة العسكرية في الجيش، لكني لا أنا ولا أنت ولا جميع الآباء يريدون أن ينتهي بهم الأمر برفض الخدمة العسكرية، ولكن إذا لم نتحرك الآن، فإننا سوف ننتهي إلى هذه الزاوية، يجب تسمع الدولة أصواتنا، لقد توجهت أنا وباقي الأمهات للوزراء، لكنهم يرفضون الاستماع إلينا".
محافل عسكرية إسرائيلية أكدت لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "عودة الجيش إلى جباليا والزيتون من جديد تؤكد عدم ثقته فيما أعلنه سابقاً بشأن توجيهه ضربة قاسية وقوية لحماس سابقاً، واليوم يحاول تنفيذ غارات بغرض "جز العشب" كما هو الحال في الضفة الغربية، لكن قادة الجيش يقولون اليوم أن المشكلة في غزة أن العشب تحول إلى غابة، وحجم البنية التحتية لحماس أكبر بكثير من الضفة الغربية، وفي الوضع الحالي، نجد أنفسنا في غزة، تماماً كما في جنوب لبنان، أو أسوأ من ذلك فيتنام، حيث قُتلوا على تلال تم احتلالها مراراً وتكراراً".
القائد السابق للقيادة الوسطى بجيش الاحتلال الجنرال غادي شامني، أكد لصحيفة إسرائيل اليوم في مقابلة ترجمتها "عربي21"، أن "قرار اجتياح رفح والعودة من جديد للأحياء الفلسطينية في غزة هو عمل سياسي من قبل هذا الائتلاف الحكومي الذي يجب أن يستقيل، ويخرج من الحياة العامة"، مطالبا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالاستقالة، لأنه "في كل يوم يقضيه في منصبه يتسبب بأضرار".
في سياق متصل، وعقب العودة من جديد الى أحياء غزة وجباليا، فقد صدرت أصوات في المؤسسة الأمنية للاحتلال التي تواصل انتقاد حقيقة امتناع المستوى السياسي عن اتخاذ القرار بشأن اليوم التالي في غزة، وعلى هذه الخلفية، فإن الجيش غير قادر على إنشاء بديل حاكم لحماس، وبدلا من ذلك يعود مجددا إلى أحياء فلسطينية سبق أن قاتل فيها.
آفي أشكنازي، المراسل العسكري لصحيفة معاريف، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "حماس تستغل هذا الإرباك لدى القيادة الإسرائيلية للعمل باستمرار لاستعادة قدراتها في الأماكن التي عمل فيها الجيش في بداية المناورة البرية، لأن من يطعم الناس في غزة لديه فرصة للحكم، حتى أن أوساط الجيش تؤكد القول أننا حتى لو أنهينا عمليتنا في رفح، وقمنا بتفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، ولكن إذا لم يكن هناك من يقبل إدارة المنطقة، فستحاول حماس مواصلة إعادة التأهيل والعمل".
يوسي ميلمان الخبير العسكري والأمني الإسرائيلي في صحيفة هآرتس، يستهزئ من عودة جيش الاحتلال لتنفيذ عملية برية في جباليا، قائلا إننا أ"مام حرب لا تنتهي، يرجى منكم تصحيحي، ألم نستولي على جباليا منذ بضعة أشهر، هل أنا مخطئ، أم لا؟".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "عودة الجيش لذات المناطق التي غزاها سابقا في غزة يؤكد أن المستويين العسكري والسياسي يتخذان خطوات مختلف عليها، ونتائجها تصعّب إنهاء الحرب، بل يشوّش على الجنود والضباط، والنتيجة هي فشل الجيش في معظم مناطق القطاع، وبخسائر كبيرة، مما يعني أن الجيش اليوم ينفذ عملياته العسكرية بدوافع اعتبارات حزبية وغطرسة شخصية وتصور متوهم لدى القيادة السياسية، ينجم عنها أضرار كبيرة".
دورون ماتسا الخبير الاستراتيجي في صحيفة معاريف، أكد أن "رفح هي فخّ للجيش، ليس فقط لأنها لن تؤدي لانهيار حماس وإطلاق سراح المحتجزين، بل ستؤدي لتآكل مزيد من نقاط قوة الاحتلال، وستعمّق نجاحات الخصم".
أور هيلر مراسل القناة 12 للشئون العسكرية كشف في تغريدة ترجمتها "عربي21" أن "ما تم التهامس به في الغرف المغلقة في الأشهر الماضية، أصبح تصريحا واضحًا وشبه رسمي هذا الصباح، وهو أنه بدون إقامة بديل حكومي لحماس من قبل المستوى السياسي، فقد كان محكومًا على جنودنا بالعودة مرارًا وتكرارًا إلى جباليا والزيتون وبقية الأحياء، بينما القطاع يتحول إلى صومال، وساعة الشرعية الدولية تنفد".
