في إسبانيا، البحث عن تعاون مغربي في مكافحة المخدرات يثير أسئلة حول ملاجئ زعماء العصابات
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
هل أصبح المغرب ملجأ لأفراد عصابات التهريب الدولي للمخدرات الهاربين من مواجهة الاتهامات في محاكم الجار الشمالي؟ جوابا عن ذلك، يفتح الإسبان قائمة تبدأ بـ »ميسي الحشيش » عبد الله الحاج، زعيم مافيا تهريب المخدرات في مضيق جبل طارق، مرورا بكريم بويا خريشان، أحد أكبر رؤساء العصابات المطلوبين بشدة من قبل هولندا، نجح في الهرب من إسبانيا إلى المغرب على ما يبدو، ثم، الأفراد الأربعة الذين يُعتقد أنهم تسببوا في مقتل اثنين من عناصر الحرس المدني خلال مناورة بزورق لتهريب المخدرات.
يثير عثور أفراد العصابات على ملجأ في المغرب، أسئلة كثيرة في مدريد. ومع كل قضية جديدة، تستعيد هذه الأسئلة أهميتها.
في أحدث هذه الحالات، تمكن الحرس المدني من تحديد هويات الأربعة أفراد الذين كانوا على زورق المخدرات الذي اعترض في مرفأ بربات في قادس، وتسبب بقتل اثنين من عناصر الحرس المدني. يتعلق الأمر بأربعة مغاربة، بينهم الشخص الذي يُطلق على نفسه اسم « كريم »، حيث يُعرف اسمه الحقيقي؛ ويعتقد أنهم مختبئون في مكان ما في المغرب. وحسبما أفادت مصادر مقربة من التحقيق لصحيفة « لا راثون »، تعمل السلطات الإسبانية بالتعاون مع المغرب على تحديد موقع هؤلاء الأفراد لاعتقالهم.
وتمكنت السلطات من تحديد هويات الجناة بعد التحقيقات التي أجراها خبراء، بما في ذلك تلك التي قامت بها الوحدة الوطنية القيادية (UCO)، التي استبعدت أن يكون طاقم زورق المخدرات الذي نُسب إليه في البداية الهجوم هم الجناة بالفعل.
تشير مصادر التحقيق، على الرغم من ذلك، إلى أن أحد هؤلاء الأفراد، الذين ينتمون إلى مافيا الحشيش، قد يعود، إذا لم يفعل بالفعل، إلى الأنشطة الإجرامية مرة أخرى، ويتم اعتقاله في العمليات المتعددة التي تجرى ضد تهريب المخدرات.
المبالغ التي يتقاضونها مغرية للغاية. متوسط الأجرة للرحلة بالنسبة لسائق زورق، هو حوالي 50,000 يورو، على الرغم من أن هناك بعض الأشخاص الذين يتقاضون مبالغ أكبر بسبب « خبرتهم المثبتة » أو لنقل كمية كبيرة من المخدرات.
يؤكد الحرس المدني أنه، منذ وقوع الأحداث المأساوية في برباتي، تم التصرف وفقًا للأدلة التي تم الحصول عليها، ولهذا تم القبض على المشتبه بهم الأوائل. كان الحرس المدني نفسه، بفضل تحرياته، هو الذي حدد أن الجناة كانوا على زورق مخدرات آخر مختلف عن الذي تمت الإشارة إليه في البداية، وتتجه الجهود الآن نحو اعتقال مرتكبي الجريمة المزدوجة.
من المعروف أن بعضهم لديهم مصالح في ساحل قادس، وحتى ممتلكات، لذلك لا يُستبعد أن يحاولوا في أي وقت التهرب من رقابة قوات الأمن والوصول إلى الأراضي الإسبانية، وحينها قد يتم اعتقالهم.
إلا أن تأكيدات صحيفة « لاراثون »، أو مصادرها، جرى إضعافها من لدن صحيفة أكثر تخصصا، وهي Vozpopuli. وحسبما أفادت به مصادر بالشرطة لهذه الصحيفة، فإن هذه القضية تعيد إلى الواجهة مرة أخرى التعاون مع بلد مجاور « لا يريد أن يعرف شيئًا عن تجارة المخدرات ». يثير إهمال السلطات في هذا الشأن القلق لأنهم يعلمون بحركات هؤلاء الجناة ولكنهم لا يتصرفون لحجز المواد المخدرة واعتقال المسؤولين عنها. تنفي السلطات المغربية باستمرار عرقلتها لأي بحث بشأن أفراد عصابات مثل هؤلاء.
