عاد الخط العربى مجددا فى رواق الأزهر الذى أعاده فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بعد أن رأينا كيف ضعُف الخط العربى فى أيدى طلابنا الذين لا يكتبون إلا نادرا وإذا كتبوا فنحن فى حاجة لخبير خطوط حتى نفك طلاسم هذه «الشخبطات» والطلاسم لأن طلابنا لا يكتبون فى الامتحانات وإنما يضعون علامة صح أو خطأ أمام كل سؤال دون كتابة جملة واحدة وبعد أن كان الخط مفتاح الرزق صارت الكتابة المميكنة على الكمبيوتر والهاتف عِوضا على الكتابة بالأقلام على الأوراق وكم أتذكر كيف كان أساتذتنا قديما يعلموننا الكتابة بالريشة والحبر، واستمر هذا معى حتى اليوم فلا أكتب إلا بقلم حبر، ولا أجيد الكتابة بأقلام الجاف ولذا كم كانت فرحتى كبيرة برواق الخط العربى الذى يعيد للخط مجده وجماله وقد شاهدت لوحات تباع بآلاف الدولارات لخطاطين كبار مشهورين ولا يوجد فى لوحاتهم سوى حروف عربية تزين لوحاتهم وكأنها طيور تحلق فى الفضاء، ولا أنسى جمال جدران قصر الحمراء بغرناطة الأندلس وقد زُينت بآيات قرآنية وأبيات شعر عربية يقف الناظر أمامها مشدوها بجمال الألفاظ وسحر الحروف وبلاغة المعنى ؛ هذا الرواق يضاف لرواق الأزهر الذى كان من المفترض أن يكون فى كل محافظة رواق واحد يَعلّم الناس أحكام التلاوة والتفسير والفقه والبلاغة لكنهم فوجئوا بأعداد كثيرة تتمنى أن تدرس وتحضر فازدادت الأروقة أعدادا لا تحصى فى كل محافظات مصر لتصل إلى المراكز والمُدن بل القرى أيضاـ التفّ الناس حول الرواق فى مصر كلها، كانوا متعطشين للعلم وللثقافة التى حُرموا منها، فتح لهم شيخ الأزهر المعاهد الأزهرية مساء وعاد الجميع طلابا فى محراب العلم مجانا، ربة البيت ذات الثمانين عاما تجلس فى الفصل تتعلم وبالفصل المجاور يحفظ ابنها وحفيدها القرآن والمتون ويتلقَّى تبسيطا لشرح الآيات والأحاديث وأحكام التلاوة والتجويد، يخبئ مفردات لغوية فى ذاكرته تعينه فى رحلة حياته، مخزون لغوى يكمن فى ذاكرته، مخارج حروف يتقنها الصغار والشباب والكبار يتلقون وسطية الإسلام وحب الخير والتسامح واحترام الناس باختلاف لغاتهم وأديانهم وألوانهم، وصلت أروقة الأزهر إلى 507 خمسمائة وسبعة على مستوى الجمهورية لكنّ كل المراكز والمدن تطالب بفتح رواق الأزهر فالشكر لشيخنا الإمام الأكبر وللدكتورعبدالمنعم فؤاد المشرف العام على الأروقة والدكتور هانى عودة مدير عام الجامع الأزهر ومديرى مديريات الأزهر وللقائمين على التدريس من الأكفاء المعتدلين والمُحفّظين المتقنين، وقد ذهبت لرواق قنا قبل عام ورأيت بعينى أطفالا يحفظون القرآن الكريم ويتلونه بصوت جميل مؤثّر ويجوّدونه بإتقان وقد فاق عددهم بقنا 4500 أربعة آلاف وخمسمائة دارس وفى رواق العلوم الشرعية والعربية 700 دارس أدركت جمال مصر ووسطيتها بعيدا عن الغلو التطرف والتشدد، وعلمت أن رواق الخط العربى عليه إقبال كبير أليس هذا نوعا من تجديد الخطاب الدينى عندما نعلّم المنهج الوسطى والتسامح وزرع الانتماء والبُعد عن التشدد والتعصب والإرهاب والتف الناس حول الأروقة دون دعاية وإعلان لأنهم جرّبوا استقاء المعلومات من رموز دينية ملأت قنوات تليفزيونية أُنشئت خصيصا لنشر المذهب الوهابى وزرع الفتنة بين أبناء مصر المسلمين والأقباط، نجحت خططهم حينا وفشلت دائما، ها هو الأزهر يأخذ الكبار والصغار ليعلمهم- مجانا- ويأتى لهم بأساتذة ودكاترة متمكّنين عِلما وخلقا؛ فتحية لمولانا فضيلة الإمام الأكبر ووكلاء الوزارة و الدكاترة المحاضرين والمحفظين وأقول لمولانا الشيخ د.
مختتم الكلام
«حُسنُ الخطِ من الرزق»
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رواق الخط العربي فضيلة الإمام الأكبر د أحمد الطيب شيخ الأزهر مفتاح الرزق الخط العربى
إقرأ أيضاً:
العربى الناصرى: الإخوان تنظيم إرهابي عقائدي لا مكان له في أي دولة تحترم الأمن والاستقرار
أكد النائب محمد أبو العلا، رئيس حزب العربي الناصري وعضو مجلس الشيوخ، أن قرار ولاية فلوريدا الأمريكية بتصنيف جماعة الإخوان ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) كمنظمات إرهابية أجنبية يمثل إدراكًا دوليًا حقيقيًا لطبيعة هذا التنظيم العابر للحدود، الذي يموّل التطرف ويروّج لأفكار متطرفة تهدف إلى تقويض الدول واستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية.
وقال أبو العلا، إن هذه الخطوة تأتي بعد تحرك مشابه لولاية تكساس في نوفمبر الماضي، مؤكدًا أن الإخوان ليست جماعة سياسية عادية، بل تنظيم عقائدي متطرف يسعى لإقامة خلافة عالمية على حساب الأمن والاستقرار، ويتستر خلف جمعيات ومنظمات مدنية لنشر فكره العنيف وتحريضه على العنف والإرهاب.
وأضاف أن مصر كانت من أولى الدول التي واجهت هذا التنظيم الفكري والأمني، وحاربت كل محاولاته لاختراق المجتمعات واستغلال الدين كأداة للهيمنة، مؤكدًا أن التجربة المصرية نموذج واضح على كيفية التصدي للفكر الإخواني المتطرف.
ودعا أبو العلا، الدول الحرة في العالم لتبني نفس خطوات فلوريدا وتكساس، وتعزيز التعاون الدولي لتجفيف منابع الإرهاب الفكري والسياسي، وقطع أي طريق أمام التنظيمات العابرة للحدود التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين، مؤكدًا أن الإخوان جماعة إرهابية لا مكان لها في أي دولة تحترم سيادتها وحقوق شعبها.