من الواضح أن هذه الانتقادات الاسرائيلية الموجهة للقيادتين السياسية والعسكرية عقب العودة الى مناطق جباليا وحي الزيتون ومدينة رفح، تؤكد أن الاحتلال يعيش وهماً حقيقيا بالقدرة على تحطيم التوازن مع حماس، وكسر قوة صمودها، ولا يعبر ذلك سوى عن خطاب انفعالي ليس أكثر، لأن عمليات الجيش في اليومين الأخيرين ليست سوى خطوات محدودة ورمزية على الأغلب لأغراض داخلية وعلاقات عامة، ولا تعتبر صورة انتصار، بل عملية يائسة تدل على فقدان القدرة والرغبة في اتخاذ قرار استراتيجي لإنهاء الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة جباليا الحرب غزة الاحتلال الحرب احباط جباليا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من جدید فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحرب على غزة تربك البنية النفسية لقوات الجيش الإسرائيلي
القدس المحتلة- في خضم الحرب المستمرة على قطاع غزة، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه أمام تحديات غير مسبوقة، تتجاوز ساحات المعارك إلى عمق الجبهات الداخلية، ليس فقط على صعيد العتاد والخطط، بل في البنية النفسية والإنسانية للجنود أنفسهم.
إذ دفعت أزمة حادة في القوى البشرية الجيش إلى اتخاذ قرارات استثنائية، من بينها استدعاء جنود مصابين باضطرابات ما بعد الصدمة وأشخاص يعانون إعاقات نفسية دائمة، للمشاركة مجددا في العمليات القتالية، في وقت يشهد فيه الجيش تآكلا واضحا في قدراته البشرية والمعنوية.
وتكشف تقارير صحفية إسرائيلية، من بينها تقرير نشرته صحيفة هآرتس، عن تداعيات نفسية خطيرة بين صفوف الجنود، وسط ارتفاع حالات الانتحار والانهيار النفسي.
وحسب الصحيفة، فإنه حتى نهاية عام 2024، سجلت على الأقل 35 حالة انتحار في صفوف الجنود منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما صنفت وزارة الأمن الإسرائيلية نحو 9 آلاف جندي معاقين نفسيا منذ بدء العمليات، وهو ما يسلط الضوء على الكلفة البشرية الباهظة للحرب.
ووفق معطيات وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن قسم إعادة التأهيل يعالج نحو 78 ألف جريح من حروب مختلفة، بينهم أكثر من 26 ألفا يعانون إصابات نفسية، منهم نحو 11 ألف حالة مشخصة باضطراب ما بعد الصدمة، ومنذ اندلاع الحرب في غزة، أُضيف إلى هذا الرقم نحو 17 ألف جريح جديد، بينهم قرابة 9 آلاف مصابون بإعاقات نفسية.
بات الجيش الإسرائيلي عالقا بين ضغوط التوقعات السياسية والعسكرية واستنزاف القوى البشرية والنفسية، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، إذ يواجه تحديات متصاعدة أبرزها نقص العتاد، وتراجع عدد الجنود، وتصاعد التهرب من الخدمة، خصوصا بين الحريديم، مما يثير شكوكا حول قدرته على خوض حرب موسعة جديدة في غزة.
إعلانواستعرض محللون التأثيرات النفسية للحرب على الجنود الإسرائيليين، وتداعيات ذلك على أداء الجيش واستعداده لخوض جولات جديدة من القتال، في ظل أزمات متفاقمة ومخاطر إستراتيجية متصاعدة.
أزمة عميقةكشف الصحفي الاستقصائي في صحيفة هآرتس، توم ليفينسون، عن معطيات صادمة تعكس عمق الأزمة التي يعانيها الجيش الإسرائيلي على صعيد القوى البشرية والنفسية، في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.
وحسب التحقيق، فإن الجيش اضطر بسبب النقص الحاد في المقاتلين لاستدعاء جنود من الاحتياط، بعضهم يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة وحتى إعاقات عقلية دائمة، الأمر الذي تسبب في وقوع مآسٍ إنسانية، بينها حالات انتحار مؤكدة.
وأشار ليفينسون إلى أن الجيش الإسرائيلي جند جنودا مصابين بأمراض نفسية في وحدات قتالية، دون إجراء تقييمات صحية دقيقة، خشية أن تكشف الفحوصات عن أزمة واسعة في صفوف الاحتياط. ونتيجة لذلك، أعيد تجنيد مئات المصابين رغم إدراك الجيش لخطورة حالاتهم، وقال أحدهم: "أنا في خطر… قد أؤذي نفسي أو الآخرين".
