بوابة الوفد:
2025-12-12@23:48:37 GMT

أصحاب الأرض

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

للمرة التى لا نعلم عددها؛ تعود الدولة العبرية للأكاذيب، ألاعيب وأكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومة الحرب الإسرائيلية لا تنتهى. وزير الخارجية الإسرائيلى قال إنه يتعين على مصر، وليس إسرائيل، إعادة فتح معبر رفح حتى يتسنى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة!!!
حقاً؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت، والبجاحة الإسرائيلية لا حدود لها، المتتبع للمسلك الدعائى الإسرائيلى منذ بداية العمليات العسكرية ما بعد السابع من أكتوبر، يدرك دونما عناء مدى أهمية معبر رفح الذى يمثل نقطة النفاذ الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر فى سياق مخطط التهجير القسرى وتفريغ القطاع بشرياً وسكانياً، ومن ثم تصفية القضية وإجهاض حلم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.


لكن المخطط الإسرائيلى تناسى عقبة رئيسية وقفت بكل صلابة وقوة فى وجه هذا المخطط، هذه العقبة تمثلت فى الموقف المصرى رسمياً وشعبياً، أعلنا بجلاء تام للعالم أجمع رفضنا مؤامرة التهجير المفضوحة، ليس رفضاً من استقبال الأشقاء بقدر الحفاظ على الرمق الأخير فى قضية تجاوز عمرها أكثر من 75 عاماً.
ليس هذا فقط، كانت الجهود والضغوط الرسمية المصرية على مدار الساعة تعمل على إقرار الهدنة، ووقف العدوان، وبالتوازى مع ذلك النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات، لكن آلة الحرب الإسرائيلية التى تعمد دوماً إلى لى الحقائق، تضرب المعبر من الجانب الفلسطينى ليصبح غير صالح للعبور، ثم تدعى أمام العالم مسئولية مصر عن عدم دخول المساعدات، وهذه المرة فى سياق إجهاض المقترح المصرى للهدنة، وبعد المأزق الذى أصبحت فيه الحكومة الإسرائيلية عقب موافقة حماس والفصائل على المقترح وكذلك الشركاء الإقليميون والدوليون، لم تجد آلة الحرب الهمجية سوى احتلال المعبر من الجانب الفلسطينى بدعوى سيطرة حماس عليه وعلى المساعدات، رغم العلم التام للعالم أجمع أن المساعدات بمجرد عبورها تخضع لإدارة الهلال الأحمر الفلسطينى، ومؤسسات الإغاثة الأممية. إذن هى أكذوبة إسرائيلية جديدة. وكالعادة قوبلت برد مصرى حاسم.
لذلك؛ من الواضح أنه مع اشتداد الخناق حول رئيس الوزراء الإسرائيلى داخلياً وخارجياً، خاصة مع تصاعد وتيرة الخلاف مع الحليف الأمريكى، وتجاوز نتنياهو للخط الأحمر الذى وضعه الرئيس بايدن فى رفح، بل وصل الأمر حد إعلان نتنياهو وصقور حكومته، أن إسرائيل ليست ولاية أمريكية، أو جمهورية موز، وأنها ديمقراطية مستقلة القرار، هنا تلجأ إسرائيل للعمل على توسعة رقعة الصراع سواء مع إيران أو مع حزب الله فى لبنان، ومؤخراً محاولات الاستفزاز للدولة المصرية، لكن شتان الفارق. مصر خط أحمر يا سيد نتنياهو والقيادة المصرية والمصريين ليسوا كالأمريكان، لن نصمت فى مواجهة استفزاز يمس الأمن القومى المصرى، وبالبلدى كده لن نتحمل دلعك، لأنه دلع ماسخ من بدايته لنهايته.
البيان الختامى للقمة العربية بالعاصمة البحرينية «المنامة» فى نسختها الـ33، بمشاركة الرئيس السيسى، انحاز للرؤية المصرية وأكد عليها؛ البيان أدان «سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطينى من معبر رفح بهدف تشديد الحصار على المدنيين فى القطاع، ما أدى إلى توقف عمل المعبر وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية، وفقدان سكان غزة من الشعب الفلسطينى لشريان الحياة الرئيسى، وطالب إسرائيل فى هذا الصدد بالانسحاب من رفح الفلسطينية، من أجل ضمان النفاذ الإنسانى الآمن». وذلك انطلاقاً من أن مصر ليست فقط دولة جوار معنية بالصراع الدائر على حدودها، لكن باعتبارها شريكاً رئيسياً وفاعلاً فى كل التفاعلات الإقليمية. وأن مصر أولاً وأخيراً، قيادة وشعب، هى صمام أمان وضمان الحفاظ على القضية الفلسطينية، وحائط الصد الأول فى مواجهة المؤامرات، والأكاذيب الإسرائيلية.
وهو ما أكده الرئيس السيسى فى كلمته أمام القمة العربية حيث أكد أنه «بينما تنخرط مصر مع الأشقاء والأصدقاء فى محاولات جادة ومستميتة لإنقاذ منطقتنا من السقوط فى هاوية عميقة، فإننا، لا نجد الإرادة السياسية الدولية الحقيقية الراغبة فى إنهاء الاحتلال ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين، ووجدنا إسرائيل مستمرة فى التهرب من مسئولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، بل المضى قدماً فى عمليتها العسكرية المرفوضة فى رفح، فضلاً عن محاولات استخدام معبر رفح من جانبه الفلسطينى لإحكام الحصار على القطاع». 
لكن الرئيس شدد على الموقف المصرى الراسخ تجاه القضية بقوله: أن مصر ستظل على موقفها الثابت فعلاً وقولاً برفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً أو من خلال خلق الظروف التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها». 
الرئيس السيسى وضع العالم أمام مسئولياته تجاه المنطقة قائلاً: «تفرض هذه اللحظة الفارقة على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين: مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار الذى يدفع إليه التصعيد العسكرى المتواصل فى قطاع غزة». 
الرئيس أضاف: «أن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى، عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام، وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيرهم قسرياً، واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية». وأن أطفال فلسطين الذين قتل ويتم منهم عشرات الآلاف فى غزة ستظل حقوقهم سيفاً مسلطاً على ضمير الإنسانية حتى إنفاذ العدالة من خلال آليات القانون الدولى ذات الصلة. هى كلمة للتاريخ وسيذكرها التاريخ حتماً.
ومن قلب القاهرة نعلنها صداحة جلية؛ نحن أصحاب الأرض الأصليين، وأنت محتل مغتصب للأرض، تقدر تبيد شعباً.. تحرق أرضاً.. تهجر سكاناً، لكن أبداً لا تستطيع إبادة فكر، وفلسطين وطن فى عقل ووجدان وفكر كل مصرى وعربى، الأفكار لا تباد، والحقوق لا تسقط بالتقادم. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم أصحاب الأرض وزير الخارجية الإسرائيلي قطاع غزة معبر رفح الموقف المصري دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية معبر رفح

إقرأ أيضاً:

البنك الأهلي: 100 مليون دولار لخلق فرص عمل جديدة وتمكين أصحاب المشروعات

البنك الأهلي: 100 مليون دولار لخلق فرص عمل جديدة وتمكين أصحاب المشروعات
كشف الإعلامي محمد موسى تفاصيل توقيع البنك الأهلي المصري، برئاسة محمد الأتربي، اتفاقية تمويل جديدة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بقيمة 100 مليون دولار، في خطوة تُعد دفعة قوية لدعم قطاع المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في مختلف المحافظات. 
وأضاف محمد موسى خلال تقديم برنامجه "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، الاتفاقية تستهدف تمكين الشباب ورائدات الأعمال الذين يواجهون صعوبات مستمرة في الحصول على التمويل اللازم لبدء مشروعاتهم أو تطويرها.
وأكد محمد الأتربي، الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي، أن الشراكة بين البنكين أثبتت خلال السنوات الماضية أنها شراكة فعّالة ومؤثرة، وأن التمويل الجديد سيوفر موارد حقيقية تمكّن المشروعات الصغيرة من التوسع وتحقيق الاستقرار، وذلك ضمن استراتيجية البنك الأهلي في تعزيز الإتاحة التمويلية ودعم الإنتاج وتوسيع نطاق المستفيدين على مستوى الجمهورية.
وأشار موسى إلى أن أهمية هذه الخطوة تكمن في أن التمويل يذهب إلى مستحقيه الحقيقيين: الشباب، والمرأة، وأصحاب المشروعات الصغيرة الذين يمثلون العمود الفقري للاقتصاد المصري، كما  يظهر الدور الوطني للمؤسسات التي تعمل بضمير وتساهم في بناء دولة قوية قائمة على الإنتاج.
تابع: البنك الأهلي اليوم لا يكتفي بالتمويل… بل يقود عملية تغيير اجتماعي واقتصادي حقيقي، قائم على التمكين وتوفير الفرص الفعلية، بعيدًا عن الشعارات والوعود.
 

مقالات مشابهة

  • مش بس أرض النادي | هشام نصر: ندعو الرئيس السيسي للتدخل لإنقاذ مستقبل 50 مليون زملكاوي
  • البنك الأهلي: 100 مليون دولار لخلق فرص عمل جديدة وتمكين أصحاب المشروعات
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • «سيدات طائرة الأهلي» يفوز على أصحاب الجياد في ذهاب ربع نهائي المرتبط
  • «سيدات طائرة الأهلي» يواجه أصحاب الجياد في ربع نهائي دوري المرتبط
  • شاخنوزا تشيد بدور الإمارات في تمكين أصحاب الهمم
  • مشاريع إغاثية وتنموية للهيئة العليا للإغاثة
  • قطع طريق ضهر البيدر من قبل أصحاب معارض البيك آب
  • اتساع الفجوة الاقتصادية بين الأميركيين يهدد آمال ترامب بالانتخابات النصفية
  • التنمية بغزة تطالب بتفعيل حالة الطوارئ وتقديم الإغاثة للنازحين