تحليل لـCNN: لماذا تثير عودة إسرائيل إلى مناطق في غزة أعلنت خلوها من حماس الشكوك؟
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
تقرير من إعداد نادين إبراهيم، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)
(CNN)-- استأنف الجيش الإسرائيلي قتاله في شمال غزة حيث زعم في السابق أنه قام بتفكيك الهيكل القيادي لحركة "حماس". لكنه يقول الآن إنها تحاول "إعادة التجمع" في المنطقة، مما يثير الشكوك حول ما إذا كان هدف إسرائيل للقضاء على الحركة في القطاع واقعيا.
وبدأت العملية البرية الإسرائيلية، السبت، مع قصف مكثف وإطلاق نار في معظم أنحاء مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، كما بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته في منطقة الزيتون وسط غزة، في الوقت الذي يواصل فيه هجومه شرق رفح وبالقرب من معبر رفح مع مصر.
وتجدد عودة إسرائيل إلى الجيوب التي من المفترض أنها طهرتها من "حماس" التساؤلات حول استراتيجيتها العسكرية طويلة المدى، والتي خلفت، بعد أكثر من س7 أشهر من الحرب، أكثر من 35 ألف قتيل فلسطيني وتدمير جزء كبير من غزة - ولكن لا يزال هناك أكثر من 100 رهينة من إسرائيل. في الأسر وما زالت القيادة العليا لـ"حماس" طليقة.
ويأتي استئناف القتال في الشمال مع تعثر المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن، ومع إشارة إدارة جو بايدن إلى أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد تجاه أقرب حلفائها في الشرق الأوسط.
وخلال نهاية الأسبوع، قدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تقييما لاذعا لسلوك إسرائيل في الحرب، ففي مقابلة، أذعيت الأحد، مع شبكة CBS، قال بلينكن إن أي نجاح أولي في الغزو الإسرائيلي لمدينة رفح بجنوب غزة، والذي عارضته واشنطن بشدة "غير مستدام"، وانتقد إسرائيل لـ"عدم وجود خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين، ولا خطة ما بعد الحرب لغزة".
وقال بلينكن: "نحن نرى أجزاء من غزة قامت إسرائيل بتطهيرها من حماس، حيث تعود حماس، بما في ذلك في الشمال، بما في ذلك خان يونس"، مضيفا أن الهجوم البري في رفح سيترك إسرائيل "تواجه تمردا دائما لأن الكثير من مسلحي حماس سيبقون بغض النظر عما يفعلونه في رفح، أو إذا غادروا (جنود إسرائيل) وخرجوا من غزة كما نعتقد أنهم بحاجة إلى القيام بذلك، عندها سيكون هناك فراغ، وفراغ من المرجح أن تملأه الفوضى، وفي نهاية المطاف ستملأه حماس مرة أخرى".
ويقول بعض الخبراء الإسرائيليين إن استراتيجية الحرب الحالية التي ينتهجها نتنياهو، والتي تهدف إلى التدمير الكامل لحماس في غزة، معيبة وغير واقعية لأنها تفتقر إلى رؤية طويلة المدى.
وقال داني أورباخ، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، إن "استراتيجية إسرائيل ليست جيدة، وتكتيك التطهير والحط من قدرات حماس إلى ما لا نهاية مع تجنب مسؤولية حكم غزة لن ينجح".
وكان نتنياهو قال في وقت سابق إن إسرائيل "ستتحمل المسؤولية الأمنية الشاملة في غزة لفترة غير محددة بعد انتهاء الحرب"، وهو موقف يتعارض مع موقف الولايات المتحدة.
وأضاف أنه "مع عدم وجود حكومة بديلة قابلة للحياة، فإن نتنياهو يقرر كالعادة عدم اتخاذ قرار"، مضيفا أن استراتيجية "التطهير والإهانة" المستمرة تسمح لرئيس الوزراء بتجنب اتخاذ قرارات صعبة بشأن غزة ما بعد الحرب، بينما تمنع "حماس" من العودة للظهور بقوة كما كانت قبل 7 أكتوبر.
ولم يقدم الزعيم الإسرائيلي بعد خطة ما بعد الحرب للقطاع.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حركة حماس
إقرأ أيضاً:
صحفي اسرائيلي: إسرائيل تفشل استراتيجيا” لم نستعد الرهائن ولا قضينا على حماس”
#سواليف
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالا شديد اللهجة والنقد بسبب المأزق الأخلاقي والسياسي والإعلامي الذي تمر به إسرائيل جراء #التجويع المتعمد في قطاع #غزة.
وأكدت الصحيفة في خطاب نادر أن “العالم لا يرى سوى صورة طفل جائع، وهي صورة لا يمكن تفسيرها بأي منطق يمكن للعقل البشري استيعابه”.
وكتبت الصحيفة أن “الشكوى المتكررة من #الفشل_الإعلامي_الإسرائيلي أمام الصور التي تخرج من #غزة ليست إلا ستارا يغطي على الحقيقة الأعمق، وهي أن المشكلة ليست في الإعلام أو في قدرة الترويج، بل في الواقع ذاته”. مشيرة إلى أنه “لا يوجد تفسير مقبول للنظرة الفارغة لطفل جائع، وبرميل التبريرات قد جف منذ زمن”.
مقالات ذات صلةوأضاف المقال أن “تشكيل لجان تحقيق أو استقدام خبراء إعلام أو تجنيد مشاهير لن يغير من حقيقة أن #إسرائيل تخوض حربا بلا أهداف واضحة، باتت نتائجها كارثية على الجميع: #الرهائن، الجنود، و #سكان_غزة من غير المحسوبين على #حماس”. فيما يرى كاتب المقال أن “تغيير نظرة العالم لإسرائيل لا يحتاج إلى ترويج جديد، بل إلى واقع جديد”.
وفي مقال آخر ضمن “يديعوت أحرونوت”، كتب المحلل الإسرائيلي غادي عازرا أن “هذه الحرب تشهد حالة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، إذ أصبحت المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل، والتي كان يفترض أن تعزز صورتها الدولية، عاملا يقوض شرعيتها”.
وأشار عازرا إلى أن “سوء التخطيط وغياب التنسيق في إدارة المساعدات الإنسانية، وتحول نقاط التوزيع إلى بؤر للفوضى والصراع، أضعف موقف إسرائيل أمام العالم بدلا من تحسينه”. “الجوع”، كما كتب، “هو أحد أكبر المحفزات الأخلاقية في ضمير المجتمع الدولي، بعد الفقر مباشرة، وفقا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.
وبينما كانت إسرائيل تأمل أن تظهر عبر هذه المساعدات إنسانيتها، فقد تحولت الصورة إلى عكس ذلك تماما، خاصة مع تكرار مشاهد الاندفاع نحو صناديق الطعام والفوضى وموت مدنيين في مناطق توزيع المساعدات.
وشدد عازرا على أن المعضلة الأساسية هي أن إسرائيل تدير حربا دون أفق، ودون استراتيجية واضحة للخروج.
بدوره، اعتبر الكاتب الإسرائيلي عكيفا لام أن إسرائيل تعاني من فشل استراتيجي، حيث لم تحقق حتى الآن أيا من أهدافها المعلنة: لا تحرير للرهائن، ولا انهيار لحماس، ولا ضمان لأمن سكان الجنوب.
وأشار إلى أن “الضغط العسكري لا يحرر الرهائن بل يقتلهم”، في وقت تنفذ فيه إسرائيل انسحابات وتراجعا مستمرا عن مواقفها، فيما تزداد السيطرة الفعلية لحماس على الأرض وخطوط الإمداد.
وأكد لام أن المشاهد القادمة من غزة ، أطفال جائعون، عائلات مشردة، دمار شامل، تحدث أثرا عالميا لا تستطيع إسرائيل احتواءه، لأن الخطاب لم يعد يركز على من بدأ الحرب، بل على من يبقيها مستعرة.
ويؤكد على أن “الرواية الإسرائيلية لم تعد مقنعة فالعالم غير مهتم بالسياقات أو الخلفيات، لا يكترث لحسابات الائتلاف أو قوانين الإعفاء أو تعقيدات المفاوضات. العالم يرى الحد الأدنى، والحد الأدنى هو صورة طفل جائع على الصفحة الأولى من ديلي إكسبريس، كما يؤكد الكتاب الإسرائيليون”.
ويضيف هؤلاء أن “التعاطف ليس استراتيجية”، وأن تجاهل الواقع القائم على الأرض، سواء من جانب قادة إسرائيل أو مناصريها، سيفضي إلى مزيد من الانهيار الأخلاقي والسياسي، داعيا إلى وقف الحرب بشكل عاجل والبحث عن حلول حقيقية تنقذ ما تبقى من شرعية إسرائيلية مفقودة.