وأوضح ليفينسون أن هذه المعطيات المتراكمة تُنبئ عن أزمة ممتدة ومعقدة يعيشها الجيش الإسرائيلي، لا تقتصر على الجبهة القتالية، بل تفتك بالبنية الداخلية النفسية للمؤسسة العسكرية، وتطرح علامات استفهام كبيرة حول قدرة الجيش على الاستمرار في حرب طويلة، وسط نزيف صامت في الأرواح والعقول.
واستشهد بجنازة في أبريل/نيسان الماضي، حيث احتشد المئات في المقبرة العسكرية "كريات شاؤول" بتل أبيب لتشييع جنازة عسكرية، بدت للوهلة الأولى كغيرها من الجنازات المتكررة منذ بدء الحرب، لكن الجندي لم يُقتل في المعركة بل انتحر، ولم يعلن اسمه أو يسمح بتغطية إعلامية، وتعد حالته واحدة من عدة حالات انتحار رفض الجيش حتى الآن الإفصاح عن أعدادها العام الحالي.
وتسلط هذه الحادثة الضوء، بحسب ليفينسون، على خلل بنيوي في التنسيق بين وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، الذي لا يمتلك حتى اليوم قاعدة بيانات محدثة تشمل جميع المصابين نفسيا الخاضعين للعلاج في قسم إعادة التأهيل التابع للوزارة، مما يجعل من السهل أن يعاد استدعاء الجنود المصابين دون علم الوحدات العسكرية بذلك.
في مقال تحليلي نشر تحت عنوان "معضلة 2025: إلى أين يتجه القتال في غزة؟"، تناول الصحفي الاستقصائي والمحلل العسكري رونين بيرغمان في صحيفة يديعوت أحرونوت حالة التخبط داخل الجيش الإسرائيلي، في ظل إدراك متزايد لدى قياداته بأن توسيع العمليات العسكرية في غزة لن يفضي إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين، ولا إلى هزيمة حماس.
إعلانويرى بيرغمان أن الجيش عالق في "مصيدة" متعددة الأوجه، فمن جهة، هناك جمهور إسرائيلي لم يعد يدرك لماذا استؤنفت الحرب، ويشعر بفقدان الاتجاه والهدف، ومن جهة أخرى، تقف عائلات الأسرى التي تخشى من المخاطر المتزايدة للخطوات التصعيدية على حياة أبنائهم.
وفي حين يظهر المستوى السياسي، وعلى رأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، دعما غير مشروط للجيش، يلمّح بيرغمان إلى أن هذا الدعم قد يكون مدفوعا برغبة في تحميل الجيش لاحقا مسؤولية أي فشل أو انهيار، إذ يواصل الجيش تنفيذ خطة لتوسيع الحرب، رغم الشكوك المتزايدة داخل قياداته بشأن جدوى هذا التصعيد.
يصف بيرغمان الوضع بأنه أخطر "مصيدة" يعيشها الجيش، فبعد عام ونصف العام من القتال دون حسم، تدفع القيادة الجديدة نحو "احتلال زاحف" لغزة بحثا عن إنجاز غير واضح.
ويحذر بيرغمان من أن التوغل العسكري قد يقود إسرائيل إلى احتلال كامل لغزة، وهو خيار يرفضه معظم كبار الضباط بوصفه عبئا أمنيا، وينقل عن مسؤول استخباراتي أن الجيش أبلغ القيادة أن "استعادة الأسرى أحياء لن تتم إلا عبر التفاوض مع حماس".
فوضى متزايدةويرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن إسرائيل تنجرف نحو فوضى متزايدة في غزة، وأن الخروج من هذا المسار يعتمد على تدخل خارجي، خاصة من واشنطن، فبينما يستفيد نتنياهو سياسيا، تتصاعد المخاطر على حياة "الرهائن" والجنود وعلى مكانة إسرائيل الدولية.
ورغم أن رئيس الأركان الجديد إيال زامير اقترح، في مارس/آذار الماضي، خطة لمناورة واسعة تشمل 6 فرق واحتلالا كاملا للقطاع، فإن هرئيل يقول إن "التحركات العسكرية الحالية تبقى محدودة"، فقد تم استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، لكن قلة منهم نُشرت في غزة، بينما توجهت معظم القوات إلى الضفة والحدود الشمالية.
في المقابل، يضيف المحلل العسكري أن الغارات الجوية تتصاعد استعدادا لما تسمى عملية "عربات جدعون"، وسط تحذيرات أمنية من كارثة إنسانية مرتقبة خلال 10 أيام، واحتمالات متزايدة لتورط دولي وعقوبات إذا لم يتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرملة التصعيد.
إعلان