عربي21:
2024-06-13@15:54:02 GMT

جنون من هارفارد

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

قبل الحرب على غزة كانت مجرد المطالبة بمقاطعة من أي نوع لإسرائيل أو المستوطنات في الضفة، مخالفة يعاقب عليها القانون الأميركي في أكثر من 27 ولاية.
لكن تحت وقع شلالات الدم، وغضب الطلاب من مشاركة جامعاتهم في تمويل المذابح، واعتصاماتهم، وخيامهم ومظاهراتهم، وافقت جامعات عدة، على رأسها «هارفارد»، صاحبة أكبر وقف استثماري أكاديمي في العالم، يبلغ 50 مليار دولار، على إلغاء العقوبات عن الطلاب المتهمين بارتكاب مخالفات، وإعطاء منح لفلسطينيين، وفتح مركز للدراسات الفلسطينية.

والأهم من كل هذا، أن توافق جامعة «هارفارد» على فتح نقاشات مع الطلاب حول الاستثمارات السخية التي توظَّف في شركات إسرائيلية أو تُسهم في دعم الحرب على غزة. فمجرد الحديث في هذا الموضوع قبل أسابيع كان ضرباً من الخيال!
وافقت جامعات عدة، على مناقشة موضوع الاستثمارات مع طلابها المحتجين، بينها «نورث ويسترن»، و«روتجرز»، أما جامعة «براون» فكانت السبّاقة بالموافقة على إجراء تصويت على سحب الاستثمارات. غير أن «هارفارد» هي تحديداً التي أثارت غضب مناصري إسرائيل وقلقهم، رغم أن ما وعدت به طلابها، مجرد تنازل جزئي وشفاهي، من السهل تمييعه. ومع ذلك فالحملات مستشيطة، لأنها زبدة الزبدة من ناحية، ثم لأن حجم استثماراتها يفوق ميزانيات أكثر من 100 دولة في العالم.
أما جامعة كولومبيا، قائدة الاحتجاجات، بإدارة الدكتورة نعمت شفيق، فلا خوف عليها، إلا أن «مدرسة الاتحاد اللاهوتية» التابعة لها قررت منفردة أن تدعم سحب الاستثمارات من «الشركات التي تستفيد بشكل كبير من الحرب في فلسطين»، وهو ما يجعل مناصري إسرائيل، يتوجسون من أن تكرّ السبحة في الكليات الأخرى، وتفلت كولومبيا من أيديهم.
هؤلاء يشنون حملات تجمع بين التخويف والوعيد. يرعبون الناس من القادم بعد أن تنازلت جامعات لـ«معاداة السامية» وخضعت لأصوات «الكراهية». وثمة ترويج لفكرة أن الاستثمارات لصالح إسرائيل جرى تضخيمها، وهي لا تمثل سوى واحد في المائة. علماً بأن جامعة واحدة فقط، حسب طلابها، توظِّف 6 مليارات دولار في صناعة طائرات حربية وأجهزة مراقبة وتتبُّع تُستخدم في اضطهاد وقتل فلسطينيين. ومن ضمن الاستراتيجيات للجم المحتجين تهديد الطلاب بأن سحب الاستثمارات يعني أرباحاً أقل ورفعاً للأقساط التي سيتحملون فارق تكاليفها من جيوبهم. علماً بأن هناك مَن يؤكد أن الفائض يذهب إلى مصروفات أنانية، وتضخيم للإدارة وموظفيها ومعاشاتهم.
نفوذ كبير للوبي الصهيوني في الجامعات، وضغط قاسٍ على الطلاب، مما يجعل مقارنة ما يحدث اليوم، بالاحتجاجات الجامعية لإنهاء حرب فيتنام، أو محاربة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، غير عادلة. وقتها سحبت 155 جامعة استثماراتها، وكان ثمة خجل واضح من دعم العنصرية، مما جعل الحكومة ترضخ رسمياً للمطالب عام 1986.
لكنَّ العلاقة بين أميركا التي تضم أكبر جالية يهودية في العالم، وإسرائيل التي يعيش فيها نصف مليون شخص يحمل الجنسية الأميركية، يجعل كل طلب بالفصل بين مصالح الطرفين، عُرضة لهجوم لوبيات شرسة، برؤوس متعددة.
رغم ذلك، تحقق في وقت قياسي، ما لا يمكن التغاضي عنه، ومن الصعب العودة إلى الوراء، لأن الأعين فُتحت على تجاوزات معيبة. الكرة تتدحرج مع تراكم الأسئلة: هل يُعقل أن الطلاب هم من يطالبون إدارتهم بالتزام الإنسانية والقيم بدل أن يحدث العكس؟ وكيف لمؤسسات رائدة، في البحث عن الحقيقة والدفاع عنها، تضم أشهر جامعات الحقوق والفكر، تخون ما تعلّمه لطلابها، وتموِّل بأموالهم أبشع جرائم العصر، وأفظع الحروب؟ هل يحق لجامعة، بذريعة البحث عن الربح أن تستثمر مداخيلها في شركات تصنِّع الأسلحة الفتاكة، وقنابل تقتل مدنيين، وطائرات تقصف البيوت والمدارس؟ وكيف لإسرائيل التي دمَّرت 80 في المائة من مدارس وجامعات غزة، أن تنفّذ جرائمها بأموال طلاب الجامعات الأميركية؟
«رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة»، وما حققه طلاب أميركا مجرد بداية متواضعة لحلحلة رباط عمره عقود شبيه بالزواج السرِّي بين جامعات النخبة الأميركية وإسرائيل، نعرف بعضه ونجهل أغلبه. ولولا شلالات الدم المراق في غزة، والأبحاث المضنية التي يقوم بها الطلاب، لما عرفنا بعضاً من خيوط تلك الخريطة المعقدة التي يتشابك فيها السياسي بالمالي بغطاء أكاديمي موقّر، وتحركها الأصابع الخفية للوبي الصهيوني.
(الشرق الأوسط)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة جامعات امريكا غزة الاحتلال جامعات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة المنيا يشهد اجتماع المجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور عصام فرحات، رئيس جامعة المنيا، اجتماع  المجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب، الذي عُقداليوم الإثنين  برئاسة الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، وبحضور عدد من رؤساء الجامعات، وأعضاء المجلس من نواب رؤساء الجامعات لشئون التعليم والطلاب، وذلك بمقر أمانة المجلس الأعلى للجامعات بجامعة القاهرة.

في بداية الاجتماع، استمع المجلس إلى عرض قدمه م.علاء السقطي رئيس مجلس اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتناول العرض أهمية تعزيز التنسيق بين الجامعات الحكومية، واتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمجلس الأعلى للجامعات، والتعرف على مشاريع تخرج الطلاب في كليات الفنون التطبيقية، والفنون الجميلة، وإدراج مشاريع تخرج الطلاب في معرض "تراثنا" الخاص بوزارة التضامن الاجتماعي من خلال الاتحاد، وكذا التعرف على مشاريع تخرج الطلاب في الكليات العلمية والهندسية.

وأكد المجلس أهمية التعاون بين الجامعات واتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتنفيذ هذه المبادرة، كما دعا المجلس جميع الجهات المعنية إلى التعاون لدعم مشاريع تخرج الطلاب، وتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم والبحث العلمي 2030.

نظام وقواعد قبول الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة

وناقش المجلس عددًا من الموضوعات الهامة، شملت نظام وقواعد قبول الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة المصرية، وما يعادلها من الشهادات العربية، والأجنبية، والشهادات الفنية، والشهادة الثانوية الأزهرية عام 2024 والمتقدمين لتنسيق 2024 للالتحاق بالجامعات الحكومية المصرية في العام الجامعي 2024/2025، والتي من أهمها التوصية بإلغاء اختبارات القدرات بكليات التربية النوعية شعب (فنية، موسيقية، المسرح التربوي)، على أن يتم القبول بكليات التربية النوعية بطابع تنسيق واحد، ويتم توزيع الطلاب المرشحين من مكتب التنسيق على كافة أقسام وشعب الكلية داخليًّا عن طريق الكلية مباشرة، كذلك تم مناقشة  دراسة سياسات القبول بالجامعات، والمتضمنة مقترحات لتطوير نظم القبول بالجامعات المصرية، وآليات تنفيذها، والتي منها تطوير البرامج التعليمية، مع التوسع فى نظم التعليم التبادلي، والتركيز على تعليم ريادة الأعمال إلى جانب المهارات التكنولوجية، وتوفير الكوادر الفنية القادرة على التدريب والتعليم التكنولوجي، وإعادة تخطيط سياسات وأعداد المقبولين في التخصصات المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات سوق العمل.

كما تم مُناقشة مقترحات تنظيم قبول الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة حلوان، حيث تضمنت الدراسة تقريرًا عن الوضع الراهن للأشخاص ذوي الإعاقة، مع التركيز على حقهم في التعليم، ودمجهم مع غيرهم من الطلاب، كما تناولت الدراسة شروط قبول الطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية، وأوصى المجلس بتعميم تجربة جامعة حلوان على باقي الجامعات المصرية، بشأن إطلاق برنامج إلكتروني، يقوم بتحويل اللغة العربية المنطوقة إلى مكتوبة؛ لخدمة الطلاب الصم وضعاف السمع، وكذلك مدى إمكانية إدخال الذكاء الاصطناعي لترجمة لغة الإشارة.

كما استعرض المجلس تقرير بشأن  إعداد إطار مرجعي لقواعد الكتاب الجامعي بالجامعات الحكومية في ظل تجربة جامعة حلوان (الإستراتيجية المقترحة لتطوير وحوكمة الكتاب الجامعي).

واستمع المجلس إلى العرض المقدم بشأن الإصدار الجديد لمنصة تسجيل الأنشطة الطلابية، التي من أهم أهدافها، متابعة جميع الأنشطة المقامة في الجامعات، وإصدار تقارير دورية تبين حجم الأنشطة التي تقام في الجامعات، وتشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة الطلابية، من خلال توفير معلومات شاملة عن الأنشطة المتاحة، وتمكين الطلاب من معرفة مواعيد الأنشطة، والاطلاع على أهم الأخبار والفعاليات التي تقام في الجامعات، وتقديم تقارير تحليلية تبين حجم الأنشطة التي تقام في الجامعات، فضلًا عن عرض خطط الجامعات المستقبلية في مجال الأنشطة الطلابية، وتقديم إحصائيات تبين حجم مشاركة الطلاب في الأنشطة المختلفة، وعرض فيديوهات توضح فعاليات الأنشطة المختلفة، والاطلاع على مطبوعات تبين أهم الإنجازات التي حققتها الجامعات في مجال الأنشطة الطلابية.

وفي إطار العمل على تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة؛ لضمان تعليم جيد وشامل؛ بما يعزز فرص التعلم وتحقيق رؤية مصر 2030 لتطوير التعليم الجامعي، ورفع التصنيف الدولي للجامعات، استمع المجلس إلى تقرير قدمته د.إنجي الدمك مدير وحدة إدارة الخريجين بمركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية حول إطلاق استبيان للمشاركات الطلابية بالجامعات المصرية، يستهدف طلاب الفرق النهائية للعام الأكاديمي 2023/2024 ويهدف الاستبيان إلى قياس جودة الخدمات التعليمية بالجامعات المصرية، وتوفير بيانات حقيقية تساعد على اتخاذ القرارات الإستراتيجية، وتعزيز التواصل بين الطلاب والمؤسسات التعليمية، وتشجيع ثقافة المشاركة، والتفاعل البناء لتحسين جودة العملية التعليمية، والمساهمة في استقطاب عدد أكبر من الطلاب الوافدين، ورفع التصنيف الدولي للجامعات المصرية، وتحقيق رؤية مصر 2030، حيث يتم من خلال هذا الاستبيان إصدار مؤشرات توضح جودة الخدمات التعليمية التي تقدمها الجامعات المصرية.

أحيط المجلس علمًا بإصدار محتوى بعنوان (من أنا) بهدف تعزيز وعي الطلاب بتاريخ وحضارة مصر العريقة، حيث تم طباعته ونشره على المواقع الإلكترونية الرسمية للجامعات والمجلس الأعلى للجامعات.

وأحيط المجلس علمًا بالتقرير المقدم من د.مني هجرس الأمين المساعد للمجلس الأعلى للجامعات عما تم تنفيذه ببروتوكول التعاون المبرم بين الهيية العامة للرقابة المالية، والمجلس الأعلي للجامعات؛ لتوعية الطلاب بالأنشطة المالية غير المصرفية.

IMG-20240610-WA0057 IMG-20240610-WA0055 IMG-20240610-WA0054

مقالات مشابهة

  • سخط إسرائيلي من تصاعد العداء للاحتلال في جامعات النخبة بالولايات المتحدة
  • جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى العالم تحقيقا لهدف الطاقة النظيفة
  • بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى العالم تحقيقا لهدف الطاقة النظيفة
  • جامعة بنها تحافظ على ترتيبها ضمن أفضل 10 جامعات مصرية بتصنيف التايمز البريطاني
  • لتحقيق الطاقة النظيفة.. «بنها» ضمن أفضل 10 جامعات عالميا بتصنيف التايمز
  • طلاب جامعة "ليستر" الإنجليزية تهتف لنميرة نجم وتدين محامي إسرائيل أمام "العدل الدولية"
  • رؤساء جامعات الجنوب يجتمعون لاختيار القيادات الإدارية العليا بجامعة جنوب الوادي
  • أكاديميون بجامعة كاليفورنيا ينهون إضرابا داعما لغزة بعد أمر محكمة
  • رئيس جامعة المنيا يشهد اجتماع المجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب
  • تعاون بين «جامعة الفجيرة» و«مدينة الإبداع» والهيئة الاتحادية للهوية