مراكش تحتضن ملتقى إدماج الجماعات الترابية في منظومة التكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
ينظم مجلس مقاطعة المنارة يوم الثلاثاء 21 ماي 2024 بفضاء المعهد الموسيقي بتراب مقاطعة المنارة، ملتقى “إدماج الجماعات الترابية في منظومة التكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف”، بشراكة مع المعهد المغربي للتنمية المحلية، وخمس جماعات من المجلس الإقليمي لبرشلونة، بمشاركة ممثلات وممثلي مجلس مقاطعة المنارة، وممثلات وممثلي الجماعات الإسبانية، وممثلات وممثلي مجموعة من الجماعات المغربية، ممثلات وممثلي جمعيات المجتمع المدني، ممثلي اللجان المكلفة بمحاربة العنف ضد النساء.
ويهدف هذا الملتقى إلى تحقيق:
1. رأسمالة تجربة مقاطعة المنارة في مجال مناهضة العنف ضد النساء والفتيات عبر خلق ثلاث مراكز للإستماع والتوجيه بتراب المقاطعة. 2. تبادل الممارسات الجيدة في مجال مناهضة العنف ض النساء والفتيات. 3. تعبئة وإشراك الفاعلين الترابيين في مجال مناهضة العنف ضد النساء والفتيات. 4. مناقشة مجموعة التوصيات لنشر وتعميم تجربة مقاطعة المنارة والممارسات الجيدة الأخرى للتكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف. وستعرف أشغال هذا الملتقى مجموعة من الجلسات التي ستنشط من طرف مجموعة من الخبيرات والخبراء الوطنيين والدوليين: • الجلسه الأولى: عرض الممارسات الجيدة في مجال التكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف على المستوى الوطني والدولي. • الجلسه الثانية: أشغال الورشات حول عولمة التكفل بالنساء ضحايا العنف وإدارة الضغوط في مراكز الإستماع والذكورة الإيجابية.وسيكون هذا الملتقى فرصة لمناقشة كيفية إدماج وإشراك الجماعات الترابية في منظومة التكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف من أجل التمكين وتكافؤ الفرص في دورة حياة المرأة، وذلك عبر:
• نشر تجربة مقاطعة المنارة إلى جماعات ترابية بجهة مراكش-آسفي وجهات أخرى. • تبني منهجية موحدة لتدخل مراكز الاستماع على المستوى الترابي. • تحسين خدمات التكفل بالنساء ضحايا العنف على المستوى الترابي. • تعزيز وسائل التوعية والتحسيس والوقاية من العنف ضد المرأة على المستوى الترابي. • تحمل المسؤولية وإنخراط الشباب والرجال في مجال تعزيز الذكورية الإيجابية ومناهضة العنف ضد النساء والفتيات. • خلق شبكة من الجماعات الترابية المغربية المنخرطة بطريقة فعالة في منظومة التكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف.المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: الجماعات الترابیة مقاطعة المنارة على المستوى ضحایا العنف العنف ضد فی مجال
إقرأ أيضاً:
هل حديث واشنطن مع حماس والحوثي وطالبان هزيمة.. أم بداية الفهم؟ قراءة في كتاب
في كتابه "التحدث إلى العدو: الإيمان، الأخوّة، وتفكيك الإرهاب"، يقدم عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي سكوت أتران قراءة جذرية لعقل الجماعات المتطرفة، بعيدًا عن الروايات الأمنية التقليدية.
من خلال أبحاث ميدانية معمّقة ومقابلات مع أعضاء من القاعدة، حماس، طالبان، والجماعة الإسلامية في إندونيسيا، يخلص أتران إلى أن ما يحرّك "الإرهابي" ليس بالضرورة العقيدة أو الفقر أو الاضطهاد السياسي، بل الروابط الاجتماعية والقيم المقدّسة التي يتقاسمها مع محيطه القريب: أصدقاء، عائلة، أو جماعة روحية.
يرى أتران أن التطرف ليس دائمًا فعلًا فرديًا نابعًا من عزلة، بل هو غالبًا نتاج ديناميات جماعية تعزز الولاء الداخلي والتماهي مع مجموعة صغيرة. فكما بيّنت تفجيرات لندن عام 2005، لم يكن المنفذون غرباء أو مجانين، بل شبابًا بريطانيين عاديين، يحتفلون ويعانقون بعضهم قبل تنفيذ الهجمات، مدفوعين بعاطفة الأخوّة والانتماء، لا بتعليمات من قادة القاعدة.
هذا التحليل يُفكك صورة "الخلايا النائمة" أو "العقول المغسولة"، ويقدم فهمًا جديدًا: إن من يقاتلون ويموتون، يفعلون ذلك من أجل بعضهم البعض، لا من أجل فكرة مجردة. الجماعات المتطرفة، كما يصفها أتران، ليست منظمات عسكرية هرمية، بل شبكات لامركزية، تتغير باستمرار، تتحرك بالفوضى المنظمة، وتبني قراراتها بناءً على التجربة والمشاركة العاطفية أكثر من التخطيط الاستراتيجي.
واشنطن تغيّر خطابها.. من القصف إلى التفاوض
في ضوء هذا الفهم، يبدو أن التحول الأخير في سياسة الولايات المتحدة، لا سيما في تواصلها مع جماعات مثل حماس والحوثيين، ليس مجرد اضطراب سياسي، بل تعبير عن إعادة نظر استراتيجية، حتى وإن كانت مدفوعة بحسابات انتخابية أو واقعية.
فمحادثات واشنطن مع حركة حماس من أجل إطلاق رهينة أمريكي، أو مع الحوثيين بعد وقف الضربات الجوية، لا تعبّر فقط عن براغماتية، بل قد تكشف إدراكًا ضمنيًا بأن القوة وحدها لا تحل معضلة الجماعات المسلحة. هذه الجماعات لا تنهار بقتل قادتها، بل قد تقوى بانهيار التسلسل الهرمي التقليدي، لأنها تتحرك أصلاً خارج منطق القيادة المركزية.
في ضوء هذا الفهم، يبدو أن التحول الأخير في سياسة الولايات المتحدة، لا سيما في تواصلها مع جماعات مثل حماس والحوثيين، ليس مجرد اضطراب سياسي، بل تعبير عن إعادة نظر استراتيجية، حتى وإن كانت مدفوعة بحسابات انتخابية أو واقعية.وهنا تبرز المفارقة: ربما فهم سكوت أتران ما فشل الأمنيون في إدراكه. حين تتحدث واشنطن إلى "العدو"، فهي لا تستسلم، بل تدخل أخيرًا إلى حقل الديناميات النفسية والاجتماعية التي تحكم هذا النوع من العنف. وهذا ليس ضعفًا، بل قد يكون بداية مرحلة جديدة: من النظر إلى "العدو" كمشكلة أمنية، إلى رؤيته كنتاج اجتماعي يمكن تفكيكه بالحوار، لا فقط بالقصف والعقوبات.
نورالدين لشهب: ترامب يتحدث مع الجولاني.. الحديث إلى العدو!
وفي هذا السياق، يُسهم الكاتب والإعلامي المغربي نورالدين لشهب بإضاءة سياسية لافتة، حيث كتب: "لقاء ترامب مع أبي محمد الجولاني والمفاوضات مع حماس.. إنه الحديث إلى العدو!! تتحدث أنباء صحافية شبه مؤكدة عن لقاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ـ المصنف على قائمة الإرهاب الدولي ـ غدًا في الرياض. ناهيك عن المفاوضات التي تجريها الإدارة الأمريكية مع حماس، والتي توّجت بإطلاق سراح أسير أمريكي من غزة. التصنيف على قائمة الإرهاب في المنظور الغربي يعني أن الإرهابي عدو وجب التخلص منه. لكن يرى الخبراء والمخبرون أن العدو يمكن الحديث والتفاوض معه".
ويتابع لشهب ربطه الواضح بكتاب أتران: "يركّز كتاب سكوت أتران حول فهم الأسباب النفسية والاجتماعية التي تدفع الأفراد للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، مثل القاعدة وحماس، ويجادل بأن الدوافع الأساسية ليست الفقر أو الجهل، بل الروابط الهرمية والاجتماعية القوية والقيم المقدسة. وفي سياق الحديث عن التواصل مع حماس أو هيئة تحرير الشام، يشير أتران إلى أن الحوار مع العدو ليس ضعفًا، بل ضرورة لفهم الديناميات النفسية والاجتماعية التي تحرك النزاعات. ويبرز أن الاعتراف بالقيم المقدسة للطرف الآخر يمكن أن يكون مدخلًا فعالًا لتقليل التوترات وفتح قنوات التفاوض".
ثم يختم لشهب بتساؤل نقدي لاذع: "هل قرأت الإدارة الأمريكية كتاب سكوت أتران؟! سؤال غبي.. الخبير والمخبر واحد في الدول الغربية."
من العدو الأيقوني إلى العدو المُعاش
تكمن خطورة قراءة أتران في أنها لا تبرّر العنف، بل تفضح ضيق الأفق الأمني والإعلامي في التعامل مع التطرف. الإعلام الغربي، والعربي أحيانًا، يختزل "الإرهابي" في صورة جاهزة: اللحية، السلاح، الشعار، دون أي فهم للسياق الاجتماعي الذي أنجبه.
من يحدد من هو الإرهابي، ومن هو المقاوم؟ ففي حين تصنّف قوى غربية جماعات مثل طالبان، حماس، الحوثيين ضمن لائحة الإرهاب، فإن هذه الجماعات نفسها، ومعها قطاعات واسعة من شعوبها أو من مؤيديها، ترى أنها حركات تحرر وطني، تقاوم الهيمنة الأجنبية أو الاحتلال، وتدافع عن سيادة بلدانها.لكن واقع الحال، كما يكشفه أتران، أن هذه الجماعات تنمو وسط المدارس، والأحياء، والمجتمعات المهمشة، بل أحيانًا على طاولة عشاء عائلي. هنا، تُصبح مقابلات واشنطن مع تلك الجماعات مؤشرًا على أن الخطاب الأمني لم يعد كافيًا، وأن العدو ليس دائمًا من خارجنا، بل مرآة لفشلنا الأخلاقي والسياسي.
الحديث مع العدو.. بداية فهم لا استسلام
إن بداية الفهم، كما يقترح العنوان، لا تعني المصالحة مع الإرهاب، بل المصالحة مع فشلنا في فهم شروطه الأولى. وهنا تكمن أهمية كتاب أتران، لا كدليل أمني، بل كمرآة سياسية وأخلاقية، تكشف أن الطريق إلى السلام لا يمر فقط عبر الحوارات عالية المستوى، بل عبر كسر الصور النمطية، وفهم ما يجعل فكرة الموت مغرية لشاب يشعر أن كرامته أُهينت.
العدو.. من هو؟ جدل المفهوم وسلطة التصنيف
وفي ختام هذا العرض، تبرز نقطة محورية لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن "الإرهاب" و"العدو"، وهي طبيعة التصنيف نفسه: من يحدد من هو الإرهابي، ومن هو المقاوم؟ ففي حين تصنّف قوى غربية جماعات مثل طالبان، حماس، الحوثيين ضمن لائحة الإرهاب، فإن هذه الجماعات نفسها، ومعها قطاعات واسعة من شعوبها أو من مؤيديها، ترى أنها حركات تحرر وطني، تقاوم الهيمنة الأجنبية أو الاحتلال، وتدافع عن سيادة بلدانها.
هذا التباين في المنظور يُعيد فتح النقاش حول الطبيعة السياسية لمفهوم "الإرهاب"، والذي لا يخضع فقط لمعايير قانونية أو إنسانية موحدة، بل يتأثر بسياقات القوة والمصالح والهيمنة. فـ"الإرهابي" في نظر طرف، قد يكون "مناضلًا" أو "مقاومًا" في نظر طرف آخر.
وإذا كان كتاب سكوت أتران يركّز على تفكيك الديناميات النفسية والاجتماعية وراء العنف، فإنه يلمّح أيضًا إلى ضرورة فهم السياقات المحلية والرمزية التي تتحرك فيها هذه الجماعات، بما في ذلك سردياتها حول الشرعية والعدالة والدفاع عن الذات.
إن إدراك هذه الفروقات لا يعني تبرير العنف، لكنه شرط أولي لفهمه، ومن ثم تفكيكه، بعيدًا عن الاختزال الإعلامي أو التصنيف الأيديولوجي. فربما تبدأ الحلول السياسية الحقيقية حين نعترف أن مصطلح "العدو" نفسه ليس دائمًا مفهوماً ثابتًا، بل هو انعكاس لصراعات أعمق في الرؤية والمصالح والتاريخ.