وفقا لهذه المصادر، عندما يفر أحد كبار تجار المخدرات من إسبانيا، يكون دائمًا مصيره نفسه: المغرب. لا يختبئون في قرى نائية بل يعيشون في فلل فخمة محاطة بأتباع يساعدونهم في حياتهم اليومية. لا يتوقفون عن التجارة بل يغيرون « المكتب »، فقط.
تمثل حالة « ميسي الحشيش » نموذجا لهذه الطريقة، فهو يشارك في مسابقة كرة قدم رسمية في قسم الهواة، غير عابئ بالملاحقات الجارية ضده في إسبانيا، متمتعا بحريته في طنجة.
تقول هذه الصحيفة، إن طلبات العدالة الإسبانية تتراكم على ما يبدو على الطاولات دون تقديم أي تعاون لاعتقالهم. يخشى محققو قضية برباتي أنه إذا هرب المرتكبون إلى المغرب، فإن اعتقالهم سيصبح أكثر تعقيدًا. على خلاف ذلك، تنفي السلطات المغربية تلقيها طلبات تعاون في أبرز هذه الحالات.
« لا يوجد تعاون على الإطلاق، لا يريدون معرفة أي شيء عن المخدرات »، كما تشكو مصادر شرطية لـ »فوزبوبولي » التي تعمل على مكافحة هؤلاء الجناة في إسبانيا. وقد واجهت الشرطة الوطنية والحرس المدني مثل هذه الحالات.
بين هذه الشكاوى الصادرة من مدريد، الزعم بوجود إهمال أو « تغاضي » من جانب السلطات المغربية إلى حد كبير، عن النقاط التي تزوّد فيها « سفن الإمداد »، والتي تكون زورق صيد ذا حمولة كبيرة، زوارق المخدرات بين 10,000 و15,000 كيلوغرام من الحشيش.
زراعة القنب بالرغم من قانونيتها في المغرب في الوقت الحالي، إلا أن مساحات كبيرة من هذه المزروعات التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من اثنين متر مازالت تعمل خارج القانون.
فريق تصوير من برنامج « فريق التحقيق » على قناة « لا سيكستا (السادسة) » وصل إلى إحدى هذه المزارع التي كانت تمتد على مساحة 27,000 هكتار. في مقابلة مع « فوزبوبولي »، اعترف سائق لزورق مخدرات في إسبانيا أن « الرفاهية الكبيرة » للمهربين كانت في المغرب.
ويعود سبب هذا إلى أن « تجار المخدرات » في هذا البلد يحققون عوائد مالية ضخمة من « تجارة المخدرات ». يعيش مئات الآلاف من الأشخاص من هذا النظام المعقد. بدءًا من الفلاحين إلى أولئك الذين يوفرون الزوارق. كما يشمل الأمر حتى الصيادين الذين يقدمون سفنهم لعمليات الإرساء في مياههم.
عندما سئلت مصادر من نقابة الشرطة الإسبانية (جوبول) حول هذا الجانب، أكدوا لـ »فوزبوبولي » أن التعاون « معدوم » في مكافحة تهريب المخدرات. وتبدو هذه الاتهامات مبالغ فيها، مع كميات المخدرات التي يجري ضبطها على الجانب المغربي. لنُشر أيضا إلى أن رقابة قوى الأمن على الساحل الشمالي المغربي، قلصت وجود زوارق الحشيش بنسبة كبيرة، بل فرضت على العصابات نقل أنشطتها بشكل جزئي أو كلي، إلى مناطق بعيدة عن الساحل الشمالي، إلى الجديدة، أو آسفي، كما في منطقة الغرب في ساحل مولاي بوسلهام الذي كان قاعدة عمليات البارون المتوفى عبد الله الشعيري، المعروف بلقبه البارز « طاحونة ».
بالنسبة لهذه المنظمة، من الضروري أن تتدخل وزارة الداخلية « وتتخذ تدابير لضمان التعاون » بين السلطات المغربية والجهات المقابلة في إسبانيا. « تلك الإجراءات ستحسن بشكل كبير فعالية مكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية أو الإرهاب بين أمور أخرى »، كما يشددون.
على كل حال، تحالف هذه الشكوك الموقف الرسمي لحكومة مدريد، حيث يجري مديح التعاون القائم بين الجارين على الصعيد الأمني.
كلمات دلالية إسبانيا المغرب تعاون جريمة عصابات مخدراتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إسبانيا المغرب تعاون جريمة عصابات مخدرات السلطات المغربیة تهریب المخدرات الحرس المدنی فی إسبانیا فی المغرب الذین ی
إقرأ أيضاً:
زعماء فرنسيون يهاجمون الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا: «وصمة عار وخضوع لواشنطن»
هاجمت مارين لوبان، زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني اليميني في فرنسا، الاتفاق التجاري الجديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، واعتبرته “فشلًا سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا” للاتحاد، قائلة إنه جرى توقيعه بشروط غير متكافئة تميل بشكل واضح لصالح واشنطن.
الاتفاق الذي أُبرم في 27 يوليو بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، مقابل التزام أوروبي بشراء الغاز الطبيعي المسال، والوقود النووي، والأسلحة الأمريكية، ما أثار موجة انتقادات واسعة في الأوساط السياسية الأوروبية، خاصة داخل فرنسا.
لوبان اعتبرت، عبر منصاتها على مواقع التواصل، أن الاتفاق يمثل تسليمًا للسيادة الصناعية الأوروبية، مشبهة الصفقة بـ”استسلام القطاع الصناعي الفرنسي، وكذلك قطاعي الطاقة والدفاع”، محذرة من أن أوروبا تدخل في علاقة تجارية مختلة مع الولايات المتحدة لا تشبه ما تم التفاوض عليه مع المملكة المتحدة، والتي حصلت على شروط أقل قسوة.
الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي بيير جوفيه كتب على منصة “إكس” أن الاتفاقية “تُعتبر اتفاقية خضوع”، متسائلاً بسخرية: “هل علينا أن نرضى بحقيقة أننا حصلنا على رسوم جمركية بنسبة 15% فقط؟”.
وأضاف أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “ضحّت بوظائفنا وصناعاتنا وبيئتنا مقابل وعد باستثمارات أمريكية وشراء الغاز المسال”، وخلص إلى أن أوروبا “وافقت مجددًا على البقاء دمية في يد ترامب”.
من جانبه، وصف رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور الاتفاق بأنه “عار”، مشيرًا إلى أن الأوروبيين استسلموا للشروط الأمريكية وفضّلوا المصالح الوطنية الضيقة على العمل ككتلة موحدة.
في السياق نفسه، انتقد زعيم حزب “الوطنيون” فلوريان فيليبو الاتفاق ووصفه بأنه “أقل ربحية من نظيره البريطاني”، في إشارة إلى اتفاق التجارة الحرة بين لندن وواشنطن، بينما اعتبرت مارين لوبان، زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب “التجمع الوطني”، أن الاتفاق يمثل “فشلًا سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا للاتحاد الأوروبي”.
وكان ترامب قد وقّع في وقت سابق، وتحديدًا في أبريل، أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية متبادلة تبدأ بـ10% على واردات من 57 دولة بناءً على العجز التجاري الأمريكي معها، مع إعطاء مهلة تفاوض لمدة 90 يومًا انتهت في 9 يوليو، ومنذ ذلك التاريخ، دخلت الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ، وبدأت الولايات المتحدة فعليًا في رفع تدريجي للرسوم يصل إلى 30%، موجهة بشكل خاص للاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من أغسطس.
وفي خطوة وُصفت بالتصعيد، أمهل ترامب المفوضية الأوروبية حتى نهاية يوليو للتوصل إلى تفاهمات، مهددًا بفرض رسوم إضافية “تتجاوز 30%” إذا رد الاتحاد بالمثل. وعلى الرغم من إعلان أورسولا فون دير لاين استمرار المفاوضات، فإنها لم تستبعد اتخاذ تدابير مضادة اعتبارًا من الأول من أغسطس في حال فشل التفاهم.
في المقابل، نجحت المملكة المتحدة في توقيع اتفاق تجارة “شامل” مع واشنطن في يونيو، وفق ما أعلنه ترامب، تضمن تخفيضات جمركية على بعض السلع إلى 10%، وإلغاء الرسوم على سلع أخرى بالكامل، هذه المقارنة دفعت لوبان للتساؤل عن سبب قبول الاتحاد الأوروبي لشروط أكثر قساوة مما حصلت عليه لندن، التي تتفاوض كدولة واحدة فقط.
ويأتي هذا الاتفاق في وقت تواجه فيه دول الاتحاد تباطؤًا اقتصاديًا وتحديات متزايدة في قطاع الطاقة والدفاع، خاصة بعد تبعات الحرب الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة، ما يجعل الشروط الأمريكية عبئًا إضافيًا على الكتلة الأوروبية.
ويرى مراقبون أن الاتفاق، إلى جانب تعثر الرد الأوروبي، يعكس اختلالًا في ميزان القوة بين الطرفين، ويوجه ضربة للقدرة التفاوضية لبروكسل، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط الداخلية من أحزاب اليمين واليسار التي ترى أن السياسات الأوروبية أصبحت رهينة للإملاءات الأمريكية.
ومع دخول الاتفاق حيّز التنفيذ خلال أيام، تتجه الأنظار إلى الرد الأوروبي المحتمل في الأول من أغسطس، ومدى قدرة الاتحاد على تقديم جبهة موحدة والضغط للحصول على تعديلات توازن الاتفاق، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي داخل الدول الأعضاء من القيود الاقتصادية الجديدة التي قد تضر بالصناعة والزراعة والخدمات الأوروبية.
ميرتس يرحب باتفاق فرض رسوم جمركية 15% على الصادرات الأوروبية مع الولايات المتحدة رغم انتقادات الصناعة الألمانية
رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأحد بالاتفاق التجاري الجديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الذي ينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى السوق الأمريكية، واصفًا إياه بأنه خطوة مهمة تجنب تصعيدًا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي.
وأعرب ميرتس في بيان عن رضاه لكون الاتفاق يحافظ على المصالح الأساسية لألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، مشيرًا إلى تخفيض الرسوم الجمركية الحالية على قطاع السيارات من 27.5% إلى حوالي 15%، وهو ما يعد أمرًا ذا أهمية كبيرة لهذا القطاع الحيوي.
كما أكد ميرتس أن الاتفاق يساعد في تفادي نزاع تجاري كان يمكن أن يلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الألماني، خاصة في قطاعات صناعة السيارات والكيماويات والآلات التي تعتمد بشكل كبير على التصدير إلى الولايات المتحدة.
على النقيض من ذلك، عبّر اتحاد الصناعات الألمانية عن قلقه الشديد، محذرًا من أن الرسوم الجمركية الجديدة تمثل “تسوية غير كافية” و”إشارة كارثية” للاقتصاد الأوروبي المرتبط بشكل وثيق بالولايات المتحدة، مؤكدًا أن الرسوم ستكون لها آثار سلبية كبيرة على الصناعة الألمانية.
وأشارت جمعية التجارة الكيميائية الألمانية إلى أن الرسوم الجديدة “باهظة” وتكلفة الاتفاق كانت “عالية على كلا الجانبين”، فيما وصف اتحاد المصدرين الاتفاق بـ”التسوية المؤلمة” والتهديد الوجودي للعديد من الشركات.
بدوره، اعتبر رئيس معهد إيفو الاقتصادي كليمنس فاوست الاتفاق إهانة للاتحاد الأوروبي تعكس “اختلال التوازن في القوة”.
في الوقت نفسه، أكد ميرتس دعمه الكامل للمفاوضات المقبلة التي ستناقش تفاصيل إضافية للاتفاق، فيما وصف وزير المالية لارس كلينغبايل التوصل إلى الحل كخطوة أولى إيجابية، مشيرًا إلى ضرورة تقييم تأثير الاتفاق على الاقتصاد والتوظيف في ألمانيا.