"المؤتمر الإنساني التاسع للشراكة الفعالة" بالكويت يطلق مبادرة لدعم غزة بملياري دولار
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
الكويت- فايزة الكلبانية
نظمت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، "المؤتمر التاسع للشراكة الفعالة"، تحت شعار "شراكة إنسانية"، وذلك تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي، وبحضور وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور بدر حجر المطيري، وبالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، وبرعاية كريمة من كبرى المنظمات المحلية والإقليمية والعالمية، وبمشاركة عديد من الجهات الرسمية، ومنظمات العمل الإنساني.
وهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الأحداث الإنسانية المؤسفة الجارية في "قطاع غزة"، ورفع الوعي بضرورة التدخل الإنساني المشترك من أجل التخطيط للتعافي المبكر في هذه الكارثة الإنسانية التي تسبَّب فيها عدوان الاحتلال الغاشم؛ حيث سعى المؤتمر لتحقيق ذلك عبر تقديم عدد من الحلول المقترحة من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والخبراء المشاركين ضمن فعالياته وأنشطته وجلساته النقاشية.
وطرح المؤتمر عددًا من الحلول منها: إطلاق المبادرة الإنسانية "سند" لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع غزة، والتي شهدت- كانطلاقة فقط- إعلان برامج تتجاوز قيمتها 2 مليار دولار أمريكي لصالح قطاع غزة، يتم تنفيذها خلال العامين 2024 و2025، وستعمل المبادرة خلال العامين القادمين -كمرحلة أولى قابلة للتمديد- على حشد الجهود لدعم التدخلات الإنسانية المنقذة للحياة في قطاع غزة، ودعم آفاق التعافي المبكر لسكَّان القطاع من منظور القطاع غير الربحي والمنظمات الإنسانية الدولية المشاركة؛ لضمان اتخاذ تدابير فعَّالة، وتطبيق آليات مستدامة، تجاه عملية الإغاثة والتعافي المبكر في القطاع، من خلال المسارات الخمسة للمبادرة؛ وهي: التدخلات المنقذة للحياة، والإيواء، والصحة، والتعليم، والتمكين الاقتصادي.
وخرج المؤتمر بحزمة من التوصيات، تضمنت: إطلاق نداء إنساني عاجل ومناشدة لجميع قادة الدول والحكومات، وقيادات الهيئات والمؤسسات الدينية، ورؤساء المنظمات الدولية على مستوى العالم؛ للتدخل العاجل من أجل وقف الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة؛ خصوصًا في ظل تطور الأحداث في منطقة رفح، مع العمل بشكل جادٍّ على إلزام جميع الأطراف بإنفاذ القانون الدولي الإنساني، وتنفيذ القرارات الصادرة من المنظمات الأممية، وضمان عدم الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي أصبحت ممارسة يومية في قطاع غزة.
ودعا المؤتمر أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي الإنساني، والالتزام بحماية المدنيين والعاملين الإنسانيين في ميدان الإغاثة، وتسهيل مهامهم في إغاثة المنكوبين والنازحين، وحماية الأعيان المدنية، وعلى رأسها المشافي، والمدارس، والبنى التحتية.
وأوصى المؤتمر بدعوة وكالات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمات الإنسانية إلى البدء مبكرًا وتوًّا في التخطيط لعملية شاملة وممتدة لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع غزة على مدى السنوات الخمس القادمة، مع تعميق الشراكة، وتعزيز المنح التشاركي؛ لتحقيق التكامل في الموارد والقدرات والممكنات، وتجنُّب ازدواجية الجهود.
وتضمنت التوصيات كذلك دعوة وكالات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمات الإنسانية على اختلاف أنماطها وأدوارها، إلى المسارعة في المشاركة في مبادرة "سند"؛ لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع غزة، والتي هي انعكاس لمستوى الوعي لدى المنظمات الإنسانية تجاه الأزمة، وإبراز لدورها الذي لا غنى عنه في الإغاثة وتحقيق التعافي المبكر في مجتمعات الكوارث.
وحثت المشاركون في المؤتمر على تشكيل لجنة مشتركة من بين المنظمين لتعزيز التواصل ومتابعة تنفيذ البرامج المعلنة ضمن مبادرة "سند"، وإعداد تقارير دورية نصف سنوية بتقدُّم التنفيذ، وتقرير ختامي بإنجازات المبادرة، يُقدَّم للجهات الرسمية في دولة الكويت، وإلى معالي الأمين العام للأمم المتحدة، على أن يحدَّد قرار تمديد المبادرة بالتنسيق مع الشركاء بحسب المستجدات لاحقًا.
وأصدر المؤتمر بيانًا ختاميًا تضمن "رفع أسمى آيات الشكر والعرفان لحضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه- أمير دولة الكويت، على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ولجهود العمل الإنساني الكويتي والعالمي، كما نتوجَّه بخالص الشكر إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي حفظه الله على رعايته للمؤتمر، وإلى سعادة وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية على حضوره وافتتاحه لفعاليات المؤتمر، كما نتوجه بالشكر أيضًا إلى معالي الأمين العام للأمم المتحدة على حرصه البالغ على مخاطبة المؤتمر، والشكر موصول لشركاء المؤتمر الاستراتيجيين والرعاة الداعمين لهذا المؤتمر الإنساني، وأخيرًا نتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع الحضور من ممثلي الجهات الحكومية والرسمية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والمدنية، واللجان العاملة، التي أسهمت في إنجاح هذا المؤتمر، تخطيطًا وإعدادًا وتنظيمًا، سائلين المولى عز وجل أن ينفع بما قدمتموه من جهود مشكورة، وأن يحقِّق ما نطمح إليه جميعًا من نتائج ومخرجات، تُسهم بدور فاعل في تحقيق أهدافنا من هذا المؤتمر".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة
رحّب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يُلزم إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بضمان الوصول الإنساني الكامل إلى قطاع غزة واحترام مقار الأمم المتحدة.
مؤكدا أن التصويت الواسع يعكس موقفا دوليا ثابتا يدعم وكالة الأونروا ويجدد الاعتراف بولايتها ودورها الأساسي في حماية اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات لهم في ظل الظروف الاستثنائية.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأشار فتوح إلى أن القرار يستند إلى الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن مسؤوليات إسرائيل القانونية، محذرا من التصعيد الخطير في سياسات الاحتلال والتطهير العرقي وتدهور الوضع الإنساني.
ودعا جميع الدول إلى مواصلة دعم الأونروا باعتبارها الجهة المخوّلة بتقديم الإغاثة والخدمات للاجئين، بما يضمن الاستجابة للأوضاع المتفاقمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة الذي يواجه عدوانا مستمرا وتهجيرا قسريا.
وجدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، الدعوة إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعدم تعطيل عمل الأونروا والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
وأوضح المتحدث أن مئات الآلاف من النازحين ما زالوا معرضين لمخاطر الأمطار والسيول في ظل غياب وسائل الإيواء الملائمة، مشيراً إلى أن الخيام والمنازل المتنقلة والعاملين الإنسانيين يُمنعون من دخول القطاع.
ودعا إلى تسهيل وصول المساعدات العاجلة وتوفير الحماية للمدنيين في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية، لكنه ما يزال يعاني من تدهور حاد ونقص كبير في الإمدادات والمعدات الطبية، فيما يفاقم فصل الشتاء مخاطر الأمراض والعدوى.
وأوضح ممثل المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، الدكتور ريك بيبركورن، في مؤتمر صحفي من غزة، أن نحو 50% من مستشفيات القطاع تعمل جزئياً، بينما لا يستطيع نحو 37 ألف شخص في شمال غزة الوصول إلى المرافق الصحية.
وأشار بيبركورن إلى أن المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة يقعان خارج "خط وقف إطلاق النار"، في حين يقع مستشفى الشهيد كمال عدوان داخله. وكشف أن المنظمة حاولت إنشاء مركز رعاية صحية داخل مستشفى كمال عدوان، لكنها مُنعت من بدء العمل، ما دفعها لتحديد موقع بديل في بيت لاهيا سيُباشر العمل فيه قريباً.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادرها داخل الدولة العبرية أن جيش الاحتلال يُخطط لعملية عسكرية ضد حزب الله قد تؤدي إلى التوصل لتسوية مع لبنان.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم، أن أي جيش يخوض معركة ويصل إلى طريق مسدود يلجأ بعد ذلك إلى خيار التفاوض.
وأشار إلى أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُخذ وأن تطبيقه جارٍ بشكل مستمر لضمان سيطرة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.