إيكونوميست: ماذا يعني التحالف الروسي الصيني المناهض للولايات المتحدة عمليا؟
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينغ أمس الخميس على تعميق "شراكتهما الإستراتيجية"؛ بينما اتهما الولايات المتحدة بمحاولة "انتهاك التوازن الإستراتيجي" في الشؤون العالمية.
وأصدر الرئيسان بيانا مشتركا مليئا بإشارات مشفرة من القيادة الروسية والصينية للعالم ضد محاولات الولايات المتحدة لتأكيد هيمنتها على مناطق العالم التي ينبغي لها أن تبقى بعيدا عنها.
وتتحدث الوثيقة، التي نشرت بعضها مجلة إيكونوميست، عن "تعميق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي ودخول حقبة جديدة". وتقول إن روسيا والصين "مصممتان على الدفاع عن حقوقهما ومصالحهما المشروعة، ومقاومة أي محاولات لعرقلة التطور الطبيعي للعلاقات الثنائية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدولتين، وتقييد الإمكانات الاقتصادية أو التكنولوجية أو إمكانات السياسة الخارجية لروسيا والصين".
وأوردت المجلة البريطانية بعض التساؤلات التي تراود الزعيمين، ومنها شكاواهما ضد الولايات المتحدة، قائلة إن بوتين يشعر بالاستياء من دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، ويرى وجود تكافؤ بين مطالبته بجزء من روسيا التاريخية ومطالبة الصين بتايوان.
وترى أن شي يتوخى الحذر بشأن دعم بوتين بشكل صريح للغاية فيما يتصل بأوكرانيا، ولكن البيان المشترك يقول: "إن الجانب الروسي يقيّم بشكل إيجابي هدف الصين وموقفها غير المتحيز بشأن القضية الأوكرانية".
التخلص من الدولاروفي المقابل، تؤكد روسيا "التزامها بمبدأ "صين واحدة"، وتعترف بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وتعارض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال، وتدعم بقوة تصرفات الجانب الصيني لحماية سيادته والسلامة الإقليمية".
ويبدو أن شي يختبر باستمرار الولايات المتحدة وحلفاءها بشأن تايوان، لكن أي محاولة للمطالبة بالجزيرة بالقوة العسكرية تظل مهمة محفوفة بالمخاطر. والمشكلة هي أن هذا هو ما يصوره معظم الغرب بشأن طموح بوتين لاحتلال أوكرانيا بالكامل واستيعابها، وفقا للمجلة البريطانية.
وإجابة عن السؤال: هل هذا استئناف للحرب الباردة؟ أشارت المجلة إلى ما جاء في البيان الروسي الصيني المشترك: "لا تزال الولايات المتحدة تفكر من منظور الحرب الباردة وتسترشد بمنطق المواجهة بين الكتل، وهو ما يخلق تهديدا أمنيا لجميع دول المنطقة. ويجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن هذا السلوك".
وفيما يتعلق بما سيفعله بوتين وشي بعد ذلك، لفتت إيكونوميست إلى أن هدف بوتين التالي في قمة البريكس لعام 2024، التي ستعقد في روسيا في أكتوبر/تشرين الأول يتلخص في استخدام الكتلة المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا والإمارات، لموازنة هيمنة المؤسسات المالية الغربية.
والكلمة الرنانة في هذه القمة ستكون "التخلص من الدولار"، وهي محاولة لتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي في التجارة والتمويل الدوليين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء بريطانيا: روسيا أظهرت عدم جديتها بشأن السلام.. ويجب أن نكون مستعدين
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم، إن روسيا "أظهرت في الأسابيع الأخيرة أنها غير جادة بشأن تحقيق السلام"، مشددًا على أن المجتمع الدولي "عليه أن يكون مستعدًا لمواجهة تداعيات هذا الموقف المتصاعد".
وأوضح ستارمر أن "التصرفات الروسية الأخيرة، سواء على الصعيدين العسكري أو الدبلوماسي، تشير بوضوح إلى أن الكرملين يفتقر إلى الإرادة الحقيقية لإنهاء النزاع عبر الطرق السلمية"، مؤكدًا أن ذلك يتطلب من المملكة المتحدة وشركائها "تعزيز الاستعدادات السياسية والدفاعية في المرحلة المقبلة".
وأضاف رئيس الوزراء: "كل ما نقوم به اليوم سيعزز من قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو). لن نقاتل وحدنا أبدًا، وسنواصل تحمل مزيد من المسؤوليات في الدفاع المشترك"، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة "تبني قدرات جديدة داخل الوطن، مما ينعكس على تقوية حلفائها في أوروبا وخارجها".
وفي إطار حديثه عن الاستراتيجية الدفاعية المستقبلية، أعلن ستارمر أن الحكومة تعتزم إنشاء ستة مصانع جديدة لإنتاج الذخيرة داخل البلاد، في خطوة تهدف إلى رفع الجاهزية العسكرية وتعزيز القدرات الدفاعية الذاتية.
كما كشف عن خطة استثمارية بقيمة 15 مليار جنيه إسترليني لتطوير رؤوس نووية سيادية، وصفها بأنها "ضامن أساسي لأمننا ودفاعنا في مواجهة التهديدات المعقدة"، مضيفًا: "التهديد الذي تواجهه المملكة المتحدة اليوم أخطر وأقل قابلية للتنبؤ من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة".
واختتم ستارمر كلمته بالقول: "لقد آن الأوان لتجديد بلدنا واستثماراتنا ودفاعاتنا، لأن أمننا لